الأزمة السياسية السودانية متعددة الخلافات و الإختلافات و شديدة التعقيد لطالما يديرها غريبو الأطوار و لكن هذه الأيام تمر بتطورات متسارعة نسبة لطموحات المكونات السياسية الطامعة و المتضورة للسلطة هذا بالإضافة للمكون العسكري الذي يقود هذه المكونات لا يرغب في الإبتعاد عن السلطة بأية حال من الأحوال بل ظهر جلياُ بأنه متشبث و لا يهمه تكاليف بقائه بها حيث بدأ يخترع و يستخدم وسائل عديدة كلفت البلاد العديد من الأزمات التي هي أصلاُ موجودة و موروثة و إمتدادها يرجع له و خاصة الأمنية و الإقتصادية التي أصبحت تشكل هاجساُ و مصدر قلق و توتر دائم في حياة المواطنين . هشاشة الأوضاع الإقتصادية التي يمكن أن يكون جزءاُ كبيراُ منها مفتعل و من صناعة الفلول و بمعاونة أذبالهم في السلظة الإنتقالية الآن ، أما هشاشة الوضع السياسي نعزيه لإنعدام الإرادة السياسية للقوى السياسية من أحزاب مهترة رهنت إرادتها للمكون العسكري و كذلك رفاقنا في حركات الكفاح المسلح الذين جاءوا للبلاد عبر بوابة المكون العسكري و ليس عبر بوابة ثورة ديسمبر العظيمة التي لولاها لما كانوا في الخرطوم الآن ومن ثم إنقلبوا عليها بعد أن تسلقوا على جماجم و دماء شهداءها و شهداء الكفاح المسلح نفسه ، و بموجب التنازل عن الإرادة السياسية للأحزاب و رفاق الكفاح المسلح هذا التنازل عمل على تحفيز و دفع المكون العسكري للتفكير للبحث عن وسائل و خطط خرقاء ومحاولات لبقاءه في السلطة و قسمة الكيكة مع شركاءه و معاونيه المتآمرين على الشعب و الوطن و ذلك بحجة أن السلظة المدنية فشلت في إدارة الفترة الإنتقالية بالبلاد ووو إلخ ... الأوضاع الأمنية الهشة المتردية لا يمكن لأي عاقل أن يتخيلها في ظل وجود قوات عسكرية مهولة و متعددة المهام و أن يكون هناك إنعدام للأمن في البلاد ، هل سأل المكون العسكري نفسه عن مسئولية الأمن ؟ و إذا لم يكن الأمن مسئوليته إذاُ ما هي الجهة المسئولة عن الأمن في البلاد ؟ و ماذا يعني مجلس الأمن و الدفاع الذي يجتمع برئاسة البرهان كل مرة و لماذا يجتمع ؟ و لا يمكن تحميل مسئولية التردي و الإخفاق الأمني للسلطة المدنية ! و ماذا يعني وجود الجيش و الشرطة و الأجهزة الأمنية في البلاد و لماذا لم تخضع لرئاسة مجلس الوزراء ، و لماذا رئيس الوزراء لم يكن حضور في إجتماع مجلس الأمن و الدفاع الذي يخص أمن و تأمين البلد ؟ ، هذه تعتبر من الخطط المكشوفة للشعب من إدعاءات بمحاولة إنقلابية فاشلة و إستغلال قضية الشرق العادلة و التلاعب بها ضمن مخططات المكون العسكري للإنقلاب على سلطة الشعب و ثورته العظيمة و عملية إكتشاف داعش و ما أدراك ما دواعش ( الخلية الإرهابية ) كما يحلو لهم تسميتها من أين جاءوا هؤلاء الدواعشية و كيف دخلوا البلاد و أستأجروا بيوت و بأسلحتهم و يمارسون حياتهم عادية وسط المواطنين و الأمن لا يعلم حتي بتواجدهم ؟ و لماذا إختيار جبرة الحي الخرطومي الذي يكاد أن يكون ملكاُ لحميدتي و أعوانه و عشيرته ؟ و ماهي طبيعة العلاقة بين المكون العسكري بتركيا و قطر؟ العلاقات الخارجية التي يقوم بها و لم يطلع عليها الشعب السوداني و لكن الشعب يفهم مغزاها ! و سفر و زيارات خارجية لأعضاء المكون العسكري بمعزل عن بقية مكونات السلطة بالدولة و دون علم رئيس الوزراء و حتى وزارة الخارجية و يقومون بمهام وزير الخارجية و الوزراء بالتغول على السلطات و صلاحيات ومهام الغير تخطياُ للوثيقة الدستورية دون رقيب أو حسيب ، هل هذه هي عملية الإنتقال و التحول الديبمقراطي الذي يتحدث عنها المكون العسكري و يدعي دعمه لها كلاماُ و ليس فعلاُ ؟ ، الأمن مسئولية الجميع حتي المواطن مهمته الأمنية قاصرة على التبليغ للجهات المختصة لأنها هي المسئولة مسئولية مباشرة عن أمن و تأمين هذا البلد و هذه الجهات المعنية هي على رأسها المكون العسكري فهو المسئول الأول و الأخير و أرجو أن لا ترموا بلاكم على غيركم و السعي لتحقيق طموحاتكم و تطلعاتكم على حساب الوطن و المواطن و المتخاذلين من الأحزاب السياسية و رفقاء الكفاح المسلح متواطئين و مشاركين في هذه اللعبة القذرة بنفس نهج النظام البائد ( التوالي ) ، و بالنسبة للشعب السوداني قادر على الإنتفاض عليكم و إقتلاعكم مثل من سبقوكم إذا تماديتم أكثر في التفكير الأخرق و تمثيل مسلسل محاولاتكم الفاشلة للإنقلاب على ثورته العظيمة . م / علي الناير
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/06/2021