|
بها أهرامات أكثر من مصر، ويعود تاريخه إلى القرن 17 قبل الميلاد تقرير
|
01:20 AM March, 26 2017 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصر يوجد به أهرامات أكثر من مصر، ويعود تاريخه إلى القرن 17 قبل الميلاد: لماذا يخلو هذا البلد من السياح؟
رغم أنها مليئة بالآثار القديمة، التي تعود إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، إضافة إلى الأهرامات، والتماثيل، ولكن رغم ذلك تخلو من السياحة، هكذا تساءل المحرر بصحيفة تلغراف البريطانية. شارلز ليدبيتر، عن السودان.
الصحفي البريطاني روى تجربته الخاصة في تقرير له بصحيفة "تلغراف" عندما ذهب إلى العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في البلد الذي أنهكته الحرب حتى أصبح بلدين قبل عدة سنوات، بسبب انفصال جنوبه عن شماله.
وإلى نص التقرير:
لقد فُتح باب المقبرة الخشبي، وإذْ بأرواح العالم السفلي تصعد من براثنها لتجُرَّنا في غياهب العالَم المظلم. يتقدمني الدليل حاتم النور ممسكاً بمصباح منخفض الإضاءة، ويحدد هذا الشعاع الخافت الصادر منه معالمَ "درَجات" وعرة في أصل المقبرة، وقد عفت عليها آلاف السنين فتآكلت حواف تلك الدرجات. نتنقل بخُطانا بعناية تامة، وأثناء نزولنا في غرفة الدفن لاحظنا أن الهواء بارد بشكل ملحوظ؛ وهناك لم نجد شيئاً، ولا أحد ينتظر قدومنا. ولا حتى الموتى.
مات الملك تانوت آمون -أحد ملوك الأسرة الحاكمة في القرن السابع عشر قبل الميلاد التي كانت تقيم في هرم K16 من مقبرة الكرو- ولم يُعثَر له على تابوت. وجوده الوحيد الآن مثبَت على الجدران، في لوحات أنيقة تصور إنجازاته. وها هو، محفورٌ على الجدران بيدِ فنانٍ بارع، يساعده مجموعة من آلهة المصريين.
أخذ حاتم يتتبَّعهم بالمصباح: فها هي إيزيس، ربة الأمومة؛ وأنوبيس، إله الموتى ذو رأس ابن آوى؛ وتحوت، الرُّبّاح إله الحكمة. وهم ينقلون معاً تانوت آمون باتجاه أوزوريس، إله البعث والحساب. قال حاتم "كان الحُكم جيداً"، ثم تحوّل إلى الرسم الجداري على حائط آخر، حيث يُرَى الملكُ وهو يتحرك إلى الخلف نحو المخرج، إلى داخل "العالم الآخر"، بحسب تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية.
إن إلقاء نظرة على هذه الآلهة المصرية، المصوَّرة بشكل واضح في مقبرة رجل تُوفي في عام 653 قبل الميلاد، هو امتياز مطلق؛ ولكن، من دون السياق، يصبح الأمر محضَ تضليل. أما بالنسبة إلى إلكرو، فإنها لا تقع في مصر، وإنما في السودان، شمال العاصمة الخرطوم بمسافة 275 ميلاً. هل استغربتم؟ ربما نعم، وربما لا. فعالم الفراعنة قد بلغ أقصى الجنوب، وهو ما يُعرف الآن باسم مصر- على طول نهر النيل، ويُعرف الآن بسد أسوان وبحيرة ناصر، ومسافة كبيرة عبر الحدود المرسومة في العصر الحديث. وهنا في شمال السودان كان المصريون القدماء قد خلّفوا وراءهم ثروة من المعابد والأهرامات، وبعضاً من السياح الكرماء، على مدار 42 قرناً من الزمان. ssss
هذه الكلمة الواحدة "السودان" هي السبب وراء انخفاض أعداد المسافرين إلى المواقع المطموسة في هذا البلد الذي يتسم أهلُه بقِصَر شعر الرأس. ولكن هذه الأمة لديها سمعة مشهورة عن المتاعب التي قد تمتد إلى الغزو المصري الذي شنّه منتوحتب الثاني في القرن 21 قبل الميلاد على أراضيهم -ولكن الأراضي تعددت ألوانها بتعدد الأمم التي دخلتها في الـ200 سنة الأخيرة.
ففي عام 1821 كان السودان مضموماً تحت ظلال الحكم العثماني؛ ثم تواطأت أقدام النفوذ البريطاني الاستعماري على البلاد في عام 1882؛ ثم حدث استقلال البلاد في عام 1956؛ ثم دخلت البلد في حرب أهلية أدتْ في نهاية المطاف إلى ولادة دولة مستقلة في جنوب السودان، وذلك في عام 2011؛ ثم هوت الدولة في العنف في فترة التسعينيات، ورأت الولايات المتحدة أن تعتبر هذه الدولة راعيةً للإرهاب، وصولاً إلى المرحلة التي أُسقِطت فيها القنابل على العاصمة الخرطوم. وحتى الآن، فقد أُدرِج المواطنون السودانيون في قائمة حظر السفر الذي فرضه عليهم ترامب. وتتوقعون وجود سيّاح؟ إنه لَأمر مدهش أن يوجد سيّاح أصلا، كما ترى الصحيفة البريطانية.
في وصف الخرطوم- التاريخ الأمَمي للعاصمة
إذا كانت مملكة كوش هي السبب الرئيسي لزيارة السودان، فإن عاصمتها تستعرض أصداء فترة أكثر حداثة- وكانت هذه الفترة أكبر مشاكل بريطانيا، التي بدأت بشكل جدي بالتدخل في الشؤون السودانية في عام 1879 مع انتهاء الحكم العثماني في "البلد". وبرغم ذلك، فقد تزامنت هذه الأحداث مع ظهور محمد أحمد، وهو شخصية كانت تتبع الطريقة السمانية وسمى نفسَه "المهدي"، ثم بدأ في الترقي في السلطة حتى انتهى الأمر إلى حصار الخرطوم، ومن ثم سقوط المدينة، في شهر يناير/كانون الثاني 1885، وقتْل الحاكم الاستعماري، اللواء الأسطوري تشارلز غوردون.
شُنَّت حملات الانتقام والغزو بدءاً من عام 1896 حتى 1898 بقيادة هربرت كتشنر، لكن لم يتم ذلك قبل أن ظلّت المدينة عقداً كاملاً تحت السيطرة المهدية. تعتبر مقبرة المهدي (وهي صخرة مقببة مزخرفة) وبيتُ خلَفِه، خليفة عبد الله (وهو اليوم متحف)، يعتبران معاً محطتين أساسيتين في أي جولة سياحية تتم في الخرطوم، إذْ يقدمان شيئاً مختلفاً قليلاً عن المتحف الوطني (حيث تشمل المعروضات لوحات جدارية أُنقِذَت من كاتدرائية فاراس في القرن السابع- وهي مفقودة اليوم تحت بحيرة ناصر) وكذلك صيحات التجّار والبائعين في سوق أم درمان.
تعتبر الخرطوم أيضاً هي المدينة التي يلتقي فيها نهر النيل الأزرق والأبيض معاً، حيث يلتقيان بشكل تصادمي خفيف يدعو الناظرين إلى التقاطه بكاميراتهم.
"http://www.up-00.com/"
أما الواقع، كما هو الحال في كثير من الأحيان، فيكون أكثر متعةً مما تتخيل. استأنفتُ وحاتمٌ طريقَنا باتجاه الشمال الشرقي، على طول الممر المورِق على جانب النيل، وصولاً إلى مدينة كريمة. وكان كل ما حولنا يتحرك وينشط- الماشية والمحادثات وممرات التوكتوك في ساحة السوق؛ وعلى النقيض من ذلك كان يسود صمت مطبِق خارج محطة السكك الحديدية، التي بُنيت بالمناسبة على أيدي عمال الملكة فيكتوريا، لكنها خالية من القطارات لعقد من الزمن. أضفْ إلى ذلك الروتين اليومي السائد في شمال إفريقيا الذي يساعد في توضيح لماذا تَعتبر وزارةُ الخارجية البريطانية السودانَ أكثرَ أمناً للزيارة؛ على النقيض من بعض المناطق في مصر.
يشرح حاتم تعقيدات أمور التراث التي جلبتني هنا، ونحن نحتسي فنجان قهوة، من القهوة الثقيلة السمكية ذات النكهة الخاصة، التي تُصنَع على موقد فحمٍ بدائي وتُقدَّم في فناجين صغيرة. وباعتباره مؤرخاً وخبيراً على مستوى دكتوراة في التاريخ السوداني القديم، وكذلك باعتباره مرشداً سياحياً، يحاول حاتم شرح كلمة "نوبي"، وهو مصطلح يُستخدَم غالباً للدلالة على السودانيين الذين تصارعوا مع أمراء الحرب في الأقصر والجيزة. وجدير بالذكر أيضاً أنه يقول إنه يتعلق بشعبٍ لم يظهر حتى عام 300 ميلادية. ويتحدث بالنيابة عن مملكة كوش، التي تشكلت في صحراء بايودا حوالي عام 2500 ق.م. تضاءلت حظوظها وتراجعت بتراجع قوة مصر، وتفكك توغل منتوحتب الثاني (في عام 2032 ق.م)، وضرب مرة أخرى في القرن الثامن قبل الميلاد، عندما اجتاح الملك كاشتا القوي البلاد باتجاه الشمال، وأصبح الملوك الكوشيون هم فراعنة ملوك الأسرة الـ25، التي حكمت كِلتا "الدولتين" فيما بين عام 760 ق.م و656 ق.م. لم يكن هؤلاء الرجال أبطالاً من ورَق. وإنما كانوا محاربين وبناة إمبراطورية، وتركوا بصماتهم من خلال هذا المشهد المترِب الذي نراه اليوم.
كانت إلكرو مجرد مقبرة واحدة من مقابر مملكة كوش الملكية. وكانت تُستخدَم فيما بين عامَي 795 ق.م و315 ق.م، إلا أن الأجيال المتعاقبة لم تكن كريمةً معها. ولا تزال الدراسات الأثرية قائمة لملء تلك الفجوة التاريخية: ولا يوجد توافق في الآراء على ماهية مَن دُفِن في الهرم رقم K1، وهو أكبر هرم في الأهرامات الـ22 الموجودة في الموقع (وهي حالياً تحت الحفر).
"http://www.up-00.com/"
تحولت العديد من المقابر إلى أنقاض بفِعل الطائرات العسكرية التي شنت هجومها عليها في القرن التاسع عشر. وعلى مشارف مدينة كريمة، أراني حاتم قرية القضارِف- وهي قرية زراعية في الحزام النيلي الأخضر، ولم يكن لوجودها مَلحَظ لولا وجودُ الحصن العثماني فيها. وهذا المعقل الهائل أضحى اليومَ خراباً وقائماً في العَراء بعد أن انهارت جدرانه وسُرق ما فيه. وهناك، على جنباته، تظهر ألواح البَنَّائين الكوشيين، وتتزين بنقوش الملوك والملكات والآلهة.
وعندما تلقي بنظَرك على مدينة كريمة من الضفة الأخرى للنيل، تجد أن مظهر مدينة نوري أصبح أفضل. وفي الفترة من 664 ق.م إلى 310 ق.م، حلّت محل إلكرو لتكون المقبرة الملكية؛ وذلك بفضل وضع الرجال والنساء الذين آثروا الخلود وبنوا لأنفسهم مجداً. وفيها 73 هرماً، معظمها سليم؛ لكن حجر الزاوية كان آخرها عهداً، وقد بُني خصيصاً للملك طهارقا، وهو أحد التيتان من الأسرة الخامسة والعشرين، وكان يريد أن تكون مقبرته مميزة ومناسبة لعظَمته باعتباره حاكمَ مصر. وحوله أنشِئ وادي الملوك، ودير وستمنستر. وبغض النظر عن وجودي أنا وحاتم هناك، فإنه لم يكن هنالك أحد آخر سوى المزارعين الذين يتجولون والشمس تغرب.
أنا متلهف لرؤية هرم الملك أسبلتا، وهو هيكل من الكمال المتناظر؛ وهناك أيضاً فرص للتسلية من حاتم على عدد من الصور التي ألتقطها. يظهر لي أنه بالنسبة إلى هذا الرجل السوداني، فإن ملاحظة المناظر الساحرة التي رأيتها ليست كمظاهر البهجة والفرح القديمة التي كان يعيشها كل يوم منذ مولده؛ لكنها بالطبع ستعني شيئاً رائعاً لأي شخص يأتي لزيارتها.
نعود إلى كريمة ووسائل الراحة في المنتجع النوبي، وهي ملكية إيطالية فخمة مكونة من 10 غرف تُطل على المشهد الذي يجمع هذه الروائع معاً. أستيقظ قبل شروق الشمس لتسلق جبل البركل، وهو صخرة كبيرة من الحجر الرملي، وعلى الرغم من أن ارتفاعه 322 قدماً فقط وصعوده سهل، فإنه كان يعتبر مقدساً من قبل الحكام الذين حكموا البلاد هنا.
"http://www.up-00.com/"
وبمجرد أن أعتليَ قِمته، يمكنني إدراك سبب تلك القدسية. وعلى الجانب الجنوبي الشرقي من التل يوجد صف من الصخور، تلمع باتجاه الشمس الطالعة. وفي هذا الارتفاع يتشابه الجبل مع شكل كوبرا منتصبة- والكوبرا تعتبر رمزاً للقوة الملكية عند المصريين. وبهذا النسق نجد المخطط العام لمعبد آمون، الذي شُيِّد في عام 1400 ق.م تقريباً، تحت هذه القمة العجيبة، من قِبَل الفرعون المصري تحتمس الثالث، وهو معجزة من تمثال على شكل أسد على أعمدة هابطة، ثم توسع المبنى في عهد الملك طهارقا حوالي عام 680 ق.م. وبالقرب من حرَم المكان، ثمة جدر مكتوب بالهيروغليفية يكشف عن مهارة الحرفيين المصريين- أما الكوشيون فكانت قدراتهم أقل في القرون اللاحقة.
وعلى بُعد أمتار، توجد شريحة خصبة من الطين يوفرها نهر النيل، وهي تعتبر دليلاً على سبب تشييد القادة القدامى مبانيهم هنا. تتبعنا التيار، وتخطينا الجنوب الشرقي عبر المسطحات الرملية في منطقة بايودا الوعرة، متجاوزين أحد منحنيات حلقات النهر، وصولاً إلى مدينة عطبرة ذات السكك الحديدية- ثم ننعطف نزولاً إلى نهاية صراع ملوك كوش، إلى إحدى عجائب الدنيا: أهرامات ميرو.
وهنا تقبع أم تراث الكوشيين. كانت تُستخدم تلك الأهرامات بدءاً من القرن التاسع قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي، لا سيما من عام 300 ق.م فصاعداً، في عصر من عصور الانحطاط، عندما سقطت الأسرة الـ25، ودخل الساحة لاعبون جدد من آشور (في العصر الحديث إيران والعراق)، ثم (في وقت لاحق) فرضت روما سيطرتها على مصر، ولم يكن ثمة أمنٌ وأمان إلا في أقاصي الجنوب.
sss
ظلت بعض الأهرامات شامخة هناك، وعددها 177 هرماً، أما الغالبية فكانت في المقبرة الشمالية، وفي ولايات مختلفة من الحفاظ والمجد. وكان من الممكن فقدها بسهولة تامة. وكان من بين المدمِّرين البارزين جوسيب فيرليني، وهو طبيب إيطالي وصياد كنوز هاوٍ، كان مرافقاً للقوات العثمانية في عام 1834، وانتزع رؤوس بعض الهياكل رغبةً في الذهب. وحتى الآن، فإن الدمار الذي لحق بمقبرة الملكة أمانيشاخيتو في القرن الأول قبل الميلاد يعتبر صدمة بصرية للرائي، بل هو اغتصاب ثقافي بفِعل غاشمٍ أدّى إلى ترك العديد من المباني جذاذاً على الكثبان الرملية. وحمداً لله أنه لم يدنّس المنطقة كلها بأفعاله. وبالجوار، تعتبر مقبرة ناهِرْكا (بُنيت عام 140 ق.م) مَفخَرة بحقٍّ، لا سيما مدخلها المرسوم على شكل حرف H، فهي مقبرة مميزة جداً من مميزات أهرامات ميرو؛ وهي مفتوحة على مُصلَّى الجنائز، حيث تجد تحفاً جميلةً لإيزيس وأوزيريس، وهما يؤديان التحية للملك الميت. وفوق كِليهما، يمكن للناظر أن يرى جبل البركل مرئياً على الحائط.
وثمة مدخلان على طول الطريق، ومُنتهى مَطاف مملكة كوش يتجسد في شكل هرميٍّ للملكة أمانيريناس. حاربت السودانية بوديكا وجلبت المعركة إلى مصر -أي إلى الرومان الذين كانوا يحكمون مصر آنذاك- في عام 27 ق.م. فحققت نجاحاً جزئياً في حرب استمرت خمس سنوات، واختُتمت بمعاهدة مناسبة، وتم التفاوض مع الإمبراطور أوغسطس. ومع ذلك، فإن هذه المواجهة كانت الجموح الأخير للحضارة التي سوف تتلاشى في الأعوام الـ300 القادمة، والتي أدانها النظام العالمي الجديد على دول البحر الأبيض المتوسط.
وأنا أيضاً سوف أحمل رَحلي وأغادر إلى مخيم ميرو تينتيد، وهو ملاذ فاخر على بعد ميل واحد. وهنا، نظرتُ إلى الأهرامات وقررت أن الكوشيين سوف يكونون سعداء بالأغنية التي غنوها لعظَمتهم السابقة ومجدهم التليد. حتى وإن كان مستمعوها قليلين، حتى الآن.
كيف أصل إلى هناك؟
شركة Cox and Kings للسياحة (020 3411 1707; coxandkings.co.uk) تقدم رحلة تستمر 11 يوماً لمشاهدة كنوز النوبة القديمة عبر السودان، ومشاهدة الأهرامات الموجودة في الكرو ونوري وميرو، وكذلك رحلة إلى الخرطوم.
الأسعار تبدأ من 2,845 جنيه إسترليني للشخص الواحد لجولة في مجموعة، أو 3,745 جنيه إسترليني للشخص الواحد لرحلة خاصة- بما في ذلك أماكن الإقامة الراقية والرحلات الجوية الدولية، والسفر الداخلي المؤجَّر، والمرشدون. الخطوط الجوية الإثيوبية (0800 016 3449؛ ethiopianairlines.com ) تُقلِع إلى الخرطوم يومياً من "مطار هيثرو في لندن"، عن طريق أديس أبابا.
The surprising country with more pyramids than Egypt – but no tourists The wonder among wonders – the pyramids at Meroë The wonder among wonders – the pyramids at Meroë CREDIT: GALYNA ANDRUSHKO/GALYNA ANDRUSHKO Chris Leadbeater, travel writer The wooden door of the tomb is pulled back, and the underworld reaches up to drag us into its dark grip. Holding a low-intensity torch, my guide Hatim El Nour goes first, the meagre beam identifying rough “stairs” in the soil whose edges have been eaten away by the millennia. We choose our footsteps carefully, the air noticeably cooler as we descend into the burial chamber – where nothing, and nobody, awaits us. Not even the dead. The keepers of keys at a tomb in El Kurru The keepers of keys at a tomb in El Kurru CREDIT: ALAMY King Tanutamun – the 17th-century BC monarch who once resided in pyramid K16 of the El Kurru necropolis – is long gone, his sarcophagus vanished. His only presence now is on the walls, in the elegant paintings which depict his achievements. There he is, recreated by a masterful artist, being helped into the afterlife by gods and goddesses of the Egyptian pantheon. Hatim traces them with the torch – Isis, the mother goddess; Anubis, the jackal, the guardian of the departed; Thoth, the baboon, the god of wisdom. Together they convey Tanutamun towards the powerful figure of Osiris, who weighs and measures his soul. “The verdict is a good one,” Hatim says, turning to the mural on the other wall, where the king is seen moving back towards the exit, on into the “next world”. Inside the burial chamber of the tomb of Tanutamun Inside the burial chamber of the tomb of Tanutamun CREDIT: GETTY To glimpse these Egyptian deities, portrayed so clearly in the grave of a man who died in 653BC, is an utter privilege – but, without context, also misleading. For El Kurru lies not in Egypt, but in Sudan – 275 miles north of the capital Khartoum. Strange؟ Perhaps. Or perhaps not. Because the realm of the pharaohs reached far south of what is now delineated as Egypt – along the Nile, past what is now the Aswan Dam and Lake Nasser, and a considerable distance across the modern border. Here, in North Sudan, the Ancient Egyptians left behind a wealth of temples and pyramids – and, 42 centuries on, precious few tourists. That one word, “Sudan”, is the reason for the low traveller numbers at sites which, in a country with a less hair-raising image, would be a blur of coach parties and queues. But this nation has a reputation for trouble which may even stretch back to the Egyptian invasion of its territory by Mentuhotep II in the 21st century BC – but which certainly colours its last 200 years: Ottoman annexation in 1821; coming under the thumb of colonial Britain in 1882; independence in 1956 and a subsequent slump into civil war that eventually sparked the birth of a separate state, South Sudan, in 2011; a dabbling in violence in the Nineties that saw the United States decry it as a sponsor of terrorism, to the point where bombs were dropped on Khartoum. Even now, Sudan’s citizens have been listed in the divisive travel bans put in place by the Trump administration. Tourists؟ It’s amazing there are any at all. Show more The reality, as is often the way, is more pleasant than you might expect. Hatim and I continue 15 miles north-east, along the leafy corridor daubed on to this aridity by the Nile, to the town of Karima. Around us, all is motion – cattle, conversation and a cavalcade of tuk-tuks in the market square; a contrasting silence beyond at the railway station, built by “civilising” Victorian hands, but bereft of trains for a decade now. It adds up to a North African everydayness which helps explain why – in contrast to some areas of Egypt – the Foreign and Commonwealth Office considers much of Sudan safe to visit. Over coffee – strong, thick, aromatic, brewed on a charcoal burner in a rudimentary “café”, and served in tiny glasses – Hatim dissects the intricacies of the heritage that has brought me here. As a historian and PhD-level expert in ancient Sudan, as well as a guide, he baulks at the word “Nubian” – the term often used to denote the Sudanese who tussled with the warlords of Luxor and Giza. It relates, he says, to a people who would not appear until 300AD. He talks instead of the Kingdom of Kush, which took shape in the Bayuda Desert around 2500BC. Its fortunes waxed and waned according to Egypt’s strength, weathering Mentuhotep II’s incursion (in 2032BC) and striking back in the eighth century BC, when the mighty King Kashta strode north with intent, and the Ku####e kings became the pharaohs of the 25th Dynasty, ruling both “countries” between 760BC and 656BC. These men were no footnotes. They were warriors and empire builders, and they left their imprint across this dusty landscape. The realm of the pharaohs reached far south of what is now delineated as Egypt The realm of the pharaohs reached far south of what is now delineated as Egypt CREDIT: ALAMY El Kurru was just one of the Ku####e royal necropolises. It was in use between 795BC and 315BC – but posterity has not been kind to it. Archaeological study has still to fill all the gaps in the timeline: there is no consensus on who was buried in K1, the biggest of the site’s 22 pyramids (which is currently under excavation). And many of its tombs were pared back to rubble by military magpies in the 19th century. On the outskirts of Karima, Hatim shows me Al Teraif – an agricultural village in the Nile greenbelt which would be unremarkable but for its Ottoman fort. This once-colossal stronghold is also now a ruin, and in the crumbling of its walls, the thievery from which it is born is laid bare. There, in its flanks, are slabs of Ku####e masonry, adorned with carvings of kings, queens and gods. Staring back at Karima from the opposite bank of the Nile, Nuri has fared better. In use from 664BC to 310BC, it superseded El Kurru as royal graveyard – thanks to the status of the men and women who were committed to eternity here. It has 73 pyramids, most of them intact – but the keystone is the earliest, built for King Taharqa, a titan of the 25th Dynasty who wanted his tomb to be a new headline statement befitting his pomp as a ruler of Egypt. Around him grew a Valley of the Kings, a Westminster Abbey – and again, I have it to myself. Aside from Hatim and me, there is nobody here but for the farmer who wanders by as the sun is setting. Nuri superseded El Kurru as royal graveyard Nuri superseded El Kurru as royal graveyard CREDIT: GETTY I am agog at the pyramid of King Aspelta, a structure of symmetrical perfection, and there are amused observations from Hatim on the number of photographs I am taking. It dawns on me that, for this Sudanese man, the note of fascination is not the ancient joys he has ambled past every day since childhood – but that anyone would come to see them. It has 73 pyramids, most of them intact It has 73 pyramids, most of them intact CREDIT: GETTY We return to Karima and the comforts of the Nubian Rest House, an Italian-run boutique property of 10 rooms, which overlooks the glue that held this region together. I wake before sunrise to climb it – Jebel Barkal, a sandstone monolith which, although just 322ft tall and simple to ascend, was regarded as sacred by the rulers who held sway here. Once I reach the summit, I can appreciate why. On the south-east side of the butte, gazing towards the coming sun, is a column of rock. At this elevation, its resemblance to a rearing cobra – a symbol of Egyptian royal strength – is obvious. So is the outline of the Temple of Amun, constructed circa 1400BC, below this serpentine pinnacle (probably to harness its imagery), by Egyptian pharaoh Thutmosis III, a miracle of lion statues and tumbled pillars, heavily expanded by Taharqa around 680BC. Near the sanctuary, a wall of hieroglyphics reveals the skill of the Egyptian craftsmen – and the lesser abilities of the Ku####es in later centuries. Metres away, the fertile tranche of mud provided by the Nile is extra evidence as to why ancient leaders would have built here. We follow it upstream, cheating by forging south-east through the unforgiving Bayuda sandscape, clipping off the curve of one of the river’s loops, to the railway town of Atbara – then flitting down to the endgame for the kings of Kush, to the wonder among wonders – the pyramids at Meroë. Meroë is the mother lode of Ku####e heritage Meroë is the mother lode of Ku####e heritage CREDIT: GALYNA ANDRUSHKO - FOTOLIA Here is the mother lode of Ku####e heritage. It was used from the ninth century BC to the fourth century AD, but especially from 300BC onwards, in an era of diminished circumstances, when the 25th Dynasty had fallen, the new players of Assyria (modern-day Iran and Iraq) and (later) Rome had wrested control of Egypt, and safety was to be found further south. Some 177 pyramids stand here, the majority in the Northern Cemetery, in various states of preservation and glory. They could easily have been lost. One notable destroyer was Giuseppe Ferlini, an Italian medic and amateur treasure-hunter who, accompanying Ottoman forces in 1834, decapitated several structures in his lust for gold. Even now, the devastation he wrought on the first-century BC tomb of Queen Amanishakheto is visually shocking, a cultural rape of brute ignorance which left much of the brickwork spilt over the dunes. Thankfully, he did not desecrate the whole area. Adjacent, the tomb of Naherka (built in 140BC) is a proud survivor, its “H-shaped” entrance – so distinctive of the Meroë pyramids – opening on to a funerary chapel where fine etchings of Isis and Osiris greet the dead king. Above both, Jebel Barkal is visible on the wall. Two doorways along, the final fate of the Ku####e kingdom is embodied in the pyramid of Queen Amanirenas. A Sudanese Boadicea, she took the fight back to Egypt – and to the Romans who were now in charge – in 27BC. She met with partial success in a war that lasted five years, and was concluded by a favourable treaty, negotiated with Emperor Augustus. This was, though, the last defiance of a civilisation that would fade in the next 300 years, condemned to irrelevance by a new world order on the Mediterranean. I take my leave too, to Meroë Tented Camp, a luxury retreat a mile away. Here, I look back at the pyramids and decide the Ku####es would be pleased with the song they sing of their former greatness. Even if, for now, so few are listening. How to get there Cox and Kings (020 3411 1707; coxandkings.co.uk) is offering an 11-day Treasures of Ancient Nubia trip through Sudan which visits the pyramids at El Kurru, Nuri and Meroë, as well as Khartoum. Prices start at £2,845 per person for a group tour, or £3,745 per person for a private journey – including high-end accommodation, international flights, chauffeured internal travel and guides. Ethiopian Airlines (0800 016 3449; ethiopianairlines.com) flies to Khartoum daily from London Heathrow, via Addis Ababa
|
|
|
|
|
|