مرفق فيديو مؤسف يُثبت اننا لا نزال في ذات المحطة من التاريخ التعيس..
إن كانت هذه المناظر طبيعية، و تؤسس الي دولة محترمة سنصمت الي الابد، افتونا هداكم الله.
قبل سقوط النظام البائد بأيام كتبت مقال فيه رسالة للجنجويدي، و عشيرته، دعوته ان لديه طريق واحد للصفح، و الغفران بأن يُعلن إنضمامه، الي ميثاق الحرية، و التغيير عندما توحدت الامة خلف هذا الميثاق.
المؤسف الكل غنى لليلاه، و قد اهدرنا وقتاّ، و جُهد مقدر لتحقيق الحُلم في دولة محترمة.
كانت رسالتنا انه لا يمكن لهذه المليشيا ان تلعب ايّ دور سياسي، لأن وجودها معلوم الاسباب، و الدوافع، فهي ذات طابع قبلي يتدارى خلفها جماعة شمولية تحركها ايديولوجيا.
قلنا إقحام هذه المليشيا في الامر السياسي له مضاعفات خطيرة، علي الامن القومي، و ذلك مؤشر لتفكك الدولة، و تشجيع للإستقواء بالسلاح، بإعتباره اقرب الطرق، و اسهلها لفرض النفوذ، و الاجندة بمختلف مسمياتها بعيداً عن مؤسسات الدولة، و إرادة الشعب.
المؤسف جاءت إتفاقية سلام جوبا تؤكد ما كنا قد حذرنا منه، فكانت مقاسمة بين المليشيات للسلطة، و المال، و النفوذ، لتفرض واقعاً جديداً علي الارض، علي حساب السلام نفسه الذي لم يتحقق بعد.
لا تزال رؤيا الجميع في لتعامل مع السلام كملف امني، و إن إختلف النظام، و المُنظرين، بل هناك واقع جديد اكثر تعقيداً في دارفور من قبل، برغم وضع المساحيق رخيصة الثمن.
العسكر للثكنات، و الجنجويد ينحل هذا الشعار، الراقي، و الحضاري، شئنا او ابينا تبناه الشعب السوداني قاطبةً.
يُريد فلول النظام البائد إختزال هذا الشعار بأنه نخبوي تتبناه الاحزاب، و يُمثل عداءً صارخاً للمؤسسة العسكرية.
الحقيقة لا علاقة لهذا الشعار بالاحزاب، لأنه ببساطة كل الشعب السوداني يعلم ان دخول المؤسسة العسكرية في الشأن السياسي، و ما ادراك ما الإنقلابات كان بدور اساسي للأحزاب، و هي المهندس لهذا الخراب يمينها، و يسارها، غير مبرأ.
من يعتقد انه لا يوجد دور للقوات المسلحة في التغيير، و الإنتقال يبقى واهم.
ولكن ماهية القوات المسلحة التي يمكنها لعب هذا الدور، وهي في ثكناتها بكل هيبة، و وقار دون ان تنحاز الي طرف علي حساب الآخر، او تتبنى رؤيا سياسية او فكر.
لعمري هذا الدور لهو اكبر من ان يُفهم للجنرالات الذين خلفهم المخلوع.
القوات المسلحة تحت قيادة لجنة المخلوع الامنية غير جديرة بلعب هذا الدور علي الإطلاق.
لسبب .. هذه القيادة، ترى في مليشيا الدعم السريع كأساس في المعادلة، و يجب التسليم بهذا الامر، مع الإحتفاظ بالدور الباهت للجيش المختطف، و الذي لا يقوى علي اي فعل حتي لو تعلق بكرامة افراده، و ضباطه.
المنظر المؤسف الذي رأيناه في شرقنا الحبيب، و ظهور مليشيا جديدة بقيادة ترك، و ضباط جدد علي طريقة الجنجويد، و صناعة النظام البائد، إن دلت تدل علي اننا لا نزال في ذات المحطة البائسة من التاريخ.
اخيراً..
من يرى كراهية الكيزان تتبناها فئة من الناس يبقى واهم، هذه الكراهية اصبحت متجذرة في وجدان الشعب السوداني كله، و المناظر المؤسفة، و المتراكمة عن عمد، و بجهالة يُحسدون عليها هي دليل كافي لهذا الشعور، و سيظل هذا الامر لأجيال قادمة.
لا اعتقد العودة من تركيا ستغيّر في الامر شيئاً، لأن العائدون هم ذات القوم، بذات العقلية الخربة، و المتحجرة التي عفا عنها الدهر، و عافها الناس.
شاء من شاء، و ابى من ابى فإن ثورة الشعب السوداني هي في الاساس قامت ضد دولة الكيزان، و منهجهم المعطوب، و فكرهم الشاذ، و سلوكهم المنحرف، فتعثرها لا يعني ان لهم مكان في السلطة بعد.. لأن سلوكهم، و لصوصيتهم باينة للكل من المحليات الي رأس نظامهم الماجن " بتاع اديتم لواحد معرس قريبتنا"!
ألا تستحون فعلاً؟
جيش قوي في ثكناته سيفرض هيبة شعبه، و إرادته، و اداة ردع للمرجفون في الارض او كما قال رئيس اركان جيشنا الذي يؤدى التحية العسكرية للجنجويدي في كل خشوع، و رهبة.
إليكم الجيش الامريكي الذي ردع غرور، و تكبر الرئيس الامريكي السابق ترامب وهو في ثكناته حين قال احد قادته " إن تمسك ترامب بالسلطة رغم خسارته سنخرجه من البيت الابيض بالقوة، و سنفرض إرادة الشعب، و الديمقراطية.
فهمتوا معنى الجيش الي الثكنات ماذا تعني؟
لعمري انه عمل الكبار الذي لا يقوى علي اداءه الاقزام..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة