• كتبت مقالاً بعنوان (( الغبينة قادت عمر البشير للانضمام إلى المتأسلمين في عام 1981)).. تناولت فيه ادعاء الترابي في برنامج ( شاهد على العصر) أن البشير لم يكن حتى نائب فاعل في انقلاب الترابي.. بل كان مجروراً و الذي جرَّه هو شيخ الترابي و زمرة مافيا الاسلام السياسي النابع من الراديكالية الوهابية المتطرفة.. • و لإحقاق الحق، فإن السعودية هي منبع الاسلام الراديكالي المتطرف كما نعلم.. أما سودان ( الانقاذ)، و يا للغرابة! فقد صنَّفته أمريكا ( دولة راعية للارهاب).. و ما هو سوى فرع نهير عالي الخرير دون أثر مادي يذكر.. • أجرت الاعلامية الليبرالية إيمي قوودمان لقاء بقناة Freedom Now!) ( الأمريكية في 16 مايو 2016 مع المفكر الليبرالي نعوم تشومسكي.. و الذي قال إن دونالد ترامب هو أحد مرشحي أخطر المنظمات في تاريخ البشرية.. و يعني بذلك الحزب الجمهوري.. و قال الكثير عن متعرجات السياسة في العالم المعاصر.. و من ضمن ما قال، أن السعودية هي مركز الراديكالية الاسلامية المتطرفة و أن أمريكا و قبلها بريطانيا وراء دعم الراديكالية الاسلامية في مواجهة العلمانية الوطنية.. • و ما ذكره تشومسكي يؤيد ما ذكرناه في المقال سابق الذكر من أن السيد/ حسن البنا حين أنشأ تنظيم الإخوان المسلمين في عام 1928 أنشأه بدعم من المستعمر البريطاني الذي أمده بأدوات انطلاقه في فضاءات السياسة المصرية لمحاربة المد الوطني المتنامي في مصر.. • و يقول تشومسكي أن تصبيغ الاسلام السني بالصبغة الوهابية.. و انتشار التعاليم الوهابية المتطرفة بين المسلمين السنيين هي الكارثة الحقيقية في العالم المعاصر.. • و السودان يعاني منذ عقود من تلك الكارثة من عدة نواحي و ليس أقلها مؤامرة طرد الحزب الشيوعي من البرلمان.. و الذي أدى إلى انقلاب النميري.. و لا الضائقة المعيشية التي اختلقها المتأسلمون أيام مايو حين دسوا القوت عن الشعب و رموا الخبز في المجاري.. و كانت الكارثة الكبرى قيامهم بانقلاب 30/6/ 1989 و تسليط نظام البشير المقيت على رقاب المواطن السوداني تسليطاً اجهض الأمل و أقام سداً منيعاً في وجه العدل و المساواة.. • إنه ربيب السعودية أيها السودانيون.. • قال تشومسكي أن السعودية هي المصدر الأساس لتمويل الاسلام الراديكالي المتطرف.. و أن نمو التنظيمات الجهادية قد نتجت من تدفق تمويلها لتلك التنظيمات.. و أن السعودية ساعدت على رعاية و نمو التعاليم الوهابية في المساجد و ال( مدارس) التي يشرف عليها أئمة وهابيون.. و الجميع يعرفون ما تعنيه كلمة (مدرسة) في باكستان و أفغانستان و غيرهما في شرق آسيا.. حيث يتم تعليم القرآن وفق تفسير الوهابيين.. • و ذكر إن العالم السني العريض خاضع لتأثيرات الوهابية السعودية.. و أن السعودية مستمرة في توسيع دائرة تأثيرها ذي الصدى المدوي مثلما هو حادث في اليمن الآن.. و ما تسببه هنالك من كوارث هائلة في بلد فقير جداً، ربما تسبب الصدى المدوي في أيقظ جهادية ارهابية نائمة من رقادها بدوي أسلحة أمريكية و بريطانية.. • و لا ننسى ما يحدث في سوريا.. • و ما يهمنا، كسودانيين، أن واقع الحال في السودان ازداد سوءً عندما احتلت البنوك الاسلامية مفاصل الاقتصاد السوداني بدعم من السعودية عقب اتفاق الرئيس/ نميري مع الاسلام السياسي.. بعد أن تمكن المتأسلمين من استلاب عقل النميري بتنصيبه خليفة للمسلمين.. ففتح لهم أبواب المال و الأعمال على مصاريعها.. و لم يكن بنك فيصل ( بنك العيش) الذي احتكر غلة الذرة و خزنه بعيداً عن التداول في السوق في ثمانينيات القرن الماضي إلا علامة من علامات جشع و تردي أخلاق المتأسلمين.. • شمخت منظمة الدعوة الاسلامية و تسلم الجماعة المجال و تدفق الريال و الدولار. و الشيك السياحي في جيوب إخوة الشيطان.. و استأسد اللصوص و الكلاب و المخنثون.. و بدأ الاعداد لاستلام السلطة بالتغلغل في الجيش السوداني بقوة.. ينتقون ضحاياهم ممن يتوسمون فيهم علة من علل الحقد على المجتمع.. فيصطادونهم.. • البشير كان ضحية الجماعة الاسلامية ( الترابية) يوم انتهزت فرصة حنقه الشديد على المجتمع العسكري بسبب عدم ترقيته إلى رتبة أعلى مستحقة في الجيش، حسب اعتقاده... • و يا لحسن حظه في ( الدنيا) فقد تمت ترقيته إلى رئيس للبلد بكاملها بعد 8 سنوات من انضمامه لجماعة إخوان الشيطان الرجيم.. و له و للشياطين في ( الآخرة) كلام عسير مع حاكم الحكام.. • و يعتقد تشومسكي أن هناك مظالم حقيقية في الغالب- there are often quite genuine grievances - وراء انضمام البعض إلى الجماعة الإسلامية.. و ربما هذا ما حدث بالفعل للبشير.. فكل أفعاله تدل على أنه لا منتمٍ عقَدياً للمتأسلمين حتى بعد انضمامه إليهم.. و أنه انضم مكرهاً لا بطل.. • و المعروف أن مجلة ( الدستور) البعثية الأردنية كانت قد نشرت خبر انقلاب اخوان الشيطان قبل أيام من وقوعه و ذكرت اسم البشير كقائد للحدث المشؤوم! • كتبتُ مقالاً عن حوار أجرته جريدة ( الصيحة) الغراء مع الأستاذ/ حسن عثمان رزق بتاريخ السبت 2 مايو 2015، يقول فيها رزق " لست نادماً على تجنيد البشير بالحركة الاسلامية"، و من أقوال الأستاذ رزق عن تجنيد البشير للانضمام إلى الجماعة الفاشستية قوله:- " ..... قصدت منزله مع أحد الإخوان في العام 1981، و كان ( البشير) استحق الترقية لرتبة العقيد، و ذلك لم يُنَفذ، و بعد صلاة المغرب وجدنا والده يصلي تحت شجرة أمام المنزل.. دخلنا إلى الديوان مع البشير و لم يستغرق منا الأمر وقتاً كبيراً لتجنيده"!! • و يعتقد تشومسكي أن السعودية هي المصدر الرئيس للمصاعب التي تواجه العالم.. و أنً لا دولة تمارس قطع رقاب المحكوم عليهم بالاعدام سوى ا لسعودية، و بنفس الأسلوب الذي تمارسه داعش.. و أن هذا أقل ما يمكن أن يقال عنها دعك عن أنه محظور على النساء قيادة السيارات.. و يقول أن المجتمع السعودي مجتمع كالح من عدة أوجه.. و يستنكر تشومسكي مساهمة أمريكا و بريطانيا في تنمية هذه الراديكالية الاسلامية لكل تلك الفترة الطويلة.. • و نحن نستنكر ما يحدث من بيع البشير للأراضي السودانية.. • ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية بكل ولايات السودان باعها النظام للخليجيين، و على رأسهم السعودية، بأبخس الأثمان.. باعتبارها إراضٍ حكومية لا سلطان على مواطني المنطقة عليها.. و لا يزال يبيع الأراضي لكل من يرغب.. و هو في أشد الحاجة لسد النقص في تسليح ميليشياته و دستورييه.. • و نتساءل:- هل ذهب البشير إلى السعودية لبيع المزيد من الأراضي، أم لتجنيد المزيد من المرتزقة لحرب لا ناقة لنا فيها و لا جمل؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة