لا لن نسمح للمأجورين من أهل الإعلام المنبطح و كافة قيادات الحزب الحاكم و المتحدثون بإسم السطوةِ التي بدا عليها الوهن و قاربت على الإستسلام ، أن يُشكِّكوا في وطنية و نضال أبنائنا و بناتنا من السودانيين العاملين بالخارج ، و أن يُدلَّلوا على إستخفافهم بالدعوات المتواتره للتعبيرعن الغضب الشعبي من مآلات التوجهات الحكومية الأخيرة و المُضادة لمصالح البلاد العباد ، بأنها مجرد تحركات لمعارضين موجودين بالخارج ، و ماذا يُضير في ذلك ، و هل أصبح إغتراب السوداني ووجوده خارج الوطن مذمة أو سبباً يستدعي إتهامه بالخيانه الوطنية لأنه لا يتفق مع حكم الإنقاذ ؟ .. نعم كان للسودانيين الوطنيين الموجودين بالخارج القدح المُعَّلى ، في إشعال شرارة الوعي و الإستنارة لدى سودانيي الداخل ، و لفت إنتباهم إلى طرق و سبل جديدة و مبتكرة يستطيعون من خلالها التعبير عن رفضهم و غضبهم و آلامهم و آمالهم ، و الحمد لله فقد أسمعوا من كان يعاني صمماً و دفعوا عُماة القلوب إلى رؤية المشهد المأساوي لحياة المواطن البسيط ، ورغم أنهم ما زالوا يُكابرون فإن عصبة الشرفاء من أبناء و بنات السودان في دول المهجر المختلفة هم مثال للوطنية الحقة ، وربما نالوا هذا الشرف بدرجات أعلى منا نحن المتواجدون بالداخل ، لأسباب متعلقة بوفائهم غير المُنقطع للبلاد و أهلها و حقوقها المسلوبة ، كان بإمكانهم شأنهم شأن سائر مهاجري الدول العربية و الإسلامية الأخرى الإنخراط في بهرج مجتمعاتهم الجديدة التي تقدس حرية التعبير و تُقيِّم الإنسان ثمناً غالياً و توفيه حقه في الرفاهية و النماء و التطلع ، كان بإمكانهم أن يُزيلوا هموم السودان و قضاياه و أوجاع شعبه من قائمة إهتمامتهم و يلبسوا ثوب الحضارة و دعة العيش في تلك البلدان الوارفة النماء و الثراء ، غير أنهم لم و لن يستطيعوا أن يُغيِّروا جلودهم كالأفاعي غير مكترثين لنداء الوطن و واجباته و حقوقه ، إنهم أبنائنا و بناتنا و أخواننا و أخواتنا الذي ( شُرِّدوا ) من أوطانهم بفعل طغيان الحكم الشمولي و هم ضحية التمكين السياسي في التوظيف و التجارة و التوزيع النزيه للثروات و الخدمات و التنمية ، أُغلقت أمامهم الأبواب و تركتهم حكومة الإنقاذ و طغمتها من المنتفعين و الطفيليين يجوبون شوارع اليأس و المستقبل المظلم ، ما تركوا السودان بخيارهم و لا تخطيطهم و لكن دفعهم الجور و الظلم و الإفقار المادي و المعنوي ، فيهم خيرة أبناء و بنات السودان و اعلاهم مستوىً في المجال الأكاديمي و العلمي و الأدبي و الفني و الإبداعي عموماً ، إسألوا عنهم يامن تستنكرون صحوة ضمائرهم تجاه الوطن ، تجدونهم الأكثر تقييماً و إحتفاءاً في الدول التي هاجروا إليها ، هم أعظم الأطباء و المهندسين و الأدباء و الفنانين و الشعراء و المُميزين في كافة المجالات ، الطيب صالح (رحمه الله ) ، الفيتوري ، د. معز عمر بخيت ، د. كمال أبوسن ، الفيتوري (رحمه الله ) ، التشكيلي العالمي محمد بهنس (رحمه الله ) و الفنان الرسالي الساطع عاطف أنيس و الشاعر المناضل المجيد عبد الإله زمراوي و آلافٌ آخرون يُكابدون الغربة و آلامها و يدفعون ثمن إخفاقاتكم و فساد منظومتكم الفاشلة ، بعد ما ذاقوا من تنكيل و ملاحقات و تكميم للأفواه و كبتٌ مقيت لأفكارهم و إبداعاتهم ، لن تستطيعوا أن تفصلوهم عنا و عن الوطن لأنهم في صُلب بنيته الأساسية و في عمق ضميره الحيّْ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة