الدكتور نافع علي نافع يستبسل في البقاء على قيد الواجهة السِّياسيَّة.. وليُؤكِّد للناس دوماً مبدأ (أنا أصرِّح.. إذاً أنا موجود) فهو لا يمل ولا يكل من (الوخز بالإبر) بتصريحاته المُثيرة للجدل.. هذه المرة يطل من نافذة جديدة.. بعد انحسار المناصب الرسمية عاد أمس إلى واجهة الأخبار تحت مُسمى (ممثل الأمين العام للحركة الإسلامية) وقال: (إنّ السودان البلد الوحيد في العالم الذي يُؤكِّد دوماً وعلناً تمسكه بأن تكون الحاكمية لله سبحانه وتعالى، وأنّ السودان يُجاهر على الدوام بأنّه يُطبِّق شرع الله).. ومن حق نافع أن يدعي أنّ السودان الدولة (الوحيدة) في العالم التي تُطبِّق شرع الله.. فمن قبل – في عهد الرئيس الأسبق جعفر مُحمّد نميري - كان الاسم الرسمي للدولة (جمهورية السودان الديموقراطية).. رغم أن ثلاثة عهود حزبية سابقة لم تلصق كلمة (الديموقراطية) باسم السودان.. لكن نميري كان يصر أن جمهورية (ديموقراطية)..!! وكانت الديموقراطية أيضاً في اسم (جمهورية اليمن الديموقراطية) رغم أنف حكم الحزب الواحد الديكتاتوري.. وديموقراطية (جمهورية ألمانيا الديموقراطية).. التي كانت تتزيّن بها ألمانيا الشرقية بينما شقيقتها (ألمانيا الغربية) ذات الديموقراطية الحقيقية أنها عار عن الصفة.. بل ولا أمريكا أو حتى بريطانيا تضعان كلمة ديموقراطية في الاسم الرسمي للدولة.. الادعاء عبر الخطب والتصريحات سهلٌ ومجانيٌّ.. لكن تبقى الحقيقة في طيات السؤال الذي يجب أن يجد الإجابة.. ما هي (حاكمية الله) التي عناها د. نافع في حديثه واحتكر حق الأداء العلني لها للسودان دون غيره من الأمم؟! هل مُجرّد (الإعلان) يَعني الحقيقة والامتثال؟ أم على نهج ديموقراطية الدول التي جهرت بكونها ديموقراطية فألصقته رسمياً بها كما أسلفت.. أو مثل (جماهيرية) دولة العقيد القذافي التي أكّدها وبصم عليها بالخمسة (الجماهيرية الشعبية الكُبرى..) حتى جاء اليوم الذي انتفضت فيه الجماهير الليبية لإزالة دولة (الجماهيرية الشعبية الليبية الكبرى).. فاضطر قذافي من هول المُفاجأة أن يسأل الجماهير عَلناً (مَن أنتم؟؟) وعندما لم يجد إلاّ صدى الهتاف بسُقوطه تبرّع لهم بالإجابة فوصف ذات الجماهير التي ألصقها باسم الدولة بأنّهم محض (############ان)!! وكأني بها صارت (ال############انية الشعبية الليبية الكبرى).. لو رجع د. نافع من تلقاء نفسه لتصريحات كثيرة سابقة من مُختلف قيادات الدولة لأدرك هول ما يدعيه.. فالاعتراف سيد الأدلة.. وما فتئت قيادات الدولة تقر كل يوم بمُجافاة ما يدعيه نافع.. اعترفت الدولة علناً بأنّها مَارَسَت أقصى سياسَات الظلم والتمييز عبر ما عُرف بـ(التمكين) فشرّدت عشرات الآلاف علناً من وظائفهم.. وأقرّت الدولة بأنّها بعد 27 عاماً من الحكم أنّها (تستشرف مرحلة جديدة في الحكم قوامها الشورى والديموقراطية وحُرية الرأي المسؤول مع إعلاء قيم المُواطنة وحفظ حُقُوقها في تولي المناصب والوظائف العامة بحيث يتولاها الأجدر والأعلى كفاءةً).. ليت الدكتور نافع.. يستريح.. ويريح..!! altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة