حملة إعلامية واسعة ضد مظاهرات السادس عشر من أكتوبر، التي قيل بأن الكيزان هم من دعوا إليها ودفعوا فيها. في الواقع لا شك لدي أبداً في أن المظاهرات مدفوعة الأجر، ولكني في نفس الوقت متأكد من أن الحملة الإعلامية أيضاً مدفوعة الأجر. والحق يقال، أن الثورة منذ صافرة انطلاقها لم تخلُ من دفع المال، وبتقدير بسيط فإن الجهات التي تحرك كل هؤلاء، قحاطة أو مناوئيهم قد دفعت ما لا يقل عن عشرة مليون دولار وربما أكثر بكثير من ذلك منذ أواخر ٢٠١٨. هذا لا يثبت شيئاً سوى أن هذه الأرض ليست دولة، بل مرحاضاً يتغوط فيه كل من يدفع له لكي يتغوط. وهناك من خسروا أرواحهم وآلاف آخرين من المغفلين النافعين، الذي سيقوا للنباح لملء الفديوهات على الواتس والفيس. يذكرني هذا برواية الآلهة عطشى لأناتول فرانس الذي اتخذ موقفاً تراجيدياً وعكس خزعبلات البروباغاندا التي أدارتها الثورة الفرنسية حتى تم شنق آخر ملك بأمعاء أول رجل دين. الأجور المدفوعة نفسها تتدرج بحسب اللاعبين في الثورات، لكنها في النهاية تصب لمصلحة التماسيح الكبار وخاصة الرأسماليين من أمثال أسامة داوود وإبراهيم الشيخ وبلا شك البرهان وحميدتي وخلافهم. فهؤلاء كلهم أصحاب مصالح مشتركة، مع جهات خارجية تدفع بهذه الرقعة الجغرافية نحو احتقان مفضي ولا شك إلى مزيد من الإنقسام والاستقطابات المتبادلة..ستحقق في النهاية النتيجة المطلوبة. على مستوى الشارع، أي الشعب الذي لم ينل خيراً حتى اليوم، لا من هذا ولا من ذاك، فهذا الشعب يقف على الحياد، ويتفرج على ما يحدث في انتظار نتيجة الراسلمانيا الراهنة والتعامل مع الواقع بحصافة ومرونة عاليتين. ولكن ما هي النتيجة النهائية؟ هل ستتحقق دموقراطية وحرية وسلام وعدالة؟ دعنا نسأل هذا السؤال الذي يناقضه الصراع الراهن الذي لا يبشر بالسلام ولا بالعدالة ولا بالحرية، بل بشد الحبل والانقسام والتقسيم قبل سقوط الجثث فوق رؤوس الشعب. لقد قلت كثيراً بأن هناك تجار دين، ولكن بالمثل هناك تجار علمانية وتجار ثورات، وتجار ازمات وتجار حروب، هؤلاء هم الذين يعرفون كيف يستفيدون مما يحدث. وآخرون يذهبون ضحايا غفلتهم. إن نصيحتي للشعب أن لا يخرج في اي تظاهرة لأي جهة تدعوا إليها، وهكذا لا يخرج إلا مدفوعي الأجر، وهو ما لم يحتاج الشعب إلى نصيحة مني ليفعله.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/16/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة