اعجب خبير الطيران بمستوى أحد الطلاب أثناء واحدة من الامتحانات العملية..تعهد الرجل بأن يجتهد حتى يجد وظيفة للطالب النابغ..سودانير منذ سنوات توقفت عن استيعاب عمالة جديدة..مازال الخبير يبحث حتى وجد فرصة لطالب هندسة الطيران في إحدى الشركات الخاصة..بحث الخبير عن الطالب عبر الهاتف ولكن كان الرقم لا يجيب أبدا.. بعد طول بحث وجد الخبير فتاه يعمل حمالا في واحد من متاجر الجملة في سوق أم درمان العتيق. بدأت هذه الأيام أحاديث حول إعادة الخطوط السودانية لسابق عهدها في التميز..دعى البرلمان أول أمس إلى تكوين شركة مساهمة عامة.. فيما شرعت وزارة النقل في التخطيط لشراء أربعة عشر طائرة لتنضم لأسطول سودانير ..بجانب مجهودات يقوم بها المدير الجديد المهندس حمد النيل يوسف لاستجلاب نحو ستة طائرات صغيرة من المملكة العربية السعودية . في البداية هل هنالك سوق محتمل للخطوط السودانية التي أفسحت المجال طوعا لطيران دول مجاورة وبعيدة..الاجابة العامة نعم ..بإمكان سودانير أن تستقطب راكبا بين كل اثنين يمرون عبر مطار الخرطوم في الإياب و الذهاب..الآن سوقنا على قدر محدوديته يشهد منافسة كبيرة من خطوط طيران ذات قدم وساق ..التركية تنشط في أكثر من رحلة من وإلى الخرطوم..القطرية تسير ثلاث رحلات يومية وكذلك السعودية ..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. التمويل ليس أمرا عسيرا..الطائرات على قفا من يشيل..البيع الإيجاري في حالة وجود سوق جيد بامكانه أن يوفر أسطولا من الطائرات..حتى المقاطعة الأمريكية يمكن التحايل عليها عبر الاستثناءات أو التسجيل في دولة ثالثة.. هذا يعني من السهولة الحصول على طائرات ولو على سبيل الإعارة والإيجار . واحدة من أصعب المشكلات التي تواجه الناقل الوطني عقدة (شركة عارف)..بعد عملية النهب المنظم التي اجتاحت جسد سودانير ولم تترك حتى العظم بات من العسير على أي مدير اتخاذ قرار الاستعانة بصديق أجنبي..رغم أن ذلك من أفضل الطرق في ترقية خدمة الطيران ..الآن حتى خطوط الطيران الكبيرة تدخل في تحالفات مع شركات أخرى حتى لا تتكبد مشاق الحركة في مسافات بعيدة ذات تكلفة عالية. في تقديري أن التحدي الأصعب الذي سيواجه إدارة سودانير الجديدة يكمن في التنميط السالب الذي لحق بصورة الناقل الوطني..الصورة الحالية ذات الأبعاد السالبة ليست نتيجة تآمر من عدو خارجي بل نتيجة ما صنعت أيدينا من الفشل الإداري..لهذا الاصلاح يجب أن يبدأ من هنا..سودانير تحتاج إلى آلية( Re branding)..وهذه مهمة يجب أن يطّلع بها متخصصون في مجال التسويق والإحصاء ..إذا تمكنا من تصويب النظر الشعبي الى الناقل الوطني فذاك نصف النجاح في رحلة العودة الآمنة للسماء . بصراحة..رحلة النجاح تبدأ بتحديد نقطة الإنطلاق وفقا للتشخيص السليم..إعادة العافية لسودانير تبدأ بالتخلص من ميراث السمعة السيئة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة