بشكل عام - وإن صح التعبير - فإن الشخصية السودانية تصوغ قيمها ومعارفها من خلال المشافهات والونسة ومصابة بعطب فكرى كامل وغير قادرة على التفكير المستقل، فالمتابع للأحداث في السودان والرأي العام حولها يشعر انه أمام كوميديا أبطالها شلة منظراتية ومحللين ومهرجلين لا أكثر لانك تجد الشخص يقول بالشئ وضده في جملة واحدة، فقبل أيام قلائل وإبان مرور الذكري 27 لإنقلاب الإنقاذ عبر البعض عن سخطهم في ساحات التواصل الإجتماعي وعلقوا صور الحداد علي وطن تحرش به ساستنا منذ الإستقلال وهتكت بكارته الحركة الإسلامية بإنقلابها في 89 ثم اخذ بعضهم يجاهر بالحنين لعودة نظام مايو ويمجدون قائده الذي أتي إلي السلطة - تماما كما الانقاذ - علي ظهر دبابة وغادرها بهتافات الجماهير، فلا يسعك وقتها الا ان تعقد حاجب الدهشة فالاشكال عندهم مرتبط بالاشخاص وليس بكيف يجب ان تسير الأمور في هذا البلد؟ إن انقلاب الإنقاذ يعتبر زيادة كمية في تراكم فشل النخبة التي حكمت السودان منذ الإستقلال وحتي يومنا هذا فقد فشلت جميع الأنظمة التي تعاقبت علي الحكم في إيجاد حلول تخاطب جزور المشكلة السودانية وذلك بسبب عدم امتلاكها لرؤية ثاقبة تلامس لب المشكلة السودانية بدلا عن قشورها . فالأحزاب السياسية في السودان والتي تنتظر منها الجماهير إحداث التغيير المنشود ظلت علي الدوام في حالة ركض مستمر من وإلي السلطة، وقد كان هذا الركض سببا في إعطاء الشرعية للأنظمة العسكرية وزيادة عمرها فما يهم غالبية هذه الأحزاب أصبح هو الوجود الشكلي في السلطة وتقاسم كعكتها وبعض المغريات الرخيصة، وتاريخ السودان الحديث ملئ بقصص إرتماء الأحزاب في حضن الانظمة العسكرية . إن هذه الاوضاع المأزومة جميعها تصيب بالإحباط احيانا كثيرة رغم يقيني بأن التراكمات الكمية تودي الي تغييرات نوعية وقد بدأت بوادر هذا التغيير تلوح في الأفق لذلك فلن ينقطع العشم في أن القادم أجمل، خاصة ونحن نري وسط هذا الظلام تجربة #حزب_المؤتمر_السوداني وهي تجربة جديرة بالإحترام تحمل في داخلها جين طفرة الخلاص لهذا الوطن ومن هنا فالتهنئية لجميع #تكوينات_المستقلين وهم يحتفلون بمرور 39 عاما منذ صرخة ميلاد #مؤتمر_الطلاب_المستقلين في 1977/07/07م بجامعة الخرطوم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وليسَ لنا فِي الحنين يَد، وفي البُعد كان لنا ألف يَد، سلامٌ عليك، إفتقدتكَ جدًا .. وعليّ السَلام فِيما إفتقِد !. (درويش)
07-10-2016, 06:56 PM
صديق مهدى على
صديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10703
Quote: شكرا صاحب البوست بس ما وضحت لينا الحل شنو لمشكلة بعد فشل كل تلك الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال مدنية وعسكرية . مع توضيح من هم المستقلين
جاء ميلاد مؤتمر الطلاب المستقلين نتيجة لرفض مجموعة نيرة من الطلاب السودانين لما عرف بالمصالحة الوطنية مع نظام نميري وذلك لايمانهم بأن المصالحة مع نظام ديكاتوري تعني الاعتراف به ضمنيا مما يساهم في إطالة عمره دون احداث تغيير ملموس في طريقة إدارة الدولة السودانية وهذا ما حدث حينا ارتمت هذه الأحزاب في حضن مايو وما ظل يتكرر في عهد الإنقاذ . ما يميز تنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين عدم لجؤءهم لاعتلاف الجاهز من النظريات ومحاولة تطبيقها في علي الواقع السوداني بل عملوا علي استحداث مناهج جديدة مستلهمة من التاريخ العريق للمجتمعات السودانية وليس غيرها فكان منهج التجليل الثقافي وكانت جدلية المركز والهامش واشكال الهوية في السودان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة