بسم الله الرحمن الرحيم 4/ الإسلام "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ * كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" نريد أن نقف هنا على بعض التفاصيل عن موقف د. النعيم من الدين عامة، والإسلام خاصة، وبعد أن رأينا موقفه المبدئي.. سنورد بعض أقواله الأساسية، في هذا الصدد. فهو يقول مثلاً: "في الحقيقة ما في فهم ديني موضوعي، كل فهم ديني فردي.. ما في رأي ديني موضوعي.. أي رأي ديني ذاتي".. ح1/1.. وبالطبع هذا القول مبني على الذاتية والنسبوية عنده.. ويقول: "في الحقيقة ما في فهم ديني موضوعي.. كل فهم ديني فردي.. يعني في مدى الإنسان ما هو دين عندي، هو دين عندي أنا، وليس عند أي إنسان آخر.. يعني ما في رأي ديني موضوعي.. أي رأي ديني ذاتي". ح1/57.. بالطبع هذه مغالطة، لا قيمة لها.. فأصحاب الأديان المختلفة، يؤمنون بأديانهم بصورة موضوعية، يتفقون على أساسها، وهذا ما يوحد بينهم.. فالمسلمون مثلاً، على اختلافهم يتفقون على أركان الإيمان، وعلى العبادات، بصورة تفصيلية. عندما يتحدث د. النعيم عن الإسلام، يظهر غبنه، وموقفه الانفعالي، فهو يقرر أن الإسلام غير قابل للتعريف!! ويتحدى الجميع، مسلم أو غير مسلم أن يوردوا تعريفاً للإسلام، فيقول: "أعتقد أن صياغة السؤال بهذه الطريقة باطلة من حيث المفهوم، نظراً لأن السؤال يفترض أن هنالك شيء قابل للتعريف، ومتماسك اسمه "الإسلام"، يمكن مقارنته بتعريف ثابت وراسخ لحقوق (الإنسان).." ح2/1.. فعنده لا يوجد شيء قابل للتعريف، ومتماسك اسمه الإسلام!! هذا تسفيه لجميع عقول المسلمين عبر التاريخ!! ولو كان إنساناً طبيعياً، لأورد تعريفات الإسلام وقال رأيه فيها.. كان مثلاً، يمكن أن يورد تعريف الإسلام، الوارد في كتاب (الرسالة الثانية)، وهو يعرف وجوده تماماً.. في توكيد، عدم وجود تعريف للإسلام، يقول د. النعيم: "أصر وأؤكد أنه لا أحد _مسلم أو غير مسلم_ يمكنه أن يعرّف بصورة محددة، وشاملة، الإسلام.." ح2/2.. ونسال د. ياسر: هل أنت لا تعرف تعريف الإسلام!؟ إذا صحّ زعمك أن د. النعيم صادق، فهذا يعني أنك لا تعرف تعريف للإسلام، طالما أنه زعم أنه لا أحد يعرف ذلك، وهو عندك صادق. فطالما أن الإسلام، صناعة بشرية، وليس له تعريف محدد، وهو موضوع ذاتي، فالنعيم يدعو لترك مرجعيته، والأخذ بالمنطق المدني، فهو يقول مثلاً: "المطلوب هو العودة إلى المنطق والتفكير المدني، وتشجيعهما، مع إضعاف نزعة الاعتماد على المعتقدات الدينية أو المذهبية الشخصية في تأسيس الحوار على أساسها في السياسة العامة والقانون." ح1/58..حتى في مجال السلوك والأخلاق، والأمور المحرمة، هو يدعو إلى التخلي عن المرجعية الدينية.. فعنده يجب أن لا نقول هذا الشيء محرم لأن الله حرمه، وإنما علينا أن نحكم عليه بعقولنا، بعيداً عن المرجعية الدينية!! اسمعه يقول: "فيما يخص هذا الموضوع، وهذا هو الموقف الذي أتبناه وأقدمه في هذا الكتاب، وهو أني أريد أن أقول إن أي سياسة عامة أو تشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع إلى المرجعية الدينية. ومعنى ذلك أنك إذا أردت أن تمنع العلاقات الجنسية المثلية، بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب أنها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين"ح2/31.. ود. النعيم عنده أن الفشل في الإسلام نفسه، على خلاف ما يقول المسلمون، إن الفشل في تطبيقهم له!! فهو يقول: "هنالك جدل واسع بين المسلمين الذين اصروا و يصرون، في الماضي والحاضر، على ان فشل المسلمين في المعيشة وفقا للمثل العليا للاسلام لايجب ان يتخذ ببساطة مؤشر الى ان المشكلة هي في الاسلام نفسه. ومن جانبي لا اقبل بهذا الدفع، فيما احاول عرضه،لأني اتحدث هنا عن الاسلام كما هو مفهوم وممارس من قبل المسلمين، وليس كما هو في نموذجه المثالي الاعلى.." ح2/4.. ويقول: "لقد أصابني الارتباك والتشويش نتيجة إدراكي المتزايد أن المشكلة تكمن في الإسلام نفسه، وليس في قانونه، المتمثل في الشريعة" ح2/3.. النص الأول مأخوذ من كتابه الأساسي (الإسلام وعلمانية الدولة)، وهو باللغة العربية.. وهو ترجمة لنفس الكتاب الذي لقي الدعم السخي من منظمة فورد.. ومن الطبيعي أن تدعمه المنظمة طالما أنه يحارب الإسلام، ويزعم أن المشكلة في الإسلام، وليست في المسلمين.. فإذا كانت المشكلة في المسلمين يمكن أن تصحح، ولكن إذا كانت في الإسلام نفسه، فلا مجال لتصحيحها، وعلى المسلمين أن يبحثوا لهم عن دين غيره!! فالإسلام والدين عموماً، حسب. زعم د. النعيم، هو لا يصلح لمعالجة تعقيدات الدولة الحديثة، فمن الأفضل الابتعاد عنه والأخذ بالمنطق المدني، اسمعه يقول: "هذا، وتتطلب طبيعة ودور قانون الدولة، في الدولة الحديثة، تداخل عدد كبير من المشاركين والعوامل المعقدة، التي من غير الممكن احتواؤها بمنطق إسلامي عقيدي.." ح2/44.. وهو عنده في الإسلام لا يوجد شيء غير العقيدة، فالمرحلة العلمية التي يتحدث عنها الإستاذ محمود – مرحلة درجات اليقين – لا وجود لها. وعن ابعاد المرجعية الدينية عن سياسة الدولة، وتشريعاتها، حتى فيما يتعلق بالمحرمات فيقول: "لذلك فإن نقطتي هي أن أي مسألة تتعلق بسياسة الدولة، سواء كانت تشريعا أو سياسة، يجب أن تتم عبر المنطق المدني، وليس من أي منظور ديني أو مرجعية دينية. مثلا، موضوع الحدود، وأنا أعارض أيضا فرض الحدود من قبل الدولة، فسواء كان الموضوع يتعلق بالحدود أو العلاقات الجنسية، أو أي موضوع آخر، يجب علينا أن نناقش الموضوع ونضع أسباب تكون قابلة للنقاش أو القبول دون أي مرجعية للدين أو العقيدة الدينية"ح2/14.. ويقول في نفس الصدد: "فيما يخص هذا الموضوع، وهذا هو الموقف الذي أتبناه وأقدمه في هذا الكتاب، وهو أني أريد أن أقول إن أي سياسة عامة أو تشريع عام لا يمكن تبنيه بالرجوع إلى المرجعية الدينية. ومعنى ذلك أنك إذا أردت أن تمنع العلاقات الجنسية المثلية، بين الأفراد من الجنس الواحد، لا يمكنك أن تفعل ذلك بسبب أنها حرام، وتقول للناس لا يمكنكم أن تفعلوا ذلك لأنها خطيئة من وجهة نظر الدين"ح2/31.. وبالطبع المثلية عند د. النعيم، وعند الغرب الذي يخدمه، ليست فقط حلالاً، وإنما هي حق من حقوق الإنسان!! وهذا هو المصير الذي يؤدي إليه ابعاد المرجعية الدينية، والاعتماد على العقل دون الدين.. المصير هو الهبوط إلى مستوى، دون الحيوان، وباسم حقوق الإنسان!! وهذا ما يريده د. النعيم وصحبه.. د. النعيم من الناشطين في حقوق الإنسان، وخصوصاً في الدفاع عن المستضعفين المثليين!! فهو عضو في أكبر هيئة حقوقية، للدفاع عن المثليين.. وهو عند المثليين يعتبر بطلاً!! ونحن سنفرد حلقة للأخلاق، التي إتجه د. النعيم إلى تدميرها، تدميراً شاملاً، بجعلها موضوعاً ذاتياً، يقرر فيه المرء حسب رؤيته الخاصة، دون الرجوع إلى ما يحرمه الله ورسوله. حتى موضوع الأحوال الشخصية، وعلاقات الزواج يقرر د. النعيم أنها يجب ألا تقوم على الشريعة.. وأغرب من ذلك، هو يزعم أن الشريعة الإسلامية، لم تكن أساساً لقانون الأحوال الشخصية!! اسمعه يقول: "الشريعة الإسلامية لم تكن أبدا أساسا لقانون الأحوال الشخصية، ولا يجب أن تكون أساسا له.." ح2/22.. أذن ما الذي يجب أن يكون أساساً لشريعة الأحوال الشخصية!؟ الإجابة: المنطق المدني!! ما هو المنطق المدني!؟ أنه اختراع من اختراعات د. النعيم، بديلاً للدين.. والمصيبة الكبرى، أنه هو نفسه لم يصل إلى رأي نهائي، فيما يتعلق بالمنطق المدني!! فهو يقول: "في ختام هذا القسم، أحب أن أعترف بأن مفهوم المنطق المدني عندي لا يزال مؤقتاً وفي طور النمو، واعتبر أنها علامة صحة أن لا أكون محصوراً في نظرة معينة. أو مفصلة لهذا المفهوم"ح2/33.. هَدَمَ الدين كله، ومَنَعَ المرجعية الدينية، وحَصَرَ المرجعية في المنطق المدني، الذي لم يصل فيه هو نفسه لرأي نهائي!! فالنعيم يتحدث كالسلطة: يجب فعل هذا، ويجب ترك هذا، وليس كمفكر، رأيه قابل أن يكون خطأ أو صواب.. وياسر وصحبه يخضعون لهذه السلطة، ويدافعون عنها!! فمن أين أتت سلطة د. النعيم عليهم!؟ من الموكد أنها ليست من دين أو فكر، فالدين والفكر هما الأمران المغيبان بصورة أساسية في أقوال د. النعيم.. فلا بد أن تكون سلطة د. النعيم عليهم، تأتي من أمر خلاف الدين والعقل!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة