وطن الجدود نِعم الوطن خيراتو كم يتدفقن آن الآوان أن نُُمتحن في سبيلو لا نطلب ثمن .. وطني .. وطني .. الوطن هو البيت الكبير ، هو أول الحلم هو أول الخطوات باتجاه الكون ، الوطن هو التاريخ ، هو الإنتماء والهوية ، الوطن هو الأم من ثراه خلقنا ، وإلى ثراه سنغط في يوم في سباتٍ طويل ، الوطن هو الحبل السري الذي يمدنا بأسباب الحياة نحمله في أعماقنا أينما توجهنا وطالت بنا سنين الغربة ليشدنا من جديدٍ ويعيدنا إلى أحضانه . الوطن هو الشمس التي لا تغرب ، هو الجنة إن سلمت من أيدي القتلة السفاحين ، وهو الجحيم الذي يفتك بنا إن سقط أو تأوه ، أو أصابته أعاصير الحياة ، هو اللبنة الأولى التي نضعها لتأسيس حياتنا ، وهو الحلم الذي يسير بنا نحو تحقيق ذواتنا لنرقى به نحو الأمان والسلام والحضارة بعلمنا وعملنا وجهدنا . الوطن هو أول الدروب الذي يوصلنا للكون ، فالإنسان بعلمه وعمله هو الوطن والمنتمي إلى الوطن ، والإنسان بجهله وسوء أخلاقه هو المدمر لهذا الوطن أو ذاك ، كخليةٍ سرطانية تبدأ بتدمير الجسد شيئاً فشيئاً ، وتلقي به أسير الضعف والتخلف والوهن والإستعباد . الوطن الجميل هو المرآة الذي يعكس صورنا أمام الكون ، سواء أكانت معتمةً أم مشرقة ، فمن أحب رؤية صورته مشرقة جميلة ليحفظ في قلبه وطناً يسكنه وطناً كان سبباً لوجوده ، وطناً تسمى باسمه وله يعود كل انتمائه ، ومن أثر الصورة القاتمةَ لأرضه وللوطن ، ليلقي بنفسه إلى مقبرة الجحيم ، فلا وطن سيحويه ولا أرض ستتحمله ، ولا إسم سيفخر بأنه ينسب إليه ، من لا تعنيه كلمة الوطن في شيء فلا حياة تلزمه ولا سبيل لهذه الحياة ، ستلعنه الأيام وقبل هذا ستلعنه نفسه ، الوطن هو الروح والوريد والقلب الخافق ، لا حياة للإنسان دونما قلبٍ يخفق أو وطنٍ ينسب إليه أو يحيا لأجله ، أوطاننا هي المأوى لنا في الحياة ، والتراب الّي تختلط به ذرات أجزائنا بعد الفناء لتبقى أسمائنا تتردد بعدها في ثنايا الوطن . فالنغني للوطن . الطيب محمد جاده
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة