تناقلت وسائل الإعلام خبرعن الرئيس الأميركي ترامب مفاده بأنه أصدر توجيهات بسحب الدعم من بعض المنظمات ضمنها محكمة الجنائيات الدولية لذلك تواجه المحكمة الجنائية مصاعب شتي كما أعلنت المدعي العام للمحكمة الجنائية فاتو بنسودا بأن المحكمة تنقصها الموارد وتأمل لا توقف الولايات المتحدة الأمريكية الدعم الخاص الذى تقدمه على الرغم من أنها ليست عضو فى المحكمة لكنها تساهم ماديا بتقديم المكافأة للذين يساعدون أو يدلون بمعلومات تساعد في القبض على المتهمين الهاربين من تنفيذ الأحكام ومن الواضح ان المحكمة تكتسب قوتها من الدول التى تساعدها والولايات المتحدة منها .ومن قبل قامت بتسليم كبار متمردي جيش الرب الأوغندي للمحكمة الجنائية الدولية على الرغم من أنها غير ملزمة بذلك ..
و يبلغ عدد الدول التى وقعت على إنشاء المحكمة 121 دولة وتعتبر اول محكمة لها المقدرة على ملاحقة الأفراد والمتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب. تمثل الدول الأفريقية ثلث أعضاء المحكمة الجنائية الدولية وقد ابدت بعض الدول رغبتها بالانسحاب من عضويتها بحجة أن المحكمة تستهدف الأفارقة دون غيرهم بالملاحقات القضائية وبأنها تكيل بمكيالين فى مواقفها تجاه الأفارقة وتغض الطرف عن الآخرين. وجاء فى اجتماعات اللجنة الوزارية للدول الأفريقية المختصة بالمحكمة بأن أجمع وزرائها بانسحاب جماعي من المحكمة الدولية ودعوا لتعزيز الآليات العدلية الأفريقية حتى يتم حل مشاكل القارة الأفريقية في إطار أفريقي وصفهم للمحكمة بأنها أداة استعمارية جديدة وتميزية تستهدف الأفارقة. وأصبحت المحكمة مهددة بتراجع دورها ورسالتها اولا تحتاج دعم الدول الكبرى في أداء مهامها وثانيا مواجهة النعرات القومية المتمثلة في انسحاب جماعي للدول الأعضاء من القارة الأفريقية . هذا الرأي من ناحية غير صحيح باعتبار ان المحكمة لا تسطيع أن تفتح تحقيق بنفسها فى اى جريمة مالم يطلب منها ذلك إنما يتم ذلك عندما تفشل المحاكم الوطنية فى تلك الدول وتكون غير قادرة على التحقيق فى تلك القضايا ، وتعتبر هى الأمل الأخير عند فشل المحاكم الوطنية فى تلك الدول . وهى اول محكمة قضائية دولية تحت حماية دولية. هل نحن فعلا فى حوجة لمحكمة دولية لكى تقتص لنا الحقوق هناك من يري بأن المحكمة الجنائية الدولية هى تحقيق للعدالة وانتصار للمغلوبين على أمرهم بسبب صلف وتسلط الديكتاتوريات الحاكمة وبأنها هى الرادع الوحيد لهم وبها تسترد حقوق المستضعفين عن طريق القصاص وتحد من صلف المجرمين فى ارتكاب جرائم حرب وغيرها. بينما يرى الآخرين الذين يريدون الانسحاب من عضويتها بأنها مسيسة ولها حسابات سياسية ولايهما العدالة .لماذا اصلا نحتاج لعدالة دولية نسبة لغياب العدالة القانونية فى كثير من الدول وعدم قدرتنا فى تنفيذ القوانين ونسبة لغياب العدالة القانونية لذلك تمت الموافقة على إنشاء المحكمة الجنائية الدولية ولقد فتحت 4 ملفات لقضايا تخص القارة الأفريقية منها أوغندا وأفريقيا الوسطي والكونغو الديمقراطية والسودان وأصدرت تسعة مذكرات اعتقال واثنين قيد المحاكمة كما أصدرت مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الرئيس السوداني
هل سحب الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للمحكمة ستفقد مكانتها ولن يكون لها دور فعال في حال نفذ الرئيس الأميركي ترامب تهديده .على اساس ان المحكمة تعتمد على تلك الدول ولا تملك صلاحيات تنفيذية خاصة فيما يتعلق بالاعتقال نأمل أن لايكون انحساب الأفارقة فقط للهروب من العدالة وحتي لا يكون هناك رادع لهم فى ما ارتكبوا من جرائم لا مناع من تفعيل المحاكم الوطنية فى إطار القارة لكن السؤال المطروح مدي مقدرة تلك الدول فى التعامل مع هذه القضايا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة