لعل الجميع يعلم ان نسبة الامية في السودان تقدربأكثر من (50%) تقريبا ، لكن رسميا ووفق تقرير المجلس القومي السوداني لمحو الأمية بلغ عدد الأميين في السودان 9.691 مليون أمي بنسبة بلغت 31% من العدد الكلي للسكان حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء في العام2008م. ووفقا لتقديرات صندوق الأمم المتحدة للطفولة يونيسف فإن نسبة الأمية في السودان تبلغ 50% بين النساء، و31% بين الرجال، كما أعلنت منظمة يونسيف أن ثلاثة ملايين طفل في سن الدراسة لا يذهبون إلى المدارس من أصل سبعة ملايين طفل بلغوا هذه المرحلة. وفي ذات امسية بقاعة الصداقة اطلقوا عليها ( اليوم الوطني للمعلومات ٢٥ مارس ) حدثنا مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي ، وبحضور خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات من الامارات والسعودية والولايات المتحدة الامريكية ، حدثنا ان حكومة السودان تعمل جاهدة للقضاء على الاميةالالكترونية في البلاد ، ناسيا اومتناسيا الارقام الصادرة من المجلس السوداني لمحوالامية . الحكومة تتحدث عن محو الامية الالكترونية ، بينما المدارس في وسط ولاية الخرطوم وعلى بعد اميال من منصة حديث المهدي ، تعاني من اشكالات وتحديات تواجه التعليم في السودان تنبع من عدم اهتمام الحكومة بالعملية التعليمية برمتها ، بدأ من اشكالات في المنهج التعليمي نفسه مرورا بالبيئة المدرسية وليست حادثة مدرسة كرري ببعيدة ، والمجال يطول في الحديث عن اخفاقات الحكومة تجاه التعليم ، واذا كان المهدي متناسيا امر المشردين، فعليه ان يعلم ان نصف الذين تخرجهم الجامعات السودانية في الا ونة الاخيرة (فاقد تربوي ) نتيجة لضعف المنهج وخضوع العملية التعليمية لافتراضات هيئة التدريس وعدم وجود لوائح صارمة ومؤتمرات علمية تقيم وتقوم سير العمليةالتعليمية بالجامعات ، وانحصر دور وزارة التعليم العالي كما التعليم العام في فرض الجبايات ، ومنح التصديق لكل نافذ يريد ان ينشئ كلية اوجامعة ، دون وجود آلية رقابية لماتستوعبه اوتخرجه الجامعات من طلاب . وانامابجيب سيرة الاقاليم ( ولا اريد ان املأ المساحة بارقام من لايشملهم تعداد الحكومة ولن تعلم عنهم اليونسيف ) حيث هناك في احراش المنسيين من لايعلم عنهم المهدي ولا المجلس سابق الذكر ، ولنحدث الرجل عن مناطق يعلمها في حدود خارطته الذهنية والجغرافية داخل ولاية الخرطوم ، ان كان يلتفت اليها او يعلم عنها .
السيد عبد الرحمن المهدي : هذا الشعار لايناسبكم دعك عن محو الامية الالكترونية واهتموا بمحو الجوع واسباب التشرد والاقتتال ، اهتموا بمحو الفساد ، اهتموا بمحو امية القراءة والكتابة ، وقتها لن نحتاج ان نخبرك بان السودانيين لايحتاجون لذكائك الالكتروني الخارق الذي يخلصهم من الامية الالكترونية . وقتها ستعلم انك كنت تعيش في كوكب القردة ، وان الشعب السوداني مازال يعمر كوكب الارض كما كان قبل ان تغزوه قردة الانقاذ وتعطل كل آليات التطور ( كوكب القردة ) هي رواية خيال علمي للفرنسي بيير بول ، عايشت احداث الرواية مرتين ، عندماقرأتها اول مرة ، وعندما كنت استمع لتراهات عبد الرحمن الصادق المهدي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة