*قبل سنوات لبيت دعوة سفير دولة غربية كبرى.. *ولست في حل من ذكر اسم دولة هذا الدبلوماسي لاعتبارات (دبلوماسية).. *وتطرق الحديث إلى حزب الأمة الذي كنت أنتمي إليه.. *ومما قاله السفير عن رئيس هذا الحزب إنه (كثير التردد).. *وتردده هذا هو الذي أضاع حزبه، وحكومته، والديمقراطية، والبلاد.. *والشيء ذاته ينطبق على رئيس أمريكا السابق أوباما.. *مع فارق مهم وهو أن أمريكا دولة مؤسسات ولا خوف عليها من (ضياع ديمقراطيتها).. *فالرئيس يذهب ويأتي غيره، وتبقى (الديمقراطية).. *ومساء الأول من أمس تابعت برنامجاً عن تردد أوباما على شاشة (الجزيرة).. *عن تردده وضعفه وليونته إزاء قضايا تتطلب (الحسم).. *وكمثال على ذلك (لحس) تهديده لنظام الأسد حال استعماله أسلحة كيماوية.. *فالأسد تجاوز خط أوباما الأحمر وهو لم يتجاوز خط تردده.. *وطفق- عوضاً عن ذلك- (يتكلم) و يعقد اجتماعاً إثر اجتماع والعالم كله ينتظر.. *حتى بوتين القوي- داعم الأسد- كان يضع يده على قلبه.. *ولكن أوباما لم يفعل سوى الذي فعله الصادق المهدي أواخر أيام حكمه الأخير.. *فقد وُضعت أمامه تقارير أمنية تفيد بقرب وقوع انقلاب.. *وأحد هذه التقارير من مبارك الفاضل بصفته وزيراً للداخلية وقتذاك.. *بل وأشارت التقارير إلى احتمال وقوع الانقلاب خلال أيام.. *وتماماً مثل أوباما لم يفعل المهدي شيئاً سوى أنه أخذ (يتكلم) ويعقد الاجتماعات.. *واليوم يحل المهدي على البلاد لحكمة لا يعلمها أحد.. *ومن قبل غادر البلاد لحكمة لا يعلمها أحد كذلك.. *وما بين هذه العودة- اليوم- وتلك التي أعقبت (تهتدون) سنوات من التردد.. *وسنوات من التآكل والتناقص والتشظي لحزب الأمة.. *وأكاد أجزم أنْ لو جرت انتخابات نزيهة- غير ذات (أصم)- لما فاز المهدي.. *وإن لم يفز المهدي فذلك يعني أن الحزب كله لن يفوز.. *ومما ألمح به إليّ السفير المذكور أن عدم وجود البديل (القوي) هو سبب (التردد).. *تردد (جهات) ربما تود لو أن نظام الإنقاذ ذهب وجاء آخر.. *أو ربما (أذهبته)- غصباً- ولم تترك أمر ذهابه رهناً لتصاريف الأقدار.. *وكل هذا لا يمنعنا من الإشادة بالرئيس (الشرعي) السابق.. *الإشادة بخلقه وأدبه وفهمه وعلمه وتواضعه وإيمانه المطلق بالديمقراطية.. *وأنا أشهد على ذلكم بحكم قربي منه سنين عددا.. *وأشهد له- كذلك- بجلده في تحمل أذى غمز ولمز وهمز يمس شخصه.. *وأوباما بقى رئيساً شرعياً- إلى نهاية فترته- رغم تردده.. *فالشعب هناك هو الذي يقرر.. *لا (البيان الأول !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة