15/ الخاتمة/خالد الحاج عبدالمحمود

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 03:29 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2014, 06:18 PM

خالد الحاج عبدالمحمود
<aخالد الحاج عبدالمحمود
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 164

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
15/ الخاتمة/خالد الحاج عبدالمحمود

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ، وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ، إِذْ قُلْتُمْ: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"
    15/ الخاتمة

    ثم ماذا بعد بيان الثاني من نوفمبر 2013 العجيب؟! تحدث البيان عن الملحمة البطولية، التي قدم فيها الشبان والشابات أرواحهم بأنفسهم للفداء.. وذكر: ((إن الشرفاء، الشجعان، الذين رفضوا الظلم، وخرجوا في مظاهرات سلمية، ضد حكومة الجوع والفساد، يعانون الآن في المعتقلات، أو في المحاكم، أو يُعذبون في "بيوت الأشباح" والمترفون، المفسدون، هم قضاتهم وجلادوهم. وأصبح الوطن الحزين، سجنا كبيرا، تقف على بوابته، عصابة مدججة بالسلاح، صوَّر لها ذعرها، وجهلها، أنها تستطيع أن تقوم ب(قتل ثلث الشعب السوداني) حتى يدوم لها حكمها الزائل!! لقد ذبحت الحرية، وحقوق الانسان على قارعة الطريق، وليست هنالك سيادة لحكم القانون ...إلخ)).. بعد أن تحدث البيان، عن مساوئ نظام الإنقاذ، بالصورة التي رأينا طرفاً منها، ماذا سيفعل أصحاب البيان!؟ هل سيقفون مع الشباب الشرفاء الذين قدموا أرواحهم للفداء؟! قال البيان: "ثم ان هذه التضحية العظيمة تلقي على كل الشعب مسئولية العمل المستمر لتحقيق أهداف الشهداء".. هل أصحاب البيان، سيشاركون الشعب في نضاله لتحقيق هذه الأهداف!؟ ويقول البيان: "إن ما ظل يجري لسنوات، من تقتيل أبناء هذا الشعب، وحرق قراهم، وتهجيرهم، وتشريدهم خارج أوطانهم، وضرب واغتصاب النساء السودانيات، وتعذيبهن، وإهانتهن، في جنوب السودان، وفي دارفور، وجنوب كردفان، والنيل الازرق، ثم ما جرى مؤخراً، من تقتيل طلبة المدارس والجامعات في الخرطوم، وفي مختلف مدن السودان، وضربهم، واعتقالهم، وتعذيبهم، لم يترك لحكومة الاخوان المسلمين، بمسمياتهم المختلفة، أي شرعية. فكيف تقتل حكومة - مهما كانت - شعبها جهاراً نهاراً، ثم ترجو أن تستمر في حكمه!؟".
    هذه الحكومة، التي ارتكبت كل ما ذكر، وهي حكومة غير شرعية، هي نفسها، التي سعت الأستاذة أسماء لإنشاء حزب تحت مظلتها، وتحت نفس قوانينها الجائرة، لتصبح طرفاً منها، تتشرف بأن أعطتها الضوء الأخضر لإنشاء حزبها!!
    فكيف يكون هذا الحزب شرعياً، والحكومة نفسها غير شرعية!؟ وأساساً لماذا تطلب الأستاذة أسماء وصحبها، من حكومة هي نفسها تعتبرها غير شرعية أن تأذن لها بقيام حزب!؟ إذا كانت الحكومة نفسها غير شرعية، فمن المؤكد الحزب غير شرعي.. ففاقد الشيء لا يعطيه!!
    والسؤال المهم جداً، أين البيان الناري الصادر في 2/11/2013 ونشر في المواقع السودانية!؟ لم تشر إليه الأستاذة أسماء في مقابلاتها الصحفية أي إشارة!! إقامة حزب تحت مظلة النظام هو اعتراف رسمي بالنظام، وبدستوره وقوانينه، وبكل ما وصفه به البيان.. هذا الاعتراف هو اعتراف تلقائي، ولكن أكثر من ذلك، من شروط قيام الحزب، الاعتراف بالدستور القائم!! راجع الحلقة (12) .. السؤال: لماذا يسمح نظامٌ معادٍ للأستاذ محمود والفكرة الجمهورية، بقيام حزب باسمها!؟ هل لأنه نظام ديمقراطي!؟ أقوال الأستاذة أسماء في المنشور عكس ذلك!! هل لأنه غيَّر موقفه من الفكرة، ولا يمانع في انتشارها!؟ الواقع عكس ذلك!! الوضع الطبيعي، والواقع العملي، أن النظام يسمح لأن له أجندته الخاصة، في العمل ضد الفكرة، وإنشاء الحزب يتيح له فرصة تنفيذ هذه الأجندة.. وقد فعل!! والأهم، لماذا تقبل الأستاذة أسماء العمل تحت هذا النظام!؟ هل لإقامة المنابر الحرة، ونشر الفكرة، كما تحدث المنشور!؟ هذا أمر مستحيل في ظل النظام، وهي وأصحابها كانوا يتحدثون عن المنابر الحرة، في مرحلة الديمقراطية التي تعقب سقوط النظام.. أما الأستاذة أسماء وحزبها، فمنابرهم الحرة ستقوم في إطار ديمقراطية نظام الإنقاذ ـ غير الشرعي ـ وقد اختفى الحديث عن بشاعة النظام، وعن إسقاطه!! عجبي!! كل العنتريات في البيان، وما قبله، تمخضت عن: السؤال: "اذا إقتضى الأمر مواجهة النظام وفقا لما يكفله الدستور هل سيشارك الحزب؟" أجابت الأستاذة أسماء: "لا أريد أن أقرر في ما سيقوم به الحزب من إجراءات وهو ما زال تحت التأسيس فلست مخولة من عضوية المؤسسين لاتخاذ قرارات في أمور قد تحدث في المستقبل، فللحزب حسب دستوره أجهزته المؤسسية، وهو يتخذ قراراته وفقا لرأي الأغلبية" صحيفة (الجريدة) 15 يناير الماضي.
    أحب أن أشير، وأنا اتحدث عن الحزب، أنه لا علم لي بأن د.عمر القراي، قد انضم للحزب، ولذلك هو غير معني بحديثي في هذا الصدد، وبالطبع كذلك كل من لم ينضم للحزب.
    فإذا كنت تؤجلين الرأي في النظام إلى حين قيام الحزب، فلماذا لم تفعلي ذلك في البيان!؟ ولماذا طالبت الشعب، كل الشعب، بما جاء في البيان، ونصه: "لقد بلغ السوء، والضرر حداً لا يقبل معه أي حياد، أو صمت، أو تجاهل، من أي مواطن سوداني، مهما كان توجهه .. ولهذا فإن على الاغلبية الصامتة، من أبناء شعبنا، أن تعبر عن إدانتها بشتى الوسائل، لما يحدث لهذا الشعب الكريم. إن كل تخاذل، أو تهاون، أو انصراف عن هذا الواجب المباشر، يلبس صاحبه ثوب الذل، ولا يبقي له أي قدر من الكرامة الإنسانية".. هذا هو الواجب المباشر، عند الأستاذة أسماء وأصحاب البيان لكل أبناء الشعب: التعبير عن الإدانة بشتى الوسائل لما يحدث للشعب وأي انصراف عن هذا الواجب "يلبس صاحبه ثوب الذل، ولا يبقي له أي قدر من الكرامة الإنسانية".. وقطعاً الأستاذة أسماء لم تستشر الشعب السوداني فيما ذكرته مع أصحاب البيان.. فيا أستاذة أسماء لماذا قبلت لنفسك، ولأعضاء حزبك القادمين، الانصراف عن الواجب المباشر، ولباس ثوب الذل، الذي لا يبقى لكم أي كرامة إنسانية، حسب تعبيرك!؟ أين ذهبت عنتريات البيان!؟: دابي في خشمو جرادة، ولا بعضي!! والمشكلة الجرادة نفسها جرادة وهمية!! الواجب المباشر أصبح مؤجلاً، بل ربما لم يصبح واجباً.. كان يمكن أن تقول: أما موقفي الشخصي، فهو ما جاء في البيان.. أما أعضاء الحزب، فهم يقررون لأنفسهم.. وحتى هذا غير مقبول لأنها في حق الشعب السوداني ـ الأغلبية الصامتة ـ قررت له دون أن تستشيره، ووصفت من يتخاذل عن قرارها، بما وصفته به من لبس ثوب الذل، وانعدام الكرامة!! من أجل هذا، يمكن أن يوافق النظام على قيام الحزب، بل وأكثر من ذلك وبكثير جداً!! لا تخافي، إذا قُدِّر لمشروعك أن يمضي للأمام، فسيعطيك النظام شيئاً تبيِّضين به وجهك، أمام معارضيك.. ولكن هذا قطعاً لن يكون منابر حرة لنشر الفكرة، ففاقد الشيء لا يعطيه.. إذا عجزت الآن عن قول أي شيء ضد النظام، فعندما يقوم حزبك ستكونين أكثر عجزاً.. وأنت تعرفين تماماً، أنه إذا قام الحزب، وقرر النظام حله، فإنه سيفعل ذلك دون إبداء أي أسباب، ولقد ذكرت لك الأمثال.
    الاختلاف:
    سؤلت الأستاذة أسماء، عن الاختلاف بين الجمهوريين، فأجابت إجابة هي عكس الواقع.. فمثلاً في مقابلة صحيفة (الجريدة)، جاء السؤال: هل توجد خلافات بين الجمهوريين؟ فأجابت: "نعم توجد خلافات ولكن ليس فى القناعة بالأستاذ والفكرة. بل فى فهم الفكرة في مستوى، وكنتيجة لذلك جاء الإختلاف في طريقة العمل من أجل نشر الفكرة ...إلخ".. وقد جعلت "الجريدة" العنوان الرئيسي للمقابلة، في رأس الصفحة، وبالخط الأحمر الكبير: "نعم توجد خلافات بين الجمهوريين ولكن ليس فى القناعة بالأستاذ والفكرة"!! بالطبع هذا عكس الواقع تماماً.. كل الخلاف حول الأستاذ، وحول أساسيات الفكرة.. وكل ما كتبته في الحلقات السابقة هو دليل على هذا.. وهو دليل يقوم على الأقوال المحددة، خصوصاً أقوال الأستاذة أسماء.. وبصورة خاصة حديثي عن إبعاد المرشد، وهو حديث قد جرى لفترة طويلة، في المنبر الداخلي (الصالون)!!
    مجرد أن تجعل الأستاذة أسماء من نفسها زعيمة للجمهوريين، هذه مخالفة كبيرة للأستاذ والفكرة.. فهذا ليس هو الوضع الذي وضعه فيها الأستاذ محمود.. فهي حتى بالنسبة للأخوات، كانت في الترتيب بعد الدكتورة بتول مختار محمد طه.. أمر الترتيب هذا، أمر مبدأ ديني مهم جداً، عند الأستاذ، وهو يقوم على قيمة أساسية هي: تقديم الفاضل على المفضول.. وكان الأستاذ لا يسمح، في مجرد الكتابة في الورق، أن يُقدَّم أحدٌ على من هو مقدم عليه، ويصر على تصحيح هذا الأمر.
    ثم أن مجرد العمل على قيام حزب، على طريقة الأستاذة أسماء هذه، هو مفارقة كبرى للأستاذ وإرشاده، وللفكرة.. هذا، حتى ولو كان النظام ديمقراطياً، خل عنك أن يكون الحزب تحت مظلة نظام الإنقاذ.. ومنذ أن تحولت الحركة من الحزب الجمهوري، إلى "الأخوان الجمهوريين"، عملياً لم يحدث إطلاقاً الرجوع إلى اسم الحزب، وهذا ما تركنا الأستاذ عليه.. وأقوال الأستاذ في هذا الصدد كثيرة، وواضحة جداً.. نورد منها مثلاً، قوله لمندوبي (معهد الدراسات الأسيوية والأفريقية) (الحزب الجمهوري لمن كان متحمس في مواجهة الإستعمار، لعله يقول الواحد أنه متطرف في مواجهة الإستعمار.. كسب أرضية كبيرة جدا وكانت في عضوية من ناس كبار في السلك الوظيفي.. كان فيهو دكاترة وبعض كبار الموظفين، في المرحلة السياسية – نحن بنسميها المرحلة السياسية - لأنه لمن كان ملء فراغ الحماس كان عمل سياسي .. بعدين دا من سنة 45 لغاية سنة 51 .. منهم الخمسة سنين اللي قال عنهم عبد الله "نام ولم يمت".. بعدين لمن انبعث تاني، انبعث في مستوى الفكرة الدينية، اتخلوا عنه كثير من أعضاؤه اللي كانوا بيفتكروا أنه نحن حقو نكون حزب سياسي، وكحزب سياسي محترمين ومشهورين بنضافة شديدة جدا ويمكن إذا أن نجمع عضوية حولنا وأن نصل لمناصب في الحكم، ألا أنه نحن الفكرة الدينية عندنا هي الأصل.. بدت تظهر بعد سنة 51 اتمسكنا بيها واتخلوا عننا كثير جدا من أعضاءنا القدام ونشأت عضوية جديدة من شبان جدد جوا على أساس الفكرة البدت تنشر تفاصيلها قليل قليل.. في المستوى دا الفكرة عندها منهاجها، ما يمكن بعض الاخوان أن يسموه، اللائحة الداخلية كانوا بسموه، اللي هو طريق محمد – التزام طريق محمد.. نحن عايزين نبعث الدين، لازم نطبقه في أنفسنا .. نبعثه في أنفسنا قبل ما ندعو الآخرين لبعثه.. آ دا، الموضوع دا شق على الاخوان الكانوا قدام في الأمر دا وكان عندهم مواقف سياسية ومطامع في مناصب سياسية.. فـالحزب زي اتشل وفقد كثير من سمعته الحسنة ديك، واتهم بأنه دخل في مرحلة صوفية غامضة فأصبح ما مفهوم.. وبعض الجماعة يقولوا: الأفكار الجمهورية انتحرت في عمارة ابنعوف سليمان.. آ هنا جات الممارسة التانية اللي فيها التزام شديد وتطبيق ودا فعلا فيها مرحلة تربية جعلت الجمهوريين كأنهم مجتمع داخل المجتمع السوداني).
    ما أشبه الليلة بالبارحة!! ولكن المنشقين هذه المرة، فئة قليلة جداً، وجاء انشقاقها بعد أن اتضحت الفكرة وضوحاً كبيراً.. ميزة المنشقين الأوائل كانت هي أنهم كانوا واضحين وذهبوا للسياسة.. وكان منهم محمود صالح إسماعيل، مثلاً الذي كان يقول في الليالي السياسية: من كان يريد السياسة فليأت إلينا، ومن كان يريد الدين فليذهب للأستاذ محمود.. كان المنشقون الأوائل واضحين، ذهبوا للسياسة، وهم يعلمون أنهم ذهبوا من الدين للسياسة.. أما الجدد، فيريدون أن تكون يد في المركب ويد في الطوف!! أكثر من ذلك، يريدون ان يكونوا جمهوريين وعلمانيين في نفس الوقت.. وهذا ما لن يكون.. عمل الجمهوريين واضح جداً، ومحدد جداً.. قال عنه الأستاذ، من المصدر السابق: "الدعوة للفكرة الإسلامية الجديدة – الفهم الجديد للإسلام – ليكون هو منهاج تربية الأعضاء ومنهاج لف الجمهور حول الفكرة .. بس الدعوة للمسألة دي.. بعدين كل حادث سياسي يكون عندنا فيه رأي سياسي في مستواه ، يعمل في منشور، يعمل في صحيفة ، نحاضر – كنا بنحاضر كثير، وكنا بنتكلم من منبر الجامعة ومن المدارس الثانوية العليا وكده باستمرار.. الخط السياسي الأخدناه هو نشر الوعي بالفكر الإسلامي الجديد .. ليلتفوا الناس حوله ويتربوا" .. هذا هو العمل في الفكرة، محدد بوضوح شديد، وقامت عليه الممارسة الطويلة.. كله يقوم على التربية الدينية، وفق طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. هذا هو العهد الذي بيننا وبين الله، وبيننا وبين الأستاذ محمود.. ونحن مسؤولون عنه أمام الله.. يليه التبشير بالفكرة، فرب مبلغ أوعى من سامع، ويتضمن الرأي في الأحداث.. التبشير ولا شيء سوى التبشير، والتبشير من أجل التربية، وليس من أجل السياسة.. هذا هو كل شيء، وهذا ما يعنيه قول الأستاذ أعلاه "بس الدعوة المسألة دي".. ليس في الدعوة أي مجال، لجمع الناس لغير التربية.. هذا الصنيع هو الطائفية، التي ظلت الفكرة تحاربها كل الوقت.. ونفس هذا الصنيع يمثل نشاط الأستاذة أسماء الذي تقوم به الآن!! ونحن لنا عودة للطائفية.. السياسة في الفكرة، تجيء في قول الأستاذ محمود: "الخط السياسي الأخدناه، هو نشر الوعي بالفكر الإسلامي الجديد".. لا توجد أي سياسة في الفكرة خلاف هذا الخط.
    دار لغط حول حديث الأستاذة أسماء عن مسئولية نميري في محاكمة الأستاذ محمود.. وورد في الصالون – موقع في الانترنت خاص بالجمهوريين- أن الأستاذة أسماء وجهت احد الأخوان بتصحيح الحديث.. وهذا عمل لا معنى له، ولا قيمة.. أما أن يكون الصحفي قد كتب قول الأستاذة أسماء كما هو، أو قام بتشويه أقوالها، وفي هذه الحالة مكان التصحيح هو الصحيفة التي نشرت المقابلة، وليس أي مكان آخر.

    الطائفية:
    الفكرة الجمهورية أكبر دعوة حاربت الطائفية.. وعيب الطائفية الأساسي، هو أنها تحط من إنسانية الإنسان، بأن تجعله تابعاً لغيره، من غير فكر.. فأبسط وأوضح تعريف للطائفية هو الإتباع بغير فكر.. وهي يمكن أن تكون طائفية دينية أو سياسية أو اجتماعية.. والطائفية الدينية تقوم على جمع الناس حول زعيم الطائفة، دون أن يقدم لهم دين، يربيهم على أساسه.. ومحاولة الأستاذة أسماء محمود، هي أن تجعل من نفسها زعيمة طائفة، وتجعل من الفكرة الجمهورية دعوة طائفية، وهيهات.. هذا هو المستحيل.. وهذا الأمر نبهت له من جانبي، منذ حين، في المجال الداخلي.
    والغريب جداً في الأمر، أن يتبع البعض د.النعيم، إتباعاً طائفياً!! والغرابة الشديدة في الموضوع تأتي من أن د.النعيم يعمل على تفكيك الدين بصورة شاملة، ثم هو ضعيف جداً في ثقافة العصر.. بل يمكن أن يقال عنه، أن ثقافة العصر عنده غائبة!! فهو يردد بعض مقولات الغرب، دون وعي بأبعادها.. وأسوأ من ذلك كله، أنه داعية فوضى أخلاقية شاملة، ورأيه في الطبيعة الإنسانية شديد السوء، وهو رأي لا يقوم على أي أساس.
    هو يقول ـ كما رأينا ـ أن من يزعم أن إقامة العدل، والمساواة، ونصرة المستضعفين ممكنة، أما مضلل لنفسه أو مخادع للناس ـ راجع النص ـ ومن يقول مثل قول د.النعيم هذا، لا يستحق أن ينظر في أقواله مجرد النظر، إلا من أجل دحضها، وبيان تهافتها.. والغريب جداً، أن صاحب هذا القول، معلم قانون!! واضح جداً أن القانون عنده، ليس أكثر من أمر فني.. فإذا كانت العدالة غير ممكنة، فما قيمة القانون، وما هي جدواه!؟ هذه النقطة بالذات من أقوال د.النعيم، أنا وقفت عندها كثيراً، وسأظل أقف عندها، لأنها كافية لتحديد وزنه في موازين القيم: قيم الفكرة، وقيم الإنسانية.. أريد أن أقول أن د.النعيم بوضعه هذا، من يؤيدونه ـ ومنهم الأستاذة أسماء ـ يؤيدونه بصورة طائفية، لا يجرأون معها على، حتى مناقشة أقواله، المخجلة في كذبها الواضح مثل الزعم بأن القرآن لا ينص على الحدود، وليس فيه نص عن الناسخ والمنسوخ!!
    أنا هنا بصدد طائفية الأستاذة أسماء محمود.. فهي تعمل على جمع الناس، باسم الفكرة، وتستغل في ذلك اسم والدها الأستاذ محمود، وتصرح أنها مع العلمانية، وتقول بوضوح أنها لا تُسَلِّك أحداً!! إذن لماذا تعملين على جمع الناس، إذا كان أساسا ليس عندك لهم تربية دينية!؟ وهذا ما يؤكد تأكيداً شديداً أن أمرها أمر سياسة وليس أمر دين.. وقد قلت لها منذ البداية أن هذه طائفية.. لا يوجد أي سبب موضوعي يجعل الأستاذة أسماء تتخطى جميع القياديين والقياديات، الذين قدمهم الأستاذ عليها، سوى طموحات الزعامة، ووهم الطائفية.. وهو وهمٌ تجد من يحرضها عليه!! ولأن الموضوع موضوع زعامة، لا يوجد عند الأستاذة أسماء أي ثوابت.. في البيان، موضوع حديثنا، هي تعلن، مع صحبها، فصل الدين عن الدولة.. وبعد حوالي شهرين فقط، سعت إلى إقامة حزب تحت مظلة النظام الذي تتهمه في البيان، بأنه لا يفصل الدين عن الدولة.. وهي قد أصبحت لا تشير إطلاقاً للبيان، ولم تذكر أي شيء عن العلمانية، وعن تأييدها للنعيم، بل على العكس، ذهبت حسب بيان حزبها، في التعريف به، وفي النقطة الأولى إلى القول: "وهو حزب يدعو للإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي، معتمداً في فكرته الأساسية على المباديء الأخلاقية والسلوكية المأخوذة من القرآن، والتي دعا لها الأستاذ محمود محمد طه في الفكرة الجمهورية ـ الرسالة الثانية من الإسلام..".. هل أنت مع ـ الفكرة الجمهورية ـ أم مع العلمانية وفصل الدين عن الدولة!؟ هذا سؤال أنا أطالب بالإجابة عليه علناً.. وأنت الآن زعيمة حزب ومن حق الناس عليك، أن تبيني لهم بوضوح موقفك، حتى ينضم من يريد الإنضمام على بينة.. ويجب على من تدعوهم الأستاذة أسماء لحزبها أن يسألوها.. إذا رفعت الأستاذة أسماء يدها من تأييد د.النعيم، وتأييد العلمانية، يجب أن تقول هذا صراحةً، ودون أي إلتواء، وإذا كانت لا تزال على موقفها، عليها أن تقول ذلك بوضوح أيضاً.
    الأستاذة أسماء أبعدت الجمهوريين من حزبها، ولم تستشرهم مجرد استشارة في موضوع الحزب ـ سوى الأفراد القلائل داخل دائرتها ـ ومع ذلك أعطت نفسها الحق بأن تسمي الحزب باسم الجمهوريين الذين لم تستشرهم، وهذا، لا يعني أي شيء سوى أنها عند نفسها صاحبة حق في الفكرة، بحكم أنها ابنة الأستاذ محمود، وهذا ما يؤكد الإتجاه الطائفي عندها.. ونحن نملك أدلة أكثر من هذه!! وفي مقابلتها مع صحيفة (الجريدة) ربطت حزبها بتاريخ "الحزب الجمهوري" واعتبرته امتداداً لهذا الحزب، الذي نشأ منذ 1945.. ووافقت على أن حزبها هو "الحزب في تكوينه الرابع" كما جاء على لسان الصحفي.. الأمر الذي يؤكد أنها تعتبر نفسها وريثة الحزب، ووريثة الفكرة، التي تناقضها تماماً، خصوصاً في تأييدها للنعيم، وقبولها المال الأجنبي.
    ومن المفارقات الصارخة، أن أول نقطة في التعريف بالحزب جاء فيها: "حزب سياسي، هدفه الأساسي، إحداث تغيير جذري في حياة أفراد الشعب السوداني.."!! لاحظ "إحداث تغيير جذري في حياة أفراد الشعب السوداني".. أنت زعمت أن حزبك لا يسعى للسلطة، وأنك غير مسلِّكة، فكيف يتم هذا التغيير الجذري، ليس في حياة أعضاء الحزب فقط، وإنما في الشعب السوداني!؟ يا أستاذة أسماء، لا أحد ـ جمهوري أو غير جمهوري ـ يستطيع أن يزعم أن الأستاذ محمود أحدث تغييراً جذرياً، في حياة الشعب السوداني، فكيف تزعمين لنفسك هذا الزعم الباطل!؟ الأستاذ محمود ـ كما ذكرنا مراراً ـ ربط التغيير بالإذن الإلهي والمأذون، فما الداعي لكل هذه الجرأة في المفارقة!؟
    النقطة الأولى والثانية، من التعريف بالحزب، كافيتان تماماً، على بيان ما يقوم عليه من ضحالة، وتفكير بالتمني.
    أول كلمتين، في التعريف بالحزب هما أنه "حزب سياسي"!! وهو بالطبع حزب سياسي.. ولكن أرادوا أن ينتحلوا له اسم الفكرة الجمهورية، وهي فكرة دينية أولاً وثانياً وأخيراً، وليس لها في السياسة، إلا ما ذكره الأستاذ، ونقلناه أعلاه.. عندما تذكر الأستاذة أسماء أنها غير مستعدة لتسليك أحد، تذكر قولها هذا، وكأنه تواضع!! ثم تزعم لنفسها ولحزبها أنهما يعملان على إحداث تغيير جذري في حياة الشعب السوداني، وفي جميع المجالات!! هذه هي حقيقة تواضع الأستاذة أسماء!! نسأل الله ان يجعلنا بفضله قادرين على أنفسنا.
    يجب ملاحظة أن الأستاذة أسماء عندما قالت: "معتمداً في فكرته الأساسية على المباديء الأخلاقية والسلوكية المأخوذة من القرآن" ذكرت الرسالة الثانية، وتجاهلت كتاب "طريق محمد" صلى الله عليه وسلم، وهو المنهاج الذي يفضي إلى المباديء الأخلاقية المذكورة.. وفي حديث الأستاذ محمود الذي نقلناه أعلاه قال: "في المستوى دا الفكرة عندها منهاجها، ما يمكن بعض الاخوان أن يسموه، اللائحة الداخلية كانوا بسموه، اللي هو طريق محمد – التزام طريق محمد.. نحن عايزين نبعث الدين، لازم نطبقه في أنفسنا.. نبعثه في أنفسنا قبل ما ندعو الآخرين لبعثه".. في الفكرة الجمهورية، دون التزام "الطريق" لا يمكن أن تكون هنالك تربية، ولا أخلاق.. وداعية الطريق يجب أن يعمل على الالتزام في نفسه أولاً، ثم يدعو الآخرين.
    وأنا هنا أطالب الأستاذة أسماء، طالما أنها تدعو للمباديء الأخلاقية في الفكرة الجمهورية، أن تدعو بوضوح في دعوتها لحزبها، إلى طريق محمد صلى الله عليه وسلم.. وإن لم تفعل، فلتعلم وليعلم من معها، أنهم يضللون الشعب، عن الإسلام، وعن الفكرة.. فطالما أنك ذكرت كتاب الرسالة الثانية، فما المانع أن تذكري كتاب "طريق محمد" وهو أصل الدعوة.. أرجو أن يؤخذ هذا الأمر بجد شديد، لأن هذا هو أصل دعوة الأستاذ محمود.. وطالما أن الأستاذة أسماء خرجت للعمل العام بهذه الصورة، يجب أن تُسأل من الجميع وفي كل مكان، عن موقفها المعلن من العلمانية.. وموقفها من تأييد د.النعيم.. وموقفها من التمويل الأجنبي، واتساق كل هذا مع الفكرة الجمهورية التي زعمت أن حزبها يتبناها.. كما يجب أن تُسأل: هل حزبها حزب سياسي، كما جاء في تعريفه.. أم هو حزب ديني، يقوم على دعوة الأستاذ محمود كما جاء في نفس التعريف!؟
    ذكر التعريف: "المباديء السلوكية والأخلاقية المأخوذة من القرآن".. ونفس هذا التعريف، لم ترد فيه ولا آية قرآنية واحدة، ولا حديث نبوي واحد.. ولم يبدأ بالبسملة!! ونفس الأمر ينطبق على برنامج الأستاذة أسماء للاحتفال بالذكرى.
    من حيث المبدأ، الحق لا يكون بالأغلبية العددية.. فقد يكون الواحد على الحق والملايين على الباطل.. والدين يقوم على العلاقة بالله، وهذه لا علاقة لها بالأغلبية.. لا يوجد نبي ولا ولي، يحقق مكانته بالانتخاب.. وهذا ما ظل الجمهوريون يقولونه للناس في أركان النقاش.. ولكن حزب الأستاذة أسماء، الذي يعمل على إقامة الأخلاق والسلوك، المأخوذ من القرآن، زعامته ـ على الأقل نظريا ـ بالانتخاب!! فهي تقول من مقابلة الجريدة 15 يناير الماضي: "لا يوجد رئيس للحزب بل أمين عام وسينتخب من المؤسسين في المؤتمر التأسيسي"!! والحزب بالضرورة يضم غير الجمهوريين، ونحن نعرف عدد الجمهوريين الذين هم مع الحزب، وهو عدد قليل جداً، ثم أن الأستاذة أسماء، في المقابلة المذكورة أجابت صراحة أن الحزب يمكن أن يضم غير الجمهوريين.. فإذا جاء أمين عام غير جمهوري، فما الذي يلزمه بما تتحدثين عنه، من أخلاق الفكرة.. بل كل عضوية الحزب ـ من غير المنتمين للفكرة ـ ما الذي يلزمهم بأخلاق الفكرة!؟ وهل أخلاق الفكرة هي بهذه البساطة، فتتحقق مع إبعاد منهاج الطريق، وغياب المُسلِّك!؟ هل أخلاق الفكرة تتحقق بمجرد الكلام!؟ وما هو القدر الذي حققناه نحن منها، بعد أن ظللنا لوقت طويل نعمل وفق طريق محمد صلى الله عليه وسلم وتحت إرشاد الأستاذ!؟ إنك تهوينين، وترخصين، أعز شيء.
    مما يؤكد تطلعات الأستاذة أسماء للزعامة الطائفية ما جاء في ردها في المقابلة التي أجرتها معها جريدة (ألوان) في يوم 22 يناير 2014: قد سؤلت الأستاذة أسماء: "من الذي يمول المركز حالياً؟" فأجابت: "المريدون بدونا نفسهم البطلع وينزل، سيبك من قروش الزائلة"!! هذا قول محيِّر في عجابته!! هل فعلاً الأستاذة أسماء تعتبر القروش زائلة!؟ قالت في رفاعة يوم 17 يناير الماضي أنها قامت ببناء المركز من مالها الخاص الذي كانت تتلقاه في أمريكا.. وقد ذكرت هي بنفسها، أنها عادت من أمريكا في عام 2004.. فإذا كانت القروش زائلة عندها لماذا احتفظت بها كل هذا الوقت!؟
    كلمة "المريدون" وردت عند الأستاذة أسماء في مقابلة صحفية سابقة، وهي الآن تكررها، وتؤكد تأكيداً قاطعاً طائفيتها.. فهي تعتبر من معها مجرد مريدين.. الأستاذ محمود كان يسمينا: الأخوان والأخوات أو أبنائي وبناتي.. ولكن عند الأستاذة أسماء التسمية هي "مريدون"، وهذا هو الاختلاف الجوهري القائم الآن بين الجمهوريين.. المجموعة الأصلية ترى أنها تتبع أكبر فكرة تحررية، تحترم إنسانية الإنسان، وتحترم حرية الفكر عند كل البشر، وتدعو لهما.. والأستاذة أسماء تريد أن تجعل من نفس الفكرة دعوة طائفية، عضويتها تقوم على المريدين ـ وهذا هو رأيها الحقيقي، في من معها، هم مجرد مريدين، وأتباع لها "يدونها نفسهم البطلع وينزل".. البشر لا يعطون الله تعالى نفسه "نفسهم البطلع وينزل"، فكيف يمكن أن يعطوه للأستاذة أسماء أو غيرها!؟ الفكرة الجمهورية، كما هي عند الأستاذ محمود، لا تلزم ملتزميها بإعطاء شيء دنيوي.. وعندها السير إلى الله لا يكون إلا بالفكر.. وعندها الطاعة بفكر والمعصية بفكر.. فطائفيتك هذه، أسوأ من جميع الطائفيات التي عرفها التاريخ.. وهي مجرد وهم عندك، فتحقيقها أمر مستحيل تماماً.. وعملياً، بعض الذين حولك، يطمعون في أن يجعلوا منك أنت نفسك، وسيلة لهم!!
    خالد الحاج عبدالمحمود
    رفاعة في 8/2/2014























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de