*الطقس غائم والبحر السياسي تتلاطم امواجه ، والواقع يحكي بؤس المشهد ، ككل أنظمة حياتنا فى هذا الواقع المستعر ، قضايا الفساد ، ونتائج افرازات الصراع المحتدم ، قعد بالسودان وعطّل الإنسان ، لم يكن من سبيل ونحن فى هذه المتاهة من أن نعرًّج على حقيقة بالغة القسوة ألا وهى أزمة الثقة التى أفقدت القيم قيمتها فلم تعد المعاني هى المعاني ، وإنطمست معالم الجمال فى حياتنا ، وإضمحلت الكثير عندنا مما كان يميزنا من نبل المقاصد ورفيع السلوك ليحل محلها مانعيشه اليوم من واقع إجتماعي مخدوش وواقع سياسي آثم وواقع اقتصادي متردي .. *ونحكي صوراً من واقع سوداني أيام السودان القديم ..فى جوبا حاضرة السودان الجنوبي وفى جامعة جوبا كان عم السادات .. طباخ بسيط ينضح بالحكمة التى أورثتها إياه الأسفار خاطب عدداً من الطلاب ، وهو يلخص الإشكال السوداني من جذوره متسائلا : بالله فى زول بيسرق ابوه فى البيت ؟ وماهى اسباب السرقة وانت كل البيت بيتك وملكك ، فالذى يسرق بيت ابيه لاعلاقة له بالبيت . فالذين يسرقون المال العام لاعلاقة لهم بالسودان إنهم لقطاء ولمامة ولايعرفون قدر هذا الوطن لذا يسرقون البيت لأنه ليس بيتهم ، وليسوا ابناء ابيهم ..نضر الله وجه عم السادات حيثما كان.. *كان صديقنا ناجي دهب يجلس فى دكانه وسط سوق امدرمان حيث تدافع المناكب ، رأى فتية فى حدود العاشرة من اعمارهم من ابناء جنوب السودان ،داعب أحدهم قائلا: كيف حالك ياسلطان ؟ إنبرى له رفاقه ، قفز أحدهم من الكارو وهو يستشيط غضباً ، ده ماسلطان كيف حرامي يكون سلطان ؟!بالله احفظ لسانك . وحفظ صاحبنا لسانه لأن الحرامي لن يكون سلطان وهذا هو الدرس القيمي البليغ الذى قدمه طفل جنوبي ليذرع موروث المعانى الكبيرة فى واقع تشوهت كل ملامحه . ترى ماذا لو استبدلنا هذه المفاهيم الرفيعة وحولناها لشجرة نسقيها ونرعاها ونعتني بها عناية فائقة على الاقل كنا ارحنا سيادة المراجع العام من ان يرهق نفسه بمليارات اهل السودان المنهوبة. *فى مطالعة سريعة للتاريخ العربي الاسلامي مايلفت النظر طريقة تفكير عمرو بن العاص ، الذى ظلت عورته تقبّح وجه التاريخ ، فمابين الخلع والخلع تظهر بين الفينة والأخرى نماذج من السلوك البشري حتى فى دفء الدعوة الأول والعاصي بن العاصي يسجل حضوراً دائماً فى كل الأزمنة وبذات الخصائص ونفس العورة المفضوحة ، بصورة تتجاوز اطماع السياسة الى اطماع اكثر حقارة ودناءة ، ومااكثرهم فى زماننا الذى رأينا فيه التكالب حتى على الجيفة بالبدل الانيقة ..وسلام يااااااوطن سلام يا أزالت وزارة التخطيط العمراني منتزه الزوادة ببحري وتركتها أثراً بعد عين ، قدر المستثمر خسارته المبدئية بمبلغ خمسة عشر مليار جنيه ، من سيدفعها الوزارة ؟ ام المحلية ؟ المؤكد انها ستدفع من عرق ودم وتعب بائعات الكسرة والدكوة واطفال الدرداقات ..وسلام يا.. الجريدة الجمعة 12/8/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة