إن أهم ما ستؤسسه العودة لمنصة التأسيس عبر قوى الحرية والتغيير هو إنهاء البيئة العدائية التي سادت منذ تولي كفاوات قحط للسلطة. هؤلاء الكفاوات مارسوا عداء سافراً لكل شيء، للقيم الاجتماعية، وعمليات تخوين واسعة النطاق، قمع وتكميم للأفواه، عنف لفظي، اعتقالات، مصادرات عشوائية، مساس بالعقائد السائدة، وهكذا قسموا البلد لفسطاطين، فسطاطهم الصغير الإقصائي والتهميشي، وفسطاط ضحاياهم، أرسلوا جدادهم الالكتروني في كل مكان ودفعوا فيه الملايين، ارسلوا بلطجيتهم للتحرش بكل من يخالفهم الرأي، اختلقوا دعاوى كيدية وزجوا بالناس في السجون، قاموا بعمليات تمكين وإقالات عبر اساليب دنيئة ورخيصة وبدون أدنى مراعاة للضوابط القانونية. وفعلوا أكثر من ذلك، وهو عدوانهم على الزعامات الدينية والصوفية بل وزعماء القبائل والعشائر، بكل بجاحة، بحيث لم يراعوا إلا ولا ذمة بل ولم يوقروا كبيراً ولم يحترموا صغيراً. أفضى هذا كله إلى هذه الغضبة الجماهيرية الشعبية الضخمة. حيث لم يعد من خيار سوى اتخاذ موقف حاسم ضد مشردي الغرب. الآن ستهدأ الأوضاع قليلاً، والحكومة القادمة ستتمكن من جمع شمل الشعب السوداني مستصحبة الثقافة السودانية لا الغربية، وبالتالي إنهاء عوامل التقسيم التي تزايدت في عهد مشردي أمريكا من النشطاء الجندريين. الحكومة الجديدة ستتمكن من خلق بيئة مثالية للتوافق الوطني، وهذا في حد ذاته انتصار للثورة. فبدون التوافق الوطني سيستمر التوتر والشد والجذب بين مكونات الشعوب السودانية، وبين القوى السياسية والعسكرية. وبدون التوافق سيستمر التخوين، وسيستمر الإقصاء والتهميش، وبالتالي يتم تحفيز عوامل الصراع بدلاً عن تحفيز عوامل الوحدة. يجب على الشعب الوقوف مع العودة إلى منصة التأسيس إذا كانوا يريدون إنهاء فوضى قحط١.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/16/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة