يبدو ان المستشار الانقلابي المدعو ابوهاجة لا يعرف الفرق بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة، ففي غمرة فرحه بوصول رئيسه الانقلابي الى نيويورك لمخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن أبو هاجة (إنه بمشاركة البرهان في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، تطوى صفحة ماضية في علاقاتنا مع الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وأن ظلام الأمس سينقشع ولن يعتب على أبوابنا بإذن الله)
فالخصام مع أمريكا في نظر ابوهاجة هو الظلام ومحبة أمريكا هي النور الذي لا نور بعده، كان الكيزان ومنذ سنواتهم الأولى متلهفين لنيل رضاء الامريكان، وبينما كانت كتائبهم تهتف في الشوارع بأن أمريكا وروسيا قد دنا عذابها (في محاكاة تمثيلية للثورة الإيرانية) ويالامريكان ليكم تجهزنا، كانت الاجاويد تعمل (في الظلام) لاجلاء ظلام سوء التفاهم مع الامريكان، وتوالت عروض تسليم الإرهابيين التي انتهت بتسليم كل ملفات إخوانهم من الإسلاميين الأجانب، بل أن رئيس نظامهم اعترف بأن (الامريكان خدعونا، وعدونا بتحسين العلاقات حال فصلنا للجنوب لكنهم لم يوفوا بالوعد!) ان لم يكن هذا الكلام هو الخيانة فكيف تكون خيانة الوطن العظمى؟ .
أجهزة اعلامهم كانت تؤكد في مطلع التسعينات ان العلاقات تحسنت مع الامريكان، وكانت تلك حيلة أخرى من حيل ارهاب الناس ودفعهم للقبول بالأمر الواقع (مادام الامريكان يدعمون النظام) ما دفع السفارة الامريكية بالخرطوم لتوزيع بيان على المواطنين تقول فيه ان تحسين العلاقات هدف سام للعم سام دونه شروط (حقوق الانسان الخ) لم يحققها النظام السوداني، فعادت أجهزة اعلامهم فورا للردح وعادت الكتائب لتهتف بدنو عذاب أمريكا وروسيا.
يبدو من عبارة المستشار الانقلابي حول الظلام الذي سينقشع ولن يعتب على ابوابنا، وكأننا قد فقدنا شاعرا عظيما ألقت به الاقدار الى أوحال السياسة التي يبدو انه لم يسمع بعد بقرار رئيسه بتركها للمدنيين!
بتصريحه الشاعري المستوحى فيما يبدو من اغنية الأستاذ ود الأمين (وداعا يا ظلام الهم على أبوابنا ما تعتب) يكشف المستشار الانقلابي انه لم يعرف ان الرئيس الإيراني موجود في نفس القاعة، وانه قبل عدة أعوام وفي نفس القاعة أخرج خروتشوف حذائه وخبط به الطاولة أمامه في احتقار للغرب وسيدته.
انتقد البرهان طريقة عمل مجلس الأمن! مجرد كلمات خجولة لا يعنيها قطعا، بقدر ما يريد ان يقول انه قادر أيضا على نقد من يسعى ليلا ونهارا لنيل رضاهم، ومثل قوله بمناسبة وبدون ان المشاركة مكفولة للجميع عدا المؤتمر الوطني! فيما الواقع يقول ان المشاركة محظورة على الجميع عدا المؤتمر الوطني! مثل مطالباته في ذكرى معركة كرري للإنجليز بالاعتذار عن المجزرة، ثم هرولته قبل ان يجف مداد خطبته العصماء للتعزية (ببدلة كحلية) في وفاة ملكة الانجليز!
لن يجرؤ قطعا على ضرب المنضدة بحذائه، اكتفى بدلا من ذلك باستجداء المجتمع الدولي لإعفاء الديون واستئناف المساعدات، مطالب قطع هو بنفسه الطريق عليها (مثلما امر ترك بقطع طريق بورتسودان واغلاق الميناء) حين قام بانقلابه على الحكومة المدنية!
لن يفهم أبوهاجة أنّ الظلام الحقيقي يمثله هو ونظامه الكيزاني، وأنّ (ظلام الامس) مصيره الى زوال بفضل مجاهدات هذا الشعب وشبابه العظيم ضد سلطة الفساد والقتل والاستبداد.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 22 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة