|
أغتيال موظف نزيه بقلم اسعد عبد الله عبد علي
|
04:59 PM January, 30 2017 سودانيز اون لاين اسعد عبد الله عبد علي-العراق مكتبتى رابط مختصر
مطر هذه الليلة لا يتوقف, شارع المشتل تحول إلى بركة ماء, الناس تسير مسرعة, صوت منبهات السيارات يصم الأذان, خصوصا أن الشارع تمر من خلاله مركبات الشحن الكبيرة, التي تتميز بمنبهات تسبب الصمم. كان يحمل كتبه عادا لبيته, لكنه قد خالف كل من حوله بعدم اهتمامه بالمطر, بقي يسير على عادته ببطء, مع أن ملابسه تبللت بالكامل, معطفه الأسود وقبعته, لكنه كان غارقا في أفكاره, نعم لقد كان يوما سيئا, شديد الضغط على كيانه, فما عاد يعرف كيف يكمل الطريق, يهتز كيانه كلما عاد شريط الساعات الماضية: - علي أن اترك هذه الوظيفة, التي لم تجلب لي ألا الهم والقلق, شهرين وأنا في رعب حقيقي, ما لي واللصوص, أنهم مجموعة من السفلة, لكن ببدلات غالية وربطات عنق أنيقة, عندما أراهم استشعر نتانة تخنق الوجود. جاء اليوم احد المقاولين ومعه معاملته لبناء مشروع للعاصمة, لكن حسن الموظف الجديد في قسم تدقيق المعاملات, وجد أن معاملة المقاول مخالفة للتعليمات, فرفض تمريرها, وكتب عليها "مخالفة للتعليمات وغير مستوفية للشروط", عندها دخل عليه المقاول, وطلب أن يكلمه على انفراد, فخرج حسن إليه ليفهم ماذا يريد, جلسا معا في كافتريا الدائرة, فبادر حسن للسؤال: - قل ما تريد؟ أحسن المقاول أن الفرصة حانت كي يفوز بتوقيع هذا الموظف الشاب: - سأعطيك سيارة حديثة هدية, بالإضافة لشقة مدفوعة الإيجار سنة كاملة, ومبلغ جيد من المال, سأجعل حياتك تكون كالحلم, فقط أفوز بتوقيعك, وهو سيكون في مصلحة البلد, وأنت بتوقيعك تقدم خدمة للوطن, وتكون أديت عملك على أحسن وجه. ذهل حسن من كلام المقاول, فالمقاول دق على الوتر الحساس, فحسن يحلم بهذه الأشياء, سيارة وشقة, واطل وجه حبيبته التي تنتظره منذ أشهر, لكن أوراق المقاول لا تعطيه الحق بالفوز بالمقاولة, فان وقع عليها يكون مشترك في جريمة خطيرة, أفاق أخيرا من صدمة العرض, فقال للمقاول: - لا لا لا , لا تحاول معي, أنا لا اقبل الرشوة, وان كررت كلامك سأشتكيك عند امن الدائرة. اشتاط غضبا المقاول, فكيف يرفض هذا ال#################### عرضه, هل ستضيع عليه المقاولة, فصاح بالموظف حسن: - سأجعلك تندم. غادرا الكافتريا, خرج حسن مسرعا, ووقف المقاول خارج الكافتريا يفكر, ثم اخرج المقاول سيكارته كي يرشده دخان التبغ لحل ما, وهو غارق بالتفكير بالخيارات البديلة, اتصل بمدير مكتب أمين الحزب, كي يحل الإشكال: - صباح الخير فخامة الأستاذ. - صباح النور, تكلم ماذا تريد؟ - أستاذ المقاولة عرقلها موظف صغير, أريد تدخلك استأذنا المبجل. - اسمع, اذهب لغرفة المدير, فقط اخبره انك من طرفي. - شكرا, شكرا سعادة الأستاذ الفاضل. عادت علامات التفاؤل لوجه المقاول, أسرع نحو غرفة المدير, وكان هناك سكرتيرة جميلة بثياب فاضحة, تنظم الدخول لغرفة المدير, فاقترب منها, ليغمرها بعطره الفرنسي ويدهشها بخواتمه الذهبية, ونظر لها بعمق, ثم قال: - صباح الخير ست. تبسمت السكرتيرة وهي مازالت في دهشتها وإعجابها بالمقاول, فهي تعرف صفات الأغنياء: - صباح النور أستاذ, تكلم ما هو طلبك, وسالبيه لك. تبسم بخبث فالفتاة صارخة الجمال, ثم قال: - أريد مقابلة المدير, لأمر خاص ومهم. - تدلل أستاذ, سأخبره وأعود لك, تفضل, أستريح, وسأعود لك سريعا. جلس المقاول, وذهبت السكرتيرة الجميلة, وبسرعة عادت له وهي تطيل النظر أليه بالإعجاب: - تفضل أستاذ, المدير ينتظرك. مد يده واخرج كارت شخصي, ودسه بين يديها, وقال لها: - هذا رقمي الشخصي, انتظر منك اتصال, فانا أحب إن أخدمك, فأنت جميلة وتستحقين. أخذت السكرتيرة الكارت على الفور وتبسمت برضا تام, وقالت له: - سأتصل بك قريبا. بعد ربع ساعة كان مدير التدقيق ومدير الحسابات يعنفون حسن بكلمات الذم والتقريع, وتم رفع تقرير بحسن لسوء سلوكه, وخصم عشر أيام من راتبه, وهو مصدوم مما يحصل, فهو لم يفعل إلا الصواب, لكن جاءت الأمور بعكس ما كان ينتظر, في نهاية اليوم الوظيفي جاء أمر نقله إلى مخازن الدائرة. كأن كراج المشتل بركة ماء بفعل مياه الإمطار الغزيرة, ازداد المطر شدة, ومعه انقطعت الكهرباء, وحل ظلام دامس, ويزيد من رعب اللحظة الرعد المخيف, وصخب العائدين للمنازل من عمال وموظفين وكسبة, كان حسن غارق في تساؤلات النفس: (( ترى هل قدر للعدل أن يموت, ولماذا الفاسدون ينجحون دوما, أن أكثر ما يثير تعجبي هو دولتنا التي تفتح اذرعها لفريق المنافقين والمفسدين.)) أخيرا اقبل الباص فهرول كل الحضور إلا حسن, كأنه يريد أن تغسل الإمطار ذاكرته, عن يوم انتصر فيه الفساد. في تلك اللحظة بقي حسن وحيدا في الشارع, وفجأة تأتي سيارة سوداء مسرعة باتجاه حسن, وحسن غير منتبه لها الا وهي تقرب منه, ثم تسحق الموظف حسن, فتخرج صرخة مدوية تحت جنح الظلام, لتمتزج بالرعد والمطر, وتهرب السيارة مسرعة نحو المجهول, ويعود الصمت الا من صخب قطرات المطر. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اسعد عبد الله عبد علي كاتب وأعلامي عراقي
أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 30 يناير 2017
اخبار و بيانات
- المؤتمر الشعبي لـ(الصادق المهدي): أنت كبير السودان
- كاركاتير اليوم الموافق 30 يناير 2017 للفنان عمر دفع الله
- الحكومة السودانية تستدعي السفير الأمريكي ومظاهرات ضد ترامب
- تحالف قوى المعارضة السودانية بكندا:ارفعوا أيديكم عن القساوسة المسيحين ولا للأحكام الجائرة بحقهم
- تضامن ابناء جبال النوبة بهولندا:عرض فلم (قلب النوبة) بامستردام
اراء و مقالات
أرتريا والعمل الدبلوماسى فيها ...!! بقلم محمد رمضانمجزرة بورتسودان والجنائية الدولية والمزايدات ICC _ MASSACRE OF PORT SUDAN بقلم د. ابومحمد ابوآمنةماذا يريد ياسر عرمان.. أعادة صياغة مستقبل الحزب الشيوعى .. ام صياغة مستقبل جبال النوبة بقلم سليم عبمشكلة التحليل والبحث بقلم د.آمل الكردفانيالاستيطان اليهودي في فلسطين من الاسـتعمار إلى الامـبريالية بقلم غازي حسينترامب .. وقلع الخيام صوب ديار الأسلام !! بقلم بثينة تروس زلزال ترامب الاهوج بقلم سعيد عبدالله سعيد شاهين ( نستاهل ) بقلم الطاهر ساتيبوركينافاسو..! بقلم صلاح الدين عووضة حديث مع المحاورة بقلم إسحق فضل الله مفاجأة القرن .. فراعنة السودان حكموا مصر وفلسطين. بقلم صلاح الباشاوالي جنوب كردفان عيسى آدم ابكر واستغلال السلطة لتدمير شعب جبال النوبة بقلم محمود جوداتفصل الخطاب فى إستقالة الدكتور خطاب بقلم ياسر قطيه عبد الصبور وطه ومعرض القاهرة للكتاب بقلم بدرالدين حسن علي ترامب أمل إسرائيل الواعد ومنقذها المنتظر القادم بقلم د. مصطفى يوسف اللداويحكمة الإمام .. !! بقلم هيثم الفضلالمحكمة الجنائية بين تهديد ترامب وانسحاب الأفارقة بقلم عواطف رحمةالسودانيون وظاهرة الاستقبال وفنون الحشود بقلم محمد ادم فاشر
المنبر العام
سر اختفاء المليونير المسجون من السجن ...للكاتب هتشكوك .هاشم بدرالدين:غير تاريخ السودان وجعل من الترابي رئيس , وتسبب في عزل طه مفاجأة صادمة لترامب.. محكمة أمريكية تنقلب عليه وتقضي بعدم ترحيل اللاجئين والمسافرين (تفاصيل)اوبريت مستشفى 7979 لعلاج سرطان الاطفال بالمجان عودة الخازوق ..ادعموا ملهم كردفان في مشروعه الخيري جزاكم الله خير الجزاءكيزان مكة وخطوات عملية للانفصال من الجالية بجدة اوبريت مستشفي 7979 لعلاج سرطان الاطفال بالمجان محاسن دي قصتا شنو وهي منو ؟عضو جديد في منتداكم العامر ليس دفاعا عن السماني عمارة ولكن دفاعا من اجل لغة الحوار وتقبل الاخر(لا اعرف الرجل ولم التقيه )دعوة لتوحيد الله عز وجل !! بداية الشرك والكفر لبني آدم وكيف دخل الشرك والكفر لقلوبهم !!!قبائل الامبررو في السودان ..الفتاة تختار عريسها وليس له حق الرفض (منقول) لماذا لا يدين العلمانيون استهداف المساجد في الغرب ولا يصفون المسيحيين بالإرهاب؟غيابالفريق الفاسد طه فى ضيافة الارزقجى ود الباوقة (صور)نظام عالمي جديد يتشكل مع ترامب؟؟!!الذي لا يصلي يقول للناس صلوا فإنكم لا تصلون - مقال د. محمد وقيع الله (إعادة نشر)السودان.. فرص إنتعاش الإقتصاد بعد الإنفتاح على الإستثمارات الأجنبيةكترتي المحلبية ياتراجيالحكومة نامت علي موضوع امريكااعادة طبيبة سودانية من نيويورك ل جدةعودة الامامهولاء كانوا فى وداع البشير السر الأعظم: أوباما باع النظام السوداني لترامب: ديل خطيرين علي أمن أمريكامقتل خمسة في هجوم مسلح على مسجد بمدينة كويبيك الكنديةصور سودانين اعيدو من امريكا ... وماذا قالو ... ( صور ) الجنجويد يقتلون طالب جامعي دهسا بالعربات ( صور )
|
|
|
|
|
|