:: الحكومة السودانية تتأسف لقرار ترامب.. فالرئيس الأمريكي كان قد وعد شعبه بترتيب البيت الداخلي وحمايته من مخاطر المهاجرين، ولهذا انتخبوه رئيساً.. وفي إطار الترتيب والحماية، أصدر أمراً مؤقتا بوقف تأشيرات الدخول لرعايا السودان والصومال واليمن وليبيا والعراق وسورية وإيران ( 90 يوماً)، وتعليق برنامج استقبال اللاجئين مؤقتاً، ومنع دخول اللاجئين السوريين (120 يوماً)..فالدرس الأول لمصدر اللجوء والهجرة، وهو نهج حكام العالم الثالث - والأخير طبعاً - هو أن الرئيس الأمريكي قد شرع في تنفيذ وعوده الإنتخابية (فوراً)..!! :: ولو كان هذا القرار سودانياً، ويستهدف تنظيم الهجرة واللجوء لحماية الشعب السوداني - من مخاطر الهجرة العشوائية و اللجوء بلا ضوابط - لما تأسف المواطن السوداني، أي كما تفعل حكومته حالياً.. وليس عدلاً أن نخرب بيوتنا بالحرب والفقر و الحدود غير المحروسة ومنح جنسيتنا لكل من هب ودب من العرب والعجم ، ثم نتأسف ونحزن على تنظيم الآخرين لبيوتهم .. نعم، ما يستدعي الأسف ليس قرار ترامب المتكئ على رغبة الشعب الأمريكي في حماية دولته من الإرهاب والفوضى، بل عجزنا بحيث نكون مثل أمريكا وشعبها وحكوماتها .. !! :: وعلى سبيل المثال الذي يعكس ( فرق الوعي)، بعد أن تأسفت وزارة خارجيتنا على القرار ثم حزنت، عاتبت ترامب بالنص القائل ( المواطنيين السودانيين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية يمتازون بالسمعة الطيبة واحترام القوانين والبعد عن النشاطات الارهابية والأعمال الإجرامية)، أو هكذا تمدح خارجيتنا سمعة شعبنا، وبالمدح تعاتب ترامب، وقد صدقت .. نعم رغم حرب عمرها نصف قرن، ورغم نهج سياسي وفر مناخ العنف في ربع القرن الفائت، كان ولا يزال وسيظل المواطن السوداني - كما مجتمعه - متصالحاً مع نفسه والآخر بالوعي و ليس بالتطرف والإرهاب.. !! :: وإن كان تفجير برج التجارة العالمية هو الكابوس الذي يؤرق أمريكاً و شعبها وحكوماتها لحد التوجس من (أي مسلم) و ( أي عربي)، فهم يعلمون - وكل العالم - أن قائمة العقول المخططة والمنفذة لهذه الحادثة كانت خالية من ( أي سوداني)..وكذلك قوائم عقول كل العمليات الإرهابية، في كل آرجاء العالم، تشهد للعالم بخلوها من (أي سوداني)..وقد صدقت خارجيتنا في مدحها لسمعة شعبنا، داخلياً وخارجياً..ولكن تبقى الأسئلة الحرجة للخارجية : هل اقتدت الحكومة ونهجها بنهج مجتمعنا وكريم خصاله ؟، وهل حافظت الحكومة على سمعة شعبنا بحيث لا تتلوث بلوث الشعوب الأخرى؟، وهل وفرت الحكومة الحماية لهذه السمعة الشعبية الطيبة بحيث لا يتم غزوها بأفكار الآخرين وتطرفهم..؟؟ :: قرار ترامب لا يستهدف (الحكومة)، بل يستهدف (المواطن)..أي يُعاقب المواطن (السمعتو سمحة) على سياسات حكومة (سمعتها شينة)..وقد تحسنت سمعة السياسات آخيراً، ولكن بعد أن دفعت البلاد (أغلى الأثمان)، وما قرار ترامب إلا بعض آثار الآثمان .. و بدلا عن التأسف، أوقفوا الحرب بحيث لا يكون المواطن السوداني نازحاً بالداخل ولاجئاً بالخارج ..وبالعدل والديمقراطية والتنمية يستقر المواطن بحيث لا يكون متغرباً في بلاده و غير مرغوب فيه بالخارج.. وعليه، فان قرار ترامب بمثابة مرآة تعكس ( بؤس حالنا)، فأشكروه ثم أصحلوا هذا (الحال البائس)..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة