بعد أن ملآ الأمل بصبح ديمقراطي يقتلع كل عروش الإستبداد رئات الشباب في المنطقة مع نجاح الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن إلا أن الإنتكاسات والهجمات المضادة التي نجحت في إدخال الياس في قلوب الشباب وكان سببها الرئيسي في نظري هو دخول تنظيم فاشي غير ديمقراطي ضمن المستفيدين من العملية الديمقراطية ألا وهو تنظيم القاعدة ورصيفه داعش وهجومهم مباشرة على سفارات ومواطني الدول الغربية كما حصل عند مهاجمة السفارة الإمريكية في ليبيا وإغتيال السفير الإمريكي، الرجل الذي دعم بقوة الشعب الليبي في ثورته ضد القذافي، مما جعل الدول الغربية تتراجع لا سيما وأن الصقور من المفكرين الغربيين شمتوا في دولهم وخوفوها بأن دعم الثورات ستأتي بمتطرفين يهددون المصالح الغربية بقوة، لذا تراجع الغرب عن دعم الثورة في سوريا لا سيما مع بروز داعش في الصورة كأقوى المستفيدين المحتملين من التغيير في سوريا وتحول هدف الغرب للقضاء على داعش أولاً وليس بشار الأسد، وكذلك تغاضوا عن إنقضاض السيسي على الأخوان المسلمين في مصر رغم مباركة الغرب في البداية لأعلان الأخوان قبولهم بالشروط الديمقراطية وأملهم في علاقات ودية مع الغرب. إن ما قضى على حلم الربيع العربي هو القاعدة وداعش قبل أي عامل آخر.. وبعد أن مات الأمل تماماً بعد رؤية المآسي التي حقت بمشروع الثورة والثوار في سوريا. في هذا الظرف بالذات تبتكر قوى الثورة في السودان بعبقرية أدوات جديدة في الثورة تقتل بها الدش في يد تنظيم الجبهة الإسلامية الحاكم في السودان والذي بنى إستراتيجيته الأمنية على قدرة عضوية التنظيم على كسب أي معركة في الشارع بسبب تفوق في العدد على متوسط الطلائع الأولي لأي تظاهرة تخرج من الجامعات وأن مائة من القتلى تعتبر عدد كافي لتخويف عموم الناس من رمي أنفسهم إلي مقاصل الموت وهم غير منظمين آيدلوجياً بحيث تتوفر لهم حوافز كافية للتضحية وهكذا سيتم عزل عموم الناس عن الفئات المنظمة ويسهل القضاء على الفئات المنظمة. فاجأت عبقرية الثورة السودانية النظام والعالم بإبتكار أساليب جديدة في الثورة تفشل معها كل إستراتيجيات الأنظمة العسكرية وتعيد الحلم من جديد للثوار في كل مكان
12-18-2016, 05:46 PM
محمد البشرى الخضر
محمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869
تحليل واقعي وموفق لحد كبير يا عبد الصمد خاصة في جزئية داعش ودورها في افساد عملية التغيير في الجوار لكن في نفس الوقت يدق ناقوس خطر كبير في ما يخص دور داعش و مثيلاتها في السودان المفتوح الحدود و الضعيف الأمن دي نقطة اتمنى ان ينتبه لها الكل حال بداية خطوات التغيير الفعلي مع اخواتها ناس دستور وفترة انتقالية
12-18-2016, 09:18 PM
عبد الصمد محمد
عبد الصمد محمد
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1402
شكراً أستاذي ودالبشرىتعرف يا هندسة رغم أنه في ظل الإنقاذ توفرت لهذه المجموعات فرصة ذهبية للتجنيد والنمو وكانت مساجدهم مثل مسجد محمد عبدالكريم في الجريف والجزولي ومدثر أحمد إسماعيل وشيخ مساعد وغيرهم مفتوحة رغم الإعتقالات البسيطة والشكلية التي كان يتعرضون لها ولكنهم ولله الحمد لا يمتلكون أي عمق وسط الجماهير ولا أمل لهم في المستقبل السياسي للسودان يكفي المجازر التي إرتكبوها في حق جماعات سلفية دعوية مسالمة مثلما حصل في الجرافة ومدني والدمازين وغيرها. المشكلة في هؤلاء الذين يعملون مع داعش وفي الصومال وغرب إفريقيا ولا بد من سياسة حكيمة لتتبعهم ومحاورتهم فالعنف لا يجدي معهم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة