النظام في بدايته في بداية التسعينات من القرن الماضي كان عنيف جدا ... عمليات التعذيب كانت تتم على نار هادئة والقتل يتم بدم بارد والمعتقلات ذاخرة بالطلاب ..والسياسيين... كانت حقبة حكم الهالك الترابي لعنه الله في قبره ويوم يبعث حيا وسيطرة الاخوان المسلمين العنيفة على مفاصل الدولة ؛ حيث تم بناء علاقات مع التنظيمات الاسلامية المتطرفة وجلب الارهابيين الى السودان وتوفير ملاذ آمن لهم ، وكانت هناك معسكرات تدريب لهم ، من السودان انطلق الارهاب ، وتم دعم الحركات المتطرفة في الجزائر وافغانستان والشيشان . وتمت محاولة اغتيال حسني مبارك ، وتم استجلاب كارلوس وغيره من اصحاب التاريخ الارهابي الاجرامي. وكانت تتم ملاحقات من قبل أجهزة الامن للناشطين والقبض على الفتيات بحجة مخالفتهن للبس الشرعي وجلدهن ومن يجدونه معهن من الشباب الذكور.. كان هناك عنف شديد وترتب على هذا العنف قتل العديد من السياسيين بل ومجرد المخالفين لتوجه الاخوان المسلمين ولم يسلم من الاخوان المسلمين حتى الحركات الدينية المختلفة كالسلفيين وانصار السنة والصوفيين ، وتم تطبيق مبدأ التمكين في كل مفاصل الدولة فتمت عملية فصل تعسفي لكل العاملين في الخدمة المدنية من اللذين لا ينتمون للاخوان المسلمين في كل مرافق الدولة الادارية وحتى السيادية كالقضاء ، وتم استبدالهم بموظفين ضعيفي الكفاءة من المنتمين للإخوان . كما تم الاستيلاء على كافة الاتحادات والنقابات وقصر الاستثمار على الاخوان المسلمين فتم اقصاء وتدمير كل رجل اعمال لا ينتمي اليهم او مضايقته بالضرائب الخيالية وغير ذلك من ادوات التضييق . ادى هذا إلى هجرة الكفاءات العلمية والسياسيين والشباب والأسر إلى الخارج هروبا من ذلك الجحيم وحتى الأقباط الذي تم أعدام احدهم لمجرد وجود عملة صعبة يملكها هربوا خارج البلد اسرة وراء أسرة . كانت أيام ثقيلة على الجميع كشفت الوجه القبيح للإخوان المسلمي وانهم مجموعة تجمعها اللا أخلاقية والإجرام والعنف . بعد المفاصلة خف الوضع قليلا وذهب بعض من الاخوان المجرمين خلف الكواليس وبقى بعضهم في انتهازية واضحة ضد شيخهم الهالك ،الذي انقلب الى المعارضة ينادي بالحرية والديموقراطية ويلعن الفساد وسياسات التمكين بل وحتى القوانين التي كتبها من قبل بيديه ليشتري بها ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون. هذا ملخص لتلك الحقبة ولكن ما ادعو إلية هو أن تأتي الاجيال القادمة فتكتب تاريخ هذه الحقبة بمداد أسود وان يدرس هذا التاريخ الإجرامي لطلاب المدارس منذ مرحلة الأساس وحتى الثانوي ، لتكون عبرة للجميع وتاريخا يصيب الجميع بالشعور بالعار كما يشعر الألمان بعار الحقبة النازية. لابد من فضح كافة الممارسات الاجرامية وتوثيقها في المرحلة القادمة وتقديمها نموذج لكل ذي مسكة من عقل سليم وضمير مستنير. لينشأ جيلا معافى ومستنيرا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة