مثلما فعل الرويبضة عرمان وهو يشن آخر حروبه على السودان من خلال مطالبة أمريكا بأن لا ترفع العقوبات عن السودان في يوليو القادم، ها هي أسماء محمود محمد طه تقترف ذات المنكر وتدعو المنظمات ودوائر صنع القرار في أمريكا لأن تعمل بجدٍّ من أجل استبقاء تلك العقوبات متّخذة الكذب والتدليس حجة وذريعة لفعلها الخياني القبيح الذي ألحق أضرارًا بالغة بالسودان وشعبه الصابر المحتسب. لا غرو أن تكذب تلك المرأة وتتحرّى الكذب مثلما فعل والدها الذي ادعى النبوة والرسالة بعد محمد صلى الله عليه وسلم، بل والذي سمَّى نفسه (المسيح المحمدي) بعد أن أسقط عن نفسه فريضة الصلاة التي ما كان الرسول الخاتم يحرص على شيء مثل حرصه عليها، بل والذي كان يصلي حتى تتورَّم قدماه . صدِّقوني أني لم أدهش البتّة من صنيع تلك المرأة التي جنت عليها عصبية مقيتة لوالدها حبستها في سجنِ دَجَلهِ الغريب فأوردتها موارد الهلاك ولا حول ولا قوة إلا بالله. عجبتُ لأسماء محمود التي تزعم أنها تنطلق من مرجعية عقدية أخلاقية بل من (دين أُوحِي به !) إلى والدها ثم تكذب كما تتنفَّس، إذ تخاطب الأمريكان بالسلعة الرائجة لديهم (حقوق الإنسان) فتزوِّر وتدلِّس وتقول إن المسيحيين في السودان يتعرَّضون للتضييق وإن الحكومة السودانية تسكُت عما تتعرَّض له الكنائس من اعتداءات، وإنها تفرض الحجاب على النساء وتمنعهن من ارتداء البنطلون، وإن كل وسائل الإعلام مُحتَكَرة للحكومة! تنثر كل هذه الأكاذيب في فضاء أمريكا وبين منظماتها ومؤسساتها حتى تُقنع صُنَّاع القرار بمنع رفع العقوبات عن السودان! هي والله تعلم أنها عندما تعود إلى السودان من أمريكا التي اتخذتها موطناً، (تبرطع) وتُجري الحوارات كما يحلو لها في الصحف والفضائيات وتنشر أحاديث الإفك والتضليل التي هرف بها والدها، بل إن الحلقة التي سجلها معها الأستاذ ضياء الدين بلال لقناة "الشروق" أُوقف بثّها بطلب منها هي، وليس من السلطات أو إدارة القناة، بعد أن علمت أنها ستفضح أكاذيب وهرطقات والدها (الضلِّيل) من خلال بعض إجاباتها حول عدم أدائه للشعائر مثل الصلاة وحول أقواله وسلوكه ومعتقداته ! قرأتُ مقالاً رائعاً لجاري في (الصيحة) الأستاذ عبد الباقي الظافر بيَّن فيه كيف يجني المُعادون والمُعارضون للنظام الحاكم في السودان على شعبهم ووطنهم من خلال تحريضهم أمريكا عليه، بينما يتجاهلون حقيقة يعلمونها علم اليقين أن المسؤولين السودانيين لا يتأثرون بتلك العقوبات، فقال الظافر ما نصه: (إن على كل معارض لهذه الحكومة أن يحدّد الخط الفاصل بين الوطن والمؤتمر الوطني.. في حالة العقوبات الأمريكية وقع الأذى الكبير على أبناء شعبنا الصابر .. رجال الحكومة ونساؤها يتجوّلون في العواصم المختلفة وبين أيديهم وثائق سفر دبلوماسية فيما يعجز الشباب الطامح عن إيجاد فرص دراسة في المؤسسات الغربية.. بعض الأطفال يموتون بالسرطان بسبب عدم توفر الدواء الناتج من العقوبات التي أغلقت علينا الأبواب والنوافذ). ما لم يقله الظافر، ربما بسبب ضيق المساحة، إن مشروعات كبرى في السودان تعطّلت بسبب تلك العقوبات المتطاوِلة بدلاً من أن تنطلق وتتطور ويكفي السكة حديد والخطوط الجوية السودانية وصناعة البترول، بل يكفي الاقتصاد الذي عُوّق وكاد يختنق حتى الموت جراء القيود على المصارف وحركة التجارة، فضلاً عن تعويق إعفاء الديون التي ظلت تتراكم عاماً بعد عام بدلاً من أن تُعفى كما حدث لدول أقل استحقاقاً لتلك الإعفاءات بل إن العالم أجمع تقريباً قاطَعنا بأمر أمريكا التي أصبحت تتسيَّد التجارة العالمية وتفرض عقوباتها على من يخرج على سطوتها وجبروتها حتى من حلفائها الكبار في أوروبا وآسيا. لن تنسى ذاكرة الشعب السوداني أولئك الأعداء الذين لم يكتفوا بنشر طروحاتهم الأيديولوجية والسياسية المصادِمة لدين وهوية هذا الشعب، إنما ظلوا يشنّون عليه الحربَ بمختلف أسلحة الدمار الشامل قتلاً وتخريباً وتآمراً وتحريضاً وعمالة لإعدائه، فالتاريخ يُسجل، ولن ننسى والله كل ما فعله عرمان الذي أضاف إلى سجلِّه المخزي تلك الجريمة المنكرة المتمثلة في سعيه الدؤوب لاستبقاء العقوبات على السودان وعلى الشعب السوداني الصابر، وها هي أسماء محمود محمد طه تحذو حذوه، فما أصدق المثل السائر (إن الطيور على أشكالها تقع)!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة