في ظل الاحتفالات بيوم المرأة العالمي والتهاني المتبادلة، أعتقد بأن أجمل هدية يمكن تقديمها للمرأة في هذا اليوم هي توعيتها بأهمية النضال من أجل حقوقها، ولكن الأهم من ذلك هو أن لا بد للمرأة أن تحرر نفسها أولا لأن الإنسانه السجينة االأسيرة والمكبله بقيود لا يمكنها أن تكون مالكة لقرارها فكيف لها بالمطالبة بحقوقها كإنسانة كاملة و مكملة. فعلى سبيل المثال في بلاد العالم الأول لم تنتهي حتى الآن معركة تحرير المرأة حتى وإن تقدموا كثيراً في هذا الموضوع و باتت المرأة تتمتع بالوضع الإنساني و الحقوقي الذي يناسبها كإنسانة لا تقل عن الآخرين في شيء و مازالوا يقاتلون من أجل أن تنال المرأة حقوقها كاملة، ولكن في بلاد العالم الثالث المعركة أكبر و أصعب و أعظم، ففي السودان كغيره من بلاد العالم الثالث معركتنا ليست في المساواة مع الرجال في العمل والمرتبات كحال أوربا علي سبيل المثال لا، نحن معركتنا أكبر، في رأي الشخصي معركتنا يجب أن تبدأ بتحرير المرأة من القيود المتمثلة في الخلط بين العيب و الحرام، و الخلط بين شعائر الإسلام والمفاهيم الخاطئه والعادات والتقاليد والثقافات المورثه، فالمرأة السودانية و بشكل خاص كمراة عربية و أفريقية و مسلمة هذه الأشياء تلعب دور كبير في معاناتها وأنا قد كتبت العديد من المقالات في هذا الشأن منها :( صرخة أمل، يا يابا لا لا)،(ضحايا المفاهيم السودانية الخاطئة والعادات والتقاليد والثقافات المورثه)،(حيرة الشعب السوداني بين العيب والحرام والخلط بين تعاليم الإسلام والعادات والتقاليد المورثه) ، فالمرأة السودانية منذ ولادتها تعاني من عدم المساواة ومن هذه المفاهيم والعادات الخاطئة التي يتم نسبها للإسلام كذبا و تضليلا و ما هي إلا مفهوم متخلف مورث من الآباء والأجداد والأمهات ومن الثقافة العربية الجاهلية بشكل خاص، فمنذ ولادة المرأة السودانية تبدأ معاناتها عندما تتم تربيتها و تنشأتها علي أساس تفرقة جنسية فهي أنثى و هو ذكر ومن هنا تبدأ عملية الكبت و اللامساواة، فالمرأة السودانية منذ صغرها تجرد حتى من طفولتها بسبب أنها أنثى وهكذا منذ صغرها يدخلون في رأسها مفهوم أنها أنثى و عورة و يتناسون أنها إنسانة قبل كل شيء، وتمر بها سنين التدرج العمري التي تزيد من معاناتها فكلما تقدمت في السن كلما زادت نظرة الأنثى و العورة فيبدأون في وضع قوانين دخلوها و خروجها من البيت وطريقة لبسها و مشيها و كلامها وكأنها مجرمة دولية أو مافيا جاري البحث عنها بالانتربول الدولي كيف لا و هي أنثى و عورة وتغوي على ارتكاب الفاحشة والرذيلة و كأنما المرأة و دورها في الحياه يتلخص في جسدها، ومن ثم تأتي مرحلة الختان اللاشرعي و غير الإنساني بهدف أن تحافظ المرأة علي شرفها و كأنما المتحكم الأول في تصرفات الإنسان واخلاقه ومبادئه وتربيته و ضميره هو الجهاز التناسلي لذلك يجب بتر هذا العضو السرطاني مع العلم بأن الرغبة منبعها الدماغ الذي يحركها و يصدر إشاراته وقد أثبت ذلك علميا ولكن ما باليد حيلة يجب أن تمر الأنثى بمراحل التعذيب النفسي، ومن ثم تأتي مرحلة الزواج و توجسات الأنثى السودانية هي بين قوسين (عذراء) و قبل أن تمر بهذه المرحلة يكون هوسها يتمركز في أن تلعب كل الأدوار الممكنة لكي تثبت للرجل أنه فارس أحلامها ولم يسبق لها أن عشقت أو أحبت قبله حتى وإن كان هذا الحب شريف يجب نكرانه لأننا نعيش في مجتمع تختلط فيه ثقافة العيب و الحرام ، و تأتي بعد ذلك مرحلة الزواج وهنا يكون هوس المراة الكبير هو أن تنجب و في أسرع فرصة ممكنة لأنه تم برمجتها علي أن هذا هو دورها الأول وان لم تنجح في ذلك سيتم استبدالها بأخرى (والرجل محللات ليه أربعة)، فتبدأ في العيش في حالة الرعب ولكن حتى بعد الإنجاب لا تنتهي معاناتها حيث تبدأ معاناة أخرى وهي أن تفعل ما بوسعها حتى لا يتم الزواج عليها فهذا حقاً شرعياً للرجل يحل له أربعة فتصبح هي كالجارية و العبدة تعيش تحت تهديد و وعيد الزواج عليها، وعندما تتعد المرأة هذه المرحلة و تخرج للعمل و تتمكن من الوصول إلى مراتب عالية تظل مقيدة لأن المرأة في مجتمعنا لا يمكنها العمل بحرية لذلك يصعب عليها الإبداع و التميز و التطور ، إضافة إلى أن المرأة السودانية تعاني أيضاً من أحقية الشعور بإنسانيتها وانوثتها فالانثي في المجتمعات الأخرى تحترم ويهتمون بها و يساعدونها على التطور و التقدم والإبداع و التمييز لايمانهم المطلق في أهميته دورها في الحياة، فهي اساس المجتمع هي الأم والزوجة والأخت و الخالة و العمة و الحبوبة وهي مربية و مخرجة الأجيال ، و أهم شيء تفتقده المرأة السودانية هو فقدان الرومانسية في الحياة لأن الرومانسية هي حالة عاطفية جميلة تأخذك إلى عالم وردي زهري جميل ينسيها معاناة الحياة ولكنها لا تتمتع بها، لأن مجتمعها يعتبر الرومانسية شيء عيب و حرام و مخل بالأخلاق و بالعادات و التقاليد فإن حاول الرجل أن يهتم بزوجته و يدللها و يقول لها كلمات جميلة أو مدحها أو كتب فيها بيت من الأشعار أو اصتحبها للسينما لمشاهدة فيلم رومانسي أو عطلة رومانسية فسيعتبره معشر الرجال و المجتمع السوداني بأنه رجل لا خير فيه و ينظر له بنظرة سيئة و يصبح حديث المجالس واضحوكة المجتمع، والحرمان من التمتع بالرومانسيه أنا شخصياً أعتبره نوع آخر من أنواع معاناة المرأة السودانية .
و بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نتمنى لجميع النساء وللمراة السودانية على وجه الخصوص أن تأتي الأعوام المقبلة و تجدها في حال أحسن من اليوم، وأتمنى أن نتعاون جميعاً رجالا و نساء على تحرير المرأة من قيود العادات والتقاليد و المفاهيم الخاطئة المورثه ، وأخيراً لا ننسى النساء في مناطق النزاعات من جبال النوبة ودارفور والنيل الأزرق و جنوب كردفان وبالأخص المرأة الجنوبية التي تعاني من ويلات الحرب والاغتصاب و المجاعة وهي صامدة رغم الألم و فقدان الزوج والابن والأب، وبهذه المناسبة أيضاً أحيي جميع مناضلات الجنوب أمثال أنجلينا تينج و ماما ربيكا اللاتي يجلن العالم بحثاً عن حل لقضايا الجنوب لإيقاف الحرب و وقف إراقة الدماء و إحلال السلام ونتمنى أن يعم السلام والأمان والاستقرار والتسامح السودان و الجنوب و جميع أنحاء العالم.
المرأة السودانية عظيمة و تستحق الاحترام فهي تقدم الكثير من التضحيات من أجل زوجها و أطفالها و أسرتها. و لكن مجتمعنا السوداني و العربي يظلم المرأة كثيراً
رومانسية شنو عليك يا أستاذة ديل مطلعات ديننا قروش قروش بس الوحدة أصبحنا وأصبح الملك لله قشت عينها من النوم تقول ليك دايره قروش اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك الطف فيه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة