|
4/ انتصار الإسلام حتمي/ خالد الحاج عبدالمحمود
|
بسم الله الرحمن الرحيم 4/ انتصار الإسلام حتمي قال تعالى: "هُوَ and#1649;لَّذِىand#1619; أَرْسَلَ رَسُولَهُand#1765; بِand#1649;لْهُدَىand#1648; وَدِينِ and#1649;لْحَقِّ لِيُظْهِرَهُand#1765; عَلَى and#1649;لدِّينِ كُلِّهِand#1766; and#1754; وَكَفَىand#1648; بِand#1649;للَّهِ شَهِيدًand#1773;ا" صدق الله العظيم يقول أصحاب البيان، أنهم تحولوا للدعوة العلمانية، ممثلة في فصل الدين عن الدولة، لأن الفكرة "حجبت عن شعبها طوال تاريخها، بسبب التشويه والتحريف المتعمد، الذي أثاره حولها دعاة الهوس الديني والتطرف، واستغلوا فيه حرمة المساجد.. ونحن بطبيعة الحال نتطلع إلى اليوم الذي يقتنع فيه شعبنا بهذه الفكرة ويسعى إلى تطبيقها كي يحل مشاكله المستعصية وفقها..". أولاً، يلاحظ أن هذه هي دعوة النعيم ومنطقه، وأصحاب البيان تُبّع له في هذه الدعوة والمنطق.. يقول النعيم في حوار مع بعض الاخوان، بالولايات المتحدة: "المستوى دا لحدي ما يتحقق يحتاج تكون في أرضية مشتركة.. الأرضية المشتركة دي ما بتقوم على أساس الفكرة الجمهورية، لأنها الليلة الفكرة الجمهورية ما اتقدمت للناس وقبلوها.. إذا فالأرضية المشتركة دي تقوم على أسس عامة أي زول ممكن يفهمها يعني المسلمين وغير المسلمين..".. قول النعيم: "الليلة الفكرة الجمهورية ما اتقدمت للناس وقبلوها".. هو قول أصحاب البيان: "ونحن بطبيعة الحال نتطلع إلى اليوم الذي يقتنع فيه شعبنا بهذه الفكرة ويسعى إلى تطبيقها كي يحل مشاكله المستعصية وفقها..". الأمر الطبيعي إذا شعبنا لم تتضح له الفكرة، أن نعمل على توضيحها له، ونصبر حتى تتضح له، لا أن ننصرف عن الفكرة، وندعوه لغيرها!! وذهب البيان ليقول: "ولكن هذا لا يمنعنا من الإسهام مع بقية أبناء الوطن في إصلاح شأنه الراهن، بالقدر الذي تسمح به المعطيات والظروف، ويمكن للشعب أن يتجاوب معه، في هذه المرحلة الهامة، من مراحل تطوره".. وهذا يعني أن الفكرة، ليست من "القدر الذي تسمح به المعطيات والظروف ، ويمكن للشعب أن يتجاوب معه، في هذه المرحلة "، ولذلك تم الإنصراف عنها!! في البداية قالوا أن السبب في عدم تقبل الفكرة هو عمل الهوس الديني، وهنا زعموا أن السبب أنها ليست بالقدر الذي يتجاوب معه الشعب، في هذه المرحلة.. وكل هذا باطل.. صحيح أن الهوس الديني عمل على تشويه الفكرة والحيلولة دون فهمها.. ولكن هذا ليس هو السبب الحقيقي، وإنما هو السبب المباشر.. وأما السبب الحقيقي، فهو أن الله لم يتأذن بالقبول.. أما السبب الثاني المذكور بأن الفكرة ليست "بالقدر الذي تسمح به المعطيات والظروف، ويمكن للشعب أن يتجاوب معه...إلخ"، فهذا يعني أن الفكرة جاءت في غير وقتها، وإنها لا تخاطب الناس على قدر عقولهم، وهذا باطل شديد البطلان.. الحق أن الفكرة جاءت في وقتها تماماً، وأنها من البساطة بالصورة التي يدركها حتى الأمي.. وواجب الدعاة، أن يبسطوا الفكرة، حتى تكون مفهومة.. والفكرة هي دعوة لطريق محمد صلى الله عليه وسلم.. والدعوة للطريق بسيطة جداً، ومفهومة لكل إنسان، حتى ولو كان أمياً. السبب الحقيقي، والوحيد، لعدم قبول الفكرة بصورة عامة، هو أن لحظة هذا القبول، والإذن به، لم يأتيا بعد، وهما ديناً، قد يأتيا في أي لحظة.. فقبول الفكرة، وانتصارها، ليس رهيناً، بعمل أي منا، أو عملنا جميعاً. الفكرة، هي بشارة بانتصار الإسلام، على جميع الأديان، وفي الأرض جميعها، وليس في السودان فحسب.. وهذه البشارة، قائمة منذ أن تأذن الله بإنزال القرآن. والفكرة، ليست مجرد بشارة بهذا الإنتصار، وإنما هي بشارة بأن هذا الإنتصار قد أظل، وحان حينه، فهو منتظر في أي لحظة، وهو ليس رهيناً بنا ولا بأحد غيرنا، فنحن جميعاً ليس لنا من الأمر شئ.. هو رهين بأمر الله وحده. الفكرة بشارة بتطبيق أصول القرآن، على الأرض جميعها وظهور "أمة المسلمين" ـ الأمة الخاتمة ـ عن طريق الرسالة الأحمدية.. فانتصار الإسلام حتمي.. وهو انتصار ليس في السودان وحسب، وإنما هو في العالم أجمع.. وهذا الإنتصار لا يتم إلا إذا جاء وقته، وإلا إذا جاء الإذن الإلهي به، وجاء رسوله.. وهذا كله متوقع في كل لحظة. وقد تناولت هذا الموضوع، في كتاب "الإسلام ديمقراطي إشتراكي".. ومما جاء فيه: (وأمة المسلمين، كجميع الأمم لها وقتها الذي لا تسبقه، ولا تتأخر عنه.. يقول تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌand#1773; and#1750; فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةًand#1773; and#1750; وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" كما أن لكل أمة رسول، ولا يمكن أن تقوم من دونه، يقول تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍand#1762; رَّسُولٌand#1773; and#1750; فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِىَ بَيْنَهُم بِand#1649;لْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ".. هذا هو الشرط الضروري، لانتصار الإسلام: مجئ الوقت ومجئ الرسول.. ومن المستحيل أن ينتصر الإسلام قبل ذلك.. وكل هذا، ليس بالأمر البعيد، وإنما هو قريب جداً.. فهو قد اكتملت جميع أشراطه، ولم يبق سوى صدور الأذن الإلهي.. وقد جاءت البشارة، من كتاب "رسالة الصلاة" هكذا: "الإسلام عايد عما قريب بعون الله وتوفيقه.. هو عايد، لآن القرآن لا يزال بكراً، لم يفض الأوائل من أختامه غير ختم الغلاف.. وهو عايد، لآن البشرية قد تهيأت له، بالحاجة إليه والطاقة به.. وهو سيعود نوراً بلا نار ...إلخ). جاء الإذن بالبشارة، أما الأذن بالتطبيق، فهو يوشك أن يجئ، ومجيئه هو "الساعة".. ساعة التعمير.. وهي لا تأتي إلا بغتة، وقد اكتملت أشراطها.. وبمجئ الساعة يجئ إذن التطبيق، وينتصر الإسلام، فلا يكون في الأرض إلا مسلماً.. يقول الأستاذ محمود عن الساعة: (الساعة ساعتان: ساعة التعمير، وساعة التخريب.. فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجئ المسيح ليرد الأشياء إلى ربها، حساً ومعنى، وليملأ الأرض عدلاً، كما ملئت جوراً.. ويومئذ يظهر الإسلام على جميع الأديان.. ويتحقق موعود الله "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين كله.. وكفى بالله شهيداً".. ويتأذن الله بالتطبيق، كما تأذن بالإنزال.. وذلك فيما يتعلق بقوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً".. وهذه هي، ساعة التجلي الكمالي").. هذه هي البشارة التي جاءت بها الفكرة الجمهورية، آمن من آمن، وكفر من كفر.. ووفق هذه البشارة انتصار الإسلام أمر حتمي ووشيك.. وهو منتظَار في أي لحظة، فالأرض قد استعدت له، بالحاجة والطاقة.. وهذا الإستعداد يؤكد أن الأمر وشيك جداً، فلم يبق إلا صدور الإذن الإلهي "إنما أمره إذا أراد شيئاً، أن يقول له كن فيكون".. و "ثقلت في السموات والأرض، لا تأتيكم إلا بغتة". خالد الحاج عبدالمحمود رفاعة في 28ـ ديسمبر 2013م
|
|
|
|
|
|