قبل أيام سافر وفد من الخرطوم للوساطة بين الميرغني الأب والميرغني الابن..الولد والوالد اختلفا في أسماء الوزراء الذين يمثلون الحزب في الحكومة القادمة..في الحزب الأكبر وصف الإمام الصادق المهدي في حوار مع آخر لحظة أن عمه أحمد المهدي (ما ناقش حاجة)..الخال مبارك المهدي يخوض معركة كسر العظم مع ابن اخته الصادق الهادي المهدي. المشاهد أعلاه عبارة عن صورة مقطعية لحال أكبر أحزاب السودان..تجنبنا إيراد مناظر العنف التي وصلت مرحلة إطلاق النار داخل الدور الحزبية. أمس تحدث ممثل رئيس مجلس الأحزاب في المؤتمر العام للحزب الحاكم.. الفريق محمد الفضل هدد بتجميد أي حزب لا يعقد مؤتمره العام خلال المدة المقررة حسب قانون تنظيم الأحزاب..عدد الأحزاب المسجلة حسب إفادة الفريق الفضل (94) حزباً..كما أقر الفضل أن جيب رئيس الحزب هو في ذات الوقت خزنة الحزب..كناية على أن الحالة واحدة. لا أعتقد أن ممثل مجلس الأحزاب كان يحتاج إلى بلاغ عما يجري في أحزابنا الكبيرة..الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل لم يعقد مؤتمراً عاماً بالسودان منذ أكثر من نصف قرن..بل أن رئيسه المفوض محمد الحسن الميرغني هدد ذات يوم باستدعاء رئيس مجلس الأحزاب بمنطق أن المدير يمكن أن يستدعي الخفير..صمت مجلس الأحزاب على هذه الإهانة ولم يفتح الله عليه بتعليق. الفريق شرطة الفضل رجل بوليس لو استرق النظر في ذات الاحتفال الحاشد لرأى أن عربات القصر الجمهوري كانت مخصصة لخدمة ضيوف الحزب الحاكم..بل أنا الفقير إلى الله سألت نائب رئيس الحزب الوطني في آخر مؤتمر صحفي عن سبب عدم وجود أمانة مالية في هيكلة الحزب الحاكم.. المهندس إبراهيم محمود هرب إلى الأمام مؤكدا أنهم يسعون إلى حوسبة كل النظام المالي ليتمكن الجميع من مراجعته. في تقديري أن العلة تكمن في النظام السياسي بأكمله..لكن هنالك عجز كبير في مجلس تنظيم الأحزاب..هذا المجلس يطبق القانون في ضعاف الأحزاب فيما يغض الطرف عن أخطاء الكبار..قبل فترة قام المجلس الموقر بشطب حزب دولة القانون لمؤسسه الأستاذ عثمان ميرغني..التعليل أن الحزب الوليد لم يتمكن من عقد مؤتمره التأسيسي في المدة المقررة..إن لم يتمكن مجلس الأحزاب من فرض سلطته على الجميع فيبقى ذهابه أفضل من عجزه البائن بينونة كبرى. بصراحة..أهدر الحوار الوطني فرصة كبيرة في التنظير حول تجربة تنظيم الأحزاب..إن لم تتمكن الساحة السياسية في الاحتشاد في عدد قليل ومنظم من الأحزاب فسيستمر مسلسل الفشل..الخطوة الأولى في مشوار الإصلاح إعادة النظر في هذا القانون واستبدال الرجال الذين يطبقونه.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة