|
الموقف من د.النعيم 5 /خالد الحاج عبدالمحمود
|
بسم الله الرحمن الرحيم "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" صدق الله العظيم 5/ الموقف من د.النعيم أتحدث هنا، عن جانبين: الموقف الفعلي الحادث، والموقف الذي ينبغي أن يكون وفق معايير الفكر الحر، ومعايير الدين.. ويخصني بالذات، عامة المسلمين من جانب، والجمهوريين من الجانب الآخر. من حيث المبدأ موقف أي مسلم من د.النعيم وما يدعو له، ينبغي أن ينبني على موجهات الدين، وما توجبه هذه الموجهات حيال الأمرين الأساسيين، الذين يقوم عليهما طرح د.النعيم، الموقف من الدين والموقف من الأخلاق.. وهما في الحقيقة أمر واحد.. فالموقف من الدين، هو موقف من الأخلاق، باعتبارها غاية الدين "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". وأنا يعنيني الحد الأدنى، الذي يقتضيه الدين، في التعامل مع د.النعيم، لا أكثر. لقد وضحنا بصورة جلية، تماماً، عمل د.النعيم في هدم جميع أسس الدين، وأسس الأخلاق الفاضلة، وأوردنا في ذلك الأقوال المستفيضة، الموثقة من أقوال د.النعيم.. وهي أقوال واضحة بذاتها، وشديدة التطرف في معاداة الدين عامة، والإسلام خاصة، والفكرة الجمهورية بصورة أخص.. وهذا أمر أصبح من المستحيل المغالطة فيه.. وعلى كلٍ، من يرى خلافه ـ من يرى أن القول المذكور لا ينطبق على د.النعيم ـ واجبه الديني والأخلاقي، أن يدافع عن د.النعيم وطرحه، الدفاع الموضوعي، الذي يرد على ما ينسب إليه.. يورد أقوال د.النعيم، كما هي، ويورد النقد لها، ويفنده.. وأي عمل خلاف هذا، لا هو دين ولا هو فكر، وليس فيه خير، لا للنعيم، ولا لغيره، ولن يجدي.. فالأمر خطير جداً، ولا يحتمل أن يُطَفَف، فلا بد فيه من الجد الذي يناسبه. قبل الدخول في الموضوع، هنالك بعض الكلمات، في النصوص التي سأستخدمها، أرجو أن يكون معناها واضحاً ابتداءً، فهي مفاتيح.. من هذه الكلمات: الفسق ومشتقاتها: وهي تعني الخروج من الطاعة إلى المعصية الفحشاء: وهي تعني ما عَظُمَ قبحه من الذنب المنكر: تعني ما ينكره الشرع، ويكرهه الله حادَ: يعني حارب أو عصى أو عادى أو خالف هذه معاني الكلمات.. وهي ما نقصده، عندما نستخدم النصوص التي تتضمن هذه الكلمات. اعتقد أن الموقف من طرح د.النعيم، ديناً، وخلقاً، واضح جداً، واجب كل مسلم، مستطيع، أن يرد عليه بدحض حجته، وإظهار بطلانها.. وهذا واجب بسيط جداً، وميسور جداً، لكل مسلم، لأن الموضوع ظاهر جداً، ويخالف البداهة.. فكل مسلم، مهما كان مستواه، يعلم أن القول بأن الدين صناعة بشرية وعلماني، مثله مثل الثقافة، قول شديد البطلان، ثم هو خطير جداً.. وأكاذيب د.النعيم، على الله، وعلى رسوله، لا يمكن أن تجوز على أحد.. فقول د.النعيم: إن قانون الأحوال الشخصية لا يقوم على الشريعة، ولا ينبغي أن يقوم.. وأن الشريعة ليست من الله، وإنما صنعها الفقهاء.. وأن القرآن ليس فيه أي نص عن الحدود، ولا نص عن الناسخ والمنسوخ.. إلى آخر هذه الترهات، أمور لا تجوز على أي مسلم.. من المؤكد، أنه ليس لكل الناس مقدرة على الكتابة، ولكن لهم مقدرة في حدود مجتمعهم، أن يبينوا للناس هذه الأقوال وباطلها.. من لايستنكر هذه الأباطيل آثم، ولا بد أن يُسأل من موقفه.. والحد الأدنى أن يستنكرها بينه وبين نفسه، وأكمل من هذا أن يُشهد الله على استنكاره لها، ويشهد غيره، خصوصاً من أهله ومعارفه، أما الأمر المنكر ديناً، وخلقاً، السكوت عليها، أو التقليل من خطرها.. فلنتذكر دائماً أن وراء هذه الأقوال، أعداء الإسلام من الغربيين، ود.النعيم مجرد وسيلة، وهنالك غيره، عدد غير قليل. الموقف المنكر تماماً، ديناً، وخلقاً، هو المماراة، وتصرف المسلم وكأن الأمر لايعنيه، ومحاولة تبرير هذا الموقف.. وأسوأ من هذا كله، مواددة صاحب هذه الأقوال، أو إظهار الرضا عنه بأي صورة من الصور، فمثل هذا الموقف يجعل صاحبه شريكاً في الجرم. قولي هذا أعلاه من بدائه الأمور، ولا يحتاج إلى نصوص في التدليل عليه.. من الطبيعي، لأي إنسان كريم، ألا يقبل الإساءة لمقدساته، خصوصاً المقدسات الدينية.. لا يمكن لمسلم طبيعي، أن يقبل الإساءة للمعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا للقرآن.. ومن تهون عليه الإساءة في هذين المجالين، لا يمكن أن يكون إنساناً طبيعياً، يهمه أمر دينه.. لا بد أن يكون عنده معياراً آخر، غير معيار الدين وأولوية أخرى. رغم أن الأمر واضح بهذه الصورة، إلا أننا نورد بعض النصوص.. يقول تعالى: "لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".. ود.النعيم بلغ محادة الله منتهاها، فزعم أن جميع الأديان التى أوحى بها الله، من صنع البشر، وحكم على جميع رسله بالافتراء عليه تعالى، وعمل على إبعاد الله من كل صور التشريع.. وقيده تعالى بالمادة وقوانينها، إلى آخر ما زعم من أباطيل، فطبيعي أن تُذهب مواددته الإيمان، أو تدل على ذهابه.. فمن يوادد د.النعيم يقره على ما يفتريه في حق الله تعالى، وأنبيائه ورسله.. وحسب الآية، قرابة الرحم مهما كانت، لا تشفع لمن يوادد من يحاد الله.. ويقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ".. ويقول: "إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ".. ويقول: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".. ويقول تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".. ويقول:"إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".. ود.النعيم لا يحب أن تشيع الفاحشة وحسب، وإنما يعمل على حمايتها، ونشرها، والفلسفة لها.. وهذا ينطبق على أسوأ أنواع الفاحشة ـ المثلية!! موقف الأستاذ من د.النعيم: من المؤكد أن المواقف لن تكون بلا ثمن، فالحساب بميزان الذر.. والقانون الطبيعي صارم.. يقول الأستاذ محمود: "متشكك لا يفلح!! ومتلفت لا يصل!! ومن لا يعرف النقصان فجميع أوقاته نقصان.. متشكك لا يفلح!! ومتلفت لا يصل!! وفى القرآن: (ولا يلتفت منكم أحد!! وامضوا حيث تؤمرون!!).. دي القاعدة الأخدوها الصوفية.. إنك عندك اعتبار، اعتبارات غير اعتبارات الله، تمشي في طريقها.. اعتبارات طمع.. اعتبارات قتل وقت.. تمشى مع الغافلين، بي هنا، وتجي مع الحاضرين بي هنا.. دي آفتها كبيرة جدا!! قد لا تكون آفتها بس تقطعك، من الوصول.. قد يكون تترك ليك آفة في نفسك!! وفى عقلك!! ما تخليك مستقيم في السير!! فالمسألة جد.. أمر الله كله جد، ما فيهو هزل!! وما فيهو تساهل!! والصّغيرة البتساهلو فيها الناس، فيما يخص السير لي الله، تبقى كبيرة".. بالطبع هذا قول للسالكين.. أما ما نحن بصدده في أمر د.النعيم، لا يتعلق بالصغيرة، وإنما بأكبر الكبائر ـ تشويه الدين وجعله صناعة بشرية.. والإساءة لجميع الأنبياء والمرسلين، بإتهامهم بأنهم يكذبون على الله وعلى الناس، حين يقولون أن الله أوحى إليهم وأرسلهم.. هذا القول كبيرة، وقبوله ومساندته كبيرة.. وصاحبها لا ينجو مما ذكره الأستاذ، في ما هو أقل منه، حيث قال: "قد يكون تترك ليك آفة في نفسك!! وفي عقلك"!!.. وهذا الآن حادث.. والله يكفينا شر ما هو قادم!! وموقف الأستاذ محمود من د.النعيم، يمكن أن يبينه موقفه من إنكار البهائية للحدود.. فقد جاء عن هذا الأمر قول الأستاذ: "وهذا التغيير الأساسي في شريعة الحدود، والقصاص، إنما يخرج البهائية من أن يكون لها أي حظ من الدين ناهيك عن أن تكون ديناً".. وبالطبع د.النعيم ذهب أبعد من البهائية بكثير جداً!! أما موقف الأستاذ ممن يقبلون تشويه د.النعيم للفكرة أو يصمتون عنه، فيعبر عنه قوله: "نحن نايمين على الكنز.. كنزنا تحتنا.. أحسن أستخرجو!! نحن طليعة في الدعوة دي.. لكن من المؤكد أنه بنلاقي محن غريبة جداً.. تشويه غريب جداً.. أكاذيب غريبة جداً.. عداوات ما بترتفع إلى الإنسان ودالعرب العادي!! نحن ما شاكين منها ولا جايين هنا لتعيننونا عليها.. نحن عونا جاي من الله.. لكن كل واحد منكم بسأل من واجبو.. واجب الثقافة دا أمر الإنسان بكون مسئول عنو في التاريخ، ومسئول عنو عند الله!! والسلبية القائمة اليوم في محنة الفكر، السائرة في البلد دا، لا بد أن تجر ذيولها على كل من عايشها بدون ما يحرك أصبع في إنكار المنكر، ونصرة الحق" المواجهة الحد الأدنى: أن الذين يؤيدون د.النعيم، من المستحيل أن يكون تأييدهم هذا لاعتبارات دينية أو فكرية.. فمن حيث الاعتبارات الفكرية، ليس في طرح د.النعيم قضية واحدة إيجابية، تجعل الإنسان يؤيده.. وأهم من ذلك، كل أسلوبه خالي من الفكر.. هو مجرد تقريرات ذاتية، تقوم على "أنا عبدالله أحمد النعيم أقول".. مجرد التفكير المستقيم غائب.. على كل حال منطلقه الأساسي، هو النسبوية الذاتية، وهذه لا علاقة لها بالفكر الموضوعي، ولا علاقة لها بالحوار. أما من جانب الدين، فواضح جداً، أنه ضد الدين بصورةٍ أساسية، وينفيه جملةً وتفصيلاً.. وهو بالذات ضد الفكرة الجمهورية.. من حق د.النعيم تماماً أن يكون له رأيه الخاص، وأن يذيعه كما يشاء.. كما أن من حقه أن يكون له رأي ضد الدين، وضد الفكرة الجمهورية، ويذيع رأيه هذا كما يشاء.. ولكن ليس من حقه أن ينسب رأيه الخاص إلى غيره، خصوصاً، إذا كان رأيه يتناقض بصورة حادة مع رأي من ينسبه إليهم.. ليس من حقه أن ينسب إلى الأستاذ محمود، أفكاره الخاصة، التي تناقض أفكار الأستاذ محمود في كل شيء.. فد.النعيم يعارض الفكرة الجمهورية، فهو يقول: "أخيرا، يجب أن أقرر إنه بالرغم من أن منهج طه به قصور، إلا أنني أعتقد أنه يمكن على الأقل أن يكون مفيدا كإطار أولي لحوار داخلي، يمكن أن يستمر لإيجاد مناهج إصلاح إسلامية أخرى تتمّم، أو تحل محل، منهج طه".. هو يزعم أنه ينتمي إليها، وفي نفس الوقت يقدم أفكاراً مناقضة لها، على اعتبار أنها الفكرة الجمهورية!! والسبب معروف!! د.النعيم، ليس أكثر من موظف في نظام، يستخدمه لهدم الإسلام عامة، والفكرة الجمهورية خاصة.. ولا يوجد أي خوف، لا على الإسلام ولا على الفكرة.. فالله تعالى هو الذي يحمي دينه.. وعمل قوى الشر كلها، في النهاية، يخدم غرض الله، في حماية دينه، ونصرته.. ولكن الخوف كل الخوف، على الأفراد.. الخوف من سوء الخاتمة. إن موقف الفكرة الجمهورية من ترهات د.النعيم، واضح ومحدد، منذ زمن طويل.. في نشرة داخلية، أصدرها الجمهوريون في ديسمبر1968 تحت عنوان: "المواجهة طرف من الجهاد الأكبر".. تحددت المواجهة في حمل الفكرة بأسلوبها، وأدبها.. والدفاع عنها.. يعنينا هنا النقطة الثالثة: نقطة أقل الدرجات، فقد جاء فيها: "مواجهة أقل الدرجات: يحاول جهده نشر الفكرة وحين يعجز عن المواجهة لاعتبارات عنده هو.. فهو إن كان في مجلس أو اجتماع أثير فيه هذا الموضوع لا يملك إلا أن ينصرف لأنه لا يملك أن يفعل أكثر من ذلك وهو بعد غير راض عن نفسه ولا حاله. هناك سلوك الفكرة الجمهورية منه براء، وهو سلوك من يجعل من الفكرة موضوعاً للأنس وتزجية الفراغ، بروح الهزار، والمداعبة.. فهو ان طُعن في الفكرة، بروح الهزار والنكتة تضاحك، هذا السلوك ، الفكرة الجمهورية منه براء .." هذا الحد الأدنى، الذي الفكرة منه براء، هبط البعض دونه بكثير جداً.. فهم يضحكون ويصفقون طرباً "قريفة" لحديث د.النعيم، في نقده للفكرة، وإساءته للأستاذ، وفي منزله!! كما أنهم جعلوا من (الصالون)، مكاناً للقول الهابط، والهازل، وقد سُمّي موقعهم هذا تيمناً بصالون الأستاذ محمود!! لم نسمع أن واحداً منهم، عندما عجز عن الرد، قام وخرج من المجلس.. والأستاذة أسماء بالذات، يُهان الأستاذ أمامها، ويشتم بعبارات قبيحة، مثل: الكذب، والعبث، والضلال، والباطل، ولم يفتح الله عليها بكلمة واحدة في الرد.. وأغرب من ذلك، تركت الأستاذ محمود وانحازت إلى جانب شاتمه، تؤيده وتدافع عنه!! مواددة د.النعيم، على أحسن الأحوال ينطبق عليها قول النبي الكريم، في حديث له، عن جليس السوء، يشبهه بنافخ الكير!! فأن جليسه لا ينجو من شره، إما أصابه شرر من ناره، أو وجد ريحاً خبيثاً. الواقع: ما تقدم من حديث، هو ما يوجبه الإسلام على المسلم.. وما توجبه الفكرة على معتنقيها ـ والأمر واحد ـ ولم نذهب فيه إلى التفاصيل، وإلا فإن لكل مفارقة من مفارقات د.النعيم، وجه من الواجب على المسلم أن يلتزم به.. والأمر لا يحتاج إلى كثير استدلال، فمن يخرب ديني، ويسيء إلى أحب الناس إلىَّ، وأقدسهم عندي، مثل الأنبياء، وعلى رأسهم سيدهم وخاتمهم، إذا وجد مني المواددة، فهذا يدل على خلل أساسي، في شخصيتي.. فعلى الأقل، علىَّ أن أتركه وشأنه، ولا أبدي له أي صورة من صور الرضا، عن شنيع فعلته. ولكن من الناحية العملية، هنالك من يؤيد د.النعيم، ويوادده، ويدافع عنه، ومن الجمهوريين أنفسهم!! والغريب أن هؤلاء، لا يجرأون على مناقشة نص واحد، من أقواله الهرطقية.. وإذا ذُكر لهم كذبه الفاضح، وطُلِبَ منهم قول رأيهم، لا يجيبون، ويلوذون بالصمت، مهما تكررت المطالبة!! وأهم من هذا كله، أن لهم أقوال سابقة واضحة جداً، يقررون فيها ما هو عكس ما يدعو له د.النعيم!! ثم فجأة، يعكسون مواقفهم، ويتبنون طرح د.النعيم!! فالأمر المؤكد أن موقف هؤلاء ليس موقفاً فكرياً، ولا دينياً.. وأكثر من ذلك، الكثير من دوافعهم لهذا الصنيع غامضة، وغير مفهومة.. وقد سبق لنا أن تناولنا مواقفهم، في الرد على بيانهم، مع د.النعيم. الدوافع: أن الذين يقفون إلى جانب د.النعيم، بعضهم دوافعه الحسد، ومكايدة الذين ينتقدونه، ويعملون على تبرئة الإسلام، والفكرة مما ينسبه إليهما!!عندما يتصرف كبار السن بتصرفات الأطفال، وفي أخطر الأمور، يكون الأمر محيراً!!. هنالك من يجدون مساعدات مادية مباشرة، أو من خلال عمل يوكل إليهم، مثل المساعدة في البحوث.. وهنالك من يُلَمَعُون في الأوساط السياسية والأوساط الأكاديمية.. وهنالك من لم يجد أي شيء حتى الآن، ولكنه يطمع أن يجد الشهرة والمال.. وأسوأ من هؤلاء جميعاً، غير الجادين، الذين يجعلون من الدين مجالاً للهزل.. وهنالك من دافعهم لمواددة د.النعيم، والدفاع عنه، معاداة من يعارضون هرطقاته، ويحسدونهم.. غريب أمر النفس البشرية!! أحد الأخوان عُرف بأنه موفق في إيراد أقوال الأستاذ محمود، التي تدحض أقوال د.النعيم.. هذا الأخ، يجد معاداة خاصة، وشديدة، من الدوائر التي تؤيد د.النعيم.. ومن بعض من يظهرون معارضة د.النعيم!! وهؤلاء، يقولون أنهم ضد د.النعيم، ولكن هذا الأخ له أخطاء، في الترجمة مثلاً!! ويحاولون إثارة قضايا جانبية، لصرف الناس عن مواجهة د.النعيم، ولتعطيل الأخ المعني، من مواصلة عمله في إيراد نصوص الأستاذ ونصوص د.النعيم، فعمل هؤلاء يصب في إتجاه د.النعيم بصورةٍ جلية، فهو على الأقل، يصرف الناس من مواجهته، لبعض الوقت.. فإذا كان هؤلاء أصحاب نوايا طيبة، فالنار محفوفة بالنوايا الطيبة.. وإذا كانوا أصحاب نوايا غير طيبة، فسيكتشف أمرهم لا محالة، فإن الله لا يهدي كيد الخائنين. من هؤلاء من هم أسوأ ممن يؤيدون د.النعيم بصورةٍ مباشرة، على ما هم عليه من باطل، ففي حق هؤلاء يصح قول الله تعالى: "مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلاً".. فمشكلة هؤلاء ليست فقط في الفكر، وإنما أخطر من ذلك هي في الحس!! هم لا يشعرون أن تشويه الأستاذ والإساءة إليه، أمر خطير، ينبغي أن يشغل بالهم، فينصرفون عنه إلى قضاياهم الخاصة، في الخصومات الشخصية الضيقة، والأضغان.. فالتنفيس عن أضغانهم الشخصية أولى عندهم من الاهتمام بقضية تشويه الفكرة والإساءة للأستاذ.. وكما يقولون: كل قول يحمل حُلَة القلب الذي منه صدر.. فهم مهما حاولوا تجميل أقوالهم بزخرف القول، فأنها تكاد تفوح منها رائحة ما بدواخلهم من حقد ـ غير مبرر ـ ولو كنت في محل الأخ المعني، لتركتهم لصنيعهم، فهو يكفي عنهم.. ولعاقبة صنيعهم، فهي كفيلة بأن تعلمهم، ما لم تعلمه لهم عقولهم. هنالك من يسعون الى الشهرة، عن طريق تأييد د.النعيم، وهم سيجدونها!! ولكنها ستكون شهرة بالعار الأبدي ، الذي لا شيء يمحوه!! وهنالك فريق آخر، من المقربين، من أهل رحم الدم.. هؤلاء درجوا على افتعال الحيل الطفولية!! د.عبدالله مريض.. وقد أغمي عليه!! وهذه المناقشات تضر بصحته ...إلخ، هؤلاء لا يدافعون عن عبدالله، وإنما يدافعون عن مصالحهم الدنيوية!! هم لا يحبون د.عبدالله.. لا يحبونه لذاته، وإنما يحبونه كوسيلة لدنياهم.. يحبون السمعة، )والبرستيج(، والمال.. لا يحبونه كإنسان، ولا يعرفون هذا الحب.. هم يحبونه كدجاجة تبيض ذهباً.. كان بعض هؤلاء، كلما كتبت عن مفارقات د.النعيم، يهرولون إلى القيادي الأول يبكون، ويشكونني له!! وعندما لم تُجِدِ هذه الحيل، تحولوا عني لآخرين!!.. مما يخافون على صاحبهم!؟ من المرض والموت!؟ الموت لا بد كائن في حينه، وخوفهم لا يغير من الأجل.. والموت الحقيقي ما هو فيه د.النعيم الآن: الموت المعنوي ـ موت القلوب ـ فالموت الحسي ليس بمشكلة، إذا وفقه الله إلى صالح الأعمال والقبول.. لو كانوا يحبونه، لكان يحزنهم، ويرعبهم أن يلقى الله على ما هو عليه، ويعملوا في نصيحته ليرجع إلى ربه.. إن وضع د.النعيم مخيف جداً، وحرج جداً، فلا أحد يعرف أجله.. فنرجوا الله أن ينعم عليه بالتوبة قبل ملاقاة ربه.. هؤلاء الذين يعملون على صرف من ينقدونه عن نقدهم له، هم العدو الحقيقي له.. هم عدو جاهل وغير صادق.. فبدل مطالبة الآخرين بالكف عن نقده، لماذا لا يطالبونه هو بالكف عن هرطقاته، وتسفيه أحلام الآخرين، وتسفيه دينهم.. لماذا لا يقولون كلمة حق واحدة في وجهه.. عليهم أن يوطنوا أنفسهم، على إدراك الحقيقة الجلية وهي: أن الله لا يهدي كيد الخائنين.. فأما وقد تأذن الله بفضح خيانته، فلو انصرف القائمون على هذا العمل، سيوكل به الله آخرين.. يقولون: الآن قد اتضح الأمر، فهذا يكفي!! لماذا لا تقولون هذا للنعيم!؟ هل توقف عمله هو!؟ أنه يعمل بشدة في نشر تشويهه للإسلام وللفكرة الجمهورية، مدعوماً من الجهات التي تحرضه وتموله، فمن الطبيعي أن نتجه معه إلى التصعيد بالصورة التي تتناسب مع نشاطه، مع العلم أننا لا نملك ولو جزء يسير من الإمكانيات التي يملكها.. ولكن الله غالب على أمره.. ود.النعيم، يظن أنه يأوي إلى ركن شديد ـ أمريكا.. وهذا مما يزيد عن استغنائه عن الله.. ولكن الله بالغ أمره، وستتضح الأمور، والأيام بيننا!! هل كون د.النعيم مريضاً ـ إذا صح أنه مريض ـ هذا سبب معقول يجعلنا نكف عن مناقشة افتراءاته على الأستاذ محمود!؟ د.النعيم عندنا ليس أعز من المعصوم، ومن الأستاذ محمود، ومن أهل الأرض جميعاً، الذين يسعى في الشر لهم. الأمر واضح وبسيط، من يهمه أمر د.النعيم، ويرى أنه على حق، فليدافع عنه الدفاع الموضوعي، ويرد على أقوال ناقديه، وللناس عقول.. هذا هو السبيل الوحيد، الذي لا سبيل غيره. قلت، وأكرر، نحن من ننقد د.النعيم، دون غيرنا، من يعمل لمصلحته.. أعني مصلحته الحقيقية.. مصلحته الباقية.. ونحن أعلم بهذه المصلحة منه، وممن يساندونه في ضلاله، وبصورة لا لبس فيها.. فد.النعيم هو عدو نفسه الحقيقي، ومن يزينون له باطله هم أعداؤه، وأعداء أنفسهم. وبعض أتباع الأستاذة اسماء أو المريدين ـ كما اسمتهم ـ يقولون: هذه بنت الأستاذ!! هل هنالك من لا يعرف أنها بنت الأستاذ!؟ وعندما تقف بنت الأستاذ ضد الأستاذ، ومع الذين يكيدون له، ويسبونه علانية، هل علينا أن نقف معها، ضد الأستاذ، لأنها بنت الأستاذ!؟ أي عقول هذه!؟ قال الأستاذ عن الطائفية: "الطائفية معناها أن تطيع رجل، أخطأ أوأصاب!! دي معنى الطائفية!! لكن إذا كان جمعتكم فكرة!! الفكرة انتَ بتملكها، وواحد تاني بملكها، والميزان بيناتكم الفكرة، دي ما طائفية.. فالإسلام هو اجتماع على (لا إله إلا الله).. الطائفية اجتماع على الرجل أخطأ أو أصاب".. الميزان بيناتكم الفكرة!! اجتماع الأستاذة اسماء وصحبها على د.النعيم ليس اجتماعاً على فكرة، وإنما هو اجتماع على رجل أخطأ أو أصاب ـ في الواقع أخطأ أو أخطأ ـ هذه طائفية.. طائفية سياسية.. واجتماع الذين حول الأستاذة اسماء، ليس اجتماعاً على فكرة، بل هو اجتماع ضد الفكرة، هو اجتماع على الأستاذة اسماء، أخطأت أو أصابت.. واجتماع هؤلاء على الأستاذة اسماء قادهم إلى الاجتماع على د.النعيم.. فعلى الأستاذة اسماء وزرها، ووزر من إتبعها، لا ينقص من وزرهم شيئاً. هنالك من يقول صراحة أن الوقت سيأتي ونأتي مع الناس!! لو كنتم تؤمنون بالوقت لما فعلتم كل هذا.. ومن قال لكم أن من يرتد سيأتي مع بقية الناس!؟ أسالوا عن قولة الأستاذ المخيفة، في الرد على من قال قولتكم هذه!! موقف الأستاذة أسماء: شريعةً، دخل د.النعيم، منطقة اللا عودة.. فما بال الآخرين!؟ ما الذي يمكن أن يجدوه من خير، في طريق ليس فيه سوى الشر!؟ الأستاذة أسماء محمود، مع د.النعيم في كل ما يقوله، مهما كانت لا معقوليته، ومهما شوه فيه الأستاذ محمود، وأساء إليه!! كيف نفهم هذا!؟ ومن أعجب الأعاجيب موقف الأستاذة أسماء هذا!! حتى أنتِ!؟ ماذا تريدين!؟ تريدين الشهرة والمجد الدنيوي، على حساب تشويه سمعة الأستاذ، وتشويه دعوته، والإساءة إليه!؟ لبئس ما تريدين من مجد زائف، وشهرة زائلة!! لن تنالى من هذا شئياً.. لن تنالي إلا عذاب الضمير!! وستعودين بعد دفع الثمن.. والأيام بيننا!! فمن هنا نبدأ بالأستاذة أسماء محمود.. فالأستاذة أسماء، في الندوة التي أقامتها مع د.النعيم، بمنتدى السودان الديمقراطي، التي تحدثنا عنها، قالت: "نحن بندعو إلى دولة قايمة علي الإسلام!! قايمة علي الإسلام".. فرد عليها د.النعيم بصورة مباشرة، وفي كثير من التوتر، وجنح إلى الشتائم والسباب.. وقد سبق أن أوردنا قوله، ونعيد هنا جزء منه، فقد قال: "أنا برضو، لأنها الأستاذة برضو اتكلمت عن النقطة دي: برضو بحب أقول أنه مسألة الدولة الدينية وهم!! عبث!! قبيل أنا حاولت أقول الكلام دا: كونو الزول بفتكرها إنها حقيقة، ما بجعلها حقيقة!! هي ما حقيقية!! هي باطل!! هي وهم!!".. "دا المسألة زي كدا!! المسألة دي إنه هي ضد الصورة تمام!! وهم!! عبث!! ونحن أي واحد فينا يسكت عن أن يقول دا، مساهم في خلق العبث دا"!! فماذا كان رد الأستاذة اسماء!؟ صمتت ولم ترد عليه!! وواصل هو من جانبه، فأضاف أنه ليس من الضروري أن يكون هنالك منهاج واحد.. وأن الأخلاق يمكن أن تكون من غير الدين.. فما الذي يجعل شخص مثل الأستاذة اسماء، يسكت على مثل هذه الإفتراءات والإساءات المباشرة!؟ وليت الأمر وقف عند هذا الحد!! فبعد فترة أعلنت الأستاذة اسماء أنها تؤيد د.النعيم في طرحه، بما في ذلك موضوع الدولة العلمانية!! ومنذ ذلك التاريخ، وإلى اليوم هي تتبنى الدفاع عنه ـ بالطبع دون مناقشة أقواله!! هل يمكن أن يكون هذا أمراً طبيعياً!؟ أنا شخصياً عاجز تماماً، عن أن أجد تفسيراً لهذه الظاهرة!! حبل الود بين د.النعيم والأستاذة اسماء لا يزال مستمراً.. وظهرت ظواهر: المركز في أمريكا، وفي السودان.. والحزب.. والبيان الذي سبق أن تناولناه.. فإذا قبلت الأستاذة اسماء، تشويه الأستاذ محمود، والإساءة له، التي تصل إلى حد وصفه بالكذب والعبث، لمجرد أنه دعى للدولة الإسلامية، فلن يكون هنالك حد لما يمكن أن تقبله الأستاذة اسماء. التهنئة: هنالك من هنأ د. النعيم على ما ناله من جائزة .. وهؤلاء بعضهم من الغافلين، الذين لا يقدرون الأمور، ولا يرون أبعد من الظواهر.. فالغالب على هؤلاء أنهم لا يرون في الجائزة أكثر من أنها جائزة أكاديمية.. وهم لغفلتهم، ينتظرون أن يجنوا من الشوك العنب!!.. ومن هؤلاء من يفتعل السعة، دون علم ولا معرفة بالسعة.. فهؤلاء جهلهم لا يعفيهم من المسئولية.. فهم عن علم، أو جهل، أيدوا تشويه الفكرة والإساءة للأستاذ، وهنأوا من قام بهذا الجرم الشنيع على فعلته، وشجعوه عليها!! وبالطبع يجيء على رأس من هنأوا د.النعيم، مؤيدوه، ممن هم رصيد ثابت في تأييده.. وهؤلاء دوافعهم مختلفة، وجميعها تقع خارج الاعتبارات الفكرية والدينية، وبالطبع خارج اعتبار الفكرة، ومرشدها!! من الذين هنأوا د.النعيم على ما ناله من جائزة، من قام بتهنئة الجمهوريين!! وهذا جعل تشويه الفكرة، والإساءة للأستاذ محمود، موضوع تهنئة للجمهوريين!! ومنهم من قام بتهنئة الشعب السوداني، بالإنجاز العظيم الذي حققه أحد أبنائه!! أبسط ما يمكن عمله تجاه الشعب السوداني، أن يتم تعزيته في أحد أبنائه، الذين رضوا أن يبيعوا دينهم.. ود.النعيم أمريكي، بأكثر مما هو سوداني!! وقد أوردنا نقده الجائر للسودان والسودانيين.. وإشادته بالشعب الأمريكي!! إن الشعب السوداني، شعب أصيل، لا تنقصه إلا المعلومات الوافية.. وقد بدأت بفضل الله، هذه المعلومات تصله.. وعندما تصله المعلومات سيتولى قضيته بنفسه.. وهكذا الحال بالنسبة لجميع المسلمين. ورد في الأخبار أن أحد الشبان السودانيين، في السعودية، وهو يعمل راعي غنم، رفض كل الإغراءات بأن يبيع خروفاً، من وراء ظهر صاحبه.. ومهما رفعوا المبلغ، كان يرفض.. وقد عبر عن رؤية واضحة، وبطريقته، فقال لهم ما معناه: وفي الشبير ـ القبر ـ من يحميني إذا خنت الأمانة.. هذا الشاب صاحب فطرة سليمة، لم يلتو بها زغل التحصيل.. وصاحب عقيدة سليمة.. في المقابل د.النعيم باع دينه، وباع نبيه ومرشده، وهو جم النشاط في الدعاية والترويج لبضاعته الخاسرة!! قال صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أفضل من ألف من مثله، إلا الإنسان"!! وأعجب هؤلاء من جعل تهنئته تنطلق من منطلق ديني.. واعتبر الجائزة انتصاراً دينياً للنعيم!! وعلى رأس هؤلاء يأتي د. النعيم نفسه.. فقد جعل من فوزه بجائزة (العالم ـ المعلم) عملاً دينياً، يشكر الله عليه!! فقال: "نعمة الله علي باختياري"!! هل هذه الجائزة نعمة أم نغمة!؟ بالطبع الموازين عند د.النعيم مختلة تماماً، والأمور عنده معكوسة.. بما استحق أن ينعم الله عليه!؟ بهدم دينه، والعمل على صرف الناس عنه!؟ فكيف عرف د.النعيم أنها نعمة!؟ يقول د.النعيم:"أحد الطرق التي يلجأ إليها الناس لتعزيز إيمانهم في نظامهم العقائدي هو المبالغة في نوعية أو كمية الامتيازات التي يحصلون عليها أو سوف يحصلون عليها، وفداحة الخسارة التي سيتكبدونها إن لم يلتزموا بالمذهب العقائدي المحدد. وبهذه الطريقة يصبح لدى العديد من الناس إحساس بالمصلحة أو الملكية في نظامهم العقيدي ويكونون نظرة سلبية عن النظم العقيدية الأخرى" الحلقة الثانية نص رقم(38).. عند د.النعيم، لا يوجد حساب ولا عقاب، وهذا أمر طبيعي طالما أن الدين عنده علماني وصناعة بشرية، مثله مثل الثقافة.. فإذا كان الثواب والعقاب عند د.النعيم أمور وضعها البشر، فلماذا يجعل جائزته هذه نعمة من الله، وهي بشرية!؟ وكيف عرف أنها من الله وهو يزعم أن الدين نفسه ليس من الله!؟ وعنده الله نفسه لا يعمل إلا من خلال قوانين الطبيعة.. يقول د.النعيم: "ولكن الأمر فيما يخصني هو أن هذا هو موقفي! وهذه بالطبع هي عقيدتي في كيفية حدوث الأشياء في الكون. فأنا لا أعتقد أن الله يفعل الأشياء في هذا الكون بطريقة متجاوزة للوجود المادي أو خارقة للطبيعة. إن الله يفعل في الوجود عبر الواسطة البشرية.. فالبشر هم الذي يتصرفون ويتخذون المواقف.. إننا نحن البشر من نفعل أو نفشل في الفعل" الحلقة الثانية نص رقم(6).. ود.النعيم كما سبق أن أوردنا له يقول: "فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلاً من الله"!!.. فإذا كان القرآن نفسه عند د.النعيم، ليس من الله فكيف تكون جائزة جامعة أيموري من الله!؟ وفي إتجاه د.د.النعيم يأتي قول د.القراي، الذي فيه يرى أن ما ناله د.النعيم من جائزة، هو تأييد ديني من الله.. يقول د.القراي في تهنئته: "الأخ عبد الله النعيم هذا التكريم فضل من الله واجب الشكر حالاً ومآلاً!! وليست قيمته في ذاته، وإنما في وقته!! فقد شاء الله له وقتاً أكد به وضعه لوزرك، ورفعه لذكرك !!"!! هل توجد نعمة دينية أكبر من وضع الوزر ورفع الذكر!؟ قال تعالى في تكريمه لنبيه: " أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ" وإهتداءً بهدى القرآن، عبر القراي عن مشيئة الله، في وضع وزر د.النعيم ورفع ذكره!! كما فعل الله تعالى، مع نبيه الكريم.. وحسب العبارة وضع الوزر ورفع الذكر أصلاً قائم، وإنما التكريم، فقط وَكَدَهُ.. فالقيمة في التوقيت.. ما هو التوقيت!؟ من الواضح أن المعني به، أنه في الوقت الذي تكالب فيه عليك النقاد، والكافرون برسالتك، جاءت هذه الجائزة، كرد واضح عليهم، وضع الله به وزرك، وزاد وزرهم ـ ورفع لك ذكرك ـ وحط من ذكرهم.. فكأنما القراي يقول له: أمض في مسيرتك المباركة، فأنك محفوظ من الله، ولا تنشغل بنقد الكافرين برسالتك، فالله ناصرك عليهم!! كيف أدرك القراي أن مشيئة الله، في نيل الجائزة، تعني كل هذا الذي ذكره!؟ وقول د.القراي يؤكد أن ما يقوم به د.النعيم من عمل هو من الفضيلة عند الله، بحيث استحق عليه أن ينال التكريم منه تعالى، بأن وضع وزره، ورفع ذكره.. وهذا بالطبع يعني أنه عند القراي، عمل د.النعيم عند الله، كله خير.. وبالطبع الأمر يعني، أن من يعمل عمل د.النعيم، أو يسير سيره، يعرض نفسه لهذا الفضل العظيم، والخير العميم!! يقول د.القراي هذا، علماً بأن د.النعيم نفسه، يقول أن موضوع الإيمان بالله لا يعنيه، فهو يقول: "أنا لا أفكر في سبب إيماني بالله. هذا الموضوع لا يهمني إطلاقا. بل أنا لا أفكر فيه حتى. ولا أهتم أن أوضح أسبابا لذلك. أنا لا أحتاجه، لأدافع عنه أمام أي شخص".. ويقول: "أن المسلمين لم يصبحوا بشراً صالحين بسبب أنهم مسلمون، كما أن المسيحين لم يصبحوا مسيحين صالحين، بسبب أنهم مسيحيون، وهلم جرا".. وهذا قول واضح في تقرير أن الدين، لا يُصلح الناس، حتى أن أكبر الديانات السماوية: الإسلام والمسيحية، أصحابها لم ينصلحوا بسبب إسلامهم، أو مسيحيتهم.. وبالطبع لا تصبح للدين قيمة إذا كان لا يُصلح الناس، ويمكن الاستغناء عنه كما يفعل د.النعيم.. أما عند د.القراي، فانصراف د.النعيم هذا عن الله، وعن دينه، هو السبب في نعمة الله عليه، ووضع وزره ورفع ذكره، كما فعل مع المعصوم!!.. ففيما التعب إذا كانت طاعة الله ومعصيته سيان، وإتباع مرضاة الله، وإتباع الهوى لا يختلفان.. بل وصاحب الهوى والعصيان، يكون مرضياً عند الله أكثر من التقي!؟ هل الله تعالى لا يعطي الدنيا لطلابها، ويوسع لهم فيها!؟ قطعاً لا!! فالله تعالى يعطي الدنيا لطلابها، من العصاة، وقد يوسع لهم فيها، وهذا من مكره تعالى.. وهو قد حمى أحباءه من فتنة الدنيا، لمحبته لهم، وحرصه عليهم.. بل قد يبتلي أحباءه، ويغدق على أعداءه "أشدكم ابتلاءً الأنبياء، ثم الأولياء، فالأولى فالأولى".. ويقول تعالى: " مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا".. ما يصيب الإنسان من خير ومن شر في الدنيا، هو امتحان، والعبرة باجتياز الامتحان أو الرسوب فيه.. وغير الموسع عليهم هم أقرب للشعور بالحاجة لله، والسعة في الحيلة وفي نعمة الدنيا، قد تكون سبباً إلى الغفلة عن الله.. يقول تعالى: " فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا، ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ، بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".. هي فتنة!! ود.النعيم ممن يقولون إنما أوتيته على علم.. هو يقولها صراحة، ويدعو الآخرين إلى قولها، عندما يدعوهم إلى عدم الأخذ بالمرجعية الدينية، والمنطق الديني.. كما يدعو (للمنطق المدني) كبديل، وهو غير موجود حتى عنده هو!! المهم، د.القراي يعتبر أن ما فيه د.النعيم هو الدين، الذي يجزي الله عليه بالخير، في الدنيا قبل الآخرة، ويتخذ من موضوع الجائزة مناسبة لتهنئة د.النعيم، ليس في قيمة الجائزة، وإنما في وقتها، هذا الوقت الذي أثبت صحة طرح د.النعيم، وباطل منتقديه.. هل القراي يجهل ما قلته هنا، من أن الأمر نغمة، وليس نعمة!؟ لا اعتقد!! فقد أوردنا له أقوال تدل على رؤية واضحة لمفارقة د.النعيم.. فالأمر ليس قناعة، وإنما هو رغبة!! بعض ممن هم حول د.النعيم، أخذوا اقتداءً به، يتعاملون مع القرآن بشيء فيه كثير من عدم الأدب.. فها هو د.القراي يستعير ما قاله الله تعالى، في حق نبيه الكريم وتكريمه له، ليقوله في حق د.النعيم!! ومن صور الهزل بالقرآن، هنالك من قال، في الدفاع عن د.النعيم: ثم لتسألن يومئذ عن النعيم!! ونقول له نعم سنسأل جميعاً عن النعيم: نعيم العقل والدين، وقد ضيعناهما، بإتباع باطل د.النعيم الصارخ الوضوح.. وسنسأل عن عبدالله النعيم، والتعامل معه ومع باطله.. هل قمنا بالواجب الذي يمليه علينا الدين أم لا!؟ أكل الحلال والتسفل: معلوم أن الفكرة تركز تركيزاً شديداً، على أكل الحلال فهو قاعدة كل خير، وتنفر تنفيراً شديداً عن أكل الحرام.. فهو أساس كل شر ومعصية.. فمن أكل الحلال أربعين يوماً، أطاع الله أراد أو لم يرد.. ومن أكل الحرام أربعين يوماً، عصى الله أراد أو لم يرد.. وعند الأستاذ محمود، حتى مرتبات الموظفين في السودان، على ما هي من بساطة، لا تخلو من شبهة الحرمة، فعليهم العمل على جعلها حلالاً، بالإخلاص في العمل، والإنفاق.. الأستاذ عنده محك التوحيد المال، وهو كثيراً ما يذكر الحديث الشريف: "لا تزال لا إله الله إلا الله، تدفع عن العباد سخط الله، ما لم يبالوا ما نقص من دنياهم.. فأن هم فعلوا ثم قالوها، قال الله: كذبتم لستم بها بصادقين".. راجع كتاب "تعلموا كيف تصلون". عمل د.النعيم هو تسفل، وما يتلقاه من أجر عليه، هو مال تسفل!!.. والتسفل يعني تلقي دنيا ـ في الغالب مال ـ مقابل الإساءة الحسية أو المعنوية لمقدس، من مقدسات الدين.. والأمر الشائع بين الناس، الإساءة للقرآن الكريم، بتنجيس المصحف، أو وضعه في مكان نجاسة أو تمزيقه.. والأمر المعروف، أن وراء كل تسفل، أرواح سفلية، سواء أن كانت من الإنس أو الجن.. وفي الغالب منهما معاً.. وفي الغالب يكون دور الجن غير مدركاً، بصورة جلية.. وفي بعض الأحيان، يكون مدركاً، ويظهر فيه الجن بصورةٍ جلية. ود.النعيم أساء ويسيء لجميع المقدسات الدينية..فلنأخذ القرآن مثلاً.. المتسفل العادي يسيء لمصحف واحد، بالصورة التي ذكرناها.. أما النعيم فيسيء للقرآن كله، بصورةٍ مبدئية، بأن جعله صناعة بشرية، وغير مقدس.. وهذا عمل بالطبع، يتجاوز عمل المتسفل العادي بما لا يقاس.. وهذا التسفل من د.النعيم له أبعاد عديدة، تطال الذات الإلهية، بإنكار مخاطبتها الناس من خلال رسلها، وبالكذب عليها، بالزعم أن القرآن لا يشمل نصاً عن مفهوم الحدود، ولا نصاً عن المواريث، ولا نصاً عن الناسخ والمنسوخ.. وقول د.النعيم هذا، هو أكثر إساءة للمعصوم صلى الله عليه وسلم، بوصمه بالكذب، والإفتراء على الله، والقول بأن الله أرسله بما جاء به، وهو لم يرسله حسب زعم د.النعيم.. وهذا ينطبق على جميع الأنبياء والمرسلين.. وبكل هذا الصنيع يصبح د.النعيم أكبر متسفل.. وكل المال الذي يتلقاه، سواء مقابل عمله المباشر أو غير المباشر، هو مال تسفل، فهو في جميع الحالات، ليس له عمل سوى ما ذكرناه. وكل من يقبل شيئاً من مال د.النعيم هذا، سواء مقابل عمل أو مجرد عطية، هو يقبل مال تسفل، لا بد أن يعود عليه، وعلى من يعولهم بالضرر الفادح في دينهم ودنياهم، وعقولهم وقلوبهم وأبدانهم. الحرمة في مال د.النعيم، تتجاوز في السوء جميع صور الحرمة الشرعية.. فهي أسوأ بما لا يقاس، من أكل الربا، وأكل مال الخمر.. وثمن بيع الشرف!! هي أسوأ بما لا يقاس لأنها ثمن المتاجرة بالدين نفسه، بكل مقدساته: الله والأنبياء والمرسلين، والملائكة، والأولياء والصالحين، والقرآن وجميع الكتب السماوية.. وفي الواقع المقارنة تمتنع بين محرمات الشريعة، وحرمة مال د.النعيم!! والله تعالى يقول، في الحديث القدسي: "من أذى لي ولياً فقد آذنته بحرب".. ود.النعيم آذى جميع الأنبياء والأولياء، أشد الأذى.. فلينتظر وعيد الله، ولينتظر معه من يؤيدونه.. فجميعهم عُرضة لحرب من الله ما لم يتأذن الله، بتوبتهم والرجوع إليه.. فلا بد من أحد الأمرين!! فكل من وصله مال من د.النعيم، عليه أن يعلم أنه أخذ مال تسفل، وسيعود عليه، وعلى من يعولهم بسوء العواقب، في الدنيا والآخرة: في بدنه، وفي عقله، وفي دينه.. الكثير من قدامى الجمهوريين، يعلم بقصة الشخص الذي كان يجد تحت مخدته يومياً، مبلغاً من المال.. وعندما علم به الأستاذ، وجهه بأن يوقف هذا الأمر، ويقدر كل ما دخل عليه من مال، وينفق ما يساويه.. وبالطبع أموال د.النعيم أسوأ من هذا بكثير جداً. فمن دخل عليه شيء من هذه الأموال ـ مال د.النعيم الخاص والعام ـ إذا كان يهمه أمر دينه، وأمر أسرته، عليه أن يقلع فوراً عن تسلم هذا المال.. وأن يقدر ما دخل عليه، وينفق ما يساويه، ويندم على ما فات، وينوي نية خالصة على ألا يرجع إليه.. أشعر أن قولي هذا، تطفيف للأمر، في الواقع الصورة أبشع من هذا بكثير.. فكل من يستلم مال من د.النعيم، هو يخون الله ورسوله، وإذا كان جمهورياً، هو يقبض ثمن بيع اسم الأستاذ محمود، لأعداء الإسلام.. وبيع الفكرة الجمهورية بالذات!! نعم الكثيرون كانوا لا يعلمون، قبل تكشف حقائق د.النعيم.. أما الآن وقد علموا، فالدين يحتم عليهم التوقف عن تلقي هذا المال المدنس بالإساءة لمقدسات الدين، والاستغفار عما سلف. التبرير سهل، لمن يريد أن يبرر، ولكنني أتحدث عن من يهمهم أمر دينهم.. اللهم هل بلغت!؟ اللهم فأشهد!! إن من يوادد د.النعيم، لا يكايدنا نحن، من نرد عليه، وندافع عن الفكرة.. وإنما يكايد صاحب الفكرة الأستاذ محمود.. ومن وراء ذلك، يكايد الله ورسوله.. لأن العدوان الأساسي، إنما على هؤلاء بالأصالة.. وهو علينا نحن بالتبعية. إن لأمر د.النعيم هذا، ومن يتبعونه، سوء العواقب، في الدنيا والآخرة.. وسيرون، ويرى الناس عاقبة هذا الأمر.. فمن يرد به الله خيراً يهدي قلبه، ويوقظ ضميره، فيتوب ويرجع إلى ربه، منكسراً.. ودون هذا، من يحتاج أن يحدثه الله حديث النفوس، بعد أن لم يُجد معه حديث العقول.. وحديث النفوس ليست فيه مغالطة أو تبرير.. وصوره عديدة، وقد يكون عنيفاً جداً.. فمن يحتاج أن يحدثه الله حديث النفوس، ثم يتوب إلى ربه، ويرجع إليه، قبل ملاقاته تعالى، هذا وضعه أفضل بكثير جداً ممن يُمد له في الطغيان، ويلاقي الله وهو يحمل هذا الوزر العظيم.. وبالطبع وضع هذا الثاني، أقل بكثير من وضع من يتوب إلى ربه دون الحاجة إلى حديث النفوس.. فليضع كل فرد نفسه، حيثما يرى. وما نحن بمستبعدين من هذا الأمر!! من المؤكد أننا سنسأل، سؤالاً عظيماً، ودقيقاً.. فنرجو الله الستر واللطف، ونعوذ به من مكره.. " رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةًand#1773; لِّلْقَوْمِ and#1649;لظَّـand#1648;لِمِينَ” رفض تسجيل الحزب: وردت الأخبار بأن مُسجل الأحزاب رفض طلب تسجيل (الحزب الجمهوري).. هنالك بعض الحقائق الأساسية نحب أن نذكرها هنا في نقاط: 1/ لا يوجد في السودان تنظيم اسمه (الحزب الجمهوري) له علاقة بالأستاذ محمود محمد طه.. تاريخياً كان هنالك (حزب جمهوري)، ولكن منذ أمد طويل تغير الاسم إلى (الأخوان الجمهوريين).. وقد أوردنا في هذا الموقع عن الأستاذ محمود محمد طه، ما يفيد بأنه ليست هنالك رجعة للاسم القديم.. وحتى اسم الأخوان الجمهوريين هو اسم مرحلي، نشأ بسبب ملابسات معينة، وسيتم تغييره 2/ حتى الحزب الجمهوري، في وقته لم يكن حزباً سياسياً، بالمعنى المعروف عن الأحزاب السياسية.. فهو لم يشارك في الأنتخابات قط ولم يشارك في السلطة في أي مستوى من المستويات.. وهذا أمرٌ مبدئي.. وقد ورد عن الأستاذ محمود أن السلطة لو أتت عند بابه، فلن يشترك فيها، ما لم تكن على أساس الدعوة كاملةً.. وهذه لها شروطها الدينية، التي لا يمكن أن تتحقق بمجرد العمل السياسي 3/ لم يحدث أن قدم الأستاذ محمود محمد طه أي طلب، لأي جهة، لتسجيل حزبه أو تنظيمه.. ومثل تقديم هذا الطلب هو أمرٌ مرفوض عنده مبدئياً 4/ لم يقدم الجمهوريون لمسجل الأحزاب، أي طلب لتسجيل حزب باسمهم 5/ من قدم الطلب هو الأستاذة الأستاذة اسماء محمود، وعدد قليل جداً ممن هم حولها.. أسماء ليست هي القيادية لتنظيم (الأخوان الجمهوريين).. كما أنها لم تستشر الجمهوريين في أمر قيام الحزب هذا.. وحتى القيادي الأول لا يصح له، ولا يستطيع أن يعمل مثل هذا العمل منفرداً.. فالعمل أساساً انشقاق على الجماعة، ومخالف لدعوة الأستاذ محمود بصورة مبدئية 6/ الحزب الذي سعت الأستاذة اسماء لقيامه هو حزب سياسي.. وفي التعريف به اسمته الأستاذة اسماء بأنه (حزب سياسي).. والأستاذة اسماء أصبحت تتبنى العلمانية، كما هي في طرح د.النعيم.. وقد بينا هذا باستفاضة في هذا الموقع، كما بيناه الآن في هذه الحلقات.. وعمل د.النعيم هو عمل في هدم الإسلام عامة، والفكرة الجمهورية خاصة.. والأستاذة اسماء عندما تؤيده، هي تعمل على هدم الفكرة وتشويهها.. والطلب بقيام هذا الحزب، يأتي في إطار العمل على تشويه الفكرة.. فيجب وضع أمر هذا الحزب عند عتبة الأستاذة اسماء، ومن معها، ولا يمكن أن يتعدى للجمهوريين، وهم يعارضونها في هذا الأمر. 7/ العمل على قيام حزب هو خروج على الفكرة من عدة وجوه.. هو خروج أساسي في المحتوى، إذ يغير الدعوة من دعوة دينية إلى دعوة سياسية.. وإذ يربط الفكرة بالعلمانية، في الوقت الذي فيه الفكرة أساساً ضد العلمانية، وتقدم الإسلام كبديل لها.. كما أن العمل على قيام الحزب عمل من قبل الأستاذة أسماء، لتحويل الفكرة لتنظيم طائفي، على اعتبار أنها بنت الأستاذ محمود محمد طه.. وهذا أمر لا مجال له في الفكرة الجمهورية، فهي أكبر من حارب الطائفية ، طوال تاريخها.. كما أنها دعوة تقوم على الفكر الحر، الذي يرفض بصورةٍ قاطعة الإتباع من غير فكر.. وقد وجه الاتهام للأستاذة أسماء بالطائفية، من غير الجمهوريين.. ونفت هذا الأمر بأن ذكرت بعض القياديين المقدمين عليها في التنظيم.. ونفيها هذا، هو تأكيد لمساعيها الطائفية فهي تعلم تماماً أنها ليست مقدمة على من ذكرتهم، ومع ذلك قدمت نفسها عليهم ولم تستشرهم حتى.. وهي لم تذكر ضمن نفيها أن هنالك من هو مقدم عليها من الأخوات.. فالدكتورة بتول مختار مقدمة عليها، وهي من الأسرة، بنت أخ الأستاذ محمود.. ولم تنضم د. بتول للأستاذة اسماء لعلمها التام أن الأمر أمر دين، وليس أمر سياسة أو أسرة أو طائفية.. ولا يوجد أي سبب موضوعي لصنيع الأستاذة اسماء هذا، سوى أنها تعتبر نفسها ابنة الأستاذ محمود، وبهذا الصفة هي أولى من غيرها بالقيادة.. وتعتبر نفسها هي الوريث لدعوة الأستاذ، وقد قالت ذلك فعلاً!! وقد اعترضنا على صنيع أسماء هذا، وذكرناها بمبادئ الفكرة، وأقوال الأستاذ محمود، ولكنها لم تهتم.. مما جاء في هذا الصدد من أقوالي لها ما نصه: "قالت الأخت أسماء: "أنا، الآن بصدد إنشاء الحزب الجمهوري".. ثم قالت: "أرجو أن أكون معذورة عندكم وأن تُحترم خياراتي..".. واضح، أنها تعني بخياراتها، في إنشاء الحزب الجمهوري، وما يقوم عليه من عمل.. ولكن ما معنى أن نحترم خياراتها!؟ هل هو أن نتركها لها، ولا نتدخل فيها، كما هو واضح من قولها!؟ هذا ليس فيه احترام لها، ولا لخياراتها!! هي لم تختر موضوعاً شخصياً، خاصاً بها، وإنما اختارت أمراً يتعلق بكل جمهوري، ويهم الجمهوريين عموماً.. وكان ينبغي عليها هي، أن تعرض الأمر على الجمهوريين وتأخذ رأيهم فيه أولاً، قبل أن تصل لقرار، وتبدأ العمل.. هذا هو الأمر الطبيعي، والذي كان عليه العمل بين يدي الأستاذ.. ولكن، على كلٍ هذا لم يحدث، وفرضت الأخت أسماء، وصايتها، علي جميع الجمهوريين والجمهوريات، وقررت إنشاء حزب باسمهم، وباسم الدعوة التي ينتمون إليها . حتى، بعد هذا، كان يمكن أن تكون الوصاية رشيدة، تحترم إنسانية الآخرين، لترشدهم.. كان يمكن لأسماء أن تشاور الجمهوريين، والجمهوريات، ثم تخالفهم بعد ذلك، عملاً بالآية المرحلية "وأمرهم شورى بينهم".. ولكن هذا أيضاً لم يحدث.. وعندما طرحت الموضوع في الصالون، طرحته بصورة عرضية، ضمن الرد على السؤال حول الجديد.. وحتي في هذا الإطار هي لم تطرحه، لتسمع الرأي حوله، وإنما طلبت أن يحترم خيارها!!. وعندما طرحت الأخت أسماء، الموضوع بهذه الصورة، كانت عملياً، قد بدأت في التنفيذ، مع بعض الأخوان والأخوات.. وانعقدت إجتماعات في هذا الصدد.. وأخطر بعض الأخوان والأخوات، حتي خارج العاصمة، وتمت دعوتهم، في حين ترك غيرهم!!. لم تقل الأستاذة أسماء "نحن بصدد إنشاء الحزب الجمهوري" وإنما قالت: "أنا بصدد إنشاء الحزب".. فمن معها، مجرد مستجيبين لدعوتها، لهم على غيرهم فضيلة الأسبقية في الإخطار، والأسبقية في الإستجابة.. وعلى ذلك، أصبحت لهم فضيلة، أن يكونوا من المقربين، من "المريدين" كما عبرت في المقابلة الصحفية معها!!. الأخت أسماء لا تحب الوصاية، ولا تريدها، وعندها مجرد الرد على تشويه د.النعيم للفكرة وصاية!! فهي تقول: "نحن لسنا أوصياء على أحد.. ونحن قطعاً لسنا أوصياء على أفكار الأستاذ التي لم تعد ملكنا، ولم يعد الأستاذ ملكنا.." ولكن عملياً هي تمارس الوصاية على جميع الجمهوريين، بصورة غليظة.. ولم تعد الفكرة ملكنا، أمر تجاوزته، وأصبحت تنطلق من حقها في الملكية الفكرية للفكرة.. فهي عند نفسها، صاحبة حق قانوني، في ميراث الفكرة.. وأبناء وبنات الاستاذ ، من رحم الدين، ليس لهم حق في هذا الأرث.. الحق لرحم الدم فقط.. وسنرى!!".. وفي حديث آخر جاء قولي لها: "تُقر الأستاذة أسماء، بالحقيقة البديهية، بأن نظام الإنقاذ، نظام شمولي.. ولكنها تتساءل مستنكرة، لماذا يمنع النظام محاضرة لتنظيم هو قد وافق عليه!؟ والإجابة واضحة، وبسيطة، وهي لأنه نظام شمولي. والنظام ليس فقط نظاما شموليا، وإنما له عداوة شديدة للأستاذ ودعوته، حتى أنه يمنع كتب الأستاذ ويسمح بالكتابة المعارضة له، ويفتح صحافته للإساءة للأستاذ ودعوته، ويمنع الرد، وحتى حق التقاضي غير متوفر، وتقول أسماء، أن المحامين قد نصحوها بألا تتجه للقضاء.. ففكر الأستاذ محمود محظور، في بلده، دون بلدان العالم.. ومع هذا كله قررت الأستاذة أسماء إنشاء حزب يعمل داخل هذا النظام الشمولي، المعادي، ووفقاً لقوانينه التي لا يلتزم بها!!. هل هناك فرصة لأن يوافق هذا النظام على قيام حزب جمهوري؟! حسب الظروف المذكورة، إمكانية الموافقة صفر.. ولكن رغم ذلك، يمكن للنظام أن يوافق، في حالة واحدة، هذه الحالة هي أن يكون قيام الحزب يخدم أغراضه، في تشويه دعوة الأستاذ، حسب تقديره.. مبدئياً، لا يمكن للنظام إعطاء الفكرة الجمهورية أيّ فرصة لأن تنتشر، ولا أظن أنه يمكن أن يكون هنالك خلاف حول هذا الأمر.. ولكن تكتيكياً يمكن للنظام أن يوافق على قيام الحزب، وفي هذه الحالة، لا بد أن يكون للنظام غرض، وهو قطعاً غير السماح للحزب بنشر دعوة الأستاذ.. بل، لا بد أن يكون غرضه، إذا سمح بقيام الحزب، أن يستغل هذا الحزب في العمل لتحقيق أغراضه العدوانية ضد الفكرة.. ولا يوجد أي احتمال خلاف هذا الاحتمال.. قد تقول أسماء وصحبها، أنه في حالة موافقة النظام على قيام الحزب، سيكون للنظام أجندته، ولنا نحن أجندتنا، التي سنعمل على تحقيقها!! فهل هنالك أي احتمال لتنفيذ أجندة، تقوم على المنابر الحرة وإعطاء الفكرة الفرصة للحوار الحر!؟ قطعاً هذا أمر مستحيل.. فالنظام بحكم عداوته، وسلطته وتسلطه، لن يسمح بهذا.. ففي جميع الحالات، إذا قُدِّر للنظام أن يوافق على قيام الحزب الجمهوري، فهو يفعل ذلك وفق حساباته، فإذا رأى أن قيام الحزب يخدم أغراضه، ومن بينها، الأغراض المتعلقة بمعاداة الفكرة فقد يسمح به.. ولا يوجد أي احتمال لأسماء وصحبها أن يفعلوا أي شيء في خدمة الفكرة، الشيء الوحيد الممكن هو الانسحاب. وقد يشترط النظام على أسماء شروطاً معلنة أو غير معلنة، وهذه الشروط بالضرورة ستكون ضد الأستاذ والفكرة.. وأسماء، قطعاً، لن تستطيع خداع النظام، أو الالتفاف حول قوانينه وأساليبه. فقضية إنشاء حزب جمهوري، في جميع الحالات قضية خاسرة. من شروط قيام الحزب، حسب قانون الأحزاب السياسية، أن "لا يقل عدد المؤسسين للحزب السياسي عن الخمسمائة شخص من الرجال والنساء.. وفي حالة أن الحزب يعمل على المستوى القومي يكون المؤسسين من ثلاث ولايات على الأقل..".. بالطبع ليس عند أسماء هذا العدد، ولكنها اتجهت إلى حل المشكلة بالأصدقاء.. وفي هذه الحالة، سيكون الأصدقاء أغلبية، فينبغي أن يسمى الحزب، حزب أصدقاء الجمهوريين!!. وموضوع الأصدقاء هذا، تصور الأستاذة أسماء، ولكن من حيث قانون الأحزاب "تكون عضوية الحزب مفتوحة لكل سوداني يلتزم بأهداف الحزب ومبادئه".. فكل سوداني من حقه الانتماء للحزب، لمجرد قوله أنه ملتزم بأهداف الحزب.. وهذا حق قانوني.. أعلم أن أسماء تزعم بأنها احتاطت لهذ الأمر، بطلب تزكية لمن يتقدمون، ولا أدري أطلب التزكية هذا قانوني أم لا.. ولكنه على كلٍ، بمعايير الفكرة، حيلة، ترفضها الفكرة، والأستاذ يقول: (ما بنحتال لأمرنا هذا بأي حيلة).. ولكن، كل موضوع أسماء، هل فيه شيء غير الحيل؟! الغريب جداً، أن الأستاذة أسماء، قبل حوالي العام فقط، كانت رافضة لموضوع الحزب هذا.. فقد تمت مناقشة هذا الأمر، وذكرت أنها مكتفية بالمركز!! فما الذى جدَّ!؟ هل فشلت تجربة المركز، ولذلك رجعت إلى موضوع الحزب الذي كانت تعارضه!؟ وإذا فشل المركز، فموضوع الحزب أكبر وأخطر، ولا بد له من الفشل.. والوضع الطبيعي أن يُستفاد من التجربة، ولا يتم تكرارها.. ولكن رغبة الزعامة عند أسماء، مستولية، بالصورة التي لا تترك في عقلها مساحة لغيرها، ولا حتى لتدبر الأمر بروية. " 8/ في تقديري، النظام كان يتجه إلى الموافقة على قيام الحزب، لأنه يخدم أغراضه، من عدة وجوه: أ/ هو يجعل أسماء ومن معها، من المشتغلين بالسياسة بين الجمهوريين، يتحولون من معارضة النظام إلى تأييده.. وهذا قد تمَّ بالفعل، بالنسبة لأسماء، حتى قبل تسجيل الحزب، وتخلت تماماً عن عنترياتها ب/ كان النظام ينتظر أن يؤدي قيام الحزب إلى انقسام واضح في صفوف الجمهوريين.. وبالطبع هذا من أساليب النظام في التعامل مع الأحزاب والتنظيمات.. ولكن عندما أتضح له أن حزب الأستاذة اسماء أضعف من أن يحدث انشقاقاً في تنظيم الجمهوريين، أصبح قيام الحزب لا يخدم أغراض النظام.. وفي تقديري هذا هو السبب الأساسي في رفض قيام الحزب، اما الأسباب المعلنة، فهي للتمويه، لذلك جاءت ضعيفة جداً، ومتهافتة 9/ القضية ليست تسجيل الحزب أو عدم تسجيله، إنما القضية هي الالتزام بالفكرة الجمهورية أو عدم الالتزام.. والأستاذة اسماء قد ذهبت في عدم الالتزام شوطاً بعيداً، يصعب تبريره.. وهذا يتعلق بتأييدها لد. النعيم، وهو أكبر من شوه الفكرة الجمهورية في تاريخها.. والأستاذة اسماء تدافع عنه، وتتقبل منه تشويه الفكرة، والإساءة المباشرة للأستاذ محمود.. وقد أعطينا نماذج لهذا.. وموقف الأستاذة اسماء هذا أخطر بكثير من موضوع الحزب، فهي بتبعيتها لد. النعيم، أصبحت تخدم أغراض الغرب، في معاداة الإسلام ومعاداة الفكرة الجمهورية.. وقد فصلنا في هذا الأمر.. ولكن كما قلت وأكرر، لا خوف على الإسلام، ولا على الفكرة الجمهورية، ولكن الخوف، كل الخوف على من يستخدمه الغرب، لتشويه الإسلام وهدمه. السيطرة العقلية: أن موضوع السيطرة العقلية (مايند كنترول)، موضوع يلحُ علي بشدة، فأمر د.النعيم كله غير طبيعي، بصورةٍ مدهشة، وتشير إلى أن هنالك أمر غير طبيعي وراءه.. فهنالك العداوة للدين وأهله، والحرص الشديد على تشويه الدين بصورةٍ عدوانية.. وأكثر الأمور المحيرة معاداته الشديدة للأستاذ محمود، وحرصه الشديد على تشويه دعوته، ونشر هذا التشويه على مستوى العالم!! أن من يعايش الأستاذ محمود، لفترة كافية، ثم لا يجد في نفسه المحبة له، إنسان غير طبيعي.. ود.النعيم عايش الأستاذ منذ حوالي 1968م، ثم هو ليس فقط لا يحبه، وإنما أكثر من ذلك، هو يحقد عليه بالصورة التي تدفعه إلى العمل المتصل في تشويهه، والإساءة إليه!! من المؤكد هذا أمر يصعب تفسيره.. لقد عايش د. خليل عثمان الأستاذ محمود لفترة قصيرة في المعتقل، انصلح بها، وأصبح في بقية حياته لا هم له إلا الحديث عن مأثر الأستاذ محمود، بدهشة، ومحبة طاغية. ثم هنالك الجرأة الشديدة، في مهاجمة الدين ومقدساته.. أنت عندما تنظر في هذه الجرأة، يصعب عليك أن تصدق أن هذا الرجل عاش في يوم من الأيام في بيئة إسلامية، مثل بيئة السودان، بما هو معروف عن أهله من محبة للدين، ومحبة خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم.. وروح العداء، عند د.النعيم، تطال السودان وأهله.. فهو كلما وجد فرصة للتقليل من شأن السودان والسودانيين، انتهزها، وعبر عن غيظه.. وهو بصورة خاصة تستفزه عبارات الأستاذ محمود، والجمهوريين، في ذكر فضائل السودان والسودانيين. ومن المسائل الغير طبيعية تماماً، عند د.النعيم، ظاهرة الكذب.. فد.النعيم يكذب بصورة تلقائية، ومن غير ضرورة للكذب.. وكذبه مكشوف بالصورة التي لا تجعله يجوز على أحد. أما أكثر ما يُدهش في د.النعيم فهو طبيعة تفكيره خصوصاً إذا ربطنا هذا التفكير بسنه وبتأهيله الأكاديمي.. في الواقع هنالك غياب، يكاد يكون تاماً، للفكر الموضوعي السليم.. فد.النعيم بصورة مبدئية، لا يفكر، وإنما هو يقرر كسلطة!! فهو يقول أي شيء يعن له مهما كانت مخالفته للواقع.. قد ذكرنا نماذج كثيرة لهذا الأمر.. فد.النعيم لا يتعامل مع الواقع الفعلي وإنما يتعامل مع واقع ذاتي، من صنعه هو، فهو أن تحدث عن حقائق التاريخ، مثلاً، يذكر رغبته الخاصة، ويعتبرها هي الحقيقة.. فمثلاً عندما يقول أن الإسلام لا يغير الأوضاع الدينية والثقافية التي يجدها، وإنما يتعايش معها، هو لا تغيب عنه المعلومة الصحيحة، وإنما يقول ما يريده أن يكون.. ولهذا الموضوع صلة بمفهومه عن الذاتية.. وكما رأينا عندما يتحدث عن الإسلام، هو لا يتحدث عن الإسلام بصورةٍ عامة، ولا الإسلام عند المسلمين، وإنما عن إسلامه هو (عبدالله أحمد النعيم)، وهكذا في كل الأمور.. فهو يقرر أموراً خطيرة، من منطلق الذاتية، ولا يحاول إيجاد أي تسبيب لها.. فهو مثلاً عندما يقرر أن الدين صناعة بشرية، وعلماني، مثله مثل الثقافة، وأنه يمكن إعادة صناعته، هو لا يقدم أي دليل على ما يقول.. وإذا بحثت من جانبك على دليل من أقواله، تجد أن أقرب هو قوله "فكل ما يدخل في فهم البشر وتجربتهم ليس منزلاً من الله"!!.. وهذا القول، الذي ينسف الدين من أساسه، هو لا يقيم عليه أي دليل، ومع ذلك يعتبره حقيقة، تكاد في نظره، تلحق بالبداهة!! وعلى هذا المبدأ الخطير، يبني د.النعيم كل صور هدمه للدين.. لا توجد دولة دينية، الشريعة من صنع البشر، المحرمات يجب أن لا تبني على المرجعية الدينية ...إلخ.. ومن أكبر مظاهر خلل التفكير عنده، موقفه من المجردات حسب تصوره.. فهو يرى أنه لا يوجد إسلام بالمعنى المجرد ولا يوجد إنسان.. والمجتمع غير موجود ...إلخ.. ومن أكبر مظاهر خلل التفكير عنده إيضاً موقفه من الخارج، الذي تناولناه عندما تناولنا حديثه من المسيح. لقد فصلنا في هذه الأمور، بصورة تغنينا عن الإعادة هنا.. أن ما أريد أن أصل إليه من حديثي هذا، هو أن هنالك تخريب واضح في تفكير د.النعيم، يجعل كل ما يقوله لا تكاد تكون له علاقة بالتفكير المستقيم، وله عداوة خاصة للدين وأهل الدين.. وهو ظل يكرر أقواله هذه لعشرات السنين الأمر الذي يجعله وكأنه مبرمج على ما يقول، بصورةٍ تجعل من المستحيل عليه تصحيح موقفه.. وهذا ما جعل فكرة السيطرة العقلية تُلِحُ عليَّ.. فكل القرائن تشير إليها.. ومن المعروف أن المسيطر عليه عقلياً، لا يدرك أنه ينفذ توجيهات غيره، وإنما يعتقد أنه يعمل بإرادته هو.. ولا مخرج له من هذه الحالة، إلا بعلاج طبي رسمي. وأنا لا استطيع أن أجزم في هذا الأمر، وإنما أثير قضية محتملة، وتستحق الاهتمام من الآخرين.. وربما يكون كل ما حدث لد. لنعيم، هو بسبب السلب الروحي.. وهذا مؤكد لو كانت هنالك سيطرة علقية أو لم تكن. للمعلومات حول هذا الموضوع نحيل القراء إلى كتاب "غيبوبة الولايات المتحدة الأمريكية.. القصة الحقيقية لأحدى ضحايا وكالة المخابرات الأمريكية على تفكير عملائها".. تأليف: كاثي أوبراين و مارك فيليبس الناشر: الدار العربية للعلوم ـ بيروت ومقالة "الأقمار الصناعية التجسسية: رعب ما بعده رعب" بقلم: جون فليمينغ أنظر الرابط: http://www.theforbiddenknowledge.com/hadtruth/satellite_surveillance.htm لا اعتقد أن هنالك إمكانية لأن يرد أتباع د.النعيم على كتابتي هذه.. فهم لا حجة لهم، وأمرهم ضعيف جداً، وباطلهم واضح، بصورة يستحيل معها أن يردوا.. ولكن ينبغي أن يكون رأيهم هم خلاف ذلك.. على كلٍ، أنا أطالبهم بالرد، للدفاع عن موقفهم، فالأمر دين.. وعليهم الرد بصورة خاصة على الأسئلة التي وضعتها لهم.. فهم قد أصبحوا ساسة، ويتطلعون إلى الزعامة.. وأنا أكتب في موقع عام.. والكثير من السوادنيين يتابعون.. فإذا كانوا لا يستطيعون تبرئة ساحتهم، في الجانب الديني، فعلى الأقل عليهم أن يردوا من أجل طموحاتهم السياسية. الأمر المؤكد، أن من تأخذه العزة بالإثم، ويصر على باطله، لن ينجو، وسيطاله ما أنذر به الأستاذ محمود.. والأيام بيننا!! حفظنا الله جميعاً، ورد غربة الذين أغتربوا من قريب، وأحيا ضمائرهم، بما يحفظ عليهم سابقتهم، وما ذلك على الله بعزيز.
خالد الحاج عبدالمحمود رفاعة 7/5/2014م
|
|
|
|
|
|