السياسات الخاطئة و الأوضاع الاقتصادية المنهارة دائما تؤدي إلى تفاقم الأزمات و تقود إلى انفجار الغضب الشعبي...سوء الإدارة الاقتصادية مع غياب القيادة الرشيدة والعدالة تعجل بسقوط الأنظمة .. ما حدث من مسيرات فى معظم مدن سريلانكا وخروج اكثر من ١٠٠الف متظاهر واقتحام القصر الرئاسي يشير إلى أن الغضب الشعبي وصل قمته.. معظم السريلانكيين يهتفون بسقوط راجا باكسا بعد أن فشل فى إدارة البلاد وانهارت اقتصاديا بعد تضاؤل احتياطي النقد الأجنبي... واصبح الوضع فى حالة تدهور مستمر لذلك توحدت رؤية الشارع بضرورة رحيل عائلة راجا باكسا عن السلطة رغم محاولات الحكومة لتهدئة الغضب الشعبي الا انها فشلت لم تنجح محاولة تعيين حكومة جديدة.... ما شهدته من انقطاع مستمرا للكهرباء تصل إلى ١٣ ساعة فى اليوم وازمة وقود خانقة وغلاء ونقص حاد في الادوية وارتفاع معدل الإنفاق الحكومة.. لايختلف كثيرا عن وضعنا الحالي... لكن لديهم تمكن الثوار من اقتحام القصر الرئاسي واحتلال معظم المباني الحكومية هذا الضغط الشعبي جعل الرئيس وأسرته وشقيقة الذي كان وزير للمالية باسل راجا باكسا يهربون... هذا الهروب آثار غضب البعض لأنهم كانوا يسعون إلى مساءلتهم واستعادة الأموال المنهوبة من جميع افراد الأسرة الحاكمة .. توجد كثير من الخطوط الأساسية التى تشكل سبب أساسي للانهيار الاقتصادي فى قمتها سوء الإدارة و غياب المساءلة و المحاسبة و الحصانات التى تمنح اذا كانت عبر الدستور او بقوة الترسانة العسكرية والأمنية وراء ارتفاع نسبة الفساد.. اتبعت سريلانكا سياسة طباعة مزيد من النقود وارتفع بذلك معدل التضخم وأصبحت عبر سياسة التعويم الروبية السريلانكية العملة الأسوأ.. القضية الكبرى أن الحكومة اعتمدت على القروض و أسقطت السياسات التى تقود إلى تقوية الاقتصاد... هناك وجة شبة كبير بينما دار هناك ويدور هنا... ثورتهم اقتحمت القصر واسقطت حكومة الأسرة التى تتمتع بحصانات... وهنا مازالت الثورة مستمرة...
andيأتي على أهل الحق لحظة يظنون فيها أنهم مجانين ، من فرط الثقة والوقاحة التي يتكلم بها أهل الباطل.
مصطفى محمود حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
فى علم ال (Communication , Information), و من أساسيات ال Shema de Communication ، التى تشمل عناصر الإتصال الرئيسية(المرسل، الرسالة،الوسيلة المستخدمة، المستقبل)، وهدف المرسل ، و استجابة و تفاعل المستقبل مع المرسل يعتمد بشكل كبير على "الرسالة"، و الوسيلة المستخدمة فى الإرسال، لكن يبدو ان الوسيلة المستخدمة فى إرسال رسالة البرهان لم تكن أمينة بالشكل الكافى، حيث تم بتر الرسالة تعمدًا، لتشويش اهم عنصر فى عملية الإتصال ألا و هى "الرسالة"، و عملية البتر و التجزئة كان الهدف منها ان تصل الرسالة مشوشة، و مشوهة لشئ فى نفس يعقوب، و المعلوم فى آليات الإتصال أنها مختلفة، منها: Communication direct, Communication indirect, الإتصال المباشر، و الإتصال الغير مباشر، و المحفوف بالمخاطر أحيانا هو "الإتصال الغير مباشر" الذى يصعب فيه التحديد، و الرسالة الغير مباشرة ترضخ لأداة الإرسال و مدى مهنيتها و مصداقيتها و حياديتها، فاذا اصبحت قناة الإرسال هى "وسائط التواصل الاجتماعي" التى لا ترضخ لأى معايير مهنية، و يتم أستخدامها بطرق غير مهنية لاغراض غير شفافة من قبل بعض الفئات و الكيانات السياسية و الحزبية فهذا لا يتفق و العرف المهنى و اخلاقيات المهنة، و خير مثال لذلك فيديو رئيس مجلس السيادة المبتور المجزأ لغرض ما، و كما هو معروف فى فن الرسالة أنها تفقد حوالى ٦٠ ٪ من معناها و أهدافها عندما تنقل عن طريق وسيط، و تكون غير مباشرة من قائلها، محكمة المفردات و الجمل تعبر عنه و عن أهداف رسالته الحقيقية.
مما لا شك فيه ان المستقبل الحصيف الفطن يحتاج ان يستمع للفيديو كاملًا من البداية و حتى النهاية ، دون تجزئة و بتر، حتى يفهم محتوى الرسالة بصورة صحيحة، إلا انه فى الحالة التى نحن فى صدد تحليلها الآن قد تم الترويج لخطاب البرهان بعد البتر و التجزئة على النحو التالي :
- (نحن ما هوان عشان الناس يقودونا، ناسنا معلمين، مكانهم القيادة).
لكن اعتمادًا على نص الفيديو الغير مبتور و غير مجزأ و غير مشوه ، كان حديث البرهان واضحًا لا لبس فيه على النحو الآتى: كان البرهان معدداً و مذكراً بتاريخ ولاية نهر النيل، و مساهماتها فى بنيان السودان، و تأريخ ممالكها، و قدرات ابناء المنطقة، و إمكانياتهم البشرية، واصفين إياها انها ليست بساهلة، و لا بسيطة، مبينًا ان جميع هذه الأشياء مجتمعة توضح أنهم ليسوا بهذه السهولة و الهوان حتى يساقوا و تتم قيادتهم، بل تلك القدرات و الإمكانيات تجعل منهم "مثل" إى "انموذج"، و ان مكانهم الريادة و القيادة، و ليس ان يُقادوا و يُساقوا دون فهم. - "ديل ناس ما بشبهونا" ، فسر كثيرون هذه الجملة على انها عنصرية ، مع انها هى نفس الجملة التى رددها وجدى صالح فى حديثه عن جماعة اعتصام القصر، لكن الاختلاف هنا، هو ان البرهان فى صياغ حديثه لم يقصد العنصرية ، لم يتطرق لتفصيل التشابه الذى تحدث عنه و عدمه، على انه تشابه فى الجنس ، او القبيلة، او العرق، او لون البشرة ، بل تشابه التعاليم، القيم، المبادئ …الخ ، حيث كان قد دعى ابناء المنطقة للوحدة، و لرفع الوعى للمحافظة على حقوقهم "على الأقل"، ناصحًا إياهم بإن صوتهم يجب ان يكون مسموع، حتى لا يسمحوا لناس آخرين أن يتحدثوا أصالةً و نيابةً عنهم، "لأنهم لا يمثلونهم و لا يشبهونهم". و المعلوم لدى المراقبين للملف السودانى و تطوراته، ان ثورة ديسمبر التى أنطلقت شراراتها من منطقة عطبرة المدفعية، عطبرة السكة حديد ، عطبرة الحديد و النار بولاية نهر النيل،و بعدها توسعت الثورة و شملت جميع أنحاء السودان، لكن يرى البعض أن الثورة المنطلقة من عطبرة فى الأساس تم إختطافها من فئات حزبية انتهازية امتطت الثورة، و اختزلت أهدافها الرئيسية لتحقيق مكاسب و مصالح حزبية سلطوية بعيدا عن المصالح القومية الوطنية ، و كانت و ما زالت تلك الفئات الحزبية التى توصف بانها فاقدة للقاعدة الشعبية و الجماهيرية، و تفتقر للدعم و السند الشعبى، ما زالت تتاجر بأسم الشعب السودانى، و تدعى أنها تمثل السودانيين بلا فرز، و انها تمثل مطالب السودانيين دون تمييز، فى الوقت الذى تعالت فيه اصوات سودانية من مختلف السودان تدين و تستنكر اكذوبة ادعاء شرعية تمثيل الشعب و مطالبه، كما تعالت اصوات نسوية فى نهر النيل و غيرها من مناطق السودان موضحًة ان المنظمات و الكيانات النسوية التى هى عبارة عن لافتات لاحزاب سياسية بعينها، تتدعى زورا و بهتانًا أنها تمثل نساء السودان، و من ضمنهم نساء نهر النيل، و تزعم انها تمثل مطالبهن، فى الوقت الذى تبرأت فيه العديد من النساء من مطالب اللافتات الحزبية تحت ستار النسوية، واصفين بأنها ضد معتقداتهن، و قيمهن، و مبادئهن، و لا تشبه التربية و التعاليم التى نشأن عليها.
فى ذات الصدد كان قد أشار البرهان فى حديثه، انه خلال زيارتهم لمناطق مختلفة من الولاية وجدوا الناس حالتهم واحدة، روحهم واحدة، و نفسهم واحدة، محتاجين ان يتعاونوا و يتكاتفوا مع بعضهم، فكانت الدعوة لوحدة ابناء الولاية على الأقل للحفاظ على حقوقهم . موضحًا ان الولاية كانت و ما زالت أبوابها و صدرها مفتوح للجميع دون فرز ، قائلًا : ما عندنا فرز، دا من وين؟و دا جنسه شنو؟مضيفًا : كلنا سودانيين نأكل معاً، و نشرب معاً ، لكن مع ذلك يجب ان تكون هناك حدود فاصلة بين الحق العام و الحق الخاص، مذكراً بان ولاية نهر النيل منتجة للذهب ، ولابد ان يكون واضح امر ماذا تقدمه الدولة للولاية من اسهامات. لان الدهب يطلع من هذه الولاية.
اما وصفه ابناء الولاية بانهم "معلمين"، كان فى صياغ ذكره لتاريخ الولاية مبينًا ان انسان المنطقة علم و نشر التعاليم و القيم السمحاء من عادات طيبة و أنسانية ، و تعاون، و تكافل، و تراحم فى السودان.
نواصل للحديث بقية.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 15 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة