بما أني مهتمة جداً بوضع بلدي الثاني الجنوب وأحرص علي تبادل الآراء مع إخوتي في الجنوب وتبادل الحوار مع بعض قادتهم من طرفي المعارضة والحكومة قد لاحظت أن النخبة الجنوبيه والأحزاب السياسية تتحدث عن موضعين الأول الحوار الوطني والثاني إمكانية الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب في مقالي هذا سوف أتطرق لموضوع الحوار الوطني وسوف أؤجل موضوع الوحدة الوطنية بين الشمال والجنوب لمقالى القادم وإمكانية تنفيذه والعوائق التي تقف أمام نجاحه :تتباين آراء الجنوبيين بين مؤيد ومعارض للحوار الوطني للأسباب التاليه : المعارضون للحوار الوطني لا يؤمنون بشفافية ومصداقية هذا الحوار ويعتبرونه آلة خداع وغش إستخدمهما سلفاكير وتعبان الهدف منهما شق صفوف المعارضة قائلين : إنها سياسة موروثه من جون قرنق بث الإنشقاق فى صفوف المعارضة وقد درج سلفاكير على المرواغة والخداع عبر الوعود الكاذبة والتى رأى يمكن تمريرها هذه المرة عبرالحوار الوطني بعد تأزم الحالة الاقتصادية والسياسية والأمنية والضغوط الدولية والتراجع العسكري في ميدان القتال ولكن الهدف الرئيس هو أن سلفا وتعبان يطمعان فى الأموال التي سوف تعطي لهما وتصب في خزينة الدولة إذا مانجحا في إقناع المعارضة بالانضمام للحوار الوطني والبعض الآخر من المعارضين يقول : أن حكومة الجنوب باتت تتأثر بشكل كبير بحكومة الشمال وتريد تقليدها في جميع سياستها حيث أنهم يرون أن سلفا صار يستخدم حتى عبارات الدين لخمد الأزمات وإطفاء غضب الشعب والبعض الآخر يقول : أنه لا مجال للحوار لأن ما ارتكبه سلفا في حق قبائل ريك مشار من إبادة وذبح وإغتصاب وحرق لا يغفر ولا بد من الانتقام لأحداث يوم 15/12/2013 التطهريه ولن يغفروا له تشريده لكبار السن والأطفال والنساء للمخيمات تحت ظروف قاسية من هطول أمطار غزيرة وبرد وسير علي الأقدام وأن من كانت له وطنية لقبيلته لن ينسى ولن يغفر هذا وبعض المصادر قالت لي: أنهم مستأين من موقف البشير التخاذلي معهم ورفضه دعم المعارضه الجنوبيه خوفاً علي مصالحه وتخاذله مع قائد المعارضة ريك مشار وتخليه عنه عندما لجأ إليه ومن جهة أخرى قال لى نفس المصدر بإستثناء موقف البشير مع ريك مشار تصرفه معنا نحن كمعارضة لسلفاكير بعيدا عن ريك مشار رفض تمويلنا بالسلاح الذى كنا فى أمس الحاجة له فلو كان البشير طاوعنا وسمح بفتح مخزن واحد من مخازن ذخيرته للمعارضة لتمكنت من القضاء علي جيش سلفاكير الذي يتم تمويله من الغرب بجميع أنواع السلاح مروراً بالكاكي الذي يلبسونه علي أجسامهم والبعض الآخر يلوم رياك مشار لأنه يمنع قواته من تنفيذ هجمات ضد جيش سلفا قائلاً : إن ذلك قد يعرضه لمحكمة الجنايات وهكذا يصبح ريك مشار أحد عواقب المعارضه في الهجوم علي سلفا خوفاً من محكمة الجنايات. أما المؤيدون للحوار الوطني يرون أن المعارضة ترفض الحوار الوطني لأنها تفضل خيار القتال وحرب العصابات لأنها عاجزه عن طرح أفكار أو برامج بديلة لأفكار الحكومة الحالية وعجزها عن تغيير الموازين فكرياً لهذا تلجأ لخيار القوة لأنها لاتعرف ولا تتقن غير هذه اللغة وان صفات المعارضة في نشر ثقافة الفتن والانتقام والثأر أشبه بالصفات الابليسيه وإنانيتها وسعيها للسلطة يدعها تسعى لتحقيق أهدافها دون سماع أصوات الشعب إضافة إلى أن المعارضه أقليه ولايكمن الرضوخ لرأيهم.
أما في رأي انا الشخصي وتحليلى لوضع جوبا السياسي الحالي لا يمكن نكران أخطاء نظام سلفاكير وسوء إدراته بشكل حكيم للبلاد وهذا من خلال مانراه في الساحة من قتل وتشريد واغتصاب وسفك للدماء ولكن الحكومة والمعارضة الاثنين متورطين في هذا الوضع المأساوي ولكن لنكن موضعين سلفاكير له أخطائه والمعارضة أيضاً لعبت دور كبير في مأساة الجنوب وإذا أردنا إيجاد حل جذري لأزمة الجنوب لن يكون عن طريق تعليق الأخطاء علي عاتق الحكومة أو المعارضة كلاهما أخطأ، مايهم في الأمر هو إيجاد حل للأزمة حفظاً لدماء أبناء الجنوب وهذا يكون عن طريق تعزيز ثقافة التسامح والسلام الاجتماعي أولاً لأن الجنوب يعاني من نزاعات قبلية وعرقية والفتن ونداءت الإنتقام والأخذ بالثأر تطارده من جميع الجهات ولايمكن لشعب الجنوب التغلب عليها إلا بتعزيز ثقافة التسامح لأن التسامح هو لغة الأقوياء والانتقام لغة الضعفاء والانتقام لا يشبه مناضلي الجنوب الشرفاء عليهم أن يتمثلوا بزعيم النضال نيلسون مانديلا الذي سامح ورفض الإنتقام من أعدائه فهل هؤلاء الذين يرفضون التسامح ونسيان الماضي أفضل من نيلسون مانديلا أو أكثر تمسكا منه بمبادئ النضال إضافة إلى أن جميع الأديان والكتب السماوية تدعو للتسامح ورسالة عيسى عليه السلام هي التسامح فهل هم أفضل من المسيح الذي عفا وسامح؟ ( من لم يكن منكم بلا خطيئة فليرمنى بحجر ) ام أنهم يريدون تغير الشر بالشر؟هل هذه ثقافة المسيح الذي أمركم بأن تقابلوا الشر بالخير؟ أما هذه هي ثقافة جون قرنق الذي نضال سنين عديده من أجل أن يتحد السودان وليس الجنوب فقط وقدم روحه النفيسة من أجل أن ينعم الجنوب بالأمان والسلام؟ أم أنكم نسيتم كلمات النشيد الوطني :( أرض النساء والرجال الاشداء أحفظينا متحدين في سلام وسكينة)، دعوتم الرب أن يحفظكم متحدين في سلام وسكينة ولكن أنتم تناقضون أنفسكم بقتالكم لبعضكم البعض وأنتم أخوه نوير ودينكا لا فرق بينكما أنسيتما أن السودان هو قلب أفريقيا وأصالة أفريقيا والسودان يتمثل في الجنوب أنتم أصل أفريقيا وثقافتها وفخرها كيف رضيتم بأن يؤل بكم الوضع إلى هذا الحال ألا تغارون علي بلدكم وعلي وضعكم في العالم وفي أفريقيا وتتركون الفرصة للأعداء ليشمتوا فيكم، عززوا ثقافة التسامح والسلام الاجتماعي وإتحدوا من أجل حوار وطني وكونوا عقلانيين لا يمكن إزاحة سلفاكير بين يوم وليلة من حقه أن يبقى حتى نهاية ولايته كما يحدث فى الدول الديمقراطيه الرئيس يكمل ولايته 4 سنوات ولن تأتي الديمقراطية بين عشية وضحاها حتى الأرض خلقت في سبعة أيام التغيير يأتي شيئاً فشيئا ليس هنالك دولة أفريقية واحدة تنعم بديمقراطية كاملة كونوا موضعين وانجزوا أحلامكم خطوة بخطوة أوقفوا الحروب وسفك الدماء حتى ينعم الجنوب بالأمان والاستقرار ثم تحاوروا مع بعضكم البعض حكومة ومعارضة واعملوا سوياً جنباً لجنب لإيجاد حل للأزمة الاقتصادية والاجتماعية حتى يتمتع الجنوب بأقل متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وعلاج وتعليم وبعد أن تهيئوا الأجواء لإنشاء دولة ديمقراطية تفاوضوا مع بعضكم وتحاورا ولكن بالحكمة والتسامح حفظ الله دولة الجنوب ومتعها بالسلام والأمن والأمان . بقلم عبير المجمر ( سويكت ) 2016/12/18
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة