بعد أن بينَّا في مقالٍ سابق أن داعش انما هي منظومة فكرية ، و ليس كما يظن البعض أنها ترسانة عسكرية ولا خلاص منها إلا بقوة السيف ومخطأ مَنْ يظن ذلك ، فداعش تتبنى فكراً و منهجاً وهو امتداد لفكر و منهاج الحكام الامويين القائم على الترهيب للرعية مقابل البيعة لهم ، فداعش ترى في الامراء الامويين خلفاء لهم وهم من الخطوط الحمراء حتى و إنْ أنحرفوا عن ديننا الحنيف فتبقى تلك الطبقة الاموية ضمن دائرة العناوين المهمة في المجتمع وهذا من سخف القول و مهازل التاريخ ، فالثابت عند عامة المسلمين أن كل مَنْ يتبوأ مقاليد الحكم لابد و أن يكون رسول الله و خلفائه الراشدين و جل الصحابة السابقين مثله الاعلى الذي يحتذي بهم و يسير بهديهم و يعمل وفق منهاجهم وهو ما اقرته السماء و الزمت كل المتصدين للحكم الاقتداء بهذا القدوة الحسنة فقالت ( و لكم في رسول الله اسوة حسنة يا أولي الالباب ) فنحن هنا في خطابٍ لأصحاب العقول ، لكل مَنْ يسمع الحقيقة التي لم نأتي بها من وحي الخيال او وسواس الشيطان بل من موروثنا العريق فكبار الرواة و المعتد بهم و بآثارهم عند المسلمين كتبوا عن الحكام الامويين و حقيقة منهاجهم و فكرهم، فهذا الخليفة الاموي الصالح عمر بن عبد العزيز فلماذا داعش و شيخهم ابن تيمية لا ينقلون عنه ؟ لماذا لا يكتبون عنه ؟ يمجدون بيزيد لان الاول ذو منهج معتدل بينما الاخير فحدث بلا حرج ولسنا ببعيدين عن واقعة الحرة وما ادراك ما فعله يزيد في تلك الموقعة ، وما جرى فيها من جرائم و هتك للأعراض ، و اهانة للمقدسات ، و قتل الصحابة الاجلاء طيلة ثلاثة أيام لان القوم نقضوا بيعته ؛ فأباح المدينة ثلاثة أيام لمسلم بن عقبة قائد جيوشه وحتى لا يأخذ علينا داعش ومَنْ على شاكلتهم فنحن من لسانهم ندينهم وهذا ما ورد على لسان المرجع الصرخي إذ يستدل بما نقله ابن تيمية في مؤلفه ( مجموع فتاوى ابن تيمية ج3 العقيدة ) ما نصه : (( الامر الثاني : أن أهل المدينة عندما نقضوا بيعة يزيد و اخرجوا نوابه و اهله فبعث اليهم جيشاً و امرهم إذا لم يطيعوه بعد ثلاثٍ أنْ يدخلها بالسيف و يبيحها ثلاثاً ، فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثاً يقتلون و ينهبون و يفتضون الفروج المحرمة )) وهذا ما أثار استغراب موقف داعش مما يذهبون إليه و يروجون له إذ يقول الصرخي ( يا اتباع ابن تيمية ماذا تريدون اوضح من هذا الدليل و البرهان على سقم ما انتم عليه من بطلان تقليدكم و اتباعكم ابن تيمية ؟ انظروا و اقرءوا هذا هو ابن تيمية امامكم يقر و يعترف بافعال يزيد إمامكم و خليفتكم يقول ابن تيمية عن يزيد (فصار عسكره في المدينة النبوية ثلاثاً يقتلون و ينهبون و يفتضون الفروج المحرمة)) مقتبس من المحاضرة الثالثة لبحث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول ) بتاريخ 21/10/2016 فلسنا نحن مَنْ نقول يا دواعش العصر فهذا امامكم وشيخكم ابن تيمية يقدم الادلة الدامغة على فداحة و عظيم فعل خليفتكم و امامكم يزيد ابن معاوية فأي منهج تتبعون ؟ و أي خليفة و مرجع تقلدون ؟ و تمعون جيداً بحقيقة خليفتكم فحاسبوا انفسكم قبل أن تحاسبوا ؟ . http://cutt.us/786VMhttp://cutt.us/786VM
بقلم // احمد الخالدي أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 24 أكتوبر 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة