بسم الله الرحمن الرحيم 3/ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا اماناتكم وانتم تعلمون"
رأينا أن د. النعيم يقول أن إسلامه إسلام ذاتي، وليس إسلام عامة المسلمين!! وذلك إنطلاقاً من إيمانه بالنسبوية، فعنده كل إنسان إسلامه إسلام ذاتي ونسبوي.. وهذا في حد ذاته نفي للإسلام العام، الذي يتفق جميع المسلمين على أساسياته.. ونسبوية د. النعيم لا مكان لها في الواقع وإنما هي هرطقة من هرطقاته، فكل المسلمين يتفقون على أركان الإيمان وأركان الإسلام، كما جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم.. والأساس في الإسلام هو الإيمان: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والقدر، خيره وشره، واليوم الآخر.. وهذا أمر لا يختلف عليه أحد من المسلمين.. ولكن د. النعيم عنده رأي شخصي في الله، يختلف عن جميع بقية المسلمين.. في الواقع، إله د. النعيم ليس هو إله الأديان الكتابية عامة. وعند د. النعيم الأنبياء والرسل، لم يوحِِ عليهم بشيء من الله، فعنده الدين علماني وصناعة بشرية، مثله مثل الثقافة!! سنورد النص لاحقاً.. وهذا عدم إيمان بالوحي، وبالكتب، والأنبياء والرسل، فهم جميعاً، بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم عنده يكذبون عندما يقولون أنهم موحى إليهم من الله– فالدين صناعة بشرية، وليس وحياً من الله.. لنرى بعض أقوال د. النعيم عن الله تعالى وعن نبيه. يقول د. النعيم: "ليس هناك من سبيل لفهم ومعرفة الله إلا من خلال الواسطة البشرية. ولكن الله لا يبقى هو الله عندما يدخل في عقل وتجربة البشر، وهو أيضا لا يكون ذا صلة بنا إلا إذا دخل في فهمنا وتجربتنا البشرية.." ح4/1.. قوله: "ولكن الله لا يبقى هو الله عندما يدخل عقل وتجربة البشر".. هو يتكلم عن الله، ولا يتكلم عن تصورنا لله.. فالله عنده يتغير (لا يبقى هو الله)!!.. وفي الإسلام التفكير في ذات الله منهي عنه، لأن الله مطلق ولا تحيط به العقول، ومعرفتنا له إنما تكون بمعرفة خلقه.. والله تعالى هو الثابت الوجودي الوحيد، ولا يلحق به التغيير، بأي صورة من الصور، والعبارة العرفانية "كل ما خطر ببالك، فالله تعالى بخلاف ذلك".. ولكن لما كان الدين عند د. النعيم (صناعة بشرية) فالله تعالى من صنع الإنسان، ويتغير حسب تصورات العقل الإنساني له!! وعلى ذلك القرآن عنده ليس من عند الله، فهو حسب تعبير د. النعيم نتاج تاريخي.. أسمعه يقول: "ولكن النقطة التي أريد أن أؤكدها هي (لعلكم تعقلون) هذه، أي لتفهموا، هذا هو الغرض من وحي القرآن بلغة بشرية.. فالقرآن لغة بشرية!! وبالتالي هو نتاج تاريخي!! وفهمه أيضا نتاج تاريخي.." ح4/10.. وعلى ذلك من الطبيعي عنده أن تكون الشريعة، علمانية، ومن صنع البشر.. أسمعه يقول: "ووجهة نظري في ذلك هي أن الشريعة وجهة نظر إنسانية.. وبعبارة أخرى، الشريعة علمانية.." ح2/7.. يقول د. النعيم: "ولكن الأمر فيما يخصني هو أن هذا هو موقفي! وهذه بالطبع هي عقيدتي في كيفية حدوث الأشياء في الكون. فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة. إن الله يفعل في الوجود عبر الواسطة البشرية.. فالبشر هم الذي يتصرفون ويتخذون المواقف.. إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل.." ح2/6.. ونحن نسأل د. النعيم: كيف كان الوضع قبل أن يخلق الله البشر والطبيعة!؟ فاعلية الله، هي أصل التوحيد.. فلا إله إلا الله، تعني لا فاعل لكبير الأشياء ولا لصغيرها إلا الله.. الله تعالى هو الفاعل الوحيد في الوجود.. وأي فاعل غيره لا يفعل من ذاته، وإنما فاعليته تحت هيمنة فاعلية الله، لا تخرج عنها.. فالنعيم يعكس أصل التوحيد، ويجعل الفاعلية للمخلوق، فالبشر عنده هم الذين يفعلون، حسب عبارته "فالبشر هم الذي يتصرفون ويتخذون المواقف.. إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل".. قول د. النعيم: "فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة"!! هذه جهالة فاضحة!! ليس بالدين، وإنما بالعلم أيضاً!! فقد توصل العلم، بصورة قاطعة، إلى أن الوجود المادي، لا وجود له.. المادة ليست موجودة.. وإنما هي وهم حواس.. تم هذا منذ آينشتين، ونظريته عن تكافؤ المادة والطاقة.. واكتملت الصورة بنظرية (الكوانتم) ونظرية (الانفجار العظيم)، التي وكدت بصورة قاطعة، أن المادة ليست أزلية.. ثم أن الإنسان خلي عنك الله، يتجاوز الطبيعة وقوانينها!! وقد تجاوز الإنسان الجاذبية، منذ أمد طويل.. وأرسل أقماره الصناعية للفضاء، ولبعض الكواكب.. إلهك هذا، ليس له علاقة بالله.. هو إله صغير ضعيف.. أضعف من الإنسان!! لا علاقة لهذا الإله بالله، كما هو في الإسلام وفي جميع الأديان السماوية. الإيمان بالله هو الركن الأساسي في الإسلام.. وبغياب هذا الركن، لا يكون هنالك دين. د. النعيم لإستخفافه بالله، لا يستبعد جعله أنثى She !! فهو يقول: (God maybe to you said so, but to me may be he did not or she did not say so. Or maybe that person doesn’t believe in God altogether) الترجمة: (ربما يكون الله قد قال لك هذا، ولكن بالنسبة لي ربما يكون لم يقل أو لم تقل، أو ربما ذلك الإنسان أساساً لا يؤمن بالله..).. جعل الله أنثى منتهى الوقاحة، وسوء الأدب.. والله تعالى في القرآن يخاطب الجميع بخطاب واحد، فلا معنى للقول بأن الله ربما قال لك ذلك، ولكن بالنسبة لي ربما لم يقل.. يقول د. النعيم هذا، لأنه لا يؤمن بأن القرآن من عند الله.. وهو ينطلق من فلسفته في الذاتية والنسبوية، حيث كل فرد يرى الأمرو بصورة تختلف عن الآخرين. هذه صورة لعقيدة د. النعيم في الله، وهي عقيدة شديدة الفساد.. وبفساد العقيدة في الله، تصبح جميع أركان الإيمان فاسدة. ماذا عن المعصوم، صلى الله عليه وسلم؟ بصورة مبدئة هو عند د. النعيم يكذب حين يقول أنه رسول الله، جاء بوحي من عنده تعالى.. فالنعيم يقول الدين علماني، ومن صنع البشر: "كمسلم، فأنا دائما أطلق التقرير (الهرطقي) أن الدين علماني، وهذا القول ربما يبدو متناقضاً، في العبارة. ولكن واقع الأمر هو، أنه ليس لنا من سبيل لأن نعتنق الدين، أو نعقله، ونتأثر به، أو نؤثر فيه، إلا عبر الواسطة البشرية. فواسطتنا، كبشر، هي العامل الحاسم في تحديد، وتعريف، ديننا. وبهذا المعنى فإن الدين علماني.. الدين من صنع البشر.. وموقفي هنا، هو أن أؤكد علمانية الدين، هذه، التي أتحدث عنها، حيث يمكن، من هذا المنطق، إخضاع الدين للسياسة، أي جعله عنصراً، وذخراً، سياسياً.. وهذا المفهوم ينطبق، بنفس المستوى، على (الثقافة).. فأنا، عندما أتحدث عن الدين والثقافة، إنما أتحدث عنهما بنفس المعنى، أي بمعنى أن كلاهما من صنع البشر، وأن كلاهما يمكن إعادة صنعه، من قبل البشر.." ح2/5.. هذا القول هو توكيد لعقيدته في الله، التي يقول فيها أن البشر هم الذين يفعلون!! هذه المقولة ينبني عليها كل شيء في حديث د. النعيم عن الإسلام: فالقرآن من صنع البشر، وكذلك الشريعة علمانية ومن صنع البشر، وبالتالي، الدولة الإسلامية هي دولة علمانية ومن صنع البشر. هذا هو إسلام د. النعيم، ود. ياسر يؤيده فيه، ويدافع عنه، فالنعيم عنده لا يكذب!! وكذلك الحال بالنسبة لجميع من يؤيدون النعيم، على تفاوت بينهم!! رسول الله: هرطقة د. النعيم المذكورة أعلاه، والتي يزعم فيها أن الدين علماني وصناعة بشرية، كافية جداً لتبين موقفه من رسول الله.. فطالما أن الدين صناعة بشرية، مثله مثل الثقافة، ويمكن إعادة صناعته من قبل البشر، فمحمد صلى الله عليه وسلم، عنده يكذب، عندما يقول أنه رسول من الله، يوحى له.. فالوحي – القرآن – عنده صناعة محمد، وليست من الله.. وعلى ذلك، عند د. النعيم، كل شيء يفعله المعصوم، ليس بدين من الله، وإنما هو صناعته هو!! اسمعه يؤكد هرطقته هذه!! يقول د. النعيم: "دولة المدينة هي دولة سياسية، وليست دينية.. هي معادلة سياسية بين قطاعات وقوى سياسية واجتماعية في واقع معين.. دولة أبوبكر الصديق ليست دينية.." ح2/42.. فعند النعيم، كل عمل النبي صلى الله عليه وسلم العام، في دولة المدينة ليس دين!! في الواقع، عنده، كل عمل النبي العام والخاص ليس دين، طالما أنه عمل بشري، وليس من الله.. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أنه رسول من الله.. فعند النعيم النبي الكريم، بقوله هذا يكذب على الله!! وكذلك جميع الأنبياء، وكل ما أتوا به، عند د. النعيم، هو صناعة بشرية.. ود. ياسر وصحبه، يؤيدون د. النعيم في هرطقته هذه.. بل لا يقفون عند التأييد السلبي، بل يدافعون عنه بحرارة!! فما الفرق بينهم وبين د. النعيم!؟ وطالما أن عمل النبي صلى الله عليه وسلم، في دولة المدينة ليس بدين، فكذلك عمل أبي بكر، وكل من خلفوه. هذا هو إسلام د. النعيم!! يقوم أساساً على عدم الإيمان بالله، ورسله، وكتبه.. ويتضمن هذا، عدم الإيمان بكل ما جاءت به هذه الكتب.. فطالما أن القرآن صناعة بشرية، فكل ما فيه، عند د. النعيم، صناعة بشرية.. الملائكة، والقدر، والثواب والعقاب، والبعث، وكتب الأنبياء السابقين التي حكى عنها القرآن.. وكل ما ورد في القرآن من أخبار الغيب، ومن عبادات، ومعاملات.. النتيجة، د. النعيم يرفض جميع أركان الإيمان، كما جاءت في الإسلام، ويعتبرها صناعة بشرية، وعنده ما صنعه البشر يمكن أن يغيروه.. وهو يغيره بالفعل. د. ياسر يؤيد د. النعيم في كل هذا، ويعتبره صادق، ولا يكذب، ويدافع عنه بحرارة.. فياسر والنعيم، وكل من يدافع عن النعيم، في مركب واحد، مؤتلفين، وملتفين، حول باطل د. النعيم.. يقول المعصوم: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أئتلف، وما تنافر منها اختلف".. ويقول المثل: الطيور على أشكالها تقع، وهو في نفس معنى الحديث. بعد غياب الإيمان بالله ورسله، كل ما تبقى من أقوال د. النعيم توكيد لموقفه هذا المبدئي.. ولكن من الأفضل أن نورد مواقفه الأخرى، في القرآن، وفي الشريعة، وفي الدولة، وفي الأخلاق، لنرى كيف أنها توكيد لمبدئه الأساسي، في أن الدين صناعة بشرية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة