لا تفعل الفضائيات بنا خيْرا حينما تستضيف التوم هجو شبيه الرئيس المخلوع خِلْقَةً و صوتا, فبعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة ظننا اننا قد نجونا و سلِمنا من رؤية البشير او سماع صوته, فها قد خرج علينا هذا الشبيه. و بمجرد ان رأيته وقبل ان اسمعه و اعرف طريقه المناوئ للثوار, قلتُ في نفسي ما هذا الشبيه البغيض, و لو انه سيأتِ للثورة و السودان بكل خير الدنيا لَمَا وددتُ ان يكون هذا الخير على يده نراه بسحنته البشيرية. حيث كنا كلما رمتنا الاقدار برؤية البشير على شاشة فضائية نكتم الصوت و نبصق و نتبع البصق بقولنا: تباً لك بذات اسلوب(شيخ) محمد مصطفي. و علَى ذِكْر البصق نورد طرفة تقول ان حاكما مرَّ على ثلاث رجال في الطريق و سألهم حاجتهم, فطلب احدهم ان يُمَلَّك سيارة اجرة, و الثاني عمارة فاخرة, أمَّا الثالث فقد طلب صورة كبيرة للحاكم, و جيء لطالب الصورة بها على عَجَل مع الاشادة به. و بعد عدة سنوات بعث الحاكم برجالة ليروا الوضع المالي للرجال الثلاث, فهالهم انْ يجدوا مَنْ طلَب الصورة هو الأغْنَى بينما الاثنان اصابهما الفقر. و سأل احد رجال الحاكم صاحب الصورة عن سِر الثراء الفاحش عليه مِن دون خوف, فأجاب بأنه يخرج حاملا صورة الحاكم كل صباح و مساء حينما يكون الناس في ذهابهم و مجيئهم للعمل, فينظر الواحد منهم للصورة و مَنْ يبصق يدفع خمس دنانير و مَنْ يركل يدفع عشرة. و ذهب رجل الحاكم الى الرجلين الآخَريْن و سألهما عن سبب فقرهما, فأجاباه بأن السبب هو الضائقة المعيشية و جور الجباة. و علي ذلك فإننا نطلب من التوم هجو و رفاقه في سبت16 اكتوبر ان يوفروا عددا مقدرا مِن الصور. و أوردتْ الجزيرة مباشر عن التوم هجو عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية قوله عن المتظاهرين في سبت16 أكتوبر امام القصر الرئاسي:( انهم سيواصلون الاعتصام الى حين الاستجابة لمطالبهم المشروعة و المتمثلة في اسقاط الحكومة الحالية و تشكيل حكومة كفاءات و توسيع قاعدة المشاركة.), و يزعم الرجل انه سياسي و له مِن الانصار ما له, فكيف استقام له عقلاً انْ تطلب فئة قليلة معظمها من اطفال خلاوي القرآن أو البسطاء المخدوعين الذين لا دراية لهم بالغرض حلّ حكومة اتي بها الشعب بملايينه و ليس مِن قِلَّة فيها مَنْ لم يحفظ ما أُوكِل له من هتاف فكان يصيح مطالبا بحلّ (الثورة) ذاتها فهو بذلك لا يميز بين الثورة و الحكومة, أو ذاك الطفل الذي حُمِّلَ لافتة عن قانون النقابات. و التوم إنْ كانت عضويته في مجلس شركاء الفترة الانتقالية غير مجدية له فكان الأوفى ان يستقيل ليترك المقعد لعضو فعَّال. و التوم بإعتباره منظِّمَا لهذه المظاهرات البائسة, ما كان له انْ يوجّه المتظاهرين للقصر لو انه سياسي بارع –على الاقل يعرف عن الوثيقة الدستورية و حدود صلاحيات مجلس السيادة و على وجه الخصوص رئيسه البرهان- لَوجههم الى حيث دكتور حمدوك رئيس الوزارة, لأنَّ صلاحيات(برهانه) هذا تشريفية محضة, إلاَ ان يكونوا يريدون حلَّ مجلس السيادة لِيُستبدل المكون العسكري بكفاءات حقيقية من رتبة فريق, و ذلك-ايضا- لن يتأتى ايضا بتلك المظاهرة البائسة المحدودة العدد رغم ما أُنفق عليها مِن مُغْرِيات. و كان اركو مناوي في باريس و قد أُعلن حاكما على اقليم دارفور, و مِنْ هناك طالَب بمنصب معتبر لصديقه التوم هجو, و في لقاء للتوم هجو بصحيفة السوداني اشاد بمناوي لتمسّكه-حسب قوله- بتطوير الجبهة الثورية و إعادة ترتيبها و طرحه القومي. و في ذات اللقاء وصَفَ حِرمان مسار الوسط من الحقائب الوزارية بالإقصاء ثم عاد و قال انهم لا يريدون موقعا أي منصبا. و رجوعا للقاعدتين:( عن المرء لا تسأل, و سَل عن قرينه, فكل قرين بالمقارنة يهتدي) و(إنَّ الطيور على اشكالها تقع), عرفنا مَن يكون التوم و الى اين تتجه به الامواج.
مواضيع سابقة كتبها محمد فضل علي فى سودانيز اون لاين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة