أثبتت التجارب بان الوسائل التي استخدمت لحل بعضاً من المشكلات سلفا قد لا تحل مشكلات اليوم وهذه نظرية متعارف عليها، وبالتالي ففي السودان هنالك أحزابا عجوزة ظلت تكرر نفسها ودون جديد وبرموز عمرت وما زالت تجرجر أذيالها وتصبوا بان تعيد تلكم المسرحيات، بل اثبتت بانها لم تك في يوما من الإيام حلاً ناجعا لمشاكلنا سوى اليسير الذي رأيناه من بعض المخلصين والوطنيين وقد رحلوا على ما يبدو خلفهم من لم يك اهلًا لذلك !!
ورغم ذلك صبر الناس عليهم ولكن للاسف لا جديد أتى منهم، وعليه فاليوم ان اعتمدنا على نفس تلكم الأحزاب والشخصيات والتي هي تمتهن السياسة ودون خجل او حياء فسوف يكون ذلك هراء بل غباءً بان نظل نعيد نفس التجارب و الوسائل والأدوات والشخصيات ولحل مشكلات اليوم والتي قطعا اكبر منهم فهمًا واستيعاباً !!
وعليه فاني ارى بان بعض الذين تعودوا على السانحات واللنقي يستعجلون مغادرة العصابة الحاكمة وحتى يستولون هم على السلطة وكما ظلوا يفعلونها دوماً مستخدمون نفس تلكم الأسطوانات التي تكررت وظلت تعاد وفي أي هبة شعبية ام انتفاضة حرة والتي قد يقدم فيها الشارع السوداني فلذات أكباده!!
حقيقة يزعجني كثيرا عندما نسمع بان فلان الفلاني والذي هو عرابا حزبيا ويمثل رمزا لحزب ما او حركة مسلحة وتراه مصرحاً بأنه قد كذا وكذا، سافر ام قرر السفر ام العودة، وللاسف البعض ينداح في خبر سخيف كهذا، والذي لا علاقة له بالعملية الثورية، وهي مجرد اهتمام بخزعبلات محبطة للشعب ايم احباط، بل قد يوحي اليه بان مصيرهم مربوطا بنفس تلكم الرموز التي خذلته وأوصلته الى ما هو فيه !!
وعليه فلابد من ان نعلم بان هنالك البعض (الانتهازيين) وهم مندسون ولا يظهرون الا بعد خمود العاصفة، وبعد ان يدفع الشهداء الضريبة الوطنية غالية بدمائهم!!
وبالتالي يجب ان نقلها ومدوية وليعلموا الجميع وكل من تسول اليه نفسه بأنهم وبشعارات ودواعي الوطنية والقومية وبنفس تلكم الأسطوانة المشروخة القديمة الجديدة يودون ان يركبوا على ظهور الناس وللمرة المليون !!
نقلها ومباشرة بانه لا مجال لهم بعد اليوم!! ولا سيقبلهم الشعب ولا الشارع طالما هم كخفافيش الليالي لا يبينون الا بعد الطوفان !! وخاصة الذين ظهروا في هذه الايام تحديدا ليثبتوا بأنهم موجودون ومناضلون في محاولة للمشاركة وفي النهائيات حصريا وأصبحنا نسمع لهم صوتا وباسم مؤسسياتهم الخربة !!
فالفكر الجمعي للشعب السوداني ظل يذكر فقط الشباب الذين قدموا الروح والدم من الغلابة والذين يتموا ابنائهم وترملت زوجاتهم وثكلت أمهاتم وخاصة الشباب منهم !! ومن هنا نحي كل شباب الثورى وبكامل قطاعاته والذين ظلوا يخرجون لمساعدة المساكين والغلابة ويقدمون الخدمات في شكل تطوع وفي كل مناطق السودان ويجمعون المال عبر الميديا ويساهمون في رفع الضيم عن المواطنين ودون مقابل بل ظلوا يٌطاردون يٌعتقلون ويسومونهم سوء العذاب ولم يعلم بهم الا أهاليهم وزملائهم !!
وليس كما تفعله العصابة ببعض من رموز من يتصنعون بأنهم زعامات معارضة حيث اعتقالهم ليست سواء فنادق، ومزيد من التشاور والاتفاقيات من خلف الكواليس لإجهاض الثورة والشرفاء منهم قلة !!
بل ظلوا يوهمون الناس بان السياسة هي مهنة وقد سخرهم الله لها بان يتحدثون باسم السودان أرضا وشعبا ولا يقومون بشيء سوى التحدث والتصريحات الفضفاضة والمؤتمرات والسفريات ذهابا وإيابا والحرص على الملمات والتجمعات والتحدث باسم السودان وفي اي مكان وزمان وكيفما اتفق وكانهم ورثوه عن اجدادهم او هو ملكا لهم //
نقول لهم وبكل مؤسساتهم الغير مؤسسية والتي لا تعرف طريقا للديمقراطية بل تغلب عليها الإقطاعية والأسرية والفردية //
فاليوم يجب ان يعلموا بان هذا الشعب قد مل وكل من هذه الساقية والتي أرهقته وأتعبته ومنذ خروج المستعمر، وبالتالي فهو يريد من الجميع بان يك سودانيا وسودانية لا حزبية ولا طائفية ولا قبلية، سودانية مية المية ولنعمل من الصفر !! نعم لا تحدثني عن تاريخ ولا ماضي فالتاريخ السوداني للجميع، ورغم مغالطاته المقصودة والتي نتج عنها كثير من معاناتنا اليوم، والذي يحتاج لإعادة كتابة قطعا وضمان الاستمرارية و التضامن لبناء الدولة وتأمين السلامة والكرامة للجميع اولا!!
نعم وليتحدث الجميع باسم الوطن الواحد وليست الاحزاب ولا الحركات فكلها مسميات ظلت تكرر نفسها بلا قيمة عمليه، ويجب ان تك العبرة بالنتائج والممارسة وليست الشعارات فقط !! فهي توحي الى فكر وفهم الشعب السوداني الاقتران بالفشل والضياع والدمار ولانها كانت شريكة للعصابة الحاكمة بصورة او اخري //
ولا يستطيع احدا الادعاء بامتلاك تلكم النضالات التاريخية لابطال السودان لنفسه او لحزبه فذاك ليس صحيحا، وكل التاريخ والنضال السابق فهو ملكا لكل الشعب السوداني، وحتى لا يتحاجج به احدا على الاخرين ويدعي بان علو الكعب !!
وليٌفهم بان اي نجاح كان ولأي رموزا سودانية قد سلفت لاي حزب او تنظيم سياسي فهم قد قدموا ما لديهم، فلهم ما كسبوا واكتسبوا وعليها فنحن معنيون بواقع اليوم وليس الامس، ولتصحح المفاهيم باننا معنيون بما قدمنا من فشل، وندعي باننا على خطى الأبطال! ورغم اننا اقتدائنا بهم ولكن فشلنا !!
فلسنا في حاجة بان ياتى احدهم ليتحدث عن نضالات تلكم الرموز وبالتالي لا يجب الادعاء بالانتماء اليهم حتى وأن كانوا من نفس تلكم المؤسسيات والتي تقزمت الى إقطاعيات !!
لا نود أن يأتي أحداً وهو مادحاً لحزبه أو مؤسسيته بل ممجداً وكأنه التاريخ سوف يفيدنا بشيء!! او سيغير الحقائق التي أمامنا، فليس بمقدورنا أن نحي الموتى ليتحدثون !!
والخلاصة فكل ما تقدم من ماضي ندعيه ونتغنى به لا يفيدنا في شيء ونحن لم نستطيع ان نحقق شيئا ورغم ورثناه ممن قدموا الكثير بل حافظوا على البلاد ولكن هانحن بتلك المؤسسيات فشلنا فشلا ذريعاً ولم نقدم شيئا يذكر بل اوصلنا البلاد الى هذا النفق الذي بين ظهرانينا !! وبالتالي فنحن نؤكد بان الحرية مكفولة وللجميع عدا العصابة والخونة !!
ولم ولن نحرم أحداً حقه الطبيعي، وعليه نناشد وننادي الجميع بانه ان وددتم خدمة هذا الوطن الجريح وبمصداقية فتفضل انت باسمك وشخصك كسوداني وبفكرك وفهمك المتقدم، والذي قد يواكب الحاضر ويجب أن تك حادباً على مصلحة الوطن، ولتقدم وتطرح افكارك ولكن لا تحدثنا عن الحزب الفلاني أو الحركة الفلانية !!
ولانها كلها قد جٌربت ولم تأتي أكلها بل اثبتت الايام بانها لا تمثل إلا من هم عليها ومالكيها بالمعني الصريح !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة