ظل التآمر على ثورة ديسمبر المجيدة متواصلاً منذ فض الإعتصام وحتى ليلة السبت ، ليلة سرقة قحت المسروقة أصلاً ، وإن كان ذلك السبت بسوئه وقبحه ، جاء ببريق أمل في إستعادة الحرية والتغيير ، لعافيتها الأولى ، لو برع أصحابها الأصليين واخلصوا لثورتهم بالتوافق ، لإعادة الحرية والتغيير الى ، سيرتها الأولى وميدانها الثوري ، وعدم تركها فريسة سهلة تتنازعها ، قوى الثورة المضادة من كل شاكلة ولون ، ذلك السبت الذي ما إنبلج صبحه ، حتى كان شعبنا قد أطفأ نور المؤامرة ، ونارها ، وكشف مراميها ، فأفشلها كما أفشل قبلها كل مؤامراتهم السابقة ، ولكن المخطط الأخير ، الذي بدأ بالإنقلاب الذي سمي بالفاشل ، ولازلت أقول أنه لم يفشل بعد ، وشرحت ذلك في مقالات سابقة ، لأنه خُطط له ليكون إنقلاباً ناعماً ، وليس كما تعود عليه السودانيين في إنقلابات مزيكة المارشات العسكرية ، التي تشل الحركة فجراً ، ويتحول بعدها نهارأً ، الى ثورة مباركة(عبود)أو ظافرة (النميري) أو منقذة(البشير) ، كما درجوا على تسميتها بما يروق لهم ، وهي في النهاية ليست سوى بذرة مستبد جديد . أما هذا المُخطط المُحكم والذي يقوده ، لا أقول الفلول أو النظام البائد وحده ، وإنما مُخطط إشترك في إخراجه ، كل من له عداء للثورة السودانية وللسودان نفسه ، ولأهله ، حيث إجتمع لتنفيذ هذا المخطط كل النقائض ، والأخوة الأعداء ، والأصدقاء الأعداء ، والأعداء الأعداء ، من الداخل و الخارج ، وكل له مآربه الخاصة ، وقد قلت أنهم جمعوا كل أسلحتهم الصدئة ، للوصول بها إلى السلطة التي لن تكون غير سلطة السودان القديم ، بضعفه وهشاشته وفقره وعوزه ، يتلاعب به الجميع ، ويتعلم فيه الكل الحلاقة على رؤوس اليتامى ، والمفقرين والجوعى ، والمساكين والمشردين ، والنازحين . وأبناء السبيل . والآن وتبعاً للمُخطط المتواصل ، أطل وجه سلاح جديد ، هو سلاح داعش، وما أدراك ما داعش ، وهنا يحق لنا أن نسأل أنفسنا ،لماذا داعش الآن ، فالمعروف أن هناك خلايا داعش النائمة ، منذ تعامل معها النظام الإسلاموي سنواته الثلاثين ، ومعروف أن طيلة وجودها لم يحدث أن تبنت أي عمل إرهابي قامت به في السودان ،وظلت خلايا نائمة ، وإن كان نومها في الداخل ، فربما يقظتها كانت ، مخصصة للخارج ، وأكثرهم ربما تلظياً بجرائمها دول الجوار والآخرين .ولكننا نتساءل الآن من أيقظها من سباتها ، في هذا التوقيت بالذات؟؟. لو أنها قامت بعمل إجرامي ، من عمائلها المعروفة والمعرفة بالتفجيرات العشوائية القاتلة ، لقلنا حَقَّ للأمن ملاحقتها ، ولكنا لم يكن في بالنا وجودها أصلاً بيننا، وإن كان أغلبنا كان يشك في هذا الوجود المعطل ، وكما نوه الحاج وراق ، بأنه ليس لدينا إرهاب داعشي لأن الإرهابيين كانوا يحكموننا ، وظل أمراً كهذا متكتماً عليه ، لاتعرفه إلا أجهزتهم الأمنية والمخابراتية ، وبما أن هذه الأجهزة هي ذات الأجهزة القديمة ، التي سبقت وأحتضنت هذه الداعش ، وتعرف حتى الآن دروبها جيداً، وتعرف أين تكمن مخابئها ، ولذلك حق علينا أن نتساءل مرات ومرات ، ولكن سيكون سؤالنا الجديد : ما الغرض المتعمد من إيقاظها الآن ، ولِم لم يكن ذلك طيلة فترات ما بعد الثورة ؟؟ وإنما فقط قفز إسمها أمامنا في ظرف لا يزيد عن خمسة عشر يوماً . نصبح ونمسى على مدار هذين الإسبوعين ونحن أمام أخبار داعش ، مداهمة أحياء جبرة إعتقال أحد عشرة إرهابياً ، قتل خمس ضباط ، وهم شهداء الوطن لهم الرحمة ، وجرح واحد ، وفرار أربعة إرهابيين ، ولم تُلجم دهشتنا وهلعنا بعد ، حتى إنتقل بنا الفزع إلى أم درمان ، حي الهدى شرق النيل حيث قتل ثلاثة عناصر ، مصريان وسوداني واحد.ثم عادوا بنا رعبأً مرعباً ، الى حي جبرة المنكوب مرة أخرى. وفي موقعين قتل أربعة ، واعتقال أربعة، ولا ننسى حي الأزهري ، وتتوالى الأخبار، زار البرهان ميدان المعركة ، إنتهت لم تنتهي المعركة باعتقال زعيم الخلية ، في بورتسودان وهو مصري الجنسية، وبعدها سيأتيكم السيناريو الزلزال، وربنا يكضب الشينة ، وأجبرنا على تصوره ، هؤلاء البشر معدومي الضمير ، الذين سمحوا لأنفسهم ولم ترمش لهم طرفة عين ، حين فككوا قضبان السكة حديد - أظن نكاية في لجنة التفكيك ..!! - وهم يعلمون أن قطاراً يحمل المئآت من الثوار ، سوف يعبر هذه القضبان ولو لا العناية الإلهية لمات المئآت. وإجابة على السؤال الذي بعده الزلزال : ما الغرض من إيقاظ خلايا داعش النائمة ، الإجابة : إنه الإغتيال الممنهج بإسم داعش ، أو من خلف ظهرها ، الذي سيكمل مسلسل الأنقلاب الفاشل الذي لم يفشل بعد ، وفيه غالباً سيتم إغتيال أهم شخصية ، وجودها يشكل عائقاً أمام تكملة إنقلابهم الناعم ، لتعم الفوضى البلاد ، لتكون مبرراً ، لإعلان حالة الطوارئ ، بعد الإغتيال ، وتتولي بعده اللجنة الأمنية ، السلطة كاملة لغياب الطرف المهم ممثلاً ، متفق عليه داخلياً ودولياً للشراكة ، بين المكونين العسكري والمدني ، وإذن إذا عرف السبب في ايقاظ الخلايا النائمة المتعمد بطل العجب. فأنتبهوا ..مدنياااااو
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/05/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة