لا خير في قول بلا فعل حكمة ما أبلغها ، و اعظم وقعها لكن مما يؤسف له عدم اكتراث السواد الاعظم من المسلمين بهذه الجواهر الكلامية رغم ما تحمله من معانٍ قيمة خاصة بعد الحملة الشرسة التي تقودها غربان الارهاب و التطرف الفكري الرامية إلى تشويه صورة الفكر الاسلامي أمام الرأي العام العالمي ، ولعل ما جاءت به تنظيمات داعش التيمية خير دليل على ما تعانيه الامم من تخبط و انحراف وهذا سببه الجنوح مع تلك التيارات المنحرفة ذات المنهج السقيم و الرأي العقيم و بذلك استطاعت خلط الحابل بالنابل علينا مما زاد في الطين بله على المسلمين أنْ أصبحوا فرقاً متعددة و مذاهب شتى متناسين بذلك أنهم يعبدون رباً واحداً فحقاً مما يؤسف له فتركنا منهاج الخلفاء الراشدين ( رضوان الله تعالى عليهم ) مصدر الاشعاع الفكري و السلوك الحسن و التطبيق الفعلي لدروس و مفاهيم مدرسة نبينا محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فهذا الصديق و عمر الفاروق (رضي الله تعالى عنهما ) رغم تعارض الاراء و اختلاف وجهات النظر مع الخليفة الرابع علي ( عليه السلام ) في مسألة بيعة الصديق من جهة ، و رغم أنه مواطن بسيط إلا أن ذلك لم يمنعه من التذكير بحقه الذي اوصى به رسولنا الكريم في أكثر من مناسبة من جهة اخرى ، مما حدا بالصحابة الاجلاء ومن قبلهم الخلفاء الراشدين و عامة المسلمين إلى الاقرار بكل ما صدر من علي و أهل بيته من مخالفة للدولة و عدم مبايعة الحاكم و الخليفة وطبعاً هذا بحكم القانون يجعله بموضع اتهام و مخالفة الدولة و حاكمها مما يستوجب القصاص لتلك التهمة و إن تطلب الحد بالسيف لدخوله في بيعة الخليفة بل على العكس نجد أن علياً هو مَنْ كان يُمسك بزمام الامور فيفرض شروطه والتي جوبهت بالموقف المشرف الذي ينم عن مدى التدبر و الحكمة و العقل و التعقل عند الخليفتين ابي بكر و عمر تجاه الخليفة علي ( رضي الله عنهم ) و احترام وجهة نظره و تقبلهما للدوافع و الاسباب التي دفتعه إلى عدم البيعة مما حدا بهما إلى قبول كافة الشروط التي عرضها علي عليهما من اجل تهدأت النفوس و تطيب الخواطر وبذلك وقعت المصالحة بينهما و بشهادة السيدة عائشة ام المؤمنين ( رضي الله تعالى عنها ) في روايتها الواردة بكتب الصحاح ( للبخاري / المغازي ، و مسلم / الجهاد و السير ) ما هي إلا اكبر دليل على شطحات وعدم تمامية ما يقوله ابن تيمية و القرطبي للتشويش على الذهن الاسلامي وهذا ما كشفه المرجع الصرخي الحسني بقوله : (( فما بالُ المسلمين لا يقتدون بأبي بكر وعمر(رضوان الله عليهما) في هذه المواقف، وما بالُ الأكثر والسواد الأعظم انقادَ لتغريرات ومكائد وافتراءات وشيطنة الخوارج المارقة، حتّى وصل أهل الإسلام إلى ما وصلوا إليه بسبب أفكار السموم والغدر والنفاق والتكفير والتقتيل والإرهاب الداعشي المارق ) مقتبس من المحاضرة (17) لبحث الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول بتاريخ 21/1/2017 .
فالعقل يلزم الانسان بالعمل بما جاء بالسنة النبوية الشريفة و السيرة العطرة لحياة الخلفاء الراشدين وكل مَنْ سار بمنهاجهم المستقيم و تأريخهم المشرف حتى يكون الانموذج الامثل في التطبيق الفعلي و التجسيد الواقعي لمفاخرهم و افعالهم قولاً و عملاً .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة