كثيراً ما كتبت الاقلام و سجلت الدواوين عن احوال الشعوب الاسلامية على مر العصور فإننا نجد من خلال العديد من الدراسات المستفيضة في ذلك المضمار و التي نقلت صوراً من معاناتها بسبب السياسات المتخبطة و الفاشلة لسلاطين و قدة العرب حتى فقدت جراء تلك السياسات الهزيلة كرامتها و انتهكت مقدساتها و ارقيت دماء شعوبها بسبب هيمنة فقهاء التدين المزيف على مركز القرار السياسي اصحاب الفتاوى و التشريعات المفتقرة للحكمة و العقلانية و التي تدعو في الوقت نفسه إلى إشاعة اباحة الخراب و الدمار و النهب و السلب لخيرات و ممتلكات العباد و خاصة مع البلدان التي يعجز ملوك داعش عن حمايتها فتكون عرضةً لأعمال الدمار و التخريب لجيوشهم الهمجية ، إن هذه المظاهر السلبية التي عكستً الانطباعات السلبية لشخصية ملوك و قادة يدعون أنهم من الاسلام و في خدمة الاسلام ! فهل اباح الاسلام نهب و سلب مال و ممتلكات الابرياء و العزل ؟ هل اجاز الاسلام الخراب و الدمار للمدن الاسلامية و محو صورها من خارطة الوجود ؟ فديننا الحنيف دين محبة و وئام و كهف ألامن و ألامان و منبع السلم و السلام و ليس دين انتهاك الكرامات و نهب و سلب الممتلكات ، وهذا ما لا يعي حقيقته قادة و ملوك داعش و فقهاء القتل و الدمار و الخراب ، لان قيم و تعاليم الاسلام لا تتماشى مع مصالح هؤلاء الفقهاء المتأسلمين و في المقابل فإن الشعوب المظلومة ستكون حتماً ضحية مؤامراتهم الدنيئة ، و لا تجد مَنْ يرعى شؤونها ، و يصون كرامتها وخير مثالٍ على ذلك ما نقله ابن الاثير في الكامل ( ج10/ص20) عن صلاح الدين الايوبي وهو يبيح لجند عسكره عمليات النهب و السلب مستخدماً بذلك سياسة حرق الارض وما عليها من ممتلكات و خيرات تعود لأهل تلك المدن و القرى التي تقع تحت سيطرة هذا القائد فيقول ابن الاثير : (( فوصلوا إليه على الكرك و بث – أي الافضل ابن صلاح الدين الايوبي – سراياه من هناك على ولاية الكرك و الشوبك و غيرهما فنهبوا و خربوا و احرقوا ، فتمكن من الحصر و النهب و التحريق و التخريب هذا فعل صلاح الدين )) فيا تنظيمات داعش الارهابية تيقنوا حقيقة قادتكم الذين لا هم لها سوى بناء الامجاد المزيفة و كثرة المعارك و الغزوات التي لا طائل منها سوى ارقاة الدماء و انتهاك الاعراض و المقدسات و خراب البلدان و دمارها و محو صورتها ، فالحاكم مهما بلغ من السطوة و الهيبة و النفوذ فإنه لا يمتلك الاحاطة التامة بأمور الدين و تعاليمه السمحاء وهذا ما يكشف لنا هيمنة فقهاء القتل و الارهاب المطلقة على السلطان لكسب وده و هو ما يحفظ لهم واجهاتهم و مصالحهم وأخيراً و ليس آخراً نذكر هنا ما قاله رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (26) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) في 17/3/2017 حيث علق الصرخي بقوله : (( أقول : لا اجد تعليقاً انسب مما قاله ابن الاثير } هذا فعل صلاح الدين { و لكن يا ترى هل فعل صلاح الدين ذلك من ذاته أو أنه تشريع فقهاء القتل و الارهاب في ذلك الزمان )) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة