بعد كل الجرائم التي ارتكبها النظام لأكثر من 27 عاماً في حق الشعب والوطن،فإن بقاء السودان دولة ذات سيادة الآن بات في المحك،ووحدة أراضيه في خطر،بسبب الإنصياع للأجندة الأمريكية وبخاصة العسكرية، من أجل تنفيذ مخطط مشروع الشرق الأوسط الكبير مقابل البقاء في السلطة والرضي بالفتات في اقتسام موارد وثروات الوطن ورهنها للشركات العابرة للقارات وحلفاء أمريكا في المنطقة تحت دعاوى الاستثمار للصادر واستخدام التقنيات، مما يعني تحكم الأسواق العالمية فيما ينتجه السودان وليس لتلبية احتياجات شعب السودان . وفي سبيل حماية هذه السياسات والمصالح الأمريكية فالنظام يبدى التعاون الكامل أمنياً وعسكرياً وتخابراً مع أجهزة المخابرات الأمريكية وتعريض أمن وسلامة السودان للخطر في أي معارك وحروب حول مناطق النفوذ وقسمة الموارد بين مراكز الرأسمال العالمي . كما يسعى لإنشاء أكبر مركز للCIA في المنطقة والاقليم في الخرطوم والسماح لهم بحرية الحركة في أجواء البلاد من أقصى الشمال الغربي من حدود ليبيا و إلى أقصى الحدود مع دولة الجنوب،وتم التمهيد لذلك بالمشاركة في مناورات رعد الشمال تحت اشراف القوات الامريكية وما تبعها ويتبعها من مناورات وتدريبات مشتركة مع قوات الطيران السعودية وعدد من دول الخليج تحت مسمى الرعد الأزرق، وحضور رئيس أركان القوات المسلحة السوداني اجتماعاً خاص بالافريكوم في ألمانيا علماً أن قوات الافريكوم تتلقى توجيهاتها وأوامرها من وزير الدفاع الامريكي . إن رهن بلادنا بمواردها وثرواتها للإمبريالية العالمية،واستمرار تخصيص الأراضي للدول والجهات الأجنبية،وجعل السودان(مخلب قط)للسياسة الأمريكية بأفريقيا،هو المناورة الأخيرة للنظام بعد فشل مؤامرة الهبوط الناعم،والتسوية السياسية مع المعارضة،فانتهي حوار الوثبة إلي قفزة في الظلام،بعد أن قاطعته قوى المعارضة الرئيسية،والأزمة الشاملة تزداد تفاقماً(الحرب،والتدهور الاقتصادي،الغلاء)وسط نهوض وموقع متقدم للحركة الجماهيرية عبرت عنه الإضرابات والاعتصامات المتواترة. لن يفلح السند الإمبريالي الرجعي،في تثبيت أركان النظام المهتز،بل تكسب المعارضة كل يوم أقساماً جديدة من العمال والمهنيين،والمزارعين،والأهالي،في وقت تعصف فيه الخلافات والتباينات بالمنظومة الحاكمة..والأوضاع الاقتصادية والمعيشية تتجه من سئ لأسوأ نتيجة الفساد والتدمير الممنهج للقطاعات الإنتاجية،والعنف، والحرب لا تزال دائرة في أجزاء واسعة من بلادنا. توسيع جبهة المعارضة،ووحدتها في هذا المنعطف التاريخي،والسودان يواجه خطر التحول لمركز لمخططات الامبريالية لتمزيق وحدة السودان والتحول لشرطي امريكي ضد شعوب افريقيا والمنطقة العربية يعتبر واجباً ثورياً من الدرجة الأولى،وهو شرط لاغنى عنه لانتصار الانتفاضة الشعبية والقضاء على نظام الإنقاذ وإرثه بصورة نهائية،وفي هذا الصدد فإننا نهيب بالحركة الشعبية شمال توحيد صفوفها وإنهاء خلافاتها،كما ندعو قوى نداء السودان إلي إنهاء تفاوضها حول خارطة طريق مع النظام،من أجل الهدف الواحد المشترك،وهو استرداد الحرية والديمقراطية،عبر تصعيد المقاومة نحو الانتفاضة.
الآن تتمايز الصفوف بين الموقف الوطني واللاوطني،ولا حوار مع نظام يبيع الوطن بالثمن البخس ولا يكترث للمآلات.يسعى لتمزيق السودان،ونسيجه الاجتماعي،عبر التمكين ووضع دستور إسلامي يقنن الديكتاتورية، وإجراء الانتخابات بموجبه في عام 2020 لكسب شرعية جديدة عبر انتخابات غير متكافئة تمتلك فيها الحركات الإسلامية فرص الاكتساح بالاعتماد على هيمنة النظام على كل الأجهزة المشاركة في إدارة الانتخابات...إن إسقاط النظام ضرورة لبقاء السودان دولة ذات سيادة . نهيب بكل القوى الحية ذات المصلحة في وقف نزيف الدم ،واستعادة الديمقراطية والحفاظ علي ارض الوطن واستقلاله ،والجادة في السير ببلدنا نحو الديمقراطية والتنمية ووقف معاناة الجماهير اتخاذ الموقف الصارم والحازم لاقتلاع نظام الجبهة القومية من جذوره واعادة بناء الوطن،ان توحد صفوفها وتبني منظماتها وقواعدها للاطاحة بالنظام. نتوجه بالدعوة لكافة قطاعات الشعب السوداني للتراص حول جبهة للديمقراطية وانقاذ الوطن .
يا جماهير الشعب السوداني: بالوحدة وتصعيد النضال،تنهزم الديكتاتورية مهما تدججت بالسلاح،وإرادة الشعب لا غالب لها..فلنشعل المعارك اليومية مع نظام العمالة والفساد في كل مكان،ومعاً على طريق الإنتفاضة لكتابة صفحة جديدة من تاريخ السودان،وكنس الإنقاذ إلي مزابل التاريخ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة