السيد والي الخرطوم بتصريحه الأخير الذي مفاده (لو صلعتكم وصلت صلعتي ما بتلقوا حل لمشكلة المواصلات) ، هو دلالة مجازية على ما يمكن إثباته في أذهان الناس عن (إستحالة) نجاحه في القيام بواجبه تجاه إلتزاماته الوظيفية ، وهو بهذا التصريح يدلو بدلوه أيضاً فيما أصبح في زماننا هذا (موضة) يتبناها أغلبية النافذين في دولة الإنقاذ المزعوم فحواها (جاهر بالفشل وبالواضح المفتشر) ، ولا أدري ما المكاسب التي يُخيَّل لهم جنيها من المجاهرة بالفشل هل هو مجرد الإستبداد أم عدم الخوف من الحساب و المساءلة ؟ ، لكن في الأغلب يستهدف المسئول المعني بما سبق ذكره (إستعطاف) الناس ولفت أنظارهم إلى الصعوبات التي تواجه التحديات والمشكلات التي كُلِّف بها بإسلوب يدفع الجمهور إلى (التعايش) مع حالة الفشل العام المُستشري في شتى الإتجاهات في هذه البلاد التي غُلب فيها العباد على أمرهم بصوط الإعتداد بالسلطة والنفوذ ، أما وقد ركب السيد والي الخرطوم موضة (جلد الذات) عبر المجاهرة بالفشل ، ثم وصل به الحال المُزري في إستشراف المستقبل إلى إعلان (إستحالة) إيجاد حلول لمشكلة حيوية وإستراتيجية كمشكلة المواصلات بالعاصمة والتي لا يخفى على أحد مدى تأثيرها على حركة التنمية العامة ونجاح المشاريع والمخططات ، بل وحتى تأثيراتها الأساسية والمباشرة على العملية الإنتاجية وما يتعلَّق ببؤرة (المعاناة) التي لم تزل تطحن المواطن البسيط والمتمثلة في الغلاء المستشري بلا هوادة والذي أصبح غولاً ماثلاً في أسواقنا بلا مبررات ولا إرتباط مقنع بدولار ولا أحداث ولا مستجدات ، فقد حان الأوان ما دام الرجوع للحق فضيلة ، ومن باب رحم الله إمرءٍ عرف قدر نفسه أن يتحلى مسئولينا بالشجاعة في أي وقت شعروا فيه أن مشكلة حيوية وإستراتيجية من واجباتهم وإلتزاماتهم نظير ما يأخذون من أجر ، قد أصبحت مستحيلة بالقدر الذي يجعلها تتطلب وقتاً عِداده السنين الطوال (حسب ما يحتاج كل منا من زمن حتى تتمدد مساحات صلعته لتصبح بحجم صلعة السيد الوالي) ، أن (يترَّجلوا) بكل بساطة ليُفسحوا المجال لغيرهم فلربما كانوا أصلاً (من غير أصحاب الصلع) وأستطاعوا أن يقدموا شيئاً لحل مشكلة مواصلات العاصمة ، ولو بالقليل في نطاق بث (الأمل) من باب أن المحاولات والجهود لم تزل جارية ، فالأمل عدو الخيبة والفشل ، ومجرد الإعتراف بالفشل لا يعفي أيي مسئول من تحمل مسئولياته تجاه واجباته وإلتزاماته تجاه الدولة والمجتمع ، ما تعانية ولاية الخرطوم من مشكلات هو رتلٌ من الآلام والعذابات التي يعانيها المواطن ، تعليم وصحة وكهرباء ومياه وصرف صحي ومخاطر خريف وبيئة وبنية تحتية وتخطيط عمراني ومراكز خدمية وغيرها من الأمور الهامة والملحة والتي لا سبيل لحلها دون إيجاد حل سريع وناجع لمشكلة المواصلات التي ينبني عليها جل ما يُطلب من جهد وأداء قومي ، يا أيها المسئولون إحرصوا على بث الأمل في النفوس فهو آخر ما تبقى من عزاءات يحتاجها المواطن المنكوب بآلة الفشل الحكومي في تحقيق آماله المتواضعه بالحرص على مداراة (صلعاتكم) حتى لو إستعنتم (بباروكة).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة