#لتذكير أصحاب ذاكرة الذبابة ، الذين ينسون أحداث معاصرة ..فما بالك بتاريخ بلدهم العظيم القديم( كوش)، وكذلك تاريخهم العظيم الوسيط ثم الحديث ؟ والعيب طبعا في مناهج التاريخ التي درستهم تاريخ إستعماري خديوي زائف وبثت فيهم الخجل والشعور بالخزي والغربة (من وعن) تاريخهم وعدم الوطنية..والجهل بشعوب وطنهم وثقافاته وحضاراته العريقة . #للذين يتساؤلون السؤال العجيب مثلا: أهل الشرق لماذا لم يحتجوا أيام الإنقاذ ؟!! أهل الشرق يا هؤلاء..كانوا من أوائل من فصلوا تعسفيا ونكل بهم وثاروا ضد الإنقاذ ثورات متتالية ودفعوا الثمن غاليا ولا يزالوا.. تغييرا ديمغرافيا وتجنيس معسكرات اللاجئين الأحباش والإريتريين (ليجاهدوا ) ضد مؤتمر البجا وكفاحه المسلح ضد الإنقاذ في الجبهة الشرقية منذ عام ١٩٩٤م ، ولمدة ١٥ عاما الذي قدم أرتالا من الشهداء . وفي ٢٩ يناير عام ٢٠٠٥م فجر هبة بورتسودان التي إستشهد فيها ٢٣ رجلا وامرأة وطفلا وعشرات من الجرحى .
وفي ثورة المدن التي بدأت قبل ١٨ ديسمبر ..بل الصحيح أنها بدأت في ١٣ ديسمبر بتظاهرات طلاب الدمازين وسنار ومن ثم هبة بورتسودان وتتريس الميناء الجنوبي ضد البيع للشركة الإماراتية/الفلبينية، وتتريس ولاية البحر الأحمر والطريق القومي..حتى هرب البشير وضيوفه الذين كانوا يزورن معه القاعدة البحرية في فلامنغو في بورتسودان..وغير معروف كيف هربوا لأن طرق بورتسودان كلها كانت متروسة..حتى طريق المطار . ويقال أنهم هربوا بمروحية. ثم تواصلت ثورة المدن بعطبرة ثم القضارف ثم كسلا ثم باقي مدن وربوع السودان .
الخرطوم ما طلعت إلا يوم ٢٥ ديسمبر بدعوة من تجمع المهنيين..بعدما عمت الثورة معظم مدن وولايات السودان . حتى كان الناس يتساءلون: متى تطلع الخرطوم ؟ (لو ناسين راجعوا فيديوهات الثورة ..) قبلنا مجازا وعلى مضض أن تسموها بصورة ١٨ ديسمبر..رغم أن هذا تزوير لأحداث معاصرة ومصيرية. ثم ظهر تحالف أحزاب قحت ..الذي كان شقها ( نداء السودان ) الذي يضم بعض الأحزاب الحاكمة الآن ومعهم الجبهة الثورية ..وهؤلاء بالذات كانوا قبل (ثورة المدن) وبعدها لا يزالوا يتفاوضون مع الإنقاذ في أديس أبابا بغرض مشاركة الإنقاذ في الحكم ..تنفيذا لمخطط الهبوط الناعم الأجنبي !! وقد فوجئوا بالثورة كما فوجئت الإنقاذ بالضبط ..لأنهم لم يكن عندهم يقين أن الشعب سيثور.. هذا بالرغم من أن أي سياسي حصيف راصد للشارع كان يعرف أن أمارات الثورة قد ظهرت ومؤشرات إنفجار الشارع قد إكتملت . ثم أتى هؤلاء وتسنموا قيادة الثورة ومعهم تجمع المهنيين الذي (أبطأ إيقاع) الثورة الشعبي العفوي ..فبعد أن كانت يومية وعارمة جعلها إسبوعية عبر جداوله..الأمر الذي مهد للأحزاب فرض قيادتها للثورة عبر تحالف ما يسمى بقوى الحرية والتغيير، وهي (معظمها) تكونت من قوى مشروع الهبوط الناعم الذي هندسته محاور إقليمية ودولية..وكانت تفاوض الإنقاذ (اليائسة) التي كانت المحاور تحاول مد حبل إنقاذ لها من السقوط المحتوم. ثم قامت قوى الهبوط الناعم هذه بالسقوط في فخ ( المفاوضات المطولة) مع لجنة البشير الأمنية التي قامت بإزاحة البشير عن المشهد باتفاق معه . فاوضت قوى الهبوط الناعم الفاشلة سياسيا العسكر المدربين على فنون التفاوض والمماطلة( بيدرسوها دراسة) ..هذا رغم علمها بنسف الإنقاذ لكل الاتفاقيات السابقة مع قوى المعارضة ..وعدم الإلتزام بأي منها . الأمر الذي أدى لانفصال الجنوب واختيار شعبه مفارقة الوطن . فكيف إذن تقوم هذه الأحزاب بمفاوضة لجنة البشير الأمنية وتضيع (الفرصة التاريخية) التي أهدتها لهم ثورة الشعب العارمة التي كان عسكر الإنقاذ يرتعدون منها خوفا ..حتى جلست الأحزاب معهم وفاوضتهم بأمر من المحور (كفيل الإنقاذ )الذي كانت قيادات هذه الأحزاب يحجون إليه حجا غير مبرور.. للتكسب على ظهر ثورة الشعب وشهدائها من الشباب الغض الذي سرقت أحلامه في تغيير حقيقي وحرية وسلام وعدالة ؟! الغريب أن هذه الأحزاب والحركات لم تخجل من مواصلة الجلوس والتفاوض مع العسكر حتى بعد مجزرة الإعتصام البشعة التي أثارت إشمئزاز العالم كله !! بل واعترف بعضهم أنهم أعطوا العسكر الضوء الأخضر ( لتمشيط) منطقة كولمبيا التي كانت جزء من إعتصام القيادة ..شاؤوا أم أبوا..وقتل فيها مواطنين تحت سمع وبصر ورضا وتبرير أحزاب قحت ..!! والأمر الذي كان متوقعا لكل متابع وبالذات لمعتصمي ميدان القيادة وغيرهم..أن الدور عليهم .. بل وقامت هذه الأحزاب وتجمع المهنيين بإرهابنا معنويا..فلو لم تقل( قحت تمثلني ) و( تجمع المهنيين يمثلني ) ..لا تعتبر ثوريا أو مشارك في الثورة ..حتى لو كنت في لجان المقاومة أو من أسر الشهداء والمفصولين تعسفيا والنازحين والمشردين في أصقاع الدنيا !! نعم قاموا بإرهابنا بهذه البيعة التي تشبه بيعة الكيزان ..لنسلمهم شيك على بياض ..وإلا وصموك بشق الصف !! ومن هنا تم التكريس (لعقلية القطيع)..وسد الطريق أمام حرية الحراك الثوري العارم ليمر فقط عبر قناة واحدة يحملون لافتتها أشخاص وتنظيمات ربما كسبهم النضالي أقل من كثيرين في الشعب السوداني .. والأدهى من ذلك ..بدأوا منذ ذلك العمر الباكر للثورة في تنظيم كتائب ألكترونية تشبه كتائب ( الجداد الألكتروني الكيزاني) ..هذه الكتائب التي لا تزال تتطاول على أي ذو رؤية ثورة مختلفة أو نهج مختلف ..أو أي حراك ثوري شعبي يخرج عبر قنوات أخرى متحررة من قناتهم الوحيدة ..كأنهم ورثوا الشعب ومصيره ..مثل نهج ( الإنقاذ ) بالضبط . ولذلك منذ ذلك الحين عرف البعض منا أن شعارات الثورة العظيمة ( حرية، سلام ، وعدالة ..والثورة خيار الشعب ) قد تم وأدها في مهدها ..وإفراغها من مضمونها. وصار لزاما علينا أن نقبل ( أخنق فطس) بارتهان ثورة شعب بكامله ..لمساوماتهم ومفاوضاتهم المطولة ومشاوراتهم مع الوسطاء الأجانب..للتكريس لشراكتهم مع جنرالات الإنقاذ..وطفق نخبهم ومفكريهم يحاولون إقناعنا بأن ليس بالإمكان أفضل مما كان ..ثم دونت (وريقة الحرية والتغيير) المهلهلة..والتي رغم ركاكتها مبنى ومعنى وبنودا ..فقد حصر التوقيع عليها ( إنتقائيا) لتنظيمات متناسلة متشظية تحمل نفس المسميات والآيدلوجيات المنتهية الصلاحية ( أحزاب فكة ) لا قواعد حقيقية لها في الشارع ..بل معظمها (شلليات خرطومية لا وجود لها في الأقاليم الثائرة ). ثم دونت الوثيقة الدستورية المزعومة الهزيلة ذات الثلاث نسخ من قبل (أفراد) مشكوك في علاقتهم بالإنقاذ !!..وتم فرضها على الشعب كله ( حمرة عين) ..رغم أن بنودها تكرس لشراكة مع العسكر ..فهي شراكة على علاتها شراكة غير متكافئة( بنص الوثيقة الدستورية ) التي تجعل كفة الفترة الإنتقالية ترجح لصالح حكم عسكري يمثل الشق المدني فيه دور ( الكومبارس) ..وبرضاهم !! وكذلك تجعل البلد ترضخ لحكومة مزدوجة ( مجلس سيادي كبير ومترهل خدعونا بأنه تشريفي فقط ..ومجلس تنفيذي مترهل أيضا بالمحاصصات) وحاضنة حزبية سرعااان ما انهمكت في الصراع على الكراسي والمحاصصات ووراثة غنيمة السلطة والثروة التي كنزتها الإنقاذ..!!
كل هذا وإرادة الشعب الكبير الثائر بعنفوان وكبرياء ..لم يأبه لها لصوص الثورة ..الذين تمت هزيمتهم هزيمة نكراء في ( معركة الإرادات بينهم وبين العسكر الذين تنفسوا الصعداء بحبل من قحت وحبال من الوسطاء الأجانب الذين خضعت قحت لإرادتهم أيضا ..مع تغيير وتجاهل وتغييب لإرادة الشعب ..بل تخوين ومهاجمة من يعترض ) .
لذلك (شراكة الدم) هذه كان لابد أن توصل البلاد إلى ما هي عليه الآن .. والذين يظنون أن ما يحدث هو صراع بين شق مدني في الحكومة ضد شق عسكري ..أو العكس فهو واهم. فهذه الحكومة منذ البداية تكونت عسكرية مع بعض الوجود المدني المايكروسكوبي ..وزادت من عسكريتها بعد إتفاقية منبر جوبا مع حركات المعارضة المسلحة التي رفضت أن تحل جيوشها حتى بعد الاتفاقية ، وبذلك تم تكريس نهج الإنقاذ لبلد (المليشيات والدويلات ) سيناريو ومآلات ووأد ثورات إقليمية مجاورة من قبل المحاور..
بل كرست إتفاقية المسارات (المهندسة خارجيا) للمشروع الدولي الذي كنا نسمع ونقرأ عنه والذي يهدف لتقسيم السودان القطر العملاق إلى دويلات تتقاسمها المحاور الإقليمية والدولية الطامعة في هذا البلد مخزن الثروات المبتلى بحكامه غير الناضجين والقابلون للبيع والشراء لإنعدام وطنيتهم..عسكرهم على مدنييهم.. لذلك ترانا هذه المحاور حفنة من المغفلين لا نستحق وطن بهذه الثروات .
يرونا نتفانى في العمل في بلدان ( الكفلاء).. ونحافظ لهم على مصالحهم على حساب مصالحنا ..ونطرب عندما يمدحون أمانتنا (وعبوديتنا) وانمساخ كرامتنا..وهو يمنون علينا بأتفه الأجور ..حين في نفس الوقت ينهبون ثرواتنا ويغذون بها خزائنهم ويأمنون بها رفاهية شعوبهم (على قفانا) ونحن أصحاب هذه الثروات الطبيعية والبشرية والحضارية والثقافية العظيمة والموانئ الاستراتيجية والموقع الجيوسياسي الفريد . الأمر الذي أطمع في بلدنا وتاريخها وثرواتها حتى مطاريد دول الجوار الذين لجأوا لبلدنا فضميناهم تحت جناحنا..فصاروا يدعون أنهم هم الأصل ونحن الوافدين !!..بل وحكمونا ولا يزالوا يطمعون في حكمنا حتى في عهد المفترض أنها حكومة الثورة !!..فتلك الإنقاذ عرفناها جنست كل مطاريد الشعوب ومتطرفيها.. فما بال ( حكومة الثورة ) التي أتت بعد نضالنا الوطني لمدة ثلاثون عاما ضد حكومة المتأسلمين.. ما بالها لا زالت تمارس نفس نهج (الإنقاذ ) في الكيد الرخيص والمفضوح ضد شعبها وتفضيل الأجانب عليه ومحاولة قهره وقهر إحتجاجاته وحراكاته ونضاله ضد بيع ورهن الوطن للأجنبي..وفرض ( مسارات الفتنة وتقسيم الوطن ) المصممة خارجيا..؟!! وعبر محاولات الالتفاف الدؤوبة على مطالب قطاعات وأقاليم كاملة أوصلتكم ثورتها إلى دفة الحكم ؟! أي حكومة وأي نخب سياسية أنتم ..يسقط نظام ويأتي نظام ليبيع لنا نفس( الفطيس) في قناني جديدة.. جعلتم منا مسخرة ومهزلة بين الشعوب . وصارت المحاور والدول والمجنسين الأجانب كل منهم يطمع في قضم نصيبه من جسد الوطن .. وصارت حكومتكم أيضا تنفذ بجهل أو بعلم وعمالة ..نفس خضوع النظام البائد لأجندات رهن موانينا للمحاور المتصارعة في( حرب الموانئ) .. مستخدمين في ذلك قادة مسار تم (شراؤه) في منبر جوبا وصناعته صنعا وتسليمه لمن طالبوا (علنا) في ندواتهم بحقهم في (الهوية الإريترية والجواز السوداني )..هكذا بكل بقاحة !! الأمر الذي يثبت أنهم مجنسون غرباء ليس لديهم أي ولاء لهذا الوطن ..والأدهى من ذلك أنهم شرذمة لصوص ومحرضين قتلة عليهم بلاغات وأمنجية وجهاد إريتري جنستهم الإنقاذ بغرض التغيير الديموغرافي ومشاركتها في الحرب ضد مؤتمر البجا والتجمع الوطني الديمقراطي أيام الكفاح المسلح في الجبهة الشرقية . ثم لا نعرف لماذا لا تزال (حكومة قحت بشقيها ..وشقوقها العديدة ) تدعمهم وتزيف لهم الحشود المدعومة والمصنوعة وتعقد لهم المؤتمرات على الحدود الإريترية السودانية؟!! لأن شرق السودان بولاياته الثلاث تسيطر عليه حاليا ( التنسيقية العليا لشرق السودان ) والتي تضم كل مكونات الشرق من البجا وجيرانهم من المواطنين وكياناتهم الوطنية . كل هذا الدعم والدلع للأجانب في حكومات الإنقاذ 1 وثم الإنقاذ 2 حيرنا ذاته في نافخونا.. حين لا يزال الوطن طارد لبنيه الهائمون في المنافي وحين لا يزال النازحين والمهجرين والشهداء وأهلهم والمفصولون تعسفيا.. يشيح الحكام بوجههم عنهم ويفضلون عليهم الأجانب الغرباء الذين لا يكنون أي ولاء للوطن ..بل يعتبرونه غنيمة باردة وجدوها في أكثر بلد هملة في العالم !!
وعلى قول الشاعر : من رعى غنما في أرض مسبعة ونام عنها رعت عيره الأسد
آمنة أحمد مختار أيرا 27 Sep 2021 #الثورة_مستمرة #مراجعة_أوراق_الهوية_قضية_أمن_قومي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة