الحسرة علي وطن ضاع أمام أعين أبنائه ، وبكل وضوح قد انعدمت الثقة في أي جسم سياسي مهما كان لونه ، والأصوات المتعلق بحبال الأمل في التغيير والتائهة بين تخبط النظام وفشل المعارضة ، العقلية المتشابهة للنظام ومعارضيه وخلط لأوراق المصالح الشخصية مما أفقد السياسة نبلها في السودان ، وهدف الوصول إلى الكرسي والاستفادة من الحصانة أصبح مكشوفا حتى لو استدعى الأمر البكاء والتسول والاحتيال والنفاق والكذب أو شراء الذمم ، الأمر الذي حول السودان أشبه بغابة وحوش يتكالب عليه كل من لا قيمة له أمثال حميدتي و تراجي مصطفى . إذا كان الكذب والنفاق والاحتيال محرم في الديانات السماوية الاسلام والمسيحية واليهودية فإنه يبدو سلعة رابحة هذه الأيام في وطن منهك مهلهل يدمع العين وكأن أبنائه لا يبصرون أصابهم العمي . لن يكون التعبير استعاريا إذا تحسرة علي وطني فما نعيشه اليوم من خراب ودمار من كل النواحي أقتصاديا وسياسيا وأخلاقيا يجعلنا في مؤخرة دول العالم الثالث لأن ساستنا أشبه بعاهرات الدعارة ، في الدعارة بيع الجسد بمقابل مادي وترك كل القيم والأعراف في الخلف ، فالسياسي عندنا لا يختلف في شيء عن ذلك مستعد أن يفعل كل شيئ من أجل الوصول الي السلطة يكذب ينافق يبكي يبيع الوهم ويفرق الوعود المعسولة ذات اليمين وذات الشمال ويعد بأشياء يعرف هو مسبقا بأنه لن يلتزم بتحقيقها من أجل المال فقط أو المنفعة الشخصية الضيقة مع تغييب المصلحة العامة واستحضار القصد ، وتوظيف كل السبل من أجل الكسب أو الوصول للكرسي أو التمتع بالحصانة . أن التنصل من المبادئ وتغيير اللون في أية لحظة هذا ما يمتاز به ساستنا ، أن السياسة علم وفن ويمكنها تحقيق كل الاهداف في ظل الإمكانات المتاحة ، السياسة نبل وأخلاق تكليف قبل أن تكون تشريف ، لذلك قد نجد العذر لأولئك الذين عزفوا عن السياسة بالتلقيح ضد الأمراض المنقولة سياسيا ، وإن كان المستفيد الأوحد من كل عزوف هم المتاجرون بالدين وبمصير الصامتيين والمتخلفيين وهم للأسف أغلبية سكان بلادي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة