تردد الأكاديمي السوداني طارق نور في تلبية دعوة العامل التركي البسيط لزيارته بمنزله..كان الباحث السوداني يخشى أن يكون عبئاً ثقيلاً على مضيفه الذي لم يكن سوى عامل بسيط في المؤسسة التعليمية ..أمام إصرار صاحب الدعوة تمّت الزيارة..ارتفعت حواجب الدهشة للضيف لأن الدار كانت بمقدار من الفخامة يثير الشكوك ..لم ترتخ الحواجب إلا مع تفاصيل الحكاية..استفاد العامل التركي من برنامج أغراض المواطنين عبر بنوك متخصصة فاشترى بيتاً فخيماً..القسط الشهري كان أقل من قيمة الإيجار الذي يدفعه العامل لأن مدة السداد تمتد لخمسة وعشرين عاماً. قصة أخرى للأتراك في تطوير مدنهم..برنامج واجهات المدينة قدم حوافز لكل مواطن يقع بيته على شارع رئيس..العرض يشمل بناء أبراج شاهقة تمولها البلدية..بعد اكتمال البناء يتم تمليك صاحب الأرض جزءاً معلوماً من الشقق السكنية ..ماتبقى يتم بيعه في سوق الله اكبر.. تستفيد المدينة بإضافة معلم جمالي فيما يصبح صاحب الأض من أثرياء المدينة. ما ينقص مدينتي ليس سوى الخيال وبعض الهمة.. معتمد الخرطوم الفريق أحمد علي عثمان بميزانية بسيطة وفي زمن وجيز غيّر من وجه الخرطوم الكالح..تحرك المعتمد في مسارين ..الأول الاعتماد على الإضاءة الملونة في تزيين المدينة ..الثاني التوسع في تشجير المدينة..صحيح أن المعتمد اعتمد على النخيل الجاهز إلا أن هنالك فرصة ماثلة في تعددية خضراء تزاوج بين ثقافة الصحراء وبعض من السافنا الغنية بعد أن ودعت بلدنا غابات الاستوائية لغير رجعة ..الغريب أن معتمدي محليات الخرطوم الأخرى في ثبات عميق..لا يظهر معتمد بحري في الصورة إلا مع كل إعلان عن حفل مجاني. ليت كل محليات البلاد اهتدت بالنموذج التركي في إعادة تجميل المدن.. ربما لا يصدق بعضكم أن هنالك مباني آيلة للسقوط حول القصر الرئاسي.. وأن هنالك بيوت عديدة في وسط الخرطوم مهجورة تماماً وتشكل خطراً على السلامة العامة..بعض من أحياء العاصمة الراقية باتت محتلة بجيوب من السكن العشوائي..عدد غير قليل من المواطنين اعتدوا على حرمة الشوارع المحيطة بمنازلهم ببناء مساكن من الصفيح..المتاريس العشوائية تمددت حتى شملت الشوارع الرئيسة كما في شارع سجن كوبر أو امتداد شارع التحدي الموازي لمنطقة الكدرو بالخرطوم. أي زائر للخرطوم يمكنه أن يتوه بسبب عدم وجود عنونة للمدينة..المشروع مكتمل منذ سنوات في أروقة شركة البريد السوداني ..هنالك لجان مازالت تبحث في أسماء الشوارع دون أن يتحقق أثر مباشر على شوارعنا المجهولة..البيروقراطية تعيق إنفاذ مشروع عنونة الخرطوم. بصراحة..بإمكاننا وبقليل من الجهد أن نصنع عاصمة جميلة..أفكار صغيرة مثل توطين ثقافة التشجير في المناهج الدراسية تؤتي بنتائج إيجابية مبهرة ..على السلطات المحلية أن تعقد شراكات مع المجتمعات المحلية ..الحلم بمدينة نظيفة وآمنة لا تحتاج إلا النية الصادقة. assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة