*كل عام وانتم بخير ، اصبحت كلمة نؤديها بآلية لاتحمل أي محتوى ، فجحافل الفقر والجوع ، وذل الحاجة التى لم يصمد امامها التعفف ، والخطل الاقتصادي الذي قسم بلادنا بين قلة قليلة حازت على كل شئ ، وفئة كبيرة تمثل السواد الاعظم من شعبنا والتى حرمت من اي شئ ،جعل التهاني والتمنيات مجرد رغبة كامنة لاحياة فيها ولاروح ، فتنطلق من الالسن بحكم العادة المتوارثة او بأمل فى الله كبير أن يكون القادم أفضل، ففي موسم سقوط الاقنعة يكون المرئي الاوحد هو القاع ، وعيدنا هذا لم يكترث فيه الناس لسعر الخبز الذى جعل الرغيفتين بجنيه واختفت الثالثة فى ظروف غامضة ، ولم يعبأ احد بارتفاع الاسعار بجنون ، ولم ننشغل باللهاث اليومي نحو لقمة العيش وقفة الملاح والتزامات العيال ..وماادراك مالعيال!! * فالحكومة التى حرمت اطفالنا من جل او قل كل حقوقهم ، احتفظت لهم بثقافة العنف ، ففي الوقت الذى تعجز عن توفير الادوية المنقذة للحياة ، وتفشل فى توفير البيئة المدرسية الصالحة لهم ، وينعدم المعلم المدرب تدريبا لائقا ، نجدها تفتح الباب على مصراعيه لتجار لعب الاطفال الذين يستوردون المسدسات والطلقات التى احالت العيد على بؤسه الى ان يصبح كل بيت عبارة عن ثكنة عسكرية طفولية لتصبح كل ايام العيد تحت ازعاج طاخ طراخ ..فلم يجد اطفالنا غير هذا الترويج للعنف ، كتمارين اولية لعنف قادم يتشكل فى الذاكرة الجمعية لاطفالنا ، فهم اليوم يسعدون بانزعاج الكبار وغدا يستمتعون بقتل بعضهم بدم بارد وبعنف مركوز فى اعماق الذاكرة.. *فمنذ الاعلان عن العيد وقف الاطفال امام آبائهم مطالبين بمزيد من المال ونشطت تجارة سلاح الاطفال ، وتعالت اصوات الاطفال فرحا وحبورا بهذا العنف الآني ومشروع العنف القادم ،فالمشكلة ليست فى ارهاق ميزانية الاسرة فحسب انما فى هذه الثقافة التى يتم الترويج لها فى بلادنا للاسف الشديد!! يحدث هذا والعالم في تطوره التقني يعطي الطفولة الكثير من البرامج التوعوية الذاخرة بالقيم الكبيرة التى تربي الناشئة على قيم الخير والمحبة والسلام ، وحكومتنا الساهية تنجح فى اغلاق كل مامن شأنه إعلاء هذه القيم لتسود ثقافة العنف وكأن مانعانيه من هوان الدم السوداني المسفوك ليس كافيا لنعيد انتاجه عبر هذه الطفولة البريئة. *ترى اية اصابع هذه التى تببع القنابل والمتفجرات لاطفالنا؟ وكيف تم السماح لها باستيرادها فى ظل وضع اقتصادي مأزوم ؟ وهل هذه الدريهمات المكتسبة من هذه التجارة الخبيثة تعادل فقدان اطفالنا لبرائتهم جراء جشع تاجر ونهم مستورد وغفلة حكومة او قل تعمدها بأن يبقى الحال على ماهو عليه من عنف ودم ودموع ؟! من ذا الذي يعمل على تنغيص حياتنا وتشويه طفولتنا والقعود بها عن اللحاق بعالمنا المعاصر؟! من ياترى ؟ من ؟!! وسلام يااااااااوطن.. سلام يا عندما استمع لإفادة المرحوم الشيخ الترابي عن دور السيد علي عثمان ود.نافع ،أرى بوادر فتنة حالك سوادها على يد هذه الجماعة لكن السؤال ماذنب اهل السودان فيما قامت به الحركة الاسلامية ؟! والشيخ يريد ان يشغلنا وهو فى البرزخ ايضا؟! ان شعبنا لايريد ان يبرئ او يدين ولكنه يريد حقه فى الحرية والكرامة وسيادة حكم القانون ووقتها لن يحتاج لشهادة الترابي او غيره، فهو يعرف كيف يستعيد مكانته وحقه ..وسلام يا الجريدة الاحد ١٠/٧/٢٠١٦
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة