@ حظى اليوتوب ( تجربة اجتماعية .. عيد مختلف ) والذي طرح سؤالا علي بعض اطفال السودان هل يحصلون علي ملابس العيد فجاءت ردودهم. " لا .. سأقوم بغسل ملابسي وارتدائها وبطرح السؤال علي اطفال قطر أجابوا بنعم وبتلقيهم للعيدية " والأطفال علي الطرفين ذرفوا الدموع وابكونا معهم لان المشاعر الانسانية كانت جلية وبرغم ان المقارنة أصلا مفقودة لأسباب يطول شرحها الا ان الهدف دون شك كان نبيلا ونابع من احساس بالآخرين الا ان التجربة لم تحقق الاستحسان من الكثيرين اللذين تابعتهم .
@. الشأن الإنساني دوما حساس وذو محاذير خاصة حينما تكون مادته الأطفال المعدمين والفقراء والمرضي وعادة ما يستقبل بموجة من الاستهجان وليس بعيدا عن الاذهان ذلك المصور الجنوب أفريقي كيفن كاتر الذي حاز على جوائز عالمية عديدة وبرغم ذلك أنهى حياته منتحرا تكفيرا لالتقاط عدسة كاميرته العام ١٩٩٣ لصورة طفلة جائعة هزيلة ونسر جارح يكاد ينهش لحم جسدها وهي تحبو بحثا عن لقمة الخبز .
@. في وقتنا الحالي وفي بقاع كثيرة من العالم احسب ان الاطفال ليست اولوياتهم كسوة العيد وهداياه مع تدافع وتيرة اللجؤ والضغوطات المعيشية التي تلهب اجساد ضعيفة هزيلة لاطفال فقدوا الماوي والحضن الدافئ والام والأب وتاهت بوصلتهم لمدارسهم وكراساتهم واحبار أقلامهم وباتت بطونهم "تصوصو جوعا" وعطشا وتصطك أسنانهم بردا .. صغار لم يغادروا سنين الطفولة باتوا آلة ضمن تروس دواليب العمل المضنية والتحرش الجنسي واللفظي سلب اي معنى من معاني فرحة الطفولة والتي لم تستطيع القوانين العالمية والإقليمية والانظمة كبح لجامها.
@. وبرغم فتنة ووهج فساتين العيد الذي يمثل الفرحة والامل للغد المشرق واحياء لسنة المصطفي الا ان التعليم والتعلم كمشروع " علم طفلا ". وشبيهاته من مشروعات التمكين الاقتصادي يبقى هو الاجدي والأنفع لا محالة لذلك لابد للمنظمات الاجتماعية والخيرية من اعادة فلسفتها في العمل وتجديد أولوياتها لصالح التنمية المستدامة وغرس فسيلة تعلم لتعيش والتي هي أصلا ضمن صلب شريعتنا السمحاء .. و لدينا تجربة رغم تواضعها نعتبرها انموذج يمكن ان يحتذي فمنذ العام ٢٠١٣ قمنا ومجموعة صديقات قطريات بصيانة مدرسة أساس بمنطقة دنقلا العجوز بالسودان و بحفر بئر ارتوازية وأوصلنا مياه الشرب للتلاميذ وللزرع وعبدنا حوالي ٣ أفدنة في محيط المدرسة غرسنا بها ما لا يقل عن ٢٥٠ شتلة نخيل وفواكه .. وحصاد الأعلاف " البرسيم " لوحده والذي زرع وسط النخيل رفع عن كاهل الاسر الفقيرة الرسوم الدراسية وحققت المدرسة نتايج طيبة وبات هؤلاء التلاميذ يمارسون أنشطة ويبدعون بفنون المسرح والموسيقي والرسم خاصة وأنهم كانوا شركاء حقيقيين مع أساتذتهم والأهلي في برامج ( النفير ) والذي يمثل احد ازرع فلسفة العمل الاجتماعي الطوعي الذي يغرس روح التآزر والتلاحم واعلاء قيم شركاء لا اجراء .
@. ومن المشروعات التي حققت نجاحا اقليميا واكتسبت سمعة عالمية المشروع القطري ( علم طفلا ) الذي فعليا سيغير واقع تلك المجتمعات علي المدى القريب والبعيد ومشروعنا المتواضع للتمكين الاقتصادي يستحق فعلا ان يحتذي به لانه اداة للقضاء علي الاتكالية والتعلم وحصاده حقق نتائج ملموسة وسط مجتمع لا يستهان بقدراته والمشروعين ( علم طفلا والتمكين الاقتصادي ) مدارس قائمة بذاتها مع فارق الإمكانيات ... و دون ان نقلل من تجربة شباب المركز السوداني للعمل الطوعي التي نتمنى ان تنمو وتتطور كمشروع حيوي للفرحة بالحياة وبذل الجهد لتغيير ملامحها للاحسن .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة