*أضحكني سمير عطا الله البارحة بكلمته.. *وبصراحة هو من صرت أقرأ له- عربياً- بعد أنيس منصور.. *وأعني من الكتاب العرب غير السودانيين.. *أما محلياً فقد تقلصت دائرة قراءتي إلى أن كادت تنغلق على (نفر).. *نفر لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة.. *وبعض السبب يكمن فيما قالته زميلة عربية قبل أعوام.. *قالت- وهي محقة- إن كتاباتنا (دمها ثقيل).. *وذلك في معرض ردها عن سؤال: (لماذا لا يقرأ لنا العرب؟).. *وليست كتاباتنا فقط هي التي (ثقيلة).. *وإنما أيضاً خطبنا واجتماعاتنا ومؤتمراتنا وندواتنا وبرامجنا الإعلامية.. *كل شيء- بعيداً عن العمل- هو عندنا طويل جداً.. *هو مثل ليل مبدعنا محمد سعيد دفع الله (طويل طولاً يجنن).. *فإذا بعطا الله يشتكي من هذه (العلة) كذلك.. *يشتكي منها على نطاق الوطن العربي كله ممثلة في صحافته.. *فهي صحافة - كحال العرب جميعاً- تتكلم كثيراً.. *فقط نحن (نتميز) عنها بثقل الدم المشار إليه.. *وعندما فاز أوباما في أمريكا طلب سمير من الصحافة أن تسكت (شوية).. *فقد طفقت تردد موال العرب المعروف عن قضاياهم.. *فقال لزملائه: (خلونا في الأول نشوف أوباما شو بعمل وبعدين نحكم).. *ولكن أوباما لم يعمل أي شيء وإنما أخذ يتكلم.. *ونحن - يقول سمير- :(مش ناقصين كلام لأن عندنا منه فائض وزيادة).. *و(لو حب ممكن نصدر له كام طن منه بكل الكرم العربي).. *ويخلص عطا الله- كما فعلت أنا قبلاً- إلى أن ترمب سيفوز بسبب أوباما.. *وتحديداً بسبب كلامه الكثير (في كل شيء عن أي شيء).. *ثم لا يفعل (أي شيء في أي شيء).. *فتنظيم الدولة تمدد في كلٍّ من سوريا والعراق وليبيا وهو يتكلم.. *وضاعت هيبة أمريكا أمام وقاحة (بوتين) وهو يتكلم.. *وتمددت سطوة الصين- لحد استفزازه في أحد مطاراتها- وهو يتكلم.. *وعربدت إيران في العراق- وكادت تحتلها- وهو يتكلم.. *فسئم الشعب الأمريكي كلام أوباما (الديمقراطي) وحن إلى الجمهوريين.. *حتى وإن كان رئيسهم المرتقب من (عينة) ترامب.. *وإن قُدر لعطا الله أن يقرأ كلمتي هذه لوجهت له دعوة تشريفنا بزيارة.. *فهو سيرى- ويسمع- الكلام الذي (على أصوله).. *بل سوف (أردم) أمامه كلامنا - عبر المؤتمرات- (في كل شيء).. *ثم يُفاجأ بأنه (ما من شيء تحقق في أي شيء).. *وأتوقعه يترجاني بعد يومين (دخيلك بدي أسمع كلام أوباما أحسن).. *أو حتى يفضِّل سماع كلام العرب الآخرين.. *فهو- على الأقل- (يجعله يضحك !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة