الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مختار أير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 06:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2019, 10:40 AM

آمنة أحمد مختار
<aآمنة أحمد مختار
تاريخ التسجيل: 07-20-2017
مجموع المشاركات: 102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مختار أير

    10:40 AM June, 03 2019

    سودانيز اون لاين
    آمنة أحمد مختار-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    يعتبر فيلم الطيب والشرس والقبيح ( The Good, the Bad and the Ugl، والذي أصدر في العام 1966م، من أشهر( أفلام الوسترن(الغرب الأمريكي) على الإطلاق، ويعتبر حسب تصنيف النقاد من أحد كلاسيكيات السينما الخالدة وأكثرها شعبية ،حيث ضمنته مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمتها لأعظم مائة فيلم في القرن الماضي.

    هذا..رغم أن الفيلم يعتبر من صنف أفلام (سباغيتي وسترن)، والسباغيتي ويسترن هي أفلام من إنتاج إيطالي أو أوروبي عموما ولكن تتناول الحياة في الغرب الأميركي.

    الفيلم من إخراج المخرج المبدع (سيرجيو ليوني)، ومن بطولة الممثل والمخرج الأمريكي الشهير( كلينت إستوود) ، وكذلك الممثلان( لي فان كليف وإيلاي والاك).

    ويعتبر الفيلم كتكملة لسلسلة أفلام لنفس المخرج تلقب بثلاثية الدولارات وهي (من أجل حفنة من الدولارات) و(من أجل مزيد من الدولارات).

    تحتوي قصة الفيلم على دراما عالية..تدور حول ثلاثة رجال يتنافسون خلال الحرب الأهلية الأمريكية للعثور على ثروة مدفونة من ذهب الحكومة الكونفدرالية، وسط فوضى عنيفة من الاشتباكات المسلحة والشنق والمعارك ومعسكرات الاعتقال.

    تزين خلفيتة موسيقى رائعة صارت أيقونة كالفيلم نفسه، وهي من تأليف الموسيقار الإيطالي العظيم (إنيو موريكوني).

    ويحتل الفيلم حاليا المرتبة التاسعة في قائمة أفضل 250 فيلم .

    وصف الفيلم أيضا بأنه أفضل عمل قدمته السينما الأوروبية لفئة أفلام الغرب الأمريكي، وقد قال عنه مخرج أفلام الإثارة والغرب الأمريكي القدير (كوينتن تارانتينو) أنه يمثل أفضل إخراج لأي فيلم على مر التاريخ!!

    المهم.

    راق لي أن أستعرض معكم نبذة عن هذا الفيلم الرائع ..على خلفية ما يدور في الساحة السياسية السودانية الآن والراهن الوطني الثوري.

    ويمكنكم بعدها ممارسة لعبة التخمين واختيار الشخصيات أو الكيانات السياسية والعسكرية الملائمة لأداور وأحداث الفيلم.
    هذا طبعا بعد أن تستعيدوا مشاهدته، أما من لم يشاهده يمكنه إيجاده على الشبكة الرقمية العالمية ولن يندم، فهو من الأفلام القليلة التي يمكن مشاهدتها أكثر من مرة .


    مصر ما قبل الثورة :
    كنت قد تابعت الثورة المصرية وبقية ما عرف بثورات الربيع العربي عن كثب في البداية كأي متابع للشأن السياسي وعامل من أجل التغيير الديمقراطي ..

    ثم لاحقا صارت المتابعة أكاديمية بحتة بغرض كتابة ورقة بحثية عن : الإعلام الجديد والثورة الرقمية في وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في صناعة التغيير السياسي والاجتماعي .

    فدعوني أعطيكم بضع لمحات عن بداية الحراك السياسي في مصر والذي تحول لاحقا إلى ثورة 25 يناير العظيمة ..

    ومن ثم أستعرض معكم بعض مآلاتها .

    وغرضي من ذلك هو التأمل في تلك الأحداث وربما الاستفادة منها في واقعنا الراهن عبر المقاربة والمقارنة .

    كنت قد رصدت قبل العمل في بحثي الأكاديمي هذا عن الثورة المصرية وثورات الربيع الأخرى، حراكا سياسيا كان قد بدأ في مصر قبل الثورة بسنوات. فلم تتفجر ثورة يناير المصرية فجأة كما قد يظن البعض ..ولكن بالطبع قد سبقتها نضالات وحراكات للقوى الحية حتى تبلورت في إضراب عمال شركة غزل مدينة المحلة الكبرى في السادس من أبريل 2008 ،ثم تحول هذا الإضراب المطلبي فجأة إلى إضراب عام في مصر بعد تبنيه من قبل مجموعة المدونون الشباب والنشطاء من رواد موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي!!

    وعرف هؤلاء الشباب لاحقا بحركة 6 أبريل، ومعهم حركة كفاية المصرية الشهيرة التي ضمت بعض نشطاء التنظيمات المعارضة وكذلك حركة شباب العدل والمساواة المصرية .

    والجدير بالذكر إنه قد حاولت بعض أحزاب المعارضة المصرية تنظيم إضراب مماثل في نفس العام ولكنه لم يكن بمستوى إضراب شباب الوسائط الذي نجح ناجحا كبيرا .

    وقد كان جهاز أمن الدولة المصري والنظام المصري وأحزاب المعارضة حينها يبحثون عن إجابة لهذا السؤال :
    من نظم إضراب 6 أبريل ؟!

    ولم يكونوا يتوقعون أبدا ان يخرج هذا الإضراب من قلب ذلك المجتمع الإفتراضى على النت (فيس بوك)، فهذا الموقع الذى كان الهدف من إنشائه التواصل الاجتماعى وتبادل الصور والأخبار والتعارف، قد استخدم من قبل النشطاء في تنظيم الإضرابات وتحديد مواعيد وأماكن التظاهر ومناقشة طرق التعبير عن الرفض للنظام الحاكم.

    فقد قام الشباب باستخدام الوسيلة التي كانت في يدهم وهي إتصال الإنترنت والكومبيوتر الذي وفره لهم حسني مبارك في مشروعه الذي سماه (كومبيوتر لكل بيت).

    الأمر الذي وفر لشباب الطبقة الوسطى جيدة التعليم تطورا في الإهتمامات والأفق وتفاعلا مع العالم، مكنهم من استخدام هذه الوسيلة بذكاء لصنع حراك في الشارع .

    فأسسوا مجموعة على فيسبوك تحمل إسم (6 أبريل إضراب عام لشعب مصر)، ليجتذب القروب عشرات الآلاف من أعضاء فيسبوك ..وكتبوا بيانا للقروب يصاحبه ( لوقو ) يدعو للإضراب ، وأرسلوا ملايين الإيميلات تدعو المصريين للبقاء فى بيوتهم يوم 6 أبريل تضامنا مع موعد الإضراب الذى حدده ( عمال غزل المحلة ).
    وكان فيسبوك حينها ما يمكن أن يعتبر ( غرفة عمليات الاضراب ).. التى قامت بمتابعة الاضراب يوم حدوثه والقيام بدور الموقع الأخباري لأخبار الإضراب فى القاهرة والمحلة وغيرها من المدن..ثم الاحتفال بنجاح الاضراب.

    وثم توالت الإضرابات المتفاوتة في النجاح إلى حين الوصول لذروة هبة يناير 2011م. حيث إكتمل نضج الثورة واكتملت أشراطها.. ودقت طبول استحقاق التغيير السياسي.

    خاصة أن الإحتقان السياسي في مصر كان قد بلغ مداه بعد أكثر من ربع قرن من حكم مبارك ونظامه.

    وكنت قد تابعت بدايات تبلور هذا الإحتقان وكتبت عنه بوستا في موقع (سودان فور أول) بعنوان:

    (الحراك السياسي في مصر طرقات على جدار الفرعون)
    بتاريخ 9 سبتمبر 2006م

    فقد لاحظت أن الحراك السياسي المحموم الذي كان قد تصاعدت وتيرته بعد غزو العراق مباشرة عام 2003م قد وصل إلي مداه . فبعد سنوات طويلة من الخمود والخنوع المريرين ..انتهج الناشطون السياسيون والحقوقيون المصريون نهج المقاومة والتحدى والجهر بالرفض لسياسات الفرعون وجنوده ودولته البوليسية، خاصة محاولات توريث مبارك الحكم لإبنه التى أثارت جنون الرفض لدى الشعب المصري وصاروا يسخرون منها فى كل ركن.

    وكان هذا يعنى دخول لاعبين جدد إلى الساحة ..غير الجماعات الراديكالية المألوفة التي كانت أعلى صوتا.

    فالمعروف أن الجماعات الإسلامية التى تنتهج النهج الديني المتطرف كانت هى من حاز قصب السبق فى تحدى نظام مبارك ، وبصورة عنيفة وسافرة، فكان نتيجة ذلك أن جوبهت بترسانة الدولة البوليسية والعسكرية بكل عنفها وبطشها، وإمتلات السجون بكل من يشتبه مجرد إشتباه إنه ينتمى لهذه الجماعات ، ونتيجة لذلك صارت الأراضى المصرية أشبه بثكنة عسكرية ، وفرضت الرقابة على المواطنين ، وتفشت الاعتقلات الجزافية ، وصارت أقسام الشرطة بؤر للبطش بالمواطنين وتعذيبهم ، واستمر فرض قانون الطوارئ دون توقع نهاية له.

    الأمر الذي أدى لظروف موضوعية أفضت إلى بروز حركة كفاية فى الشارع المصري عام 2004م. وقد أدى انتشار كفاية (الحركة المصرية من أجل التغيير) لظهور حركات نوعية وفئوية خاصة مثل (صحفيون من أجل التغيير)،( عمال من أجل التغيير)، (صحفيون من أجل التغيير)،( طلاب من أجل التغيير)..

    ثم انتشرت المطالب المهنية والحقوقية في ربوع مصر، فخرج من عباءة حركة كفاية عدد من الكوادر والأفكار التي استفادت منها حركات سياسية في نشاطات موازية مثل حركة المحاميين ، وحركة الصحفيين ، ثم حركة القضاة.

    ويمكن تلخيص الملامح العامة لحكم مبارك فى الآتى :

    * سيطرة الحزب الوطني على مفاصل الدولة .

    * فرض قانون الطوارئ المطبق منذ تولي مبارك للسلطة.

    * الاستفتاء الرئاسى بعد كل دورة رئاسية جديدة للتمديد لحكم مبارك.

    * تزوير الانتخابات البرلمانية والرئاسية خاصة بعد التعديل الشهير للمادة 76 من الدستور، والذي أثار جدلا واسعا .



    ثورة 25 يناير المصرية المجيدة.. أو ثورة ثوار اللوتس:
    وشعارها الشهير : عيش، حرية ،عدالة إجتماعية

    مع تأزم الأوضاع المعيشية والاقتصادية والكبت السياسي والقمع البوليسي الذي تفاقم.. خاصة في الحادثة الشهيرة لتعذيب وقتل الشاب (خالد سعيد) في مدينة الإسكندرية..والتي قد تشابه حادثة مقتل المعلم( أحمد الخير ) في مدينة خشم القربة السودانية، وكذلك المؤشرات التي كانت تمهد لإمكانية توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس.

    قام مجموعة من الشباب بإنشاء مجموعة( كلنا خالد سعيد)على فيسبوك ، ثم دعت مجموعات من الشباب الغاضب على مواقع التواصل خاصة فيسبوك وتويتر وبالتنسيق مع بعض كتاب المدونات الشهيرة وكذلك حركة 6 أبريل وحركة كفاية إلى تحدي قمع الشرطة المصرية وذلك عبر إختيار يوم عيد الشرطة الموافق ليوم 25 يناير يوما للتظاهرة الكبرى.

    والجدير بالذكر أن جماعة الإخوان لم تشارك فيها .. سوى من بعض شباب الإخوان المسلمين المتحمسين ..برغم التصريحات الأولية التي أشارت إلى (أن الجماعة لن تشارك كقوة سياسية أو هيئة سياسية لأن المشاركة تحتاج إلى تخطيط واتفاق بين كافة القوى السياسية قبل النزول إلى الشارع)..

    كانت الجماعة الإخوانية قد حذرت من أن الوضع لو إستمر بما هو عليه فمن المرجح أن تحدث إنتفاضة شعبية، ولكنها على حد تعبيرهم (ليست من صنعنا).

    وقد كان مبارك يستخدم الإخوان والجماعات الدينية المتطرفة ك(فزاعة) ضد الغرب لدعم نظامه كما نعلم ، كما كان يستخدمهم داخليا ك(فزاعة) ضد معارضيه من دعاة الدولة المدنية والديمقراطية، وفي مقابل ذلك كان يسمح لهم بالفوز بعدة مقاعد في البرلمان كي يوحي للغرب بديمقراطيته، فمثلا في برلمان 2005م حصل الإخوان المسلمين على ثمانين مقعدا .

    وكنتيجة لذلك حصل منهم على تأييد بتوريث إبنه جمال ليخلفه.

    وكذلك لم يجد مشروع التوريث هذا ممانعة من بعض دول الغرب التي تدعم إسرائيل ومصالحها في المنطقة.

    فقد كان مبارك يروج أن نظامه هو الضامن لإستقرار المنطقة .

    وقبل ثورة يناير كان للإخوان وجود كبير في البرلمان ..وعلاقات طيبة مع أمريكا..

    كما أن هنالك تصريح شهير لمرشد الإخوان السابق مهدي عاكف في حوار صحفي بأن الجماعة لا تمانع تولي مبارك لفترة رئاسية جديدة !!

    (وبعد اندلاع ثورة يناير، كانت جماعة الإخوان المسلمين هي التنظيم السياسي المصري الوحيد الذي تفاوض مع اللواء عمر سليمان رجل المخابرات الشهير ..حول كيفية نزع فتيل الثورة وفض اعتصام ميدان التحرير ).

    المصدر: صحيفة الدستور.

    بدأ الحراك بحركات شبابية مدنية مثل حركة شباب 6 ابريل،وحركة شباب من أجل العدالة والحرية، والحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)،والجمعية الوطنية للتغيير، والحركة الشعبية الديمقراطية للتغيير.

    حددوا موعدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتظاهر والاحتجاج ضد ممارسات العنف والعسف البوليسي، وذلك أمام وزارة الداخلية في يوم 25 يناير، الذي يوافق الاحتفال الرسمي السنوي بعيد الشرطة، وذلك كي يعبروا عن رفضهم لنظام مبارك البوليسي المبني على ديكتاتورية (دولة الأمن المركزي).

    وقد كانت المفاجأة غير المتوقعة ..سواء بالنسبة للحكومة أو للمعارضة نفسها.

    أن نجاح الحشد قد فاق كل التوقعات ..وتضاعف أعداد المتظاهرين في كل ساعة حتى إنسدت الشوارع والكباري.

    كانت الهتافات مطلبية في البداية(عيش، حرية،عدالة إجتماعية) ، ولكن كلما زاد القمع الوحشي كلما إرتفع سقف المطالب، حتى وصل الأمر إلى تبني هتاف الثورة التونسية الشهير(الشعب يريد إسقاط النظام).. و(يسقط يسقط حسني مبارك) و(إرحل)..


    ثم سقط رأس النظام كما نعرف في يوم 11 فبراير 2011م ، بعد أن أجبرت الحشود الثائرة مبارك على التنازل لنائبه ورجل مخابراته عمر سليمان..والذي هتف الشعب ضده أيضا فتنحى.


    ثم كان يوم 28 يناير 2011م هو اليوم الذي نزلت فيه جماعة الإخوان إلى ميدان التحرير، وبالتحديد في يوم (جمعة الغضب) الشهيرة، والتى كانت بمثابة انطلاق شرارة التخريب والتدمير ،في ثورة كانت سلمية منذ بدايتها، ولكن سرعان ماتحولت إلى هجوم إنتقامي على أقسام الشرطة في العاصمة والمحافظات وعلى بعض المؤسسات والدور الحكومية.


    الإخوان وتجيير الأحداث لمصلحتهم:
    عكست تلك المذكرة التي نشرتها جماعة الإخوان على مواقعها الإعلامية في بداية الثورة، تناقضات الجماعة التي رفضت المشاركة في ثورة 25 يناير إبان اندلاعها، ثم عادت للعدول عن موقفها، عندما رأت المكاسب السياسية التي تحققها الائتلافات الشبابية والأحزاب المشاركة في الثورة.

    وما يؤكد ذلك تلك المذكرة التي تقدم بها شباب الإخوان في اللجنة الإعلامية بقسم الطلاب للمشاركة في الثورة، بعد أن طلبوا من الدكتور محمود أبو زيد، عضو مكتب الإرشاد النزول في يوم 25 يناير، فكان رد الجماعة حاسم برفض المشاركة.

    ركوب موجة 25 يناير رغم الرغبة في عقد الصفقات..نهج اتبعته الجماعة في مواقفها المتناقضة حول المشاركة أو العدول عن دعم ثورة 25 يناير، وهو ما أكده موقف محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الذي رفض النزول للمشاركة في مظاهرات 25 يناير. وعندما وجدت جماعة الإخوان أن الأحزاب السياسية ستنزل يوم 28 يونيو الميدان، عدلت عن الرفض وأكدت أنها ستكتفي بالتظاهر دون المشاركة أو الاعتصام، وكذلك صدر قرار من مكتب الإرشاد بانسحاب الجماعة من ميدان التحرير يوم موقعة الجمل 2 فبراير ..رغم ضغط شبابها لعدم الانسحاب.. !!

    أحداث شارع محمد محمود، من 19 نوفمبر إلى 25 نوفمبر :

    دعا الثوار إلى تظاهرة مليونية لمطالبة المجلس العسكري بتسليم الحكم إلى مجلس رئاسي مدني يضم بعضا من ثوار التحرير .

    فتمت مهاجمتهم من قبل الشرطة والأمن بعنف مفرط تسبب في قتل العشرات وجرح الآلاف، وكان هدف المجلس العسكري إخلاء الميدان وفض الاعتصام.

    وكانت معركة شوارع عنيفة جدا بين الثوار والقوات النظامية لم تهدا إلا بعد ستة أيام هتف فيها الثوار بهتافات:

    (يسقط يسقط حكم العسكر) و(مدنية مدنية لا دينية ولا عسكرية).

    ثم توافد الآلاف في اليوم السادس على ميدان التحرير استجابة لنداء (جمعة الفرصة الأخيرة)، التي طالبوا فيها المجلس العسكري بحكومة إنقاذ وطني تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية لإدارة المرحلة الإنتقالية حتى موعد انتخابات البرلمان والرئاسة الذين يجب تحديد موعدها في أسرع وقت.

    والجدير بالذكر أن معظم القوى السياسية استجابت للدعوة وشاركت الثوار في هذه التظاهرة، ما عدا جماعة (الإخوان المسلمين).. مما أدى إلى سخط الثوار ضدهم وكذلك ضد خيانتهم لهم في معركة شارع محمد محمود ..

    وعلى الجانب الآخر ، إحتشد الموالون للمجلس العسكري في ميدان العباسية، والذين كانوا يناشدون المجلس العسكري بالبقاء في السلطة حتى موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في العام القادم ..

    الإنتخابات ومشاركة الإخوان فيها رغم وعدهم للثوار بعدم خوضها وأن ليست نيتهم الحكم :

    هذه الإنتخابات التي فاز فيها محمد مرسي العياط مرشح الإخوان بنسبة 51,73% في 24 يونيو 2012م.

    وقد حصلت صحيفة الوطن المصرية على تفاصيل تفاهمات بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ووساطة الدكتور محمد البرادعي وكيل حزب الدستور، وتأكيد الصحف الأجنبية لهذه التفاهمات التى سبقت إعلان فوز الدكتور محمد مرسى بالرئاسة. وكشف ثروت الخرباوي القيادى الإخوانى السابق وصاحب كتاب(سر المعبد)، أن الساعات الأخيرة قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بفوز مرسى، شهدت تفاهمات بين الجماعة والمجلس العسكرى من جهة، وبين الإخوان والإدارة الأمريكية من جهة أخرى، فيما نفت جماعة الإخوان ذلك. وقال لصحيفة الوطن : (لدينا معلومات أن هناك تفاهمات حدثت بين الإخوان والمجلس العسكرى برعاية أمريكية، عبر وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وكانت تتضمن بعض الوعود حال فوز مرسى وبعض الوعيد حال عدم فوزه). وأضاف: (سبق هذه التفاهمات إدراك المجلس العسكري خطورة الضغوط الأمريكية، فأصدر الإعلان الدستورى المكمل وحل البرلمان من أجل تقليص سلطات الرئيس وضمان سلطة التشريع فى يديه ليحافظ على وضع قياداته القانونى، ومنع البرلمان من إصدار أى تشريعات بقوانين تخصه).وأفاد بأن (كلينتون أجرت خلال الأيام الماضية اتصالات مع مسؤولين فى المجلس العسكري من أجل أن تكون النتيجة لصالح مرسى مشيرة إلى أن (مرشح الإخوان) بالفعل حاصل على أعلى الأصوات، لكن كان يمكن أن تقبل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية التى اعتبرها الخرباوي تابعة للمجلس العسكرى، بعض الطعون الخاصة بالفريق أحمد شفيق المرشح الخاسر، فتتغير النتيجة. وفجر الخرباوى مفاجأة، حول أن اللقاءات التى كانت تعقد بين مسئولين أمريكان وعلى رأسهم وليام بيرنز، مساعد وزير الخارجية الأمريكية وجون كيرى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ، والمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد ومرسي خلال الشهور الماضية، تضمنت مخططاً أمريكياً لوصول الإخوان إلى الحكم مقابل حصول أمريكا على تطمينات تخص الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد أنه خلال هذه اللقاءات سأل جون كيرى الإخوان حول ما إذا كانوا يرغبون فى ترشيح أحد منهم للرئاسة، فردت الجماعة بأنها لم تحسم الأمر بعد، رغم أنه كان معروفا وقتها أن قرار الجماعة هو عدم ترشيح أحد منها للرئاسة، لذلك رشحوا خيرت الشاطر فى البداية ثم تقدموا بمرسي . وأوضح أن هذه اللقاءات حصلت فيها الولايات المتحدة على تطمينات من الجماعة حال صعودها إلى الحكم حول مصالح أمريكا وإسرائيل فى المنطقة)، لكن قياديين فى الإخوان نفوا ذلك تماما. إلا أن الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا رسميا كشفت فيه بعض تفاصيل التطمينات التى حصلت عليها من الإخوان. كان الشاطر قد اعترف بعقد لقاء بينه وبين المجلس العسكري لمناقشة حل البرلمان، وقالت مصادر، إنه اتفق معهم على نجاح مرسي مقابل ترك اختيار الوزارات السيادية للعسكر.

    المصدر: صحيفة الوطن المصرية.

    وهكذا فاز الإخوان في مصر بأصوات البسطاء وكذلك أصوات الثوار والمعارضين الليبراليين واليساريين وبعض نخب المجتمع التي تلقب نفسها (بحزب الكنبة )..على أمل إستقرار الأوضاع في البلاد ولدعم التحول الديمقراطي، هذا بالرغم أن العديد من الثوار صرحوا بأنهم ( عصروا على نفسهم لمونة) وصوتوا لمرسي كي لا يفوز أحمد شفيق أحد رجالات مبارك ومن حزبه الوطني .

    وهكذا.. قام بالثورة ونظم وخطط لها ثوار شباب لا منتمي ، ولكن عجزت القوى الثورية الحزبية المنظمة من ليبراليين ويساريين وناصريين وعموم العلمانيين ودعاة الدولة المدنية..في أن تساهم في تنظيم الشباب رافضي الحكم العسكري وكذلك الديني..وأن تنتظم هي نفسها في تحالف مدني يقدم مرشحا يتفقون عليه ويدعمونه.

    فلقد كثرت الخلافات والاتهامات بينهم.

    وتم تشويه صورة المرشحين الأبرز مثل أيمن نور الذي أخرج من الساحة مبكرا..وكذلك لم تتوحد قوى الثورة حول المرشح الذي كان أكثر حظا حمدين صباحي ..الأمر الذي جعل حظوظ الفوز محصورة فيما بين رجال مبارك ومرشحي الإخوان..

    ففاز الإخوان أخيرا بحكم مصر..

    ولكن ماذا فعلوا ؟

    هل حققوا للشعب أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة إجتماعية ؟!

    لا..

    فقد عملوا منذ البداية على ممارسة أسلوب (التمكين)، ووضع ذوي الولاء في المناصب.

    كما سارعوا باستخدام إعلامهم وإعلام الدولة في شن حرب على المعارضة وإعلامها والسخرية من رموزها بل وتخوينهم، الأمر الذي إنطلى على رجل الشارع البسيط .

    ويقال أنهم تلقوا نصيحة من حكومتنا(الإنقاذ) بالمسارعة في نهج التمكين وفرض الآيدلوجيا الإسلاموية على الدولة.

    وبالتالي خان الإخوان الثوار وانهمكوا في تثبيت آيدلوجيتهم وصبغ الدولة والمجتمع بصبغتهم ..وبل بفتح البلاد للجماعات الدينية المتطرفة والإجتماع بها في ستاد القاهرة الرئيسي.

    وفي نفس الوقت لم يبدوا إكتراثا جديا بالمطالب التي ثار الشعب من أجلها وقدم في سبيلها الشهداء والجرحى ، بل وصرحوا بأنهم طالما فازوا ديمقراطيا فمن حقهم أن يستعينوا بكوادرهم لتطبيق نهجهم الإصلاحي للدولة دون الاستعانة بأصحاب الخبرات والكفاءت خارج تنظيمهم..!!
    وبدأ الرئيس محمد مرسي العياط.. الخاضع لإرشادات مرشد الإخوان العام كتابع مطيع..يتصرف بنزعة ديكتاتورية من خلال تحصين قراراته من سلطة القضاء والخروج بدستور صاغه نواب من الإخوان وحلفائهم من نواب إسلاميين آخرين غيرهم.

    وصاروا يعزون كل فشل في تطبيق سياسات إسعاف اقتصادي لأذرع الدولة العميقة والفلول .

    الأمر الذي جعل الشعب يستنجد بالجيش، ويعلن عن إنطلاق ما يسمى بالموجة الثانية للثورة.

    ولذلك لم يكن الدكتور محمد مرسي قد أكمل عامه الأول كأول رئيس مدني منتخب..عندما ظهرت على وجه الحدث حركة سمت نفسها (تمرد)، التي أطلقت في 26 أبريل 2013م من ميدان التحرير بالقاهرة حملة شعبية لجمع تواقيع مليونية بغرض سحب الثقة من الرئيس مرسي، مستفيدة من السخط الشعبي العارم على تردي الأحوال المعيشية.. وكذلك لفقد غالبية الشعب لثقتهم في حكم الإخوان بل وفي الإسلام السياسي بشكل عام.

    فخرج الملايين إلى ميدان التحرير في 30 يونيو يهتفون:
    (يسقط يسقط حكم المرشد) و(الجيش والشعب إيد واحدة).


    وكلنا نعرف ما حدث بعد ذلك .

    ولا يزال يراود خاطري صوت تلك الثائرة بعد تنحي مبارك.. والتي كانت تهتف بأمل وتوق جارف إلى الحرية:

    (مدنية مدنية..لا دينية ولا عسكرية).


    وفي خلفية خاطرتي هذه..بالتزامن مع هتاف الثائرة النبيلة ..ترتفع عقيرة المطرب (الإماراتي) حسين الجسمي صادحا بأغنية (بشرة خير)..

    ثم، يتدفق دعم دول المحاور...


    آمنة أحمد مختار أيرا

    3 Jun 2019























                  

06-03-2019, 12:13 PM

أمونة الموهومة


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مخ (Re: آمنة أحمد مختار)

    مقال للتشفي .. كدي عرفينا باهلك الهمباته
                  

06-03-2019, 05:02 PM

بت الباشا


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مخ (Re: أمونة الموهومة)

    حرام عليك أمونة أهلها جنجويد و حلب ما همباته ، تحري الدقة يا إنتي ، لكن عاملة فيها أكاديمية باحثه زي صاحبتها المفلكبة ديك
                  

06-03-2019, 01:30 PM

شوقي ابراهيم عثمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مخ (Re: آمنة أحمد مختار)

    أمونة تحياتي

    توثيق رائع.. للخراك المصري.. عندي صحبي مصري حأبلعهو ليهو... مغلبني بالمغالطات..

    انا متابع المجزرة من الساعة 4 صباحا.. من قولة تيت... كأني في الخرطوم.. والله حاجة تحزن..

    لكن الخير فيما حصل.. خلصنا حميرتي من نفسو.. ما قدر يصبر الحمار سرعان ما كشف نفسو.. اخر التعليقات اللي سمعتها في الجزيرة من صجفي اسمه جمال

    الكباشي والبرهان موظفين عند حميرتي
    وحميرتي موظف عند طه الحسين
    وطه الحسين موظف عند ابن سليمان

    ..............

    التعليقات الأوروبية .. امريكا وبريطانية والمانيا والاتحاد الاوروبي.. تعليقات خايبة.. لكن اظرف شيء لما تسمعي علي الحاج وابوبكر عبد الرازق.. الغريبة اخوهو حسن رزق ما ظهر..
    والجزولي الداعشي.. اللصقة مُصِّر يكون ثورنجي..

    شوقي
                  

06-03-2019, 01:56 PM

شوقي ابراهيم عثمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مخ (Re: شوقي ابراهيم عثمان)

    الأرض اليباب.. عمايل الكلاب حميرتي... والكباشي والبرهان..




    الجزيرة ذاتا منافقة شغالة للكيزان .. ما تنخدعو بيها .. حسي جايبة كلمة للكلب علي الحاج الكذاب... اتذكر ما قاله إبراهيم منعم منصور في جلسة مع الكلب الميت الترابي وكان حاضرها علي الحاج ,,اللي رفض كلو كلو أية ديمقراطية عام 1999م ... الحمار لسع بيقول نقدم مذكرة للمجلس العسكري... الناس في شنو والحسانة في شنو!! ... شوفو النفاق ... رغم أن إعلان العصيان المدني رُفِع من الشعب قبل قوى إعلان الحرية والتغيير..

    نذالة حميرتي وقوات القتل السريع.. حتى المستشفيات حاصروها.. وتقتحمها.. وتطلق النار في داخلها.. وتعتقل الجرحي..

    شوقي

                  

06-03-2019, 03:47 PM

شوقي ابراهيم عثمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطيب، والشرس ،والقبيح.. بقلم آمنة أحمد مخ (Re: شوقي ابراهيم عثمان)

    الكلام بيجيب الكلام... قلت لازم اطلع مقالة إبراهيم منعم منصور...حسي شوفي على الحاج ده الماكلنا بالإقصاء.. الود ديمقراطي.... هههههه شوفي هنا مقالة الراحل إبراهيم منعم منصور...في علي وعلي

    الصادق والفاضل المهدي يسرقان مجهود إبراهيم منعم منصور... وينسبانه إلى أنفسهما...

    Quote: من وأد مبادرة النميري مع الشيخ زايد؟!
    إبراهيم منعم منصور يكشف خبايا الفرص الضائعة للوحدة الوطنية
    إبراهيم منعم منصور
    نشر في الصحافة يوم 25 - 07 - 2011

    حصلت «الصحافة» على مذكرة أعدها وزير المالية الأسبق إبراهيم منعم منصور بناءً على طلب من الرئيس الراحل جعفر محمد نميري، عقب اتصالات أجراها في عام 9991م مع رئيس دولة الإمارات العربية الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وكانت تلك الاتصالات ترمي إلى تحقيق مصالحة وطنية في البلاد برعاية ودعم عربيين.

    وبناءً على ذلك طلب إبراهيم منعم منصور لقاءً مع الرئيس عمر البشير، وأعد مذكرة تحوي مقترحات وأفكاراً، غير أن لقاءه مع البشير لم يتم، كما سيروي بنفسه، وكانت هذه واحدة من الفرص الضائعة في سبيل الوحدة الوطنية والوفاق الشامل.

    قصة المذكرة

    ٭ زارني في إحدى الأمسيات الأخ الصديق فؤاد أحمد مكي عبده، واخبرني ان الرئيس نميري طلب منه رقم تلفوني، ويريد أن يحادثني في أمر مهم، بعد قليل تحدث الرئيس وقال انه يجلس الآن مع سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ابو ظبي، ويريد مني أن أذهب مع فؤاد الى الدكتور حسن الترابي وابلغه الآتي:
    قابل سمو الشيخ زايد الرئيس عمر حسن أحمد الشير مرتين في مروره الى الشرق الأقصى، وابلغه رغبته في أن تتصالح القوى السياسية السودانية حكومة وأحزاباً، وفي كل مرة يعده خيراً، وأنه سيدعو كل المعارضين لمصالحة. غير أن ذلك لم يحدث. ويخشى سموه أن يكون الشخص الذي يعترض على المصالحة هو الدكتور الترابي. لذلك يود سمو الشيخ أن يعرف على وجه التحديد رأي الدكتور الترابي. اذا كان معترضاً يرجو ذكر الاسباب التي يمكن للجميع ان يعملوا على تذليلها. وإذا لم يكن لديه مانع سيدعو سموه الجميع الى ابو ظبي لتتم مصالحة تحت رعايته، ويدعو معه الرئيس حسني مبارك.

    ذهبنا إلى المنزل في المنشية، وكانت الساعة تقارب الحادية عشرة ليلاً، واستقبلنا بحفاوة ولحسن الحظ لم يكن في صالونه إلا شخص واحد يرتدي جلابية، وبدا لنا أنه من «الحرس».

    كان رأي الدكتور الترابي كما حفرته في الذاكرة نسبة لأهمية الأمر ومكانة الرئيسين هو أن أنقل إليهما:

    نحن بدأنا حركة طلاب ومن الصفر وعشنا في كنف الأحزاب السياسية الحالية، وشقت الحركة طريقها وسط كل المجتمع السوداني دون أن يقوم أى حزب حتى الحزب الشيوعي بطلب عزلها عن الحياة السياسية. وهو أي الدكتور الترابي يرحب بالمصالحة مع كل القوى السياسية السودانية وبرعاية سمو الشيخ زايد وبحضور القوى السياسية والتنظيمات العالمية في مراحل لاحقة، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليشهدوا جميعاً على مصالحة سودانية كاملة. وأرجو أن تبلغوا ذلك بكل وضوح للرئيس نميري لينقله للشيخ زايد. ونحن نهم بالمغادرة تدخل الشخص الجالس عن بعد وقال: يا دكتور توافق كيف. ألم تشهد أنه بعد 61 سنة من حكم مايو عادت الاحزاب اقوى مما كانت.

    رد عليه الدكتور: يا أخي مايو لم تكن حزباً وإنما تجمع لكيانات ذهب كل منها لحاله عندما سقطت. ويجب ألا تخشوا العمل السياسي وسط هذه الأحزاب، فنحن بدأنا كما قلت حركة طلابية ومن الصفر، وعملنا وسطها ووصلنا في انتخابات حرة إلى المركز الثالث، وبعدد من النواب قارب عدد نواب الحزب الاتحادي الذي قاد البلاد للاستقلال.

    مرة أخرى تدخل الشخص المذكور، محذراً من أن في ذلك خطورة على مكتسبات الحركة الإسلامية. وفي انفعال رد الدكتور: خايفين من شنو. حارسنكم بالجيش عشر سنوات، وغرسنا القيم الإسلامية في المجتمع. وبعد كل هذا تخشون المنافسة، حتى لو عدنا الحزب الثالث، لكن لماذا لا نكون الثاني أو الأول، تصوروا دا نائب مدير جامعة.

    وفي الختام أكد الدكتور الترابي ترحيبه، ولما سألته من أين تأتي المعارضة رد في ثقة أن بعض إخواننا استمرأوا الحكم ووضعوا رؤوسهم مع العسكر، ويريدون الاستمرار في السلطة، وطبعاً هذا مما يرضي العسكر، المعارضة ليست مني.

    محادثة الرئيس نميري وحديث الدكتور الترابي ملآ نفسي بالأمل، وجعلاني استعيد أيام المصالحة الأولى ولماذا لا أخاطب رأس الدولة السودانية في هذا لأمر بعد أن أتحسس آراء بعض القياديين من الأحزاب. وقد كانت آراؤهم كلها إيجابية، فقمت بصياغة المذكرة وحرصت على أن تكون صريحة مع السلطة حتى لا اتهم بأنني قد أوحي إلىَّ بكتابتها. ووجدت لحسن الحظ من أوصلها للرئيس عمر وأمسك عن اسمه الآن حتى حين.

    ردود الافعال: «1»
    ٭ وصلني مباشرة من الرئيس وقد كان يهم بالخروج من مأتم والدة محمد الأمين خليفة، انه طلب من بكري حسن صالح ومحمد آدم اسماعيل مدير مكتبه وقابلني لاستجلاء بعض النقاط. واخبرته انه لم يتصل بي أحد. وكان يسير معه الدكتور غازي صلاح الدين مودعاً، ثم عاد دكتور غازي وسلمني بطاقة بها رقم تلفونه الخاص. وطلب مني إنه إذا لم يتصل بي أحد حتى مساء الغد «الخميس» أن أبلغه ذلك تلفونياً.
    نهار الخميس اتصل شخص من مراسم الرئاسة وأخبرني أن الرئيس حدد لي موعداً في الساعة السابعة من مساء السبت في منزله.

    في السادسة مساء السبت اتصل بي شخص آخر من المراسم، وقال إن السكرتير الصحفي للرئيس «الصادق الفقيه كما علمت فيما بعد» كان مشغولاً في الصباح مع زوجته التي كانت على وشك الولادة، ونسي أن يخبرهم بالموعد، وتم ترتيب لقاء لوفد اجنبي في الموعد الذي كان محدداً لي. ولما كانت المقابلة بالمنزل وليست بالمكتب، فيصعب دعوتي للانتظار حتى خروج الوفد، الامر الذي يتطلب تحديد موعد لي في يوم آخر. وشكرت المتحدث واخبرته انني بدأت حياتي العملية «سكرتير وزير» واعرف جيداً أمثال هذه الاعذار فالرئيس سوف لا يقابلني، وانتم سوف لا تحددون موعداً جديداً وقد كان.

    وبعد عدة شهور كنت في زيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة، واستقبلني في المطار السيد محيي الدين سالم السفير ورأيت أنه استقبل معي ايضاً شخصاً آخر مع زوجته وأطفاله. وقدمه لي بأنه «الصادق الفقيه» السكرتير الصحفي للرئيس. ولما لم ألحظ طفلاً حديث الولادة مع الزوجة، سألته اذا كان الصغير الذي يجري أمامنا قد وصل هذه المرحلة في شهور. وضحكنا وصرنا اكثر صراحة مع بعض فيما بعد وفهم إشارتي. وعلمت ان الاعتراض جاء من علي وعلي. احدهما الآن في قيادة المؤتمر الوطني والثاني في قيادة المؤتمر الشعبي. كما علمت ان احد القياديين قال: لا داعي لأن يقابله الرئيس فهو «فرد» ليس وراءه حزب او تنظيم.

    ردود الأفعال «2» الأحزاب:
    ٭ ترحيب من الاتحادي الديمقراطي نقله المرحوم الحاج مضوي محمد أحمد، وانهم سيبلغون ذلك لمولانا السيد محمد عثمان الميرغني رغم تصريحه الشهير: سلم تسلم.

    ترحيب مماثل من مولانا الصادق عبد الله عبد الماجد مع دعاء ربنا يلين قلوب حكامنا.

    ترحيب من الحزب الشيوعي السوداني نقله المرحوم محمد محجوب.

    ترحيب نقله وفد مكون من المهندس آدم مادبو اللواء فضل الله برمة والدكتور علي حسن تاج الدين الذي أبلغني أنهم سينقلون ذلك للسيد الصادق المهدي الموجود آنذاك في مصر، وسوف يستقبلني متى وصلتها.

    ترحيب من مولانا السيد أبيل ألير الذي أبلغني أنه سيترجم المذكرة الى اللغة الانجليزية، ويناقشها مع بعض القيادات الجنوبية، ويبلغون موافقتهم للدكتور جون قرنق، ويطلبون منه أن يحضر الاجتماع في أبو ظبي.

    أرسلت المذكرة الى السيد احمد ابراهيم دريج ولم يصلني رأيه وبالمثل السيد يوسف كوة.

    قابلت السيد الصادق المهدي في مكتبه بالقاهرة ولم يستغرق اللقاء بما في ذلك كوب شاي اكثر من عشرين دقيقة، اكد لي اثناءه انهم ملتزمون بمقررات «أسمرا» في عدم المصالحة مع النظام من حيث المبدأ، ولا يرى داعياً للجلوس مع قيادته والتفاوض معها. وان «الإخوان» في الخرطوم: مادبو برمة علي تاج الدين» على علم بهذا الموقف. وشكرته، وعند عودتي للخرطوم تعجب «الإخوان من موقف الرئيس، وانهم لا بد أن يراجعوه.

    يبدو أن «المراجعة» قد تمت لأنه وفي لقاء جمع الرئيس عمر ودكتور مصطفى عثمان إسماعيل من قبل الحكومة، والسيد الصادق والسيد مبارك الفاضل المهدي من قبل حزب الأمة، تمت مفاوضات وجلسات وأصدروا «نداء الوطن» بديلاً «لنداء الخرطوم» الذي تقدمت به، واقتبسوا ولا أقول وصفاً آخر يحرج الجميع، كل النقاط الأساسية عن المقترحات التي تقدمت بها. ولما كانت مقترحاتي لم تنشر بناءً على رغبة من الرئيس عمر نقلاً عن الشخص الذي سلمه المذكرة، فإن الشعب السوداني لم يلحظ التشابه والنقل. وعلقت وقتها أنه إذا كانت هناك «حقوق ملكية فكرية» لرفعت الأمر للمحكمة. وحتى يبدو «نداء الوطن» صناعة صادقية، وصفه بأنه ذهب إلى جيبوتي ليصطاد «فأراً فاصطاد فيلاً»، ومع الأيام لم يظهر الفيل.

    الفرص الضائعة:

    في ذلك الوقت لم تظهر مبادرة «الايقاد»، وكانت المنظمة منطوية على نفسها باغراضها التي نشأت من اجلها والخاصة بالتنمية، ولم تقتحم في ميدان السياسة الذي اشتهرت به فيما بعد وحتى الآن. وكان الخلاف والتحارب سودانياً بين الحكومة والمعارضة بما فيها الحركة الشعبية. ولم تتدخل فيها دول: لا شرقية ولا غربية سوى الدعم بالمال والعتاد الذي تلقاه جون قرنق من القذافي قبل قيام حكومة الإنقاذ. وكان من الممكن لو التقى الجميع في ابو ظبي تحت رعاية سمو الشيخ زايد وفخامة الرئيس حسني «رغم المرارة التي كان يحس بها إثر حادث محاولة اغتياله» كان من الممكن أن يتوصل الجميع إلى حل سوداني يكون في أكثر حالاته تطرفاً «حكماً كونفدرالياً» كما اقترحه دكتور جون قرنق بعد ذلك بسنوات في نيفاشا ورفضته حكومة الإنقاذ. وبالطبع كان من الممكن إنقاذ مئات الآلاف من الأرواح: قتلاً وجوعاً ومئات الآلاف تشرداً ونزوحاً وسلامة أبدان من البتر والتشوه. وكان من الممكن إيقاف الدمار في البنيات الاساسية والمزارع والمراعي والثروة. بل وكان من المؤكد تدفق عدة مليارات من الدولارات من دولة الإمارات العربية المتحدة وستتبعها رصيفاتها من الدول العربية، ولتغير وجه السودان سلاماً ونماءً ومحبةً.

    لم اتصل بأحد في «المؤتمر الوطني» وقد كان وقتها حزباً موحداً. واكتفيت بالرأي الذي أبداه الدكتور حسن الترابي قبل كتابة المذكرة، باعتباره زعيم التنظيم وقد كان كذلك بالفعل. ولذلك وجهت المذكرة الى رئيس الدولة، وذكرت ضمن الشخصيات التي يدعوها للحوار الدكتور الترابي.

    في إحدى الأمسيات زارني في داري الاخ الصديق السيد أحمد عبد الرحمن محمد وزياراته عادية دون بروتكول، وتجد مني دوما حتى الآن كل التقدير. وكان معي المرحوم طه الروبي. وقال لي الاخ السيد احمد انه كان في زيارة للقصر الجمهوري، ووجد عند احد «اولادنا» مذكرة موجهة مني للرئيس عمر. وعند قراءتها رأى أن يقابلني بحكم العلاقة الاخوية، وينصحني بأن مثل هذه المذكرة كان يجب أن توجه الى قيادة الحركة الاسلامية الى الدكتور حسن الترابي. لأنها في مثل هذا الموقف ستجد الاهتمام الذي يليق بمحتوياتها.

    لم أوافقه الرأي، وقلت إن الدكتور الترابي رئيس عمر البشير في التنظيم، ولكن رئيسي أنا في الوطن هو عمر البشير رئيس الجمهورية. وله إذا أراد أن يناقشها مع رئيسه ومرؤوسيه فهذا شأنه هو. فهو رئيس الجمهورية ورئيس القوات المسلحة بصفته القائد الأعلى والقائد الأعلى للشرطة ورئيس المجلس الأعلى للقضاء، وباختصار رئيس لجميع من يرتدي زياً حتى الكشافة والمرشدات. كما هو رئيس كل من يسير بزي مدني.

    ٭ أكد لي الأخ أحمد أنه قصد فقط أن يجعلني أسلك الطريق الذي يحقق الأهداف التي حوتها المذكرة. وهي نصيحة صادقة لأن الذي يمتلك زمام الأمور ليس هو رئيس الجمهورية. استمر الجدل بيننا إلى أن قلت له بانفعال: يا اخ احمد نصيحة مني ايضا، احسن أن يعطي الجماعة هذا الرجل مكانته فهو «جعلي» واذا غضب لا يمكن التنبؤ بما يحدث كما أنه «عسكري» وفي العساكر ضابط مظلات. وفوق هذا وذاك هو الشخص الذي وضع رأسه في كفه واقتحم القيادة واستلم البلد من حكومة ديمقراطية منتخبة، وليس من عسكري مثله قفز إلى الحكم بانقلاب. وقام «المرحوم» طه الروبي بتغيير الموضوع وانخرطنا في حديث آخر.

    فخامة السيد/ الرئيس الفريق عمر حسن أحمد البشير
    رئيس الجمهورية
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ورمضان كريم.
    مقدمة:

    ٭ أقدم لسيادتكم هذه المذكرة استجابة لواجب المواطنة والمسؤولية، ولعلكم توافقونني أن المسؤولية ليست بالوظيفة الرسمية وحدها.
    كما شجعني عليها ما ورد في الصحف الخميس 8 يناير 1999 بأنكم ترحبون بالحوار.

    لقد تسلمتم مقاليد هذه البلاد باسم هيئة القيادة لقوات الشعب المسلحة، وهى مؤسسة قومية ثم تسلمتم رئاسة الجمهورية باسم الشعب كله، وأصبحتم مسؤولين أمام الله والوطن عن كل الناس: من شارك ومن لم يشارك ومن قال نعم او قال لا.

    انني بهذه المذكرة أود أن أناصح لعلمي أن الانكباب على العمل العام يحجب أحياناً العديد من المسائل التي قد يراها بوضوح أكثر من هم خارج السلطة، ولعلكم توافقونني ان ما يجري على الساحة السودانية قد وصل حداً ويصعب تحمله على الوطن، وصار ناراً وقودها المواطن العادي الذي صار ضحية للحرب الحامية والباردة بين السياسيين والاشقاء السودانيين، وقد انعكس كل ذلك على وحدة البلاد وأمنها القومي وعلى معيشة المواطن وفي صحته وفي أخلاقياته وفي نسيج الأسرة وفي كيان المجتمع وفي المعاملات الداخلية وفي علاقات الغير الخارجية سواء في التعامل التجاري او المالي او الخدمات او العلاج او الدراسة وفي مجرد حمل الجواز السوداني خارج الحدود، ولا أكون مبالغاً اذا قلت ان السبب الرئيسي هو ان الإنقاذ اصبحت أسيرة رؤية احادية لمشكلات متشابكة في دولة كل ما فيها كما تعلمون متعدد.

    لقد كان لي شرف المشاركة في عام 1976 في بدايات المصالحة الوطنية بين ثورة مايو والجبهة الوطنية: تلك المصالحة التي أكملها باقتدار الأخ السيد فتح الرحمن البشير. وأرى أنه آن الأوان أن يفكر الجميع وعلى رأسهم سيادتكم في مخرج لوطن بالنظر الى آراء الآخرين بدرجة أكبر مما حدث حتى الآن، خاصة انه قد ظهرت عدة مبادرات من القوى السياسية المعارضة ومن مواطنين حادبين على البلاد بل ومن بعض الزعماء العرب، ولكنها لم تصل الى الغارية المنشودة، ورغم ان المسؤولية في تقديري تقع على جميع السودانيين حكاماً ومحكومين، إلا أن كلمة الحق تقضي بالقول بأن المبادرات في مثل هذه الحالات بالذات تأتي من الحكومات وليس من المعارضة، وبالطبع لا يعتبر الدستور ولا قانون التوالي السياسي مبادرات للوفاق، لأنهما يمثلان وثيقتين حسمتا أمر الحكم من وجهة نظر الحكومة. بل أن الحكومة لم
    تصدر حتى الآن أية مبادرة، والتقدم بالمبادرات دليل قوة وليس بمؤشر ضعف.

    السيد الرئيس: باعتراف الجميع فإن كوادر الجبهة القومية الإسلامية السابقة ساندت الإنقاذ في بدايتها وعلى طول مسارها، كما لم يعد خافياً أن تلك الكوادر استولت تدريجياً على مقاليد الأمور في الدولة
    والحياة العامة وهذا طبيعي.. لكن ليس على الطبيعي كل أو جل المواقع، خاصة بعد أن تقدمتم للاستفتاء للجميع، والذين قالوا كلمتهم ليسوا هم جماهير الجبهة فقط. غير أن ما يشكل التساؤل وعدم الرضاء هو إبعاد الكوادر القومية عن مواقع العمل العامة، وقد كان الابعاد والتعيين بقرارات جمهورية تحمل توقيع سيادتكم. كما أن التحكم في العمل العام قاد الى جنوح الغالبية من تلك العناصر الى بسط سيطرتها على الحياة العامة، مما أدى إلى تمييز غير عادل في نظر المواطنين يشعر به المواطن في كل خطواته، وسواء صح هذا الشعور او لم يصح فإن العدالة كما تعلم سيادتكم إحساس حتى صار بعضهم يتندر بألم بأنه لا يعمل لأنه ليس لديه كفيل من عناصر الجبهة، ومن جهة اخرى وانا انقل احساس المواطن العادي، فإن كل الذي يحدث يتم تحت حماية الجيش القومي لفئة على حساب الآخرين، وقد خلق هذا الأمر مرارات اجتماعية بالشمال، اضافة الى المرارات الانسانية بالجنوب.. وأخشى أن تمتد مرارات المواطن نحو الجيش القومي.

    السيد الرئيس: أقدم لكم مقترحات بكل الإخلاص والتجرد والصدق، خاصة أنكم تتولون الآن المسؤولية وحدكم بعد حل مجلس قيادة الثورة، وابتعاد كل زملائكم في المجلس عن موضع القرار والمسؤولية وخاصة أنكم تسعون كما طالعتنا الصحف للوفاق بين طالبان وإيران وخاصة أن امامكم فرصة لا تتكرر من سمو الشيخ زايد بن سلطان الزعيم العربي المتجرد، وأخرى من فخامة الرئيس محمد حسني مبارك الجار العربي المخلص.

    مقترحات مشروع الوفاق السوداني

    أولاً: أن يتصل سيادتكم شخصياً بكل من كل سمو الشيخ زايد وفخامة الرئيس مبارك، بأنكم على استعداد للدخول في حوار مع المعارضة لمبادرة سمو الشيخ زايد وتصريحات الرئيس مبارك وبرعاية مشتركة منهما للوصول خلال فترة انتقالية وبترتيبات انتقالية إلى حل نهائي للمشكل السياسي السوداني.. ويقيني انهما سيوافقان بل سيرحبان.

    ثانياً: بمجرد الحصول على موافقتهما يوفد سيادتكم مندوباً لرئاسة التجمع بالخارج، وآخر يلتقي بالقوى السياسية بالداخل لابلاغهم الامر.

    ثالثاً: يصدر سيادتكم بوصفكم رئيساً للجمهورية (اعلان الخرطوم) لكل قيادات السودانيين على اختلاف توجهاتهم السياسية لحضور مؤتمر جامع للتفاكر حول مشاكل الوطن والوصول الى حلول لها دون شروط مسبقة من أى طرف، وأرى ان توجه الدعوة للآتية أسماؤهم وفق الحروف الابجدية:

    السيد أبيل الير السيد احمد ابراهيم دريج السيد بدر الدين مدثر السيد الدكتور حسن عبد الله الترابي المشير جعفر محمد نميري الفريق جوزيف لاقو العقيد جون قرنق السيد الدكتور رياك مشار السيد زين العابدين الشريف الهندي العميد عبد العزيز خالد الأستاذ غازي سليمان السيد صادق عبد الله عبد الماجد السيد الصادق المهدي الأستاذ الدكتور لام أكول السيد محمد إبراهيم نقد السيد محمد شنقراي السيد محمد عثمان الميرغني السيد يوسف كوة.

    رابعاً: يشمل الإعلان الاعتراف كأمر واقع بالاحزاب السياسية التي كانت ممثلة في الجمعية التأسيسية السابقة، وكذلك بالحركة الشعبية بقيادة العقيد جون قرنق، وكذلك بكل الكيانات السياسية المعروفة التي ظهرت دون عزل، فهذه الأحزاب والكيانات واقع ملموس في الحياة السياسية السودانية، مهما تحدثنا عن وضعها القانوني، ومهما تحدثنا عن حدة الخلافات السياسية والعسكرية معها. فلولا اعتراف من المسلمين بالمشركين لنا تم صلح الحديبية، ولولا اعتراف ثورة مايو بحركة الأنيانيا لما وقعت اتفاقية أديس أبابا، وبالمثل فلولا اعتراف ثورة مايو بالجبهة الوطنية لما تمت المصالحة الوطنية، ولنا في اعتراف حكومة المملكة المتحدة بالأحزاب الجمهورية وأجنحتها العسكرية في إيرلندا الشمالية مثال للواقعية السياسية الراشدة، وفي كل هذه الحالات كانت المبادرات من الحكومات.

    خامساً: أن يصدر سيادتكم عفواً شاملاً عن الجميع وأن يضمن سيادتكم شخصياً أمان كل المشاركين، أماناً يشمل أشخاصهم وأسرهم وممتلكاتهم ولا يتعرضون لأية مضايقات علنية أو سرية من أى جهاز بالدولة او من وسائل اعلامها المختلفة.

    سادساً: يشمل الإعلان تحديد مقر (المؤتمر)، وارى ان يكون بالقصر الجمهوري إذا ما عقد بالخرطوم.

    سابعاً: يتم تعيين أمين عام وسكرتارية، وان يكونوا جميعاً: الأمين العام والسكرتارية من شخصيات غير حزبية، وتحدد لجهاز السكرتارية ميزانية تحت تصرف الامين العام وبإشراف سيادتكم.

    ثامناً: السعي لأن تبدأ جلسات المؤتمر اولاً في ابو ظبي لاسباب تتعلق برعاية سمو الشيخ زايد وفخامة الرئيس مبارك= ولدواعي السرية وهواجس الأمن التي تكون لبعض المشاركين، ثم ينتقل بعدها للخرطوم اذا رأى المشاركون ذلك.

    تاسعاً: يحث الاعلان على ان تحضر جلسات المؤتمر القيادات التي ذكرت بالاسم مع احترامنا لرجالات الصف الثاني إذ ان بعضهم قد لا يستطيع اتخاذ القرارات المصيرية، غير ان هذا لا يمنع ان يحضر مستشارون او معاونون للسادة المشاركين من مؤيديهم سواء الذين بالداخل أو الخارج.

    عاشراً: يسمح الإعلان لمراقبين من الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية ودول الإيقاد والأمم المتحدة والمجموعة الاوروبية بل الولايات المتحدة، يسمح لهم بالحضور في مرحلة او مراحل يحددها المؤتمرون: سيادتكم والمشاركون.

    حادي عشر: يصدر سيادتكم وكذلك المشاركون في اول جلسة، التزاماً متبادلاً بقبول مقررات المؤتمر.

    ثاني عشر: يصدر المشاركون في اول جلسة التزاماً بأن يشمل اي اتفاق يتم التوصل اليه بقبول سيادتكم للبلاد خلال الفترة الانتقالية التي يتم التوصل اليها، والتي لا تقل بحال عن بقية فترة رئاستكم وتشارككم خلال تلك الفترة الانتقالية حكومة قومية من شخصيات مقبولة للمشاركين ولكم: على وجه العموم.

    ثالث عشر: تكون المهام الأساسية للحكومة الانتقالية:
    1/ السلام والعلاقة بين شطري البلاد.
    2/ إعادة القومية لكافة مؤسسات الدولة ومرافقها المدنية والعسكرية، ولا يعني هذا عزل العناصر المقتدرة من أى اتجاه وتتولى الآن مواقع قيادية.
    3/ إصلاح العلاقات مع دول الجوار والمجتمع الدولي.
    4/ وضع برنامج إسعافي اقتصادي واجتماعي لكافة المناطق التي تأثرت بالحروب، وإعادة توطين النازحين واللاجئين خارج السودان مع البدء جنباً الى جنب في وضع برنامج للاصلاح الاقتصادي.
    5/ إنهاء كل أسباب مظاهر التناحر الجهوي والقبلي والأمني في مختلف أنحاء السودان.
    6/ وضع سجل قومي عام بعد إعادة توطين كل النازحين واللاجئين في كافة أنحاء البلاد.
    7/ وضع قانون جديد لإجراء انتخابات عامة تحت إشراف قضائي (وإقليمي ودولي: وهو ما أيده السيد النائب العام في الصحف باعتباره قبولاً لتحدي الحيدة)، ويكون هذا الإشراف من مرحلة التسجيل والطعون والتصويت والفرز وإعلان النتيجة، أسوة بما حدث في عدة بلدان ذات ظروف مشابهة.

    الخاتمة:

    ٭ السيد الرئيس: ما قدمته انطلق فيه كما ذكرت من تجربة سابقة ومن واقع المواطنة والمسؤولية، وكما ذكرت أيضاً فإن المبادرات في هذه المواقف تأتي من ولي الأمر، وأعتقد أنك لا تريد كما لا نريد لبلادنا أن تعيش مهددات التقسيم كالصومال والعراق ودول شرق أوربا ولا للمواطن أن يرزح أكثر مما عانى تحت شعار الابتلاء، إذ أن عام الرمادة كان عاماً واحداً، وسنوات شعب مكة كانت ثلاثاً، وأعوام يوسف كانت سبعة.. ولا أزيد.. وهناك ما لا يكتب في مثل هذه الحالات كما يعلم سيادتكم. وإذا اتفقتم معي في بعض او كل المقدمة او في بعض او كل الخاتمة او لم تتفقوا: آمل أن تجد المقترحات عنايةً منكم، ذلك أن مجرد صدور الدعوة منكم يؤكد رغبتكم في الحوار وفي الوفاق، بصفتكم المسؤول الأول عن البلاد والعباد.. وعن الجيش. كما أنها تبرئ ذمتكم أمام الله والناس والمجتمع الدولي. واذا كان من نتائجها إحياء روح واحدة فكأنما أحييت الناس جميعاً. نسأل الله التوفيق لكم ولنا وللجميع.

    المخلص

    ابراهيم منعم منصور

    https://www.sudaress.com/alsahafa/31524 المصدر

    https://www.alnilin.com/55892.htm مقالتي الاصلية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de