.. كندا لم تمضي دقائق معدودة علي خطاب الرئيس السوداني عمر البشير حتي انشقت الارض عن ردود افعال متفاوتة وسط الاغلبية من السودانيين التي اظهرتها اتجاهات الرأي العام من خلال الميديا الاجتماعية والتي ترواحت بين السخرية والتخوف من احتمالات الموقف السياسي والامني في البلد بعد خطاب الرئيس البشير الذي اختار فيه الالتفاف علي حقائق الموقف ومسببات وجذور الازمة السياسية والاقتصادية العميقة والقديمة بحساب سنين حكم الانقاذيين واغلاق الباب عمليا امام اي جهد وطني من اجل التوصل الي تسوية مرضية تجنب البلاد الخسائر الجسيمة في الانفس والارواح وردود الفعل المماثلة التي قد تطال الحاكمين واعوانهم.
محطات هامة في خطاب اللحظات الصعبة والحرجة الذي القاه الرئيس البشير امام حشد من انصارة وبعض الافراد من بعض قادة الحطام الحزبي والحزبيين السابقين واصحاب المصالح واخرين يمثلون كيانات سياسية لا وجود حقيقي لها علي الارض علي صعيد العمل والممارسة السياسية من المتحالفين مع نظام البشير الذي بشر نفسه في بداية خطابه بنهاية الازمة السياسية قائلا "لقد انجلي الموقف" كما اشار الي التظاهرات الشعبية باحداث الايام الماضية وقال انهم خرجوا منها بدروس وعبر واعاد حديثة عن الابتلاءات التي وصفها بانها اقدار مسطرة لم يسلم منها حتي الانبياء والرسل. كما اقترح البشير في خطابة الذي جاء اشبه بعملية تاجيل للانفجار ماوصفه بالتدافع الحسن الية للحوار مع الاغلبية الصامتة والشباب من قادة الاحتجاجات الشعبية الذين اشاد بهم وبتحركهم المبرر والمشروع علي حد قولة في محاولة للفصل بينهم وبين خصوم نظامه المعروفيين في محاولة لحرمانهم من حصاد نتائج الثورة الشعبية واكتفي بخطاب تقليدي مكرر حول كيفية استيعاب الشباب من قادة الاغلبية الصامتة والحوار معهم وتحدث ايضا عن انجازات عهد الانقاذ علي صعيد الطرق والكباري وكأن السودان اليوم مجتمع رفاهية ودولة عظمي متناسيا انهيار العملة الوطنية والاقتصاد السوداني الذي تحول بدورة اليوم الي مهددات مباشرة وخطيرة لامن البلاد. كما قام الرئيس البشير بالتخلي عن رئاسة المؤتمر الوطني بدلا عن حل هذا الكيان الاستهلاكي والصوري المعدوم التاثير علي كل الاصعدة الذي ظل يستنزف اموال ضخمة في عمليات علاقات عامة ودعاية ورشاوي سياسية لاعلاقة لها بمصالح المواطنين ومشكلاتهم اليومية علي صعيد المعيشة والخدمات. ولم ينسي السيد البشير بتجميد لجنة التعديلات الدستورية احد اليات الملق والمداهنة السياسية المكلفة بتمديد فترة حكمه في اشارة منه الي ذهده عن الحكم الامر الذي اعتبرته اغلبية من علقوا علي الامر خطوة تكتيكية فرضها الموقف الراهن والثورة الشعبية التي تشهدها البلاد التي لن تجدي معها اعلان حالة الطؤاري التي من الممكن ان تترتب عليها نتائج عكسية حيث يبدو الان ومن خلال رصد ردود الافعال وحالة الحشد والتعبئة في الشارع ان الشعب السودان قد احتفظ لنفسه بحق الرد ومواصلة الثورة والانتفاضة. في الوقت الذي يعاني فيه النظام الحاكم من العزلة والرئيس محاط بمجموعات قليلة العدد من النخبة الامنية والعقائدية من الاسلاميين في ظل حالة التشظي وسط رفاق دربهم التاريخيين من اغلبية الاسلاميين التي تحاول بعضها جاهدة اختراق المشهد السياسي وتسويق انفسهم كشخصيات مستقلة والتهرب من الارث الكارثي لفترة حكمهم بينما اكتفي اغلبهم من بعض العقلاء بموقف المراقب من علي البعد لمجريات الامور في محاولة لاتقاء اي ردود فعل غاضبة من الاخرين في هذا الظرف المعقد والخطير.
محلل: نظام البشير انتهى وعلى الجيش السوداني تولي زمام الأمور
الناس في السودان محتاجون لسوار الذهب اخر ولكن صحابنا المحلل السياسي مثلة من الكثيرين يشير الي الجنرال سوار الذهب رحمه الله باعتبارة منقذ انحاز للشعب والديمقراطية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة