*ذكرت مراراً أنني كنت قريباً منه عقب المفاصلة.. *بل كنت أكثر الصحافيين تلقياً منه للأسرار بما فيها (محاولة اغتيال مبارك).... *وما كان ذلك بدافع من رغبة في (توالٍ) معه وإنما لشيء آخر.. *فهو - في تقديري- ذو ذكاء يفتقر إليه رصفاؤه من السياسيين.. *ذكاء يمكن أن (يُرى)- في عينيه - إن لم (يُحس).. *ذكاء قد يكون خبيثاً - في نظر البعض- وحميداً عند آخرين.. *ومن تجليات ذكائه هذا - حسب ظني- مفاصلة رمضان.. *فقد كنت - وما زلت- اعتقد أن المفاصلة هي محض مسرحية.. *مسرحية لفك الخناق عن رقبة الإنقاذ ، (إنقاذاً) لها.. *وما كان يعرف تفاصيلها سوى قلة من رموز المؤتمر الوطني.. *وجهل الغالبية بها- من منسوبي النظام- هو الذي عجل بإجهاضها.. *وذهبت بظني هذا للترابي مستفسراً وأنا أعلم أنه لا يكذب.. *وما يجعلني أطمئن إلى صدقه هو (شجاعته) وعدم خوفه من شيء.. *فكان رده بالحرف الواحد (السياسة كلها تقوم على التدابير).. *فهو أبدل كلمة مسرحية بمفردة (تدابير) ، ولم ينكر.. *فالترابي ذكي، وصادق، ودقيق، وشجاع.. *وكدليل على ذلكم كله أروي هذه القصة (الموثقة).. *فقد أجريت معه حواراً مرة تحدث فيه عن دخول أسلحة (غير تقليدية).. *فخرجت "السوداني" بعنوان رئيسي فيه تحريف لكلامه.. *تحريف لعبارة (أسلحة غير تقليدية) لتصير (أسلحة نووية).. *فهاتفني الترابي مذكراً بأنه (دقيق) في إفاداته و(يعلم) ما يقول.. *وكان هنالك تصريح (مضاد) - في اليوم ذاته- يتضمن سخرية من حديث الترابي.. *تصويب من وزير الدفاع - وقتها- عبد الرحيم محمد حسين.. *وقبلها كان قد اتهم بـ(الخرف) جراء حادثة كندا.. *وطلب مني إجراء التصويب وهو يقول متحدياً (دعهم ينكرون هذا).. *ولم ينكر أحد، أو يرد، أو يصرح.. *كما لم ينكر أو يرد أو يصرح أحد إزاء ما قاله عن أشياء في سياق حواراتي معه.. *فهو قال لي إنه كان ضد إعدامات (العُملة) لأنها مخالفة للشرع.. *وظل مقاطعاً من نفذها- من وراء ظهره- إلى أن (ذهب).. *ذهب إلى أين؟ لا أدري ولكن هكذا هو قالها.. *وإنه غضب حين علم بإعدامات (رمضان) لأنه ضد القتل في غير حدود الله.. *وإنه لا يقر (التزوير) بحسبانه (غشاً) يمقته الدين.. *قال كل كلامه هذا فما (كذَّبه) أحد.. *الآن بعد شهادته على العصر- وهو بين يدي الله- يلحقون به صفةً (جبانة).. *صفة (الكاذب !!!). assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة