يعتبر مصطلح القدر الإلهي في الإسلام هو القضاء، أي “المشيئة والتدبير” وهو مزيج من مصطلحين، مما يدلّ على الجوانب الثنائية للقدر الإلهي. يقول ابن حجر رحمه الله: «وقالوا -أي العلماء- القضاء هو الحكم الكلي الاجمالي في الأزل، والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله»⁴!!!!!! «إن القدر ليس حدثًا واحدًا محتومًا! بل هو كل الأحداث التي يمكن للمرأ الاختيار منها، نعم! إن مفهوم (القدر) لدينا مشوش! إن القدر يا سادة ليس هو سلسلة الأحداث التي ستحدث رغمًا عنا -إلا إننا يجب أن نأخذ بالأسباب-! لا، إن القدر من (القَدر) وهو الحصر والتحديد، هو حصر الخيارات أمامنا في كل لحظة في حياتنا إلى خيارات معدودة محصورة (مقدورة)! إنه ليس اختياراتنا! بل هو ما يمكن أن نختاره» رابط المادة: http://iswy.co/e14b9vhttp://iswy.co/e14b9v (طالما حرر ابن تيمية القواعد الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، وأظهر أنواعًا باهرة من التقريرات البديعة، والفتوحات العظيمة، ومن ذلك تلك القاعدة الجليلة: «الإرادة الجازمة مع القدرة توجب الفعل»، التي أحكمها واحتج لها بدلائل نقلية وعقلية وفطرية، واستصحبها في إثبات مسائل كبيرة، ونوازل هائلة، وصاغها بعبارات متعددة، وألفاظ متنوعة، كعادة ابن تيمية في تحريراته، فقد اتسعت مداركه وعظمت علومه ومعارفه، ومن ثم اتسعت تعبيراته، وتكاثرت ألفاظه.) (أما قضاء الله فميز التنزيل الحكيم بين “قضى” بمعنى “أخبر” {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ} (الحجر 66)، و”قضى” بمعنى “أمر” ضد “نهى” {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} (الإسراء 23)، و”قضى” بمعنى “أنهى الشيء” {فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ} (الأحزاب 23)، و”قضى” بمعنى الإرادة الإلهية النافذة {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} (البقرة 117) وهو المعنى موضوع البحث، وصاغه الله بصيغة ثابتة صارمة، فقول الله هو الحق {قَوْلُهُ الْحَقُّ} (الأنعام 73) وكلماته هي عين الموجودات {يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} (الأنفال 7) وقضاؤه المبرم لا ينفذ إلا من خلال المقدرات {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً} (الأحزاب 38) أي القوانين الموضوعية للكون، وقضاؤه النافذ غير أزلي (إذا أداة شرط) ولو كان نافذاً منذ الأزل لقال (فإنما يقول له كن فكان) فقد أطلق القدرة ب “يكون” وهذا الإطلاق قابل للتغيير والتبديل، تبعاً لمشيئة الله ولموقف الإنسان، وفيما عدا قوانين الكون (الأقدار) التي لا تتبدل كالليل والنهار والموت والحياة ودوران الأرض وتعاقب الفصول وتشكل الغيم، يستطيع الإنسان بما أوتي من معرفة (نفخة الروح) أن يقضي في الموجودات، فالله وضع قانون لهطول المطر {ينزل الغيث} لكن الإنسان يستطيع أن يقلد تشكيل الغيوم ويستمطرها فوق مدينة ما، ولو كانت كمية المطر التي ستهطل فوق هذه المدينة محددة سلفاً لما استطاع الإنسان ذلك، ولما كان لصلاة الاستسقاء أي معنى، ومن هنا نقول أنه كلما زادت معرفتنا بالموجودات زاد قضاؤنا فيها وبالتالي زادت حريتنا.) ومما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها مع إيمانهم بالقضاء والقدر أن الله خالق كل شيء، وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه يضل من يشاء ويهدي من يشاء، وأن العباد لهم مشيئة وقدرة يفعلون بمشيئتهم وقدرتهم ما أقدرهم الله عليه، مع قولهم أن العباد لا يشاؤون إلا أن يشاء الله، كما قال الله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ. فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ. وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}الآية [المدثر: 54 ـ 56]. وقال تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} [الإنسان: 29- 30] وقال: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ. لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ. وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 27-29]. والقرآن قد أخبر بأن العباد يؤمنون، ويكفرون، ويفعلون، ويعملون، ويكسبون، ويطيعون، ويعصون، ويقيمون الصلاة، ويؤتون الزكاة، ويحجون، ويعتمرون، ويقتلون، ويزنون، ويسرقون، ويصدقون، ويكذبون، ويأكلون، ويشربون، ويقاتلون، ويحاربون، فلم يكن من السلف والأئمة من يقول: إن العبد ليس بفاعل ولا مختار، ولا مريد ولا قادر. ولا قال أحد منهم: إنه فاعل مجازاً بل من تكلم منهم بلفظ الحقيقة والمجاز متفقون على أن العبد فاعل حقيقة، والله تعالى خالق ذاته وصفاته وأفعاله. وأول من ظهر عنه إنكار ذلك هو الجهم بن صفوان وأتباعه، فحكى عنهم أنهم قالوا: إن العبد مجبور، وأنه لا فعل له أصلا وليس بقادر أصلا، وكان الجهم غالياً في تعطيل الصفات، فكان ينفي أن يسمى الله تعالى باسم يسمى به العبد، فلا يسمى شيئاً ولا حياً ولا عالماً ولا سميعاً ولا بصيراً. إلا على وجه المجاز. وحكي عنه أنه كان يسمى الله تعالى قادراً؛ لأن العبد عنده ليس بقادر، فلا تشبيه بهذا الاسم على قوله. وكان هو وأتباعه ينكرون أن يكون لله حكمة في خلقه وأمره، وأن يكون له رحمة، ويقولون: إنما فعل بمحض مشيئة، لا رحمة معها، وحكي عنه أنه كان ينكر أن يكون الله أرحم الراحمين، وإنه كان يخرج إلى الجذمى فينظر إليهم ويقول: أرحم الراحمين يفعل مثل هذا بهؤلاء؟! وكان يقول: العباد مجبورون على أفعالهم ليس لهم فعل ولا اختيار.) القضاء في اللغة على وجوه، مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه. وكل ما أحكم عمله، أو أتم، أو ختم، أو أدي، أو أوجب، أو أعلم، أو أنفذ، أو أمضي فقد قضي،،، القدر=ا+ب=حدث وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون (18)((المؤمنون) المشيئة والقدرة: من الممكن أن تختلف إرادة الله عن إرادة غيره، كما في قوله تعالى: ﴿والله يريدُ أن يتوبَ عليكمْ ويريدُ الذين يتبعونَ الشهواتِ أن تَميلوا ميلاً عظيما﴾، وقوله تعالى: ﴿ما كانَ لنبيٍّ أنْ يكونَ له أَسْرى حتى يُثخنَ في الأرضِ تُريدونَ عرضَ الدنيا واللهُ يُريدُ الآخرةَ واللهُ عزيزٌ حكيم﴾. لكن ما يشاءه (يقدره) غيره لا يكون إلا بفضل القدرة الإلهية وتحتها، أو بعبارة أخرى “بإذن الله”، أو “ما شاء الله ثم ما شاء غيره”. كما في قوله تعالى: ﴿وما تشاءُونَ إلّا أنْ يشاءَ الله إنَّ اللهَ كانَ عليماً حكيما﴾ الخلاصة: وأكثر المتكلمين لم يفرقوا بينهما وإن كانتا في الأصل مختلفتين فإن المشيئة في اللغة : الإيجاد والإرادة : طلب»[3]والإرادة : المشيئة وأراد الشيء : شاءه . وراودته على كذا مراودة وروادا أي أردته قال ثعلب : الإرادة تكون محبة وغير محبة وأراده على الشيء كأداره . وأردته بكل ريدة وهو اسم يوضع موضع الارتياد والإرادة أي بكل نوع من أنواع الإرادة»[4]والفرق بين الارادة والمشيئة: قيل: «الارادة هي العزم على الفعل، أو الترك بعد تصور الغاية، المترتبة عليه من خير، أو نفع، أو لذة ونحو ذلك.وهي أخص من المشيئة، لان المشيئة ابتداء العزم على الفعل، فنسبتها إلى الارادة نسبة الضعف إلى القوة، والظن إلى الجزم، فإنك ربما شئت شيئا ولا تريده، لمانع عقلي أو شرعي.وأما الارادة فمتى حصلت صدر الفعل لا محالة.وقد يطلق كل منهما على الآخر توسعا..»[5] =دقة الألفاظ دلالة على إدراك حدود معانى الكلمة ودلالتها الاصطلاحية=الارادة مقابل القدر اما الذى لا يدرك فكان يمكن ان يستعمل كلمتى المشيئة والقضاء!!!! يقول ابن عربي: “كان لفظ القضاء بإزاء الأمر الكلي وكان لفظ القدر بإزاء الأمر الجزئي” (كتاب المعرفة، ص85). وهو ما يطلق عليه القونوي “الضرب المختص بالكليات والضرب المختص بالجزئيات”.
اللغة العربية لا تقبل الترادف
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 14 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة