فخامة السيد وزير التعاون الدولي وضيف الشرف وممثل حكومة جمهورية السودان ليوم اوربا 2017
السادة الوزراء، أصحاب الفخامة، سيداتي وسادتي،
يسرني أن أرحب بكم في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في حفل الاستقبال المقام للاحتفال بيوم أوروبا 2017. هذا هو أول احتفال لي بيوم اوربا في السودان، ويسرني جدا أن نرى أن الاتحاد الأوروبي لديه الكثير من الأصدقاء والشركاء.
في عام 2017، يحتفل الاتحاد الاوربي بالذكرى السنوية الستين لمعاهدات روما والتي أرست الأسس التي نعرفها اليوم في أوروبا، لتحقق أطول فترة للسلام والتقدم في أوروبا. الليلة نحتفل مع سفراء الدول الأعضاء في السودان بهذه المناسبة.
قبل ستين سنة، بدأ الأعضاء المؤسسون للاتحاد الأوروبي في تحقيق رحلة فريدة وطموحة من التكامل الأوروبي. عملوا على رسم حلم لمستقبل سلمي مشترك، اتفق القادة الاوربيين على تسوية نزاعاتهم حول الطاولة وليس في ساحات القتال. وحلوا محل استخدام القوات المسلحة استخدام قوة القانون. لقد فتحوا الطريق أمام بلدان أخرى للانضمام، وإعادة توحيد أوروبا وجعلها أقوى.
ونتيجة لذلك، أفسح ماضينا المضطرب، الطريق أمام تحقيق السلام والذي امتد الى سبعة عقود وإلى اتحاد اوربي موسع يضم 500 مليون مواطن يعيشون في حرية في واحدة من أكثر الاقتصادات ازدهارا في العالم. وقد استعيض عن صور المعارك في الخنادق في فردان، وصور القارة الاوربية بالستار الحديدي وسور برلين، باتحاد اوربي يقف كمنارة للسلام والاستقرار.
في هذه الذكرى الستين، نحن الأوروبيين، ننظر إلى التاريخ بفخر ونتطلع للمستقبل بأمل. وعلى مدى 60 عاما، شرعنا وعملنا معا لبناء الاتحاد الأوروبي الذي يعزز التعاون السلمي واحترام حقوق الإنسان والكرامة والحرية والديمقراطية والمساواة والتضامن بين الدول والشعوب الأوروبية. وأدت معاهدات روما إلى انطلاق سوق مشتركة يمكن فيها للناس والسلع والخدمات ورؤوس الأموال أن يتحركوا بحرية وتهيئ الظروف اللازمة لتحقيق الرخاء والاستقرار للمواطنين الأوروبيين.
السيدات والسادة،
إن رحلة الاتحاد الأوروبي في ال 60 عاما الماضية لتحقيق الوحدة لم تكن دائما على نحو سلس. كانت هناك فترات صعود وهبوط. وكانت هناك نجاحات ونكسات. وكان هناك تقدم في فترات وانحسار في فترات اخري.
ومؤخرا، في مارس 2017، أطلقت المملكة المتحدة المادة 50 التي تبدأ عملية معقدة وصعبة تتمثل في مغادرة الاتحاد الأوروبي. لدينا عامين للتفاوض. بعد أكثر من أربعين عاما من التوحد، نحن مدينون لبعضنا البعض أن نبذل كل ما في وسعنا لجعل هذه العملية على نحو سلس قدر الإمكان.
أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، نحن السبعة وعشرون دولة في الاتحاد الاوربي أكثر تصميما وأكثر توحدا من ذي قبل. فقد قدمت المفوضية الأوروبية للاتحاد الاوربي ما يعرف بالورقة البيضاء لتشجيع النقاش عبر مدن وأقاليم أوروبا، والانخراط مع البرلمانات الوطنية والسلطات المحلية والإقليمية والمجتمع المدني حول الخيارات والسيناريوهات لمستقبل أوروبا. وستكون نتيجة هذه المناقشات اتحادا أوروبيا جديدا يستفيد استفادة كاملة من إمكاناته الهائلة خارج حدوده، إذا أريد له أن يفي بتوقعات مواطنيه.
بعد 60 عاما من عمر الاتحاد الأوروبي، أود أن أذكر بأن الاتحاد الأوروبي يعد اكبر اقتصاد في العالم، وأكبر سوق في العالم، وأكبر مصدر للاستثمار الأجنبي، وأكبر مانح للمعونة الإنسانية وأكبر مانح للتعاون الإنمائي. كما ان الاتحاد الاوربي يضم اكبر شبكة من التمثيل الدبلوماسي حول العالم فمكاتب وبعثات الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى سفارات الدول الاعضاء مجتمعة يشكلوا اكبر شبكة دبلوماسية مرتبطة في العالم. فمن خلال ارادتنا السياسية ألاوروبية القوية والموحدة وثقتنا في انفسنا، يمكننا أن نشارك العالم في تحقيق طاقة طيبة وصداقة وسلام وتفاهم.
السيدات والسادة،
لقد أعطى الاتحاد الأوروبي للسودان وشعبه تأكيدات بأنه سيدعم تماما كل مبادرة حقيقية من شأنها أن تضع السودان على طريق السلام والازدهار والعدالة. وسيدعم الاتحاد الأوروبي الجهود الحقيقية لإعادة بناء الثقة بين السودان والشركاء الدوليين. إن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه حريصون على تهيئة بيئة سلمية يمكن فيها إحراز تقدم ملموس ومستدام في التصدي للتحديات السياسية والاقتصادية في السودان.
ولذلك يدعو الاتحاد الأوروبي حكومة السودان والمعارضة والحركات المسلحة إلى أن تنتهز الفرصة واظهار القيادة اللازمة لوضع السودان والشعب السوداني على طريق السلام الداخلي والمصالحة والحكم الديمقراطي.
وأود انتهاز هذه المناسبة لأوكد لكم أن السودان مهم لأمن أوروبا. فموقعه الجيو استراتيجي في القرن الأفريقي يجعلها قريب من التطورات في دول الخليج في البحر الأحمر، وفي شبه الجزيرة العربية، والشرق الأوسط، وفي القرن الأفريقي وبشكل أعم في القارة الأفريقية. فالسودان مهم للاتحاد الأوروبي في منطقة تتأثر بتحديات الهجرة غير الشرعية، والنزوح القسري، وتهريب الأشخاص والاتجار بهم، والصراعات العنيفة. ومع وجود ما يقرب من 250 مليون نسمة والسكان الذين يتزايد عددهم بسرعة، يستضيف القرن الأفريقي أكبر عدد من النازحين داخليا واللاجئين في أفريقيا. هذه التحديات لها العديد من الدوافع التي تختلف وفقا للسياقات المحلية، ولكنها متجذرة عادة في الافتقار إلى الفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والموارد الطبيعية المحدودة، والفقر، وعدم الاستقرار وتغير المناخ.
وفي مواجهة هذه التحديات، يقوم الاتحاد الأوروبي بمشاركة بناءة مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين لبناء الثقة وزيادة التفاهم وضمان انتقال السودان إلى السلام والاستقرار. وسوف نناقش مع الحكومة الجديدة ومع المعارضة ومع المجتمع المدني. ولن تكون هناك صفقات سرية ولا توجد أجندات خفية وسيظل الحوار بشأن حقوق الإنسان في صميم مناقشاتنا.
كما سيعمل الاتحاد الأوروبي عن كثب مع دول الاتحاد الاوربي والشركاء الإقليميين والدوليين لضمان استمرار الحوار وتعزيز التعاون في السودان. وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعمه للجنة الاتحاد الافريقي رفيعة المستوى والتي تنشط في إحلال السلام في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وتنفيذ الاتفاقات المبرمة بين السودان وجنوب السودان.
ويشيد هنا الاتحاد الأوروبي بجهود الرئيس ثابو امبيكي على جهوده الرامية إلى تعزيز عملية السلام وحوار حقيقي. وندعو جميع أصحاب المصلحة السودانيين والدوليين إلى التحرك مع الاتحاد الأفريقي لتعزيز دوره وتعزيز صوته على أساس خارطة الطريق المتفق عليها في العام الماضي.
يشرفني في يوم أوروبا 2017 إطلاق برنامج تحسين جودة التعليم بمبلغ 22 مليون يورو وبرنامج الصحة في شرق السودان بمبلغ 12 مليون يورو. وسيجري تنفيذ برنامج التعليم بالتعاون مع وزارة التعليم، واليونيسيف، ومنظمة إنقاذ الطفولة السويدية، والمجلس الثقافي البريطاني، ومكتب الخبرة الفرنسية، ومؤسسة سوفيريكو. وسينفذ البرنامج الثاني مع منظمة التعاون الإنمائي الإيطالي.
وأنا أشجعكم على قراءة المزيد عن هذين البرنامجين المهمين على الكتيبات التي تم طباعتها مخصوصا بمناسبة مرور 60 عاما من الاتحاد الأوروبي. ويؤكد البرنامجان على أهمية المساواة بين الفتيات والفتيان في الحصول على التعليم الجيد والرعاية الصحية لمستقبل التنمية في السودان. وكما تعلمون، فإن معظم مشاريعنا تنفذ في شرق السودان وهي: كسلا، القضارف، ودول البحر الأحمر، في علاقة وثيقة مع السلطات السودانية، واسمحوا لي هنا أن أرحب وأحيي وجود فخامة السيد موسى محمد أحمد، مساعد رئيس الجمهورية ورئيس مؤتمر البجا في هذه المناسبة الخاصة والمهمة.
وفي موازاة ذلك، يقوم الاتحاد الأوروبي بتحويل مساعدته الإنسانية تدريجيا إلى المساعدة الإنمائية في السودان. في عام 2017 أود أن اعلن أن لدينا مشروعات بقيمة 250 مليون يورو في مختلف مناطق السودان، يتم تنفيذها من قبل 92 منظمة دولية وسودانية موجودة معنا هذا المساء. ولتحقيق أهدافها التنموية وزيادة مشاركتنا التنموية في السودان، نقدر ونشدد على الوصول الأمن في الوقت المناسب وتحقيق الاستقرار من جانب شركائنا في السودان لضمان الاستمرارية.
سيداتي وسادتي، الليلة نحن هنا للاحتفال. ولدينا أسباب كثيرة وذكرى هامة ينبغي أن نفخر بها. وأود أن أؤكد لجميع الحضور اليوم أن مرحلة جديدة في العلاقات بين السودان والاتحاد الأوروبي قد بدأت.
هناك صفحة جديدة في العلاقات. وبدأت عملية حوار وتشاور جديدة لوضع السودان على طريق السلام والازدهار والعدالة.
مسار يمكن أن يعزز حقوق الإنسان ويحقق الاستقرار للسودان والمنطقة.
مسار يمكن أن يجعل ثروة السودان للسودانيين وجعل السودان أقرب إلى العالم.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة