المحس (ماس - ماسيري) والمسيرية والماساي : هل هم أقارب؟

Quote: أنا شخصياً وفي قرارة نفسي لا اصدق أي تاريخ ينسب المحس هنا وهناك .. لأننا عندما نتحدث بالنوبية وهي اللغة التي نعبر بها عن ذاتنا نقول بالاندادي الدنقلاوية ( مسي Massi ) مع تشديد ( السين ) وفي حالة الجمع ( Massingiماسينجي ) .. ولأن للكلمة عمق في النوبية ولم تأت منسوباً لأحد كعائلة او قبيلة لأن إسم الفرد أو القبيلة يقزم هذا الجمع من البشر ذو الحضارة الضاربة ليس التاريخ لأن التاريخ محدد بل في الانسانية بل في الوجود البشري .. ثم نأتي للاخوة المحس وكيف يعبرون عن أنفسهم فتراه يقول ( آي ماسي يا مليه ) وفي حالة الجمع ( ماسيري ) وإذا ترجمت بالعربية تكون ( أنا محسي ) ولفظ (محس) لا يأتي إلا عندما يتم الحديث او الكتابة بالعربية وهي لم تكن لغة الأم أو اللغة المتداولة في المنطقة لنأصل عليها مسمى ( مسي أو ماسي ) .. وهناك حقيقة ثابته أن أكثر من اصل العائلات غرباً من أكد حتى تخوم دنقلا ومن الشرق من ارتقاشا ( البرقيق) حتى السير أصلهم ( مسنجي أو ماسيري ) ونحن من هؤلاء ( مسيده وفريق ) لأنه عندما ضاقت أراضي ( المحس ) بالناس لطبيعة قساوة الارض الجبلية وضيق الجروف بدأت الرحلات نحو الجنوب .. وهناك عائلات مازالت تتحدث بالمحسية ( في ابوحجار والسرارية وابتى ودار العوضة وتخوم أرقو وفي الجزر في جزيرة أرتقاشا الى يومنا هذا ) والمتعة الحقيقية أن يجيد المرء كل مكونات اللغة النوبية إنها متعة حقيقية عندما تستمع إلى روائع وردي وكذلك روائع نوري سيد علي ( مشو) .. مثال واحد أغنية ( تونجيلا) كلمات نوري سيد علي وغناء عبداللطيف توسي ( وتغنت عام 1972) تقريباً .. وأعتبر نفسي محظوظاً جداً لإجادتي لأي حديث وغناء نوبي .. حتى معلقة (سرقدن دكاي ) .. ومعنى ومدلول لفظ ( مسي ) في الأندادي هو ( مس Mas ) هو الجميل شكلاً وسلوكاً ومعاملة .. في حالة الجمال الشكلي يقال للبنت ( برو مس ) أي البنت الجميلة .. وفي المبالغة ( مسوو) أي ( الإجمل ) لاحظ لفظ ( مسوونكيل ) يمكن أن تكون بالمحسية (آشري نكيل ) وبالاندادي ( مسوونكيل ) معناها ( مكملة الجمال ) او (حد الزين ) .. و( مس ) يطلق على جمال السلوك والاخلاق والادب ، وهذا هو عمق ما يطلق (مسنجي) أو ( الناس أصحاب السلوك والقيم )

Quote: لمحات من منتدى الاربعائية ( نوبة السودان ) كل الدلائل تشير على ان النوبة الجبال اصولهم من الشمال وأن هناك هجرات ذكورية تمت بفعل الغزوات وهربت مجموعات من النوبيين للاحتماء بالجبال ودليل ذلك أن الشخص المطارد دائماً ما يأوي الى الاماكن الوعرة لاتقاء شر العدو وقد ثبت ان هؤلاء المهاجرين تركوا السهول وصعدوا الى الجبال واصبحوا معزولين لفترات طويلة فكان سبباً للحفاظ على لغتهم من الاندثار ومازالت هناك الكثير من المفردات المشتركة بيننا وبين نوبة الشمال ولا أريد ان أدخل هنا في تفاصيل تلك الدراسات والابحاث ، ولكننا في عالم الاغتراب وفي خضم العمل العام كان لنا تقارب مع الروابط النوبية وبالاخص رابطة ابناء جبال النوبة بجدة وأحسسنا من خلالها أن هناك قواسم مشتركة وخاصة في المفردات اللغوية المتداولة لدى أهلنا نوبة الجبال .. في ليلة من ليالي اربعائية الدناقلة هذا المنتدى الذي تمدد ليشمل كل الاثنيات النوبية وغيرها من ارجاء الوطن الكبير كانت هناك ليلة تفاعلية للترويح بعد المحاضرات العلمية والتراثية .. وتم طرح أسئلة عن الكلمات النوبية المنقرضة .. فكان السؤال .. ما هي المفردة النوبية المقابلة لكلمة (جديد)؟ واحتار الجميع في ايجاد المعنى وتم تداول الكلمة ( جديد ) من كل الحضور ولكن احداً لم يوفق .. هنا نهض الاستاذ / حامد دامر رئيس رابطة ابناء جبال النوبة .. فأجاب (( أن كلمة جديد بالنوبية لدينا تعني ( أنجير) )) وهنا تلقف الجمع هذه الكلمة وبحثوا في مدلولها .. ولأن الحضارة النوبية في الشمال مرتبطة بالثقافة الزراعية فأرجعوا الكلمة الى ( أيير ) وهي كلمة تطلق لدى اهلنا دنقلا على المنتج الزراعي الجديد .. مثل ( اول محصول من الفول او الذرة او الخضروات ) وأن هذا المنتج الزراعي الجديد ( ايير ) يوزع مجاناً على الاقارب والجيران .. فإن الكلمة عند النوبة في الشمال هي ( أيير ) وعند نوبة الجبال ( انجر ) مع تحويل حرف الجيم الى الياء للتخفيف وسرعة النطق وبالعربية هي كلمة ( جديد ) فكان هذا نموذجاً للتواصل الجميل بيننا .. حتى كادوقلي عاصمة الجبال بالنوبية معناها ( كا البيت أو المنزل .. دولقي معناه الكبير ) وتكون الترجمة بالعربية ( البيت الكبير ) الذي يضم كل العائلة وفعلاً كادوقلي تنطبق عليها هذا المعنى لأنها عاصمة نوبة الجبال .. والى اليوم مستخدم عندنا في النوبية الدنقلاوية .. فمثل هذه الكتابات والبحوث هي التي سوف توحد الوطن وتخرجه من وعثاء السلاح والاقتتال .. فنشر الثقافة لا ضير فيها ولكن استغلال اشواق الناس وثوابتهم للكسب السياسي تعتبر من المنكرات ..

Quote: سلام وتسجيل حضور ومتابعة للبوست أخ هاني، إضافات جميلة من الأساتذة علي عبدالوهاب و أبو جهينة، ليس لدي العلم الكافي، لكن ما تم إيضاحه هنا بالقرى النوبية التي اختلطت بأخرياتها -الغير نوبية- نجدها معظمها من السكّوت، هل قرى السكّوت صالت حول بقاع السودان أكثر من أخرياتها النوبية (المحس والحلفاويين) نفس الفكرة تنطبق على نوبيي دنقلا ، فمثلاً نجد قرية بالنيل الأبيض تحمل نفس إسم قرية دنقلاوية (الدامبو) مثالاً، إن صح ما ذكرته أعلاه، هل يوجد مرجعية معينة تظهر السبب؟ وهل المحس لم ينصهروا مع القرى الغير نوبية فعلاً؟ تحياتي،،